بيروت ٍ- «القدس العربي»: أقفل المشهد السياسي الساخن في لبنان بعد الجلسة المتوترة لمجلس الوزراء على إطلالتين بارزتين إحداها للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله من وادي الحجير في ذكرى انتهاء حرب تموز/يوليو، والثانية لحليفه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون على قناة «المنار» التي إستبقها بقوله «إذا لزمَ الأمر سنتجه إلى التصعيد، ولكن نحن دعاة حوار، ولا نرضى أن تداس حقوقنا المسيحية والوطنية». وفيما كان مناصرو عون ينتقدون قائد الجيش العماد جان قهوجي بعد تأجيل تسريحه سنة كاملة ويسخرون من فتحه الشمبانيا في أحد الاحتفالات وينشدون لمرشحهم لقيادة الجيش قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز، فإن لقاء معبرا جمع قهوجي وروكز إلى غداء في وسط بيروت شكل رسالة لافتة في مغزاها إلى وحدة المؤسسة العسكرية وإبقائها بمنأى عن الخلافات السياسية.
وكانت جلسة مجلس الوزراء الأخيرة شهدت استياء وزراء تيار المستقبل من الشعارات التي رفعها مناصرو التيار الوطني الحر في خلال تظاهرتهم الأخيرة وتشبيههم تيار المستقبل بتنظيم الدولة الإسلامية ورفعهم شعارات المستقبل الزرق، وهي تحمل عبارة «الدولة الإسلامية إمارة لبنان».
وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق في الجلسة: «اسمحوا لي أن أقول لأول مرة بعد سنة ونصف السنة وأنا وزير للداخلية، نحن دفعنا دما وأنتم تتفرجون على «داعش»، أنا بالذات دفعت دما وأنتم ماذا فعلتم، طبعا برعاية دولته وموافقته. في كل عمل قمنا به، في كل مكان في لبنان وخاصة في المناطق التي تنتمي إلى تيار المستقبل، لأنه، بصراحة، خطة البقاع التي لا تنتمي إلى تيار المستقبل فضيحة وليست خطة، أيا كان المسؤول عنها، الآن ليس وقت تحديد المسؤوليات، عندما نريد أن ندفع الدم لا يحق لكم أن ترفعوا هذه الأعلام، لأنكم بهذا تتصرفون بلا مسؤولية وتحللون دم الآخرين. وهذا كلام لا علاقة له بالطائفية، ولا علاقة له بالوطنية، ولا علاقة له بالمسؤولية».
وقال وزير العدل أشرف ريفي: «نحن لن ننجر إلى مواجهة طائفية، والشعارات التي رفعتموها تشكل خطرا على المسيحيين قبل المسلمين. نحن ننتمي إلى تيار الحريري الذي يصر على المناصفة، ومتمسكون بالعيش المشترك والتعايش الإسلامي المسيحي، ولن نُستدرج إلى أي مكان خاطئ مهما فعلتم».
ورد ريفي على الوزير العوني جبران باسيل وحديثه عن سلب حقوق المسيحيين قائلا «أنت تطالب ان تعامل حسب حجمك، هل أنتم عاملتم الناس في السابق على مستوى حجمهم، خصوصا عندما أسقطتم حكومة الرئيس الحريري؟». وتدخل ممثل حزب الله الوزير حسين الحاج حسن وقال: «ما قاله ريفي محق في موضوع إسقاط حكومة الحريري».
فتابع ريفي: «رأينا يومها غضب الساحة السنية وكيف كانوا يريدون ان يتصرفوا، ولازم تعرف يا باسيل إنو البادي أظلم».
وقال الوزير نبيل دوفريج لوزراء التيار الحر»أعرف عن نفسي، بكل صراحة، أنا نبيل دوفريج المسيحي اللاتيني المرتبط مباشرة بقداسة البابا لأن لا مرجعية لي في لبنان، وأنا عضو في تيار»المستقبل» وبحسَب اللافتة التي رفعتموها أصبحت عضوا في الدولة الإسلامية ـ إمارة لبنان».
فتدخلَ الوزير العوني الثاني الياس بو صعب وقال: «ما حصَل كان عملا فرديا، وشوفو من خلال ممارساتكن لوَين وصلتونا».
فرد دوفريج: «لافتة بطول 10 أمتار كيف لها أن تكون تحركا فرديـا. وإذا كـانت كذلك لماذا لم يُنزلها «التيار» عندما علمَ بها ونقلتها كل التـلفزيونات؟. واعترض بعض الوزراء على الطريقة التي تناولَ فيها المتظاهرون الرئيس سلام.
سعد الياس