كوبا أميريكا 2016: أزمة المنتخب البرازيلي تتجاوز هدف بيرو… وتستمر بعد رحيل دونغا!

حجم الخط
0

واشنطن ـ «القدس العربي»: رغم خروج الفريق من كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2016) بسبب هدف غير صحيح، يدرك الجميع أن مشاكل المنتخب البرازيلي وأزمة الفريق الحالية تتجاوز هذا ولا تقتصر على واقعة بعينها.
وقبل مشاركة الفريق في النسخة المئوية لكوبا أمريكا التي تستضيفها الولايات المتحدة حاليا، كان أمل الفريق ومدربه (المقال) كارلوس دونغا بأن تساهم البطولة في تخفيف حدة التوتر بالفريق والانتقادات الموجهة إليه بسبب المسيرة المهتزة في المباريات الست الأولى بتصفيات كأس العالم 2018. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث وجد الفريق نفسه في مواجهة عاصفة أكبر من الانتقادات وأصبح مدربه دونغا في خبر كان بعد اقالته.
وكان دونغا ناشد الجماهير الصبر على الفريق قبل بداية البطولة، لكن البرازيل لا تعرف هذه السمة عندما يتعلق الأمر بكرة القدم وخاصة بالمنتخب البرازيلي. وشاهد الجميع الإعادة التلفزيونية التي أظهرت عدم شرعية الهدف الذي أطاح بالسامبا خارج كوبا أمريكا، حيث أحرزه لاعب بيرو البديل راؤول رويدياز بيده، لكن هذا لم يغير من الأمر شيئا، حيث يدرك الجميع داخل بلاد السامبا أن أزمة الفريق تتجاوز هذا الهدف، بل وهذه البطولة بأكملها، كما أن عدم صحة الهدف لا تكفي لحفظ ماء الوجه أو لتخفيف المعاناة التي يعيشها الفريق. وقال داني ألفيش ظهير أيمن برشلونة والمنتخب البرازيلي: «كلنا ممن يمثلون المنتخب البرازيلي حاليا نتحمل المسؤولية. لم نكن في أفضل حالاتنا». واعترف ألفيش: «إنها خيبة أمل كبيرة لنا. ما فعلناه ليس مقبولا».
واستفاد المنتخب البرازيلي نفسه من خطأ تحكيمي ليفلت بنتيجة التعادل السلبي مع نظيره الإكوادوري في بداية مسيرته بالبطولة الحالية. كما أن الفوز الساحق 7/1 على بنما لم يخف الحقيقة الصعبة وهي أن الفريق قدم أداء متواضعا للغاية في البطولة الحالية، وأن اهتزاز مستواه ليس إلا امتدادا طبيعيا للأزمة التي يمر بها منذ سنوات. وما زال المنتخب البرازيلي العريق، الفائز بكأس العالم خمس مرات (رقم قياسي)، يعاني من حالة الصدمة القوية التي أصابته بالهزيمة القاسية 1/7 أمام نظيره الألماني في المربع الذهبي لكأس العالم 2014 بالبرازيل. وخرج الفريق صفر اليدين من كوبا أمريكا 2015 في تشيلي بالسقوط أمام باراغواي في دور الثمانية كما يحتل الفريق المركز السادس حاليا في تصفيات مونديال 2018.
وما زال أمام الفريق 12 مباراة في تصفيات المونديال، لكنه يحتاج إلى التخلص من أزمته إذا أراد احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى التي يتأهل أصحابها للنهائيات مباشرة، فيما يخوض الخامس دورا فاصلا مع منتخب من اتحاد قاري آخر، فيما سيكون الاقصاء مصير صاحب المركز السادس الذي يحتله المنتخب البرازيلي حاليا، في هذه التصفيات التي تستأنف فعالياتها في أيلول/ سبتمبر المقبل. وخاض المنتخب البرازيلي فعاليات كوبا أمريكا 2016 بدون نجمه الوحيد نيمار الذي اختار المشاركة في مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في آب/ أغسطس المقبل. وكان برشلونة رفض مشاركة نيمار في البطولتين سويا هذا الصيف ووافق له على اختيار المشاركة في إحداهما، فاختار الأولمبياد لمساعدة المنتخب الأولمبي البرازيلي في حصد ذهبية كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه. لكن الأزمة الحالية للمنتخب البرازيلي لا توحي بالتفاؤل.
وعاد دونغا لتدريب المنتخب البرازيلي خلفا لمواطنه لويز فيليبي سكولاري بعد السقوط المدوي للفريق في المونديال البرازيلي، لكن بعد مرور عامين أقيل من منصبه، ليس فقط مدرباً للمنتخب الأول الذي خيب في كوبا أمريكا، لكن حتى مدرباً للمنتخب الأولمبي الذي يقوده. وقال مسؤولو الاتحاد البرازيلي إن كوبا أمريكا 2016 ستكون اختبارا لدونغا، لكنه سقط في الاختبار ولم يكن الأمر على ما يرام له وللفريق. وطالب دونغا بالصبر، لكن هذه السمة نفدت بالفعل في عالم الكرة البرازيلية. وقال دونغا، عقب الهزيمة أمام بيرو: «البرازيل اعتادت الانتصارات في السبعينات وأيضا بعد 1994. الآن، نمر بمرحلة انتقالية». وأوضح: «المنتخب الألماني لم يفز بأي شيء على مدار 14 عاما ولكنه تحلى بالصبر. المشكلة أننا في البرازيل نريد كل شيء في مساء اليوم ذاته». ويملك دونغا بعض الحق في هذا، كما أن المنتخب البرازيلي الذي شارك في كوبا أمريكا 2016 افتقد العديد من النجوم الذين دعموا الفريق في بطولات أخرى. وبعدما كان هجوم الفريق في الماضي بقيادة نجوم عمالقة مثل رونالدو وروماريو، أصبحت الدفة الهجومية للفريق حاليا، في غياب نيمار، في يد مهاجمين لا يحظون بنفس القدر من الإمكانات والشهرة مثل جوناس أو مهاجمين شبان مثل غابرييل باربوسا. ورغم أن فيليب كوتينيو نجم ليفربول الإنكليزي كان من أفضل لاعبي الفريق في كوبا أمريكا 2016، لكنه لا يرقى أيضا لمستوى لاعبين سطعوا مع الفريق في الماضي مثل كاكا ورونالدينيو وبيبيتو. وأشارت وسائل الإعلام البرازيلية إلى وجود خلاف وشقاق بين دونغا ولاعبيه ومن بينهم نيمار. وذكر الناقد الرياضي جواو كارلوس أسومبكاو، في صحيفة «لانس» البرازيلية: «يشعرون بالضياع والاضمحلال لمشاركتهم مع المنتخب البرازيلي. يشكون من السخرية منهم ويرون أن اللعب للمنتخب البرازيلي بعد الهزيمة 1/7 في المونديال البرازيلي أصبح عبئا عليهم». ويبدو أن ألفيش يؤيد هذا الرأي حيث اعترف بأن المنتخب البرازيلي يحتاج لما هو أكثر من الصبر.

كوبا أميريكا 2016: أزمة المنتخب البرازيلي تتجاوز هدف بيرو… وتستمر بعد رحيل دونغا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية