يحق لنا اليوم أن نحتفل باليوم العالمي للغة العربية، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل سنة، كلغة عالمية رسمية متداولة في جميع المحافل الدولية، بعد نضال يعود إلى خمسينيات القرن الماضي.
هو حق له وزنه ومبرراته، فهي اللغة الخامسة من حيث رواجها وعدد مستعمليها بعد الصينية والإنكليزية والإسبانية والهندية، من دون أن نخوض في أسباب هذا الانتشار التي تعود إلى عوامل سياسية واقتصادية وديموغرافية وعرقية…
ولكننا سنتحدث في الطبيعة النوعية للغة العربية، من حيث كونها اللغة السامية العريقة التي استطاعت أن تحافظ على بقائها ونقائها منذ قرون عديدة خلت، في وقت انقرضت فيه لغات قديمة لأسباب كثيرة ومعروفة تتعلق بطبيعتها القاصرة عن تلبية حاجات الإنسان للتواصل بها دينيا وفكريا وأدبيا وسياسيا.
إن ما يضمن للغة العربية هذا الألق المتواصل هو امتلاكها أولا لسند ديني متمثل في أن الله عز وجل اصطفاها لوحيه ولكتابه الكريم ولدينه الخاتم للديانات، ثم من جهة أخرى لكونها تختص بعناصر جمالية يعز وجودها تامة في لغات أخرى، وهذا سر عبقريتها، فثراؤها البليغ في جمال صوتها، وغزارة مرادفاتها واشتقاقاتها، وتنوع صيغها النحوية والصرفية، وفصاحة أساليبها البلاغية..
كل ذلك جعل منها لغة مرنة للتعبير عن أدق المشاعر الإنسانية، ولاستيعاب المفاهيم العلمية قديما وحديثا، فلا عجب في كونها كانت لغة الحضارة في العصر القروسطي، فقد قال في حقها الفرنسي لويس ماسينيون « اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي، والعربية من أنقى اللغات، فقد تفردت في طرق التعبير العلمي والفني».
هو إذن غنى معجمي ودلالي جعل منها أيضا لغة شاعرة بامتياز، وليس ذلك بكثرة شعرائها، ولكن لأنها بنيت على نسق موسيقي وبلاغي، انبنى على انسجام حروفها وكلماتها وتراكيبها، وصرامة آليتها الإعرابية المحكمة، مما يجعلها تحدث وقعا حسنا في النفس وأثرا دالا في الذهن، هي إذن بعض من خصائصها الجمالية التي مكنتها في عهد سابق، ولا تزال، من أن تكون لغة تواصل عالمي، فكريا وأدبيا وعلميا وسياسيا..
وبطون المصادر خير شاهد على ريادتها في تطوير الحضارة الإنسانية، إذ لازال الكثير من مصطلحاتها العلمية سائرا وجاريا لحد اليوم.
«فكيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة، ومنطقها السليم، وسحرها الفريد».
هي شهادة قوية لا تعبر عن نزعة أنانية، ولكنها شهادة أتت من انطباع أجنبي جرى على لسان المستشرقة الألمانية زيغرد هونكه، وشهادة الغريم أقوى وأثبت.
وتبرز أبهة اللغة العربية جماليا في قدرتها على تطويع ما يصعب تصويره من خطرات الوجدان والفكر الإنسانيين، وعلى اختراق مسامع وذائقة مستمعيها، لما لها من روحانية قدسية تتفتق من مرونة حرفها، وشعرية تراكيبها، وحمولة أدبها المتشبع بقيم إنسانية تستجيب لها النفوس فطريا، ولنا في بيت المتنبي أحد شعرائها الكبار دقة المرمى وصدق المعنى، وهو يقول بلسانه، ولسانه لسان حالها: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي … وأسمعت كلماتي من به صمم.
واليوم بالذات، ونحن نحتفل باليوم العالمي للغة العربية، إنما نذود عن هوية حضارية تتآكل، وثقافة تعصف بها أيد خفية خلفتها آلة الثقافة الاستعمارية سابقا وراهنا، بين دعاة للعامية صموا آذانهم عن جماليتها وبين جاحدين بأهليتها يرمونها بالعقم، من دون أن يسألوا الغواص عن صدفاتها كما يقول حافظ إبراهيم، بل ويجشموننا عناء البدء من الصفر لتقعيد لهجات تناسلت بفعل تنكرنا لتراث عربي خالد لا يتزحزح عن مساره كمكتسب إنساني عالمي ساهمت فيه أعراق وجغرافيات أحبت ورضت بالعربية لسانا لها بمعزل عن ديانتها وألسنها المحلية، ويظل العيب قائما في دعاة العامية، هؤلاء الأبناء المغتر بهم لدواع صليبية وصهيونية، أو لأسباب شخصية، أدعوهم فقط للرد على ما قاله البلجيكي جورج سارتون في حق العربية «إن اللغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقة جديدة لتسهيل السهل وتوضيح الواضح».
والحالة هذه، لا أعتقد أن قوة الحضارة ستتبلور في أمة منبطحة مستسلمة لغواية لغة أخرى، ولثقافة غازية لها خصوصياتها أيضا، بل العبرة، تاريخيا، تعلمنا أن التمسك بثوابت الأمة ورموزها، ومن بينها اللغة، لهو الضامن الوحيد لاستمراريتها وإشعاعها، وعدم طمسها وانقراضها، في زمن تتهافت وتتصارع فيه اللغات والثقافات للسبق والتمكين لتمرير رموزها وصورها إلى باقي الدول التي تفتقر لقوة حضارية قديمة أو راهنة تراثيا ولغويا…
ليكن إذن بالمقابل غزونا للآخر جماليا لا سياسيا وإرهابيا…
لأن ما هو جميل يدوم ويعلق في النفوس والأذهان، وما هو تعسفي يعد عارضا يتلاشى مباشرة بعد أن تتهاوى قوة الأمة سياسيا وعسكريا واقتصاديا…
وجمال اللغة العربية يخرج من حسابات كل عصبية متطرفة لها أهداف ضيقة، لأن الذي ملأ اللغات محاسنا، جعل الجمال وسره في الضاد.
*كاتب مغربي
سعيد السوقايلي*
لغتي الرائعة وعاء ثقافتي . لم أعرف لغة أخرى تحمل فيها الألفاظ من الدلالات و المعاني ما يخاطب الروح و العقل معا و ما يحلق بالنفس في عوالم يعجز عن وصفها من لم ن يخبر سحرها من خلال أبيات شوقي و المتنبي و قباني أو وحي قلم الرافعي أو عبقرية الجاحظ و العقاد و كأن البلاغة و الشاعرية و جوامع الكلم نفسها, ألفاظ لا يقترب من معانيها من لا يتقن العربية. أجمل اللغات أنت . أتقنت لغات أخرى فرأيتني معهن كالعطشى في البحر فلا لسان آخر يروي ظمأي.
يكفي اللغة العربية فخرا و اعتزازا أن الله سبحانه و تعالى أنزل بها القرآن المجيد أكمل و أشمل الكتب السماوية و أوحاه إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم النبي الأمي رحمة و هدى للعالمين و قال عز و جل :”و أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون..”صدق الله العظيم.الكتاب الذي أذهل فحول الشعراء و أكبت العلماء و حار فيه أساطين الأدباء.. ستبقى خزائنه مفتوحة لمن أراد أن ينهل من بحوره العذبة إلى يوم الدين لمن ألقى السمع و هو شهيد .فما دام الله قد تكفل بحفظ كتابه..”إناأنزلنا الذكر و إنا له لحافظون”.. فمن ذا الذي يملك القدرة على أن يعبث به أو حتى يبدل حرف مكان حرف؟.فحتى لو قصر عرب و مسلمي هذا العصر في السمو باللغة العربية إلى مكانها اللائق بها فسيأتي الله بأناس من عنده فينفضون عنها هذا الغبار و تسمو على كل لغات العالم..” و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون”
ان اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها القران وهي لغة الضاد التي لا تظاهيها لغة فهي بحر في بحر ولا يفقهها الا من شرب من ينابعها وهم علماءها , لكن وللاسف الشديد اليوم نرى ونسمع من نقيق بعض الاناس انها اصبحت لا تمثل اي اللغة العربية سوى لسان القران فقط رغم انه منها تفجرت امهات العلوم من فلسفة وفلك وطب …فالانسان العربي او بالاحرى نقول شبه العربي اليوم ضل يتكلم لغات اجنبية داخل بيته ومع اهله متنكرا للغته ظنا منه انها لغة لا تخدمه ويكون بها متخلفا فاصدم بواقع مريب يكمن في انه نسي ماضيه وحضارته وانقاد نحو مصير مجهول لا يدري ما هي عواقبه لان الاصل ومهما بلغ فمرجعه الى اصله ويومئد يجد القطار فاته
مرة اخرى ارسم بريشتي تغريدة موسيقية من النغم الآصيل الجميل بل الرائع بل الحلو بل الساحر عن اللغة العربية بدون نقا ش هي لغة الشعر الآولى ولازا لت وستظل هي لغة الرواية الآولى كدالك وهي لغة القصة وهي لغة التشكيل نفسه رضي ام لم يرضى وهي لغة المسرح * بين قوسين المسرح وضعها في القمة ولم يضرب بعرض الحائط اللغا ت الآخرى الثي في جعبته وما اكثرها و لكل واحدة منها بيتا * وهي لغة السينما ولما لا فكم من رواية عربية تا ريخية ترجمت الى اكثر من لغة ثم ا نتقلت على جنا ح السرعة الى الشاشة الكبرى * فا اللغة العربية ليست بحاجة الى من يد افع عنها فهي تد افع عن نفسها وقلنا البارحة ان الاف الكلمات ومن بحرها ترجمت الى لغا ت اخرى لم يكن لها وجود والقارئ البا حت يعرف هد ا جيد ا اشكر المنبر الدي سمح لنا مرة اخرى برسم هده التغريدة رغم اننا ما زلنا نتعلم وام نتخرج بعد
اقول لم نتخرج بعد ولتكون الكلمة كاملة غير نا قصة فنحن لا نلعب ولا نعرف هده اللغة شكرا
صدقت أستاذي سيدي سعيد؛ هي اللغة الأم رغم مايبذل من مجهود لإسقاطها؛ أرجو أن يستوعب المحاربون الدرس من خلال مقالك شكرا لك