لندن ـ «القدس العربي»: ماذا يجري على الساحة اليمنية وهل دخلت الحملة التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين منذ أكثر من خمسة أشهر النفق الطويل، أم أن دخول صنعاء بات قريبا؟ لا يمكن تحديد إجابة عن هذين السؤالين من دون النظر للشرق الأوسط بشكل عام والذي تأكله نار العنف، فمن أزمة اللاجئين في سوريا إلى الوضع في ليبيا والحرب المستمرة ضد المتشددين في مصر وأخيرا الحرب في اليمن التي أصبحت منسية بسبب انشغال الدول الأوروبية باللاجئين الذين تدفقوا على أبوابها.
ففي زحمة الانشغالات الدولية زادت دول التحالف من حجم قواتها على الأرض وأرسلت قوات نخبة لمحافظة مأرب أستعدادا لما قيل إنها المعركة على صنعاء.
وعلى ما يظهر فهذه أكبر عملية عسكرية تقوم بها السعودية منذ عام 1934 خلال الحرب السعودية – اليمنية وهي أول مرة يتعرض فيها الكثير من حلفاء المملكة لتكاليف الحرب. فقد تكبدت قواته في 4 إيلول/سبتمبر 60 جنديا معظهم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وهو ما أدى إلى زيادة الغارات الجوية على صنعاء وتعزيز القوات البرية التي جاءت من السعودية وقطر. ونقلت مجلة «إيكونوميست» عن حسن بوسنينة الذي يرأس مكتب «أطباء بلا حدود» في اليمن: «منذ الهجوم أصبح التحالف يتصرف بجنون».
وترى المجلة أن التصعيد الجوي هو محاولة للانتقام من الحوثيين بعد الخسائر البشرية. ويتساءل المراقبون عما يأمل التحالف تحقيقه من هذه الحملة التي دخلت شهرها السادس.
حرب بالوكالة
وتجيب صحيفة «التايمز» أو تحاول الإجابة على هذا حيث تقول إن كان الهدف من الحملة هو تحقيق الاستقرار في هذا البلد، الذي يعتبر من أفقر دول الجزيرة، فعندها ستكون المقامرة تستحق كل هذا العناء، لكن الواقع يقول غير ذلك.
مشيرة إلى أن الصحراء الواقعة شرق صنعاء تدور فيها حرب بالوكالة بين السعوديين والإيرانيين. ولا توجد هناك إشارات عن تراجع الحوثيين أو داعميهم عن الحرب والرابح الوحيد من هذه المواجهة هم المتطرفون الإسلاميون الذين استفادوا من الفوضى وفشل الحكومة، كما أظهرت التجارب من أفغانستان إلى الصومال.
وأضافت أن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تهدئة التصعيد، خاصة أن كليهما لديه نفوذ على الأطراف المتنازعة.
فالسعودية كما تقول الصحيفة تهتم كثيرا بالعلاقات الاقتصادية مع واشنطن ولندن وقلقة من مظاهر التقارب الأمريكي – الإيراني. وفي اتجاه آخر فتح الاتفاق النووي بين إيران ودول الغرب قنوات جديدة يجب استخدامها الآن.
وتدعو جيران اليمن لتوخي الحذر وأن تقوم بإقناع الفصائل المتصارعة بالعودة إلى المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لأن البديل عن الحوار حسب تحليل «التايمز» هو كارثة إنسانية يمكن لتنظيم «القاعدة» استغلالها.
دور إيراني
وتتفهم الصحيفة موقف السعودية من الحوثيين الذين تمردوا على الحكومة المركزية في صنعاء منذ عقد من الزمان وسيطروا على العاصمة صنعاء في إيلول/سبتمبر 2014 وترى الرياض فيهم «حصان طروادة» للتأثير الإيراني في المنطقة.
فمثل «حزب الله» تقوم أيديولوجية الحوثيين على شيطنة أمريكا وإسرائيل ولن تكون والحالة عاملا لتحقيق السلام. وفي الوقت الذي تنفي فيه إيران تقديم السلاح للحوثيين إلا أن سفنهم شوهدت وهي تفرغ المواد العسكرية.
