من كوباني الى مرابع عشيرة البونمر بات الطريق البالغ طوله 561 كم هو طريق الحرير الجديد في منطقة الشرق الاوسط، لكن التجارة المارة فيه هي دماء ومصالح معا.
كوباني هي مركز ناحية عين العرب في محافظة حلب، الواقعة في اقصى الشمال السوري قرب الحدود التركية، رفعها التاريخ الى مستوى متقدم، فباتت على كل لسان، على الرغم من انها مدينة صغيرة، بينما دُمّرت محافظات كبرى في سورية، وما اهدر فيها من دماء لا يساوي عشر الدماء التي سالت في غيرها.
حاشى لله ان كنا نستهين بقطرة دم، لكننا نتساءل، لم استفزّت الانسانية في كوباني ولم تتحرك في غيرها؟ أحقا انسانية تلك التي تحركت أم المصالح والسيناريوهات هي التي اجبرت من تحرك، من عرب وكرد وامريكان واتراك واسرائيليين وغربيين؟ هنا سنحاول ان نفهم ما يجري في ضوء قراءتنا للاحداث والموشرات والوقائع.
لقد تقاطعت في هذه المدينة الصغيرة ثلاثة اتجاهات للمصالح، هي المصالح التركية والكردية والدولة الاسلامية، بينما رسمت الولايات المتحدة سيناريو للاستفادة من حجم المتناقضات بين هذه الاطراف في تلك المنطقة. اولا، ان الاتراك يعتقدون ان قتالهم للدولة الاسلامية يقدم خدمة كبرى لعدوهم اللدود النظام السوري، بينما موقفهم لازال قويا في اتجاه اسقاطه، كما ان مساعدتهم للاكراد في الدفاع عن المدينة ومنع سقوطها، يعني انهم يمنحون الانفصاليين الاكراد قوة مادية ومعنوية، خاصة ان من يقاتلون في المدينة هم تنظيمات كردية متفرعة عن حزب العمال الكردستاني الموضوع على لائحة الارهاب في تركيا. لقد فهمت تركيا جيدا بان تنظيم الدولة ينفذ بعض المهام المرسومة في الاستراتيجية التركية في اضعاف الاكراد وتنظيف المنطقة الجنوبية منهم، من دون جهد تركي. صحيح ان تركيا قد تخشى اكرادها في الداخل من هذا الموقف، لكن حسابات الخسارة هنا اقل مما لو سلكت الطريق الاول، الذي حتى منافستها ايران ستستفيد منه وليس الاكراد والنظام السوري فقط. ثانيا، المصالح الكردية في كوباني مهمة للمشروع المستقبلي الكردي، حيث تتوسط كلا من محافظة الحسكة ومنطقة عفرين في الغرب، وكلاهما مناطق باغلبية كردية وتشكلان جزءا من خريطة ما يسمى كردستان الكبرى. كما ان القيادات السياسية الكردية في المنطقة عموما دأبت خلال العقدين الاخيرين على استغلال مآسي الاكراد لاغراض سياسية واستثمارها، خصوصا في الساحة الاوروبية لكسب التأييد المادي والمعنوي، وهذا ما كان واضحا جدا في المساعدات العسكرية والاقتصادية الغربية التي انهالت على الاكراد مؤخرا، لذلك هي حريصة على استغلال ما يحدث في كوباني لتقوية حظوظها السياسية. ثالثا، أما العامل الاخر الذي يسعى لتثبيت مصالحه في كوباني فهو تنظيم الدولة الاسلامية، حيث انه يسيطر على رقعة جغرافية تمتد من غرب حلب وشرق الرقة، ويجهد لضم هذه المدينة لجغرافيته، مما يتيح له المناورة والاستفادة المادية والمعنوية. صحيح انه يسيطر على شريط حدودي طويل مع تركيا، لكن كوباني تضيف له معبرا جديدا يمكن من خلاله تهريب نفط الرقة ودير الزور الى تركيا. السيناريو الامريكي قائم على الاستفادة من متناقضات هذه الاطراف وتحقيق مصالحه، من خلال دعم الاكراد، الذين اثبتوا انهم حلفاء نجباء لم يفرطوا يوما بمقتضيات المصلحة الامريكية، وعلى الرغم من تشعب علاقاتهم فانهم ابقوا الحلف مع الامريكان بمستوى قدس الاقداس. واذا كانت الادارة الامريكية قد صرحت بان الاسلحة التي القتها طائراتهم الى المدافعين الاكراد عن كوباني، كانت مرسلة من اكراد العراق وليست منهم، في محاولة لعدم اثارة الحليف التركي، فانها في الحقيقة ايضا تريد تأديب صانع القرار السياسي التركي النزق بعض الشيء من خلال تقوية الاكراد واستخدامهم سكينا في خاصرته، حيث يحاول صنع سياسة خاصة بتركيا خارج السياسة المعتمدة في دول حلف الناتو في قضايا الامن، كما ان سقوط كوباني كان سيصور على انه اول فشل للتحالف الدولي، مما يهدد بانفراط عقده وتبعثره. لكن النقطة الاهم في الموضوع هو ان ادارة اوباما باتت على مشارف توقيع اتفاق شراكة مع ايران، وكي لا يزعل العرب، وحتى تبين انهم حلفاء تعتمد عليهم ولا يمكن ان تتخلى عنهم، فقد رسمت لهم حلفا جديدا ينتظمون معه ضد الدولة الاسلامية. واذا كانت كوباني اول قربان لتحقيق مصالح سياسية لدول محلية واقليمية ودولية، فان القربان الثاني على مذبح هذه المصالح هم عشيرة البونمر العراقية، التي انتظم رجالها في ميليشيا الصحوات الامريكية، حيث سلحوهم واوكلوا اليهم تطهير بعض مناطق الانبار من «القاعدة» في الاعوام 2005 – 2006، حتى جاء المالكي فجردهم من اسلحتهم وجعل اعناقهم تحت مقصلة «القاعدة». ففي الوقت الذي حاصر تنظيم الدولة قراهم في غرب الانبار مؤخرا، وعلت اصواتهم مطالبة بالعون والمدد من الامريكان والحكومة، صم هؤلاء آذانهم عنهم وتركوهم يواجهون مصيرهم على يد التنظيم، لانهم كانوا يريدون لهم ذلك. لذلك قال احد شيوخ البونمر، طالبنا الحكومة والامريكان ان يقدموا لنا المساعدة قبل وقوع عمليات القتل، لكن من دون نتيجة. كانت الحكومة تريد ان يكون مصيرهم حافزا لبقية العشائر للالتفاف حولها والتنازل عن كل الحقوق، لانها كانت تراهم حواضن للدول2222ة الاسلامية. الام2222ريكان كانوا يريدون من خلال الذبح الجماعي اعطاء صورة بانهم هم الملاذ والملجأ كي تحتشد بقية العشائر لمقاتلة التنظيم، حيث صرحوا مسبقا بان من يُنهي ظاهرة الدولة الاسلامية هم السنة وليس غيرهم. لكننا لا نرى ان الامريكان والحكومة سيحققان ما ارادا من مكاسب سياسية بدماء البو نمر، لان المذبحة كشفت ضعف الحكومة وعدم قدرتها على حماية احد وهزيمة جيشها واجهزتها الردعية، كما ان ضربات قوات التحالف لا تحقق اي نتيجة على الارض.
هذه هي الرسائل التي يريد تنظيم الدولة ان يفهمها زعماء العشائر. لقد تصور الامريكان والحكومة ان زعماء العشائر على قلب رجل واحد، وان ما اصاب البونمر قد يحشد قواهم ضد تنظيم الدولة، وهذا غير صحيح لان هنالك خلافات كبرى في الموقف من الحكومة والامريكان وتنظيم الدولة بينهم. واذا كانوا فعلا هم على قلب رجل واحد، كيف سينتظمون مع الحكومة والامريكان بينما يسمعون نداءات الاستغاثة التي اطلقتها عشائر ديالى، التي هي من نسيجهم نفسه، لانقاذهم من بطش الميليشيات التي تنشط هنالك؟ هل هنالك قتل رحيم وقتل رجيم؟
٭ باحث سياسي عراقي
د. مثنى عبدالله
أحسنت دكتور مثنى أحسن الله اليك
لكني أظن أنك قد غفلت عن الدور الايراني ضد عشائر السنه
فايران تعلم جيدا أنه لا ولاء لها من قبل السنة أبدا
لذلك أمرت العبادي عدم تسليح السنه
حتى لو أمرت أمريكا بذلك وأمريكا لن تفعل
انه مخطط دولي ضد السنة انتقاما لبرجي نيويورك المشؤومين
ولا حول ولا قوة الا بالله
اجمل ما في المقالة خاتمتها هل هناك قتل رحيم وقتل رجيم ؟
لكنني لا زلت اشك يا د مثنى كثيرا في داعش فالانبار هي معبر هام لايران الى سوريا والاردن والسيطرة عليها وتفريغها ديمغرافيا امر هام لا اعرف ان كانت داعش هذه فعلا تقوم بالحرب ام انها تنفذ مخططا ايرانيا ما دائما كانت سلوكياتها على الدقة ونص مع رغبات طهران ودائما ما كتب الكتاب الذين يمثلون سياسة طهران الرسمية انظروا الى داعش وانظروا الى داعش وعندنا في لبنان تم الاستغلال الممنعج لظاهرة داعش لدرجة فبركة لواء احرار السنة الحساب الاستخباري الذي يخوف مسيحيي البقاع من السنة ويدعو الى هدم كنائسهم وكذللك قام انصار للتيار العوني المسيحي برسم شعار الدولة الاسلامية على جدران الكنائس للحشد ضد طرابلس وتصويرهاعلى انها حاضنة لداعش تخطط لضرب المسيحيين حتى يلتف المسيحيون اكثر حول حلف الاقليات الذي ينشئه ويسلحه الحزب ويستغل داعش وحتى اطلاق النار على حاجز الجيش فزعران محسوبون على حزب الاسد ( الله سابقا ) قاموا بالمهمة وكان التحريض الاعلامي على اوجه ضد المناطق التي يجري افتعال حروب فيها حتى يتم تهجير اهلها وضمها الى الخارطة الايرانية حدث تخويف المسيحيين من اخوانهم السنة في الوطن في نفس الوقت الذي هجرت فيه داعش الموصل والايزيديين هذه الداعش لا اظنها تعاني غباءا بل اختراقا ايرانيا لانني قرات كل سلوكها لم ار فيه شيء ليس من مصلحة طهران الى الان احيانا يكون الخصم غبيا ويستغل الاخر غباء خصمه واحيانا يكون اختراقا اي النظرتيتين اصوب استاذ مثنى في رايك
غادة الشاويش جريحة فلسطينية تكاد تبصر اصابع طهران واضحة في توقيت وتحرك داعش على الخارطة لا اعرف لست متاكدة لكن هذا يبدو لي واضحا جدا
قامت عشيرة البونمر بجرائم بشعة فهي ليست أكثر من أدوات بيد المليشيات الشيعيه السائبه. لم نجد من يكشف جرائم هذه المليشيات وأدواتها التي تفوق ما يقوم به تنظيم الدوله.
تقوم ايران بتمزيق الدول باستخدام الطائفيه وحققت انجازات هائله خلال عقد ما لم تحقق اسرائيل جزءً منه على مدار ٦٦ سنه.
من الواضح ان البلاء الامريكي الايراني مصبوب على جهه واحده.
أحسنت دكتور
ولا حول ولا قوة الا بالله
داعش او القاعدة هم من كنت قبل شهرين تسميهم ثوار العشائر. ونحن نعرفهم هولاء مجرمون قتلة من ايتام نظام المقابر الجماعية المقبور.
تحياتي الى كل القراء الاكارم . أما بالنسبة للاخ طلال هولندا فأقول نحن لم نسمي القاعدة ثوار العشائر , كنا ومازلنا نقول بأن هنالك قاعدة وهنالك ناس مظلومين ثاروا على المالكي وجيشه الذي كنت تطبل له وتعتبره أمام الثوار قبل أن ينهزم هو وجيشه أمام 40 عنصر من تنظيم الدولة