بيروت ـ «القدس العربي» : العين مرة جديدة على منطقة عرسال في ضوء ما يتردّد عن نية مبيّتة لدى تنظيم «الدولة ـ داعش» لفك الحصار المضروب حوله في الجرود بعد اقفال الجيش السوري طريق الامداد في اتجاه البادية السورية والوصول الى مشارف عرسال حيث مخيم النازحين السوريين الذي يضم 11 الف نسمة بهدف تجنيد عدد من الشبان في صفوفه للقتال ضد الجيش اللبناني.
وتشير تقارير عسكرية تلقتها قيادة الجيش اللبناني الى معلومات عن تحضيرات يستعد لها التنظيم لشن هجوم على منطقة عرسال بعد محاولة فاشلة قام بها نهاية الاسبوع الفائت على مواقع « جبهة النصرة» سقط بنتيجتها عدد من القتلى والجرحى خصوصاً عندما تدخلت مدفعية الجيش وقصفت مجموعات داعش المهاجمة.
وحسب معلومات «القدس العربي» هناك خشية لدى القادة العسكريين في الجيش من قيام تنظيم «الدولة» باستهداف الخطوط الامامية للجيش ومراكزه بانتحاريين في محاولة لاحداث خرق أمني على الجبهة يتيح لهم التسلل الى الخطوط الخلفية. ويكشف العميد المتقاعد في الجيش اللبناني جوني خلف لـ»القدس العربي»، «أن الجيش اللبناني في حال استنفار دائم ولديه القدرة على صدّ أي هجوم».
وقال «إن الجيش يتميّز عن داعش بامتلاكه المراقبة الجوية فيما الأخير لا يمتلك حتى صواريخ مضادة للطيران لكنه يمتلك عناصر عسكرية قوامها ما بين 2500 الى 3000 عنصر.والحذر والخوف هو من قيام انتحاريين تابعين لداعش بتفجير أنفسهم في موقع عسكري أو أحد مراكز الجيش في محاولة لزعزعة صفوف الجيش وفتح ثغرة الى الداخل اللبناني».
وكان قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي الجنرال جوزيف فوتيل وصل الى بيروت قبل ايام آتياً من مقر قيادته في قاعدة العديد القطرية، في زيارة قيل إنها أبعد من الزيارات التقليدية التي تتعلق بتقديم الدعم للجيش اللبناني.
وزار القائد الأمريكي منطقة عرسال، حيث تفقد الجبهة على السلسلة الشرقية وذلك برفقة كبار ضباط الجيش اللبناني.
وأبلغ الجنرال فوتيل وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف حرص القيادة الامريكية على استمرار دعمها للجيش اللبناني وتقديم المساعدات له وذلك خلال زيارته اليرزة برفقة السفيرة الامريكية لدى لبنان اليزابيت ريتشارد والوفد العسكري المرافق، حيث تم البحث في تطورات أوضاع المنطقة، إضافة الى العلاقات بين جيشي البلدين .وفي خلال اللقاء شرح الوزير الصرّاف للجنرال فوتيل المهام التي يقوم بها الجيش اللبناني لا سيما في مكافحة الارهاب شاكراً الولايات المتحدة على الدعم الذي تقدمه للجيش اللبناني.
من جهته، عبّر فوتيل عن تقديره للمستوى الذي وصل اليه الجيش اللبناني الذي اثبت كفاءة وقدرة عالية في مكافحة الارهاب. ونوّه فوتيل بالخطط العسكرية المتبعة وبالحرفية والمهنية العالية لدى ضباط وافراد الجيش الذين استطاعوا استيعاب السلاح الامريكي النوعي الذي تسلمته المؤسسة العسكرية في اطار برامج المساعدات واستخدامه بأقصى طاقته.
وكان الجيش اللبناني تسلّم أخيراً أسلحة نوعية هي عبارة عن صواريخ هيلفاير وطائرات سيسنا ومدفعية ثقيلة وىليات مصفّحة من طراز هامفي. وأفيد بأن الجيش سيتسلم طائرات سوبر توكانو ومصفّحات من نوع «برادلي» لنشرها على الجبهة الشرقية مزودة بمدافع من عيار 50 ملم. وتجدر الإشارة الى أن تنظيم «الدولة» تمتد سيطرته من تلة الثلاجة في الزمراني، حتى تخوم جوسيه شمالاً، وجرود رأس بعلبك والقاع شرقاً.