كما يعتقد أن الصاروخ الذي ضرب القوات الإماراتية في وسط محافظة مأرب مصدره إيران.
وتصف الصحيفة الحملة البرية بأنها للانتقام من مقتل جنود التحالف حيث قرر الرئيس هادي الانسحاب من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة، وتلقى الحملة المضادة للحوثيين دعما تكتيكيا من الولايات المتحدة وبريطانيا المزودين الرئيسيين للمقاتلات والقنابل الذكية لكل من السعودية ودول الخليج.
وتلقى الحملة دعما من الأمم المتحدة على شكل قرار أممي يدعو الحوثيين للإنسحاب من العاصمة صنعاء كشرط مسبق لبدء المحادثات.
أزمة إنسانية
وتشير الصحيفة للثمن الذي يدفعه المدنيون حيث شكلوا نصف القتلى في الحرب منذ آذار/مارس.
ويقول الناشطون إن الأهداف الأخيرة التي قصفت شملت مصنع تعبئة مياه صحية كجزء من معاقبة السكان، ومن لا تصيبه الغارات يعاني من الجوع بسبب الحصار على البلد الذي يستورد نسبة 90% من المواد الغذائية.
وترى الصحيفة أن الحرب تعيد اليمن للفوضى التي يزدهر فيها تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية «وعلى التحالف التوقف ومنح الدبلوماسية فرصة لأن البديل لن يكون النصر بل صومال جديدة».
وتناولت صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها أثر الحرب والجرائم التي ترتكب ضد المدنيين الذين يعانون من آثار الحرب البشعة في اليمن والتي لا تختلف عن آثار الحرب في سوريا. وترى أن الكارثة الإنسانية اليمنية مستمرة ولكنها لا تحظى باهتمام إعلامي كبير.
وتضيف الصحيفة أن الهجمات الجوية التي تهدف لإعادة هادي إلى العاصمة واحتواء الحوثيين لا تلتفت للمدنيين، حيث سقطت قنابل على المدارس والمستشفيات والمصانع ومخيمات اللاجئين. ووصل عدد القتلى إلى 4.500 منذ بدء الغارات.
وحذرت الأمم المتحدة من أن 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون على حافة الجوع.
وتشير إلى ما أشارت إليه صحيفة «التايمز» من التحضيرات التي يقوم بها التحالف والموالون لهادي للهجوم على صنعاء و»سيكون هذا كارثة على المدنيين الذين يعانون من نقص الطعام والدواء ومن نقص المياه الصالحة للشرب».
وتعتقد الصحيفة أن اليمن عانى طوال تاريخه من النزاعات الدينية والطائفية والقبلية، ولكن الحرب الدائرة حاليا هي عن التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران.
وتأتي على خلفية ذوبان الجليد في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. وتشارك في الحرب كل دول الخليج باستثناء عمان، ولكن الولايات المتحدة غضت الطرف عن ما يجري في اليمن، خاصة أنها مشغولة بتطمين دول الخليج حول الاتفاق النووي الذي تقول إنه لن يؤثر على التحالفات التقليدية بينها ودول الخليج. وتحذر «الغارديان» من إمكانية فشل جهودها التي قد تؤدي لفراغ في اليمن يسارع المتشددون لملئه.
وتقول إن الغارات التي تقوم بها طائرات من دون طيار الأمريكية ضد المتشددين تؤكد أن ما يجري تصعيدا في الحرب لا استقرارا. وتعتقد أن حلا سلميا للأزمة طال انتظاره ولن يتحقق من دون ممارسة الولايات المتحدة ضغطا على السعودية.
وفي حالة طال أمد الحرب فيجب على المجتمع الدولي أن يسمي المسؤولين عن ارتكاب الجرائم لأن صمت الدول الغربية ولا مبالاتها لن يجلبا إلا الفوضى والحرب.
حرب صعبة
ومن هنا رأت مجلة «إيكونوميست» أن سحق الحوثيين مستحيل. مشيرة إلى قلة خبرة الجيوش الخليجية التي ستقاتل في أرض استعصت على الغزاة طوال تاريخها. وبعد تحرير عدن في آب/أغسطس فما تبقى مناطق هي جبلية.
وتحذر من آنه كلما طال أمد الحرب وزاد عدد الضحايا المدنيين فالتحالف سيخسر تأييد حلفائه المقاتلين على الأرض والذين يتألفون من رجال قبائل ووحدات منشقة عن الجيش اليمني ومقاتلين إسلاميين.
وتوافق المجلة على أن فشل الجهود الدبلوماسية يعود لغياب الضغط الدولي. فرغم استياء أمريكا من الطريقة التي تدار بها الحرب إلا أنها لا تريد إغضاب حلفائها في الخليج، خاصة بعد الاتفاق النووي.
وتعتقد أن هناك «جيل شباب طموحا في العائلات المالكة ليس مستعدا للتوقف عن مغامراته العسكرية».
امتحان
ومن هنا فالحملة التي تقودها السعودية في اليمن جوا وبرا تواجه، كما تقول صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، امتحانا صعبا، خاصة أن ارتفاع عدد الضحايا يشكل تحديا للتأييد الشعبي للحرب.
وتشير إلى أن العملية في وسط اليمن هي الأكبر منذ 80 عاما وبالنسبة لدول التحالف هي المرة الأولى التي تخوض فيها الدول المشاركة حربا حقيقية.
ويقول الكاتب إن العسكريين السعوديين يمجدون، في العلن والسر، العمل العسكري في اليمن ويصورونه على أنه مرحلة أولى في سياسة طموحة أشمل تهدف للردع وتضع حدا للنفوذ العسكري والسياسي الإيراني في المنطقة.
ويرى الكاتب أن محافظة مأرب ذات الكثافة السكانية القليلة أصبحت مركزا للمعركة في سياسة الخليج العسكرية المستقبلية، بسبب موقعها الذي لا يبعد سوى 75 ميلا شمالا من العاصمة، ولأن فيها مصافي البترول ومخازن الأسلحة وخطوط إمداد الحوثيين والسيطرة عليها يعني قطع الإمدادات عن المتمردين في العاصمة، وهي بالتالي مفتاح النصر.
وينقل التقرير عن الباحث جورج غوس، الخبير في شؤون الخليج وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة تكساس إي أند أم» قوله «هذه في الحقيقة هي المرة الأولى لكثير من هذه البلدان تخرج خارج حدودها».
ومع ذلك تحظى الحملة العسكرية، خاصة بعد مقتل الجنود الإماراتيين، بدعم شعبي بدا واضحا من خلال إعلام التواصل الاجتماعي في الإمارات والسعودية والبحرين. فقد تعهد ولي ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد «بالثأر» ووعد بتخليص اليمن من «حثالة» الحوثيين، بينما قام ملك البحرين الملك حمد آل خليفة بتسجيل أولاده للالتحاق بالحملة. ولكن مع استمرار القتال وبينما يعد التحالف لاجتياح صنعاء يتوقع المحللون العسكريون والمسؤولون في التحالف أن ترتفع الخسائر بشكل كبير وأن يؤثر ذلك سلبا على معنويات المواطنين. ويعلق غوس «أعتقد أن السؤال الأكبر هو مدى إمكانية تحمل الخسائر ـ فالإمارات والكويت وقطر ـ هذه المجتمعات لم تعان فعلا من خسائر في حروب خارجية من قبل». ومما يساعد دول الخليج هو تصوير الصراع في اليمن على أنه جزء من حرب أوسع ضد إيران ونفوذها العدواني في العالم العربي. وينقل التقرير عن مصطفى العاني من مركز دراسات الخليج قوله إن «النقاش العام في السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين بسيط للغاية: العمل العسكري في اليمن ليس فقط لإنقاذ اليمن من سيطرة الميليشيات الحوثية، ولكنه جزء من مواجهة إقليمية متأخرة مع إيران».
ويضيف أن «الانتصار في اليمن مهم للمعركة الأوسع ضد سياسات إيران العدوانية.. وتفهم قوات التحالف تكلفة هذه المواجهة واحتمال وقوع خسائر كبيرة في بعض المناطق».
المستقبل
ويتساءل الكاتب إن كانت هذه الاستراتيجية قادرة على الصمود بعد معركة صنعاء؟ قائلا إن نتيجة تجربة اليمن ستكون مؤشرا على مدى أمكانية انتصار سعودي أوسع. وفي حالة نجح التحالف في الانتصار على الحوثيين، وطردهم من صنعاء وإعادة حكومة هادي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، فستثبت سياسة التدخل الجديدة التي تنتهجها الرياض نجاحها بحسب ما يقوله المحللون العسكريون الخليجيون.
وفي حالة فشل الهجوم على صنعاء وارتفعت الخسائر فلن تكون هناك شهية لأعمال عسكرية مستقبلية في العراق أو سوريا حيث الصراع أطول وحيث تحتفظ إيران بتواجد عسكري قوي على الأرض. وحسب تقدير غوس فهناك بعض السعوديين الذي يحاولون تسويق الحملة على أنها خطوة أولى في استراتيجية شجاعة جديدة. صحيح أنها جديدة، ولكن هل ستطبق على حالات أكثر صعوبة وتعقيدا مثل سوريا والعراق وهو ما علينا أن ننتظره.
ويرى المراقبون أنه في حال انتصر التحالف في معركة صنعاء فقد تتحول قوة تحالف اليمن إلى قوة مهام تدخل يعتمد عليها مجلس التعاون الخليجي.
ولو استمرت الحرب وزادت الخسائر فقد تنتهي سياسة التدخل العسكري عند حدودها الجنوبية.
qal
إبراهيم درويش
اولا. هذه الحرب لم ترغب السعوديه دخولا فيها مع أشقائها ، يدركون ضخامه التضحيات إنسانيته وماليه.. الحوثي وأتباعه لم يحاول احتلال اليمن من اجل مستقبل اليمن ً فجماعته لازالت تعيش خرافات العصور الوسطي .. الهدف هو ان يسيطر علي اليمن وسلاحه ثم الذهاب الي حدود السعوديه حسب الأوامر ألخمينيه للوصول الي مكه والمدينة .. أنها حرب لابد من الأنتصار فيها وآن طالت لسنوات… ثانيا ، لو تآخرت السعوديه في دخول اليمن لصارت المصيبة أكبر بدخول الدواعش من جميع جيران اليمن وهنا سوف يحصل ما حصل في العراق وسوريا ولشرد شعب اليمن في جميع دول العالم،، ثالثا يقولون حرب با الوكالة غير صحيح ، الفرس صنعوا الحوثي ودربوه من اجل ان يقتل لا ان يعمل و الهدف معقل أهل السنه السعوديه أما السعوديه فمن اجل الدفاع عن نفسها من شر قد اقترب من حدودها..
اذا لم يتم تحجيم سيطرة الحوثين وصلاح في تلك المعركة وبتر أياد. ايران. الشيطانية في المنطقة. . فلن تقوم. قائمة للخليج خاصة والعرب عامة ضد نفوز التوسع الإيراني بالمنطقة. العربية انه معركة وجود لا حدود..
الذي أشعل الحرب الطائفية في المنطقة سيشتعل بنارها
اللهم اطفا نار الفتنة في المنطقة
يجب علي العرب التوقف عن تقديس ما يسمي بالخبير ألأجنبي صدقني أن أكثرهم لا يفهم ما يجري و يكتب بما تمليه عليه نفسيته بدلا من الحقائق
اذا اردت ان تقوم بعمل فيجب اكمالة وألا لا تقوم به. الحوثيون قلة وجماعة على عبدالله صالح ستنفض لان مال صالح الذي هو مال الشعب اليمني هو الذي يقودهم.
هذا الكلام هو ثمرة الاتفاق النووي الايراني لانه سيكون على حساب العرب. على السعودية ان تستمر بالمعركة ان لم يقبل الحوثيون وصالح بقرارات الامم المتحدة.