لأسباب دينية وتاريخية.. «الدولة» يستميت في الدفاع عن «دابق» ويقتل ويصيب العشرات من «الجيش الحر»

حجم الخط
3

إسطنبول ـ « القدس العربي»: يبدي تنظيم «الدولة» مقاومة شرسة لمحاولات «الجيش السوري الحر» التقدم بغطاء بري وجوي تركي نحو منطقة «دابق» للوصول إلى مدينة «الباب» التي تعتبر بمثابة العاصمة الثانية للتنظيم في سوريا بعد الرقة، وهي المنطقة التي تحمل معاني تاريخية ودينية ومعنوية كبيرة للتنظيم وأتباعه.
وأمس الاثنين، قتل 21 وأصيب العشرات من عناصر الجيش السوري المشاركين في عملية «درع الفرات» شمال سوريا في اشتباكات مع التنظيم، وذلك في بلدة تركمان بارح القريبة من «دابق» الخاضعة منذ سنوات لسيطرة تنظيم «الدولة» في ريف حلب.
وبحسب مصادر سورية ووسائل إعلام تركية، أبدى التنظيم مقاومة غير مسبوقة في هذه المنطقة، وبعد انسحابه قام بتفجير العشرات من العبوات الناسفة في الطرقات والمنازل داخل القريبة عقب دخول قوات «الجيش السوري الحر» إليها، كما هاجم نقاط تمركز الجنود بقذائف الهاون.
وتعتبر هذه أكبر حصيلة تتكبدها فصائل المعارضة السورية المشاركة بـ»درع الفرات» إلى جانب الجيش التركي الذي يوفر غطاء جويا ومدفعيا ولوجستيا، وفقد خلال العملية حتى الآن 10 من جنوده، 2 منهم في هجوم للميليشيات الكردية.
وأكد تلفزيون «أن تي في» التركي أن قوات المعارضة السورية باتت على بعد قرابة كيلو مترين من مركز «دابق»، فيما نقلت وكالة رويترز عن قيادي في المعارضة السورية قوله إنهم يستهدفون الوصول إلى بلدة دابق في غضون 48 ساعة إذا سارت الأمور وفقا للخطة.
وقال أحمد عثمان من «لواء السلطان مراد»: «التقدم صوب دابق كان بطيئا لأن التنظيم المتشدد زرع الألغام بكثافة في المنطقة». مضيفاً « خلال 48 ساعة، إن شاء الله، نكون بدابق إذا سارت الأمور كما مخطط لها.»
وأمس، قال الجيش التركي إنه دمر 9 مبان تابعة للتنظيم في قرى أخترين، وتركمان بارح، ودابق، شمالي حلب، لافتاً إلى أن قوات التحالف الدولي شنت 13 غارة على مواقع للدولة في قرى زيادية، وبحورتة، وأخترين، ودوبيق، شمالي حلب، أسفرت عن مقتل 13 من عناصر التنظيم.
وبينما تؤكد تركيا أن هدفها المقبل الكبير يتمثل في الدخول إلى مدينة الباب، تتركز الجهود حالياً لإحكام السيطرة على «دابق» أو «سهل دابق» التي تعتبر بمثابة مكان هام جداً للتنظيم الذي يتخذ منه موقعاً رمزياً هاماً للتحشيد والتعبئة الدينية والعقائدية لعناصره.
و»دابق» هي قرية تاريخية تابعة لناحية «اخترين»، تتكون من سهل واسع إلى الشمال من مدينة حلب على مسافة 45 كم، وتبعد عن الحدود التركية حوالي 15 كم تقريباً وتتبع لمنطقة أعزاز، وقعت فيها معركة تاريخية كبيرة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قنصوه الغوري عام 1516م. انتصر فيها العثمانيون، ومنها دخلوا الوطن العربي حيث دام حكمهم له أكثر من 500 عام.
وفي آب/أغسطس 2014 سيطر التنظيم على المنطقة التي كانت تسيطر عليها قوات من المعارضة السورية التي قالت آنذاك إن التنظيم استمات في سبيل دخول المنطقة والسيطرة عليها.
وفي بداية العام الماضي، وعقب إعلان جون آلان، منسق التحالف الدولي ضد «الدولة»، أن هجوماً على الأرض سيبدأ ضد التنظيم قريباً، رأى التنظيم في التدخل البري تحقيقاً لـ «نبوءة» متوعدين بمعركة تاريخية فاصلة استناداً إلى ما يقولون إنه حديث نبوي تحدث عن «معركة آخر الزمان الفاصلة بين المسلمين وأعدائهم» في منطقة دابق شمالي سوريا، ويعتبرونها المنطقة التي ستشهد «معركة يوم القـيامة الأخـيرة بين الخـير والشـر».
ويعتقد عناصر التنظيم الذي اتخذ من هذه المنطقة مقراً له في شمال سوريا طوال الفترة الماضية، حسب مصادر سورية، أن البلدة ستكون بداية لتمدد التنظيم إلى باقي المناطق العربية وتركيا وصولا إلى الغرب، ويصف المنطقة بـ»مهد الفتوحات»، حيث يستغل التنظيم رمزية المنطقة في تحشيد وبث الحماس في روح مقاتليه، أي أنها منطقة تحمل رمزية معنوية لا عسكرية على الأرض.
كما أطلق تنظيم الدولة اسم «دابق» على مجلته الصادرة باللغة الإنكليزية والتي أطلقها قبل عامين من أجل التحشيد لمعاركه وبث دعايته في العالم الغربي ودعم عمليات تجنيد المقاتلين الأجانب، ويستخدم التنظيم مصطلح «دابق» في العديد من إصداراته المرئية وعمليات الإعدام والتهديدات الموجهة إلى التحالف الدولي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن عملية «درع الفرات» المتواصلة في شمالي سوريا تهدف إلى تأمين 5 آلاف كيلومتر تكون خالية من الطيران والمنظمات الإرهابية لإيواء اللاجئين فيها، ومنع حصول موجات هجرة جديدة، ولفت في العديد من المناسبات إلى أن الجيش التركي سيتوسع في عمليته لتشمل مديني الباب ومنبج، مع إمكانية المشاركة فب عملية تحرير مدينة الرقة في حال عدم مشاركة الوحدات الكردية بالعملية.

لأسباب دينية وتاريخية.. «الدولة» يستميت في الدفاع عن «دابق» ويقتل ويصيب العشرات من «الجيش الحر»
الجيش التركي بدأ يواجه مقاومة شرسة من التنظيم قبل الوصول لـ «الباب»
إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الحل الأسلم للجيش الحر هو بحفر خندق حوالي دابق بمساعدة المعدات التركية والإكتفاء بمحاصرتها لغاية تحرير مدينة الباب
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول محمد حتاحت / مانشستر:

    عام 1516م. انتصر فيها العثمانيون، ومنها دخلوا الوطن العربي حيث دام حكمهم له أكثر من 500 عام.
    1516 + 500= 2016

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      حياك الله عزيزي محمد وحيا الله الجميع
      العدد الصحيح هو 400 عام من 1516 إلى 1916
      ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية