القاهرة – «القدس العربي» : انتشر في الفترة الأخيرة كليب غنائي بعنوان «الواد ده بتاعي»، وأثار انتشاره موجة من الغضب بين الموسيقيين وعلماء النفس والتربية، سبب الأزمة طفلتان لم يتجاوز عمرهما العاشرة، هما مريم فؤاد وشهد فؤاد، حيث تم استخدامهما في تقديم أغنية تحمل الكثير من الكلمات غير اللائقة ولا المتوقع سماعها من أطفال بهذا السن، ليتم تداول هذا الكليب على وسائل التواصل الإجتماعي مما فتح ملف اساءة استخدام الأطفال في الأعمال الفنية.
وصل الأمر إلى القضاء، حيث تقدم الكاتب والمذيع وائل سعد المتخصص في الكتابة للكوميكس وللأطفال ببلاغ رقم 5178 لسنة 2017 ضد كل من ساهم في صناعة كليب «الواد ده بتاعي» ومن استغلال الطفلتين مريم وشهد فؤاد، بداية من ولي أمر الطفلتين ومنتج ومخرج ومؤلف العمل يتهمهم بإفساد الذوق العام.
وذكر في البلاغ أن الكليب مخالف للدستور، الذي يكفل حماية الطفل من كل ما هو مسيء له، حيث ينمون لدية مشاعر ومفاهيم لو انتبه لها في طفولته قتلت داخله براءتها، التي من الواجب على الدولة والقانون وكل البالغين مع اختلاف تعليمهم وإدراكهم حمايتها، فهم أمانة تسلم لهذا الوطن وليسوا ملكا لمن أنجبهم فتأثير أي شيء عليهم ستتحمله الأمة المصرية كلها وليس أهلهم فقط، بالإضافة لقناة شعبيات التي أخذت العمل حصريا على شبكتها وهذا مخالف للأخلاق فهي قناة موجهة لمن يرغب في سماع أغان شعبية من البالغين وإذاعة أغنية للأطفال عليها يعني أنها ترغب في إضافة الأطفال إلى قائمة متابعيها، رغم أن محتوى ما تبثه القناة بعيد كل البعد عن اهتمامات الأطفال، بل أنه مفسد لطفولتهم وضد شبكات المحمول الثلاث لترويجهم للعمل من خلال تنزيل الأغنية على الهواتف، وهذا يعني أنه لا تتم مراجعة المحتوى الذي يتم تقديمه… فعمل بهذا المستوى لا يليق التعامل معه على أنه موجه للأطفال»، حسب البلاغ.
وأكد محمد البدوي، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، أن السجن بالمؤبد عقوبة تنتظر والدة الطفلتين صاحبة الفيديو الكليب، مشيرا إلى أن مصر وقعت على عدد من الاتفاقيات تنص على حماية الطفل وتحقيق المصلحة الفضلى لهم.
يتابع، رئيس الجمعية المصرية، أن ما قامت به الأم مع أبنائها اتجار بهم لأنه بمثابة استغلال وتعريض لأمنهما وسلامتهما ونفسيتهما للخطر.
بدروه هاجم المطرب هاني شاكر نقيب الموسيقيين، الطفلتين بطلتي كليب «الواد ده بتاعي»، قائلا: «أصابتني صدمة كبيرة عندما سمعت الأغنية، مشيرا إلى أن الأطفال يجب أن يقدموا أغاني للوطن وللطفولة أو الدين وليس أغاني من هذا النوع.
وأضاف هاني أن ما حدث يُعد جريمة أخلاقية ولا يمكن السكوت عليها، وتمنى عدم تكرارها، لأن ما حدث اعتداء على براءة الأطفال باستخدامهم في غناء كلمات لا يعون معناها جريمة.
وأكد حلمي بكر، أن هذا الكلام لا يصح أن يقوله أطفال بهذا العمر ولا يليق بهم، وأن ما حدث اعتداء على طفولتهم.
وطالب بضرورة محاسبة المخرج والمؤلف والمنتج، اللذين أخرجا هذه الأغنية للنور، قائلا: «البنت من دلوقتي بتقوله اسمه على دراعي، مش عارف لما تكبر هتحط اسمه فين».
وقالت المطربة شذا، إن هذا الكليب مؤشر لما وصلنا إليه من انحدار أخلاقي، وطالبت الفنانين والمنتجين الحقيقيين بضرورة وجود حل للارتقاء بالمستوى الفني الذي تدنى كثيرا في الفترة الأخيرة.
أما والدة الطفلتان ومنتجة الكليب «ليلى شبح»، فتؤكد أن الكليب لا يحتوي على أي إيحاءات جنسية، مضيفة أن ابنتيها على علم بألفاظ أفظع نظرًا لإنتشار مثل تلك الألفاظ في الشوارع والمدارس.
وتُضيف أن الكليب ليس الإنتاج الأول للطفلتين، فقد قامتا خلال فترة سابقة بكليب آخر، والذي قد كان تحت عنوان «إحنا العفاريت»، مشيرة إلى أن الطفلتين قد تلقتا العديد من العروض من أجل إنتاج الأعمال الفنية، من قبل العديد من المنتجين ومنهم طارق السفاح وأيضا إسلام خليل.
واعترفت ليلى أن كلمات الأغنية غير مناسبة «وغلط»، لكنها أكدت أنها ليست نادمة على «الكليب»، لأن «دول عيالها ومحدش هيخاف عليهم قدها» على حد تعبيرها.
وقالت الإبنة الكبرى شهد، «إحنا أما نجحنا قولنا لماما عاوزين نعمل كليب، عشان بنحب الغنا والشهرة، فعلمنا أغنيتين، لما جابولنا كلام أغنية الواد ده بتاعي وسمعناه فهمناه، وأعرف صحاب لينا بيقولوا كلام أسوأ من كده».