لندن ـ «القدس العربي»: انتهت التجارب الحثيثة التي ينشغل بها العلماء منذ سنوات، إلى النجاح أخيرا في ابتكار جهاز كمبيوتر يتلقى أوامره من الدماغ مباشرة، حيث يتوقع أن يصبح متاحاً التحكم في أجهزة الكمبيوتر في المستقبل عبر الدماغ، وبمجرد التفكير في تنفيذ الأوامر فقط.
وتجري التجارب منذ العام 2011 على تكنولوجيا جديدة أطلق عليها العلماء اسم (BrainGate)، تطمح لتحقيق تواصل بين جهاز الكمبيوتر ودماغ الإنسان مباشرة، الأمر الذي نجح فيه بالفعل علماء من جامعة «براون» الأمريكية.
وبحسب ما تم الإعلان عنه في الجامعة، فقد تمكن الباحثون من إجراء تجربتين اثنتين منفصلتين تكللتا بالنجاح، إذ بات من الممكن للمستخدم أن يحرك المؤشر على شاشة الكمبيوتر من مكان إلى آخر بمجرد التفكير بذلك، وأثبتت التجارب نجاحاً كبيراً في الاستجابة لأوامر الدماغ.
ويقول العلماء الباحثون في هذا المجال إن تكنولوجيا (BrainGate) تقوم على قاعدة «الشعور، ثم النقل، ثم التحليل، ثم التطبيق باستخدام لغة الخلايا العصبية»، حيث تقوم أجهزة استشعار خاصة توضع على الرأس بقراءة الأوامر التي تصدر من الخلايا العصبية في دماغ المستخدم، ومن ثم يتم الاستجابة لها على الفور وتنفيذها على شاشة الكمبيوتر.
وبحسب ما شرحت جريدة «دايلي ميل» التي أوردت تقريراً مفصلاً عن الاختراع الجديد فان أجهزة الاستشعار التي توضع على رأس المستخدم، تحصل على اشارات من الخلايا العصبية الموجودة في جزء من الدماغ مخصص للتحكم بحركات الجسم، حيث يتم ارسال الإشارات إلى قطعة الكترونية تقوم بتحليلها ومن ثم ترجمتها إلى أوامر لجهاز الكمبيوتر. ومن شأن نجاح هذه التكنولوجيا الجديدة أن تدفع شركات الكمبيوتر في العالم إلى إنتاج جيل جديد منها يحدث طفرة هائ لة في هذا المجال، إذ من المفترض أن تستغني أجهزة الكمبيوتر بهذه التقنية عن الفأرة (الماوس) وعن لوحة المفاتيح، ويصبح التواصل بين المستخدم والجهاز مباشرا، دون أي حركة أو كلام، الأمر الذي سيشكل ثورة أيضاً في عالم الأجهزة التي يستخدمها ذوو الاحتياجات الخاصة.
ويمثل القدرة على قراءة دماغ الإنسان عبر تفكيك ألغاز الخلايا العصبية واحدة من مضامين الخيال العلمي التي ظلت لسنوات طويلة مجرد أمنيات لدى العلماء، فيما يتوقع في حال نجاح التكنولوجيا الجديدة أن تحدث ثورة في العديد من المجالات، وليس فقط في مجال التحكم عن بعد بالأجهزة أو إلقاء الأوامر لأجهزة الكمبيوتر.
وكانت شركة أسترالية أعلنت في آذار/مارس من العام الحالي أنها تمكنت من ابتكار قطعة الكترونية صغيرة توضع على الرأس وتقوم بقراءة ما يريده الشخص عبر الموجات التي تصدر عن دماغ الإنسان، أي أنها تتلقى الأوامر من الدماغ مباشرة بمجرد التفكير ودون أن يحتاج الشخص لتحريك يديه أو ضغط أي من الأزرار.
والقطعة الصغيرة التي ابتكرتها الشركة الاسترالية تشبه السماعات التي توضع على أذن الإنسان، إلا أنها تستخدم من أجل التحكم في سيارة سباق «لعبة»، حيث يتعين على الشخص وضع جهاز التحكم على رأسه فقط ليقوم بنقل الأوامر من دماغه إلى السيارة مباشرة فتتحرك بحسب ما يريد ودون أن يضطر لتحريك يديه أو حتى النطق بلسانه.
وتحل القطعة التي تقرأ ما يدور في دماغ الإنسان محل جهاز التحكم عن بعد الذي يستخدم في سيارات السباق اللعبة، إلا أن الابتكار الجديد قد يمثل ثورة في عالم أدوات التحكم عن بعد، فيما قالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية في ذلك الحين إن مراسلتها جربت القطعة بنجاح وتمكنت من التحكم في السيارة اللعبة عن بعد عبر توصيل الأوامر من الدماغ مباشرة.
وحسب الشرح الذي أوردته الصحيفة فإن القطعة المبتكرة التي تحمل اسم (EMOTIVE) تقوم ابتداء بـ»تنظيف دماغ المستخدم» ومن ثم تحديد حالة «الحياد» أي لحظة ما قبل إصدار أي أوامر، وبناء على ذلك تقوم بتمييز الموجات الصادرة عن الدماغ بعضها عن بعض.
وتتضمن الأداة شرائح استشعار عن بعد تجعلها قادرة على قراءة الأمواج التي يفرزها الدماغ، كما تقوم بتسجيل هذه الموجات والأوامر التي صدرت عن الدماغ والتي لا تقتصر على المتعلقة بقيادة السيارة وإنما تمتد إلى كل جوانب اللعبة مما يفكر فيه اللاعب، وهو ما يرشحها لأن تستخدم في العديد من الإستخدامات في المستقبل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها عمالقة التكنولوجيا اختراع أجهزة تتواصل مباشرة مع دماغ الإنسان وتقرأ ما يدور فيه من أفكار، حيث سبق أن ابتكرت شركة يابانية كاميرا ذكية توضع على الرأس وتتلقى أوامر التصوير من الدماغ مباشرة دون الحاجة لتشغيلها وضغط أزرارها من قبل المستخدم.
وطرحت شركة يابانية كاميرا ذكية تحمل اسم (Neurocam) وتقوم على فكرة «تتبع الموجات الآتية من الدماغ» وتستطيع أن تعرف فوراً المشاهد التي يلتفت لها الإنسان، ومن ثم تبدأ التصوير فوراً، على أن صاحب الكاميرا يتوجب عليه أن يقوم بتعليقها فوق رأسه، حتى تتمكن من قراءة العقل أولاً، ولتكون عدستها أيضاً موجهة باتجاه العينيين نفسه فتقوم بتصوير ما يراه الإنسان ويسترعي اهتمامه.
وتوجد في الكاميرا شرائح استشعار تقوم باستكشاف درجة اهتمام صاحبها بما يراه، وقد تمت برمجة الاهتمام أو الحماسة لتكون موزعة على درجات من 1 إلى 100، حيث إنها تبدأ التصوير بمجرد أن يبلغ الإهتمام أو «الاندهاش» درجة الـ60 أو أعلى، أما ما دون الـ60 فتعتبره الكاميرا مشاهد عادية وطبيعية ولا تستحق التصوير الاوتوماتيكي.
سيساعد هذا الاختراع الكثير من المعاقين
خصوصا من كان به شلل بأطرافه
شكرا جزيلا للعلم والعلماء
ولا حول ولا قوة الا بالله
العالم يخترع ونحن مشغولين بصراعات طائفيه وخطاب اجتماعي متخلف يستهلك طاقة المجتمع