رام الله ـ «القدس العربي»: يصل وزير الخارجية الامريكي جون كيري في زيارة سريعة إلى تل أبيب ورام الله الاسبوع المقبل، لمناقشة موضوع وقف «العنف» بالنسبة لإسرائيل أو الهبة الشعبية بالنسبة للفلسطينيين، واتخاذ خطوات لبناء الثقة بين الجانبين. وسيلتقي كيري يوم الثلاثاء المقبل برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وهذه هي أول زيارة لكيري إلى البلاد منذ أكثر من عام. علما بأنه حضر قبل عدة أسابيع إلى عمان في محاولة لتهدئة التوتر حول الحرم القدسي. والتقى هناك مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني عباس ونشر بعدها تفاهمات تم التوصل اليها بشأن نصب كاميرات في الحرم القدسي والحفاظ على الوضع الراهن.
وكان الأردن قد أعلن عزمه إرسال وفد للإشراف على تركيب الكاميرات داخل الحرم القدسي الشريف وعلى البوابات الرئيسة المؤدية إليه.
وقبل وصول كيري حط في إسرائيل الموفد الأمريكي للعملية السلمية فرانك ليفنشتاين للإعداد للزيارة . وتأتي هاتان الزيارتان تتمة للقاءات التي عقدها نتنياهو في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما وكيري الذي دعا نتنياهو خلال اللقاء لاتخاذ خطوات ملموسة في المناطق «ج» بشكل خاص تعزز مكانة السلطة الفلسطينية وتعكس التزام إسرائيل بحل الدولتين.
في غضون ذلك وبالتزامن مع الحراك الأمريكي المقبل إلى المنطقة وبعد هجمات باريس الإرهابية أصدرت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية بياناً يجري التوقيع عليه ليصبح وثيقة رسمية حمل عنوان «من أجل دحر الإرهاب في كل مكان». وجاء البيان بلسان كل الفلسطينيين يقول «نحن الفلسطينيين ضحايا الإرهاب الإسرائيلي منذ عشرات السنين نعرف جيّدًا معنى أن يعيش الإنسان تحت خطر دائم يهدد حياته. نستنكر أشد الاستنكار العمليّات الإرهابيّة في باريس والضّاحية الجنوبيّة في بيروت وقبلها في تونس والعراق وسوريا واليمن ومصر وفي الولايات المتحدة وفي أي مكان طاله الإرهاب، لأننا نعتقد بأنّ الإرهاب واحد لا وطن ولا دين له ولا بدّ من حملة عالميّة واسعة تستهدف القضاء عليه، لا تكتفي بالمسيرات والخطابات والمؤتمرات الصحافية فحسب. وهذا حسب الوثيقة يتطلب معالجته من جذوره الأيديولوجية والاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي تؤدي إلى تغذية التطرّف والحقد والكراهية بما فيها معالجة مسألة الهجرة داخل البلدان وخارجها على أسس جديدة وفضح كل من يولد البيئة التي تفرخ الاٍرهاب وتسمح له بالادعاء أنّه يمثل الإسلام في حين أن الإسلام بريء من الإرهاب.
وطالبت الوثيقة دول العالم بالكف عن استخدام أدوات الإرهاب لتغيير أنظمة في منطقة الشرق الأوسط، وزرع المنطقة بالتحريض الإعلامي الطائفي بحيث تم تقسيم العالم بين أخيار وأشرار بين مسلمين ومسيحيين ويهود والمسلمين بين سنة وشيعة.
واعتبرت أن استمرار الاٍرهاب وتهديده بتوسيع أعماله يدلّ على فشل المقاربة العسكريّة والأمنيّة لمكافحته وهزيمته ليست ممكنة إلا من خلال وضع استراتيجية عالميّة شاملة وواضحة تسعى لمعالجة كل أسبابه وتجفيف ينابيعه وهزيمة أطرافه ولا تميّز بين إرهاب وإرهاب ولا بين ضحاياه تبدأ بتبني موقف دولي منسّق وتكثيف الجهود لمحاربة «داعش» وأخواتها ولا تستثني إسرائيل وإنما تشمل مقاومة إرهاب الدولة المتمثل بإسرائيل وإرهاب المستعمرين المستوطنين العنصريين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بحيث يتم قطع دابر الإرهاب بالقضاء على «داعش» وأخواتها وإجبار إسرائيل على تطبيق القانون الدوليّ وقرارات الأمم المتّحدة ذات العلاقة بالقضية.
وعلمت «القدس العربي» من الشخصيات التي أخذت على عاتقها العمل على هذه الوثيقة أن نحو ألف فلسطيني حتى الآن وقعوا عليها. وأتت هذه التواقيع خلال وقت قصير جداً من نشر الوثيقة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
فادي أبو سعدى