بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: انشغل اللبنانيون أمس وقبله بانتشار فيديوهين، الأول لسيارة إسعاف متوقفة على الطريق ليس بسبب زحمة السير بل بسبب قطع الطريق في شــــارع الحمراء تسهيلاً لمرور موكب وزير نافذ، أما الفيديو الثاني فهو لعسكري في قوى الأمن الداخلي يرافق سيدة يبدو أنها زوجة ضابط كبير خلال تسوّقها في الوسط التجاري لبيروت، ويحمل لها كيساً ويفتح لها باب المحل.
وقد أعرب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من هذيـــن المشـــهدين، وعن استغلال وزراء لنفــــوذهم من أجل أحقية المرور ولو على حساب سيارة للصليب الأحمر، وعن استغلال ضباط لمراكـــزهم من أجل فصل عناصر عسكرية من أجل خدمة سيداتهم. وأكدوا أن الشعب اللبناني هو الذي يدفع راتب هذا العسكري، ومن حقه أن يعترض على تكليفه بغير المهام التي من أجلها دخل السلك.
وقد استهلت قناة LBCI نشرتها الإخبارية مساء الثلاثاء بالتركيز على هذين الفيديوهين وقالت «قبل الحكومة والتشكيل والحصص والأحجام والنسَب والتوازن والثلث المعطِّل… وقبل اجتماعات ما بعد الإجازات والمشاورات في الوقت الضائع… قبل كل ذلك، افتحوا الطريق أمام سيارة الإسعاف، وأبعدوا العسكري المرافق عـــن حمل كيس سيدة من عليَّة القوم… اليوم فيديو فضيحة وأمس فيديو ذُل… وبين الفيديوهين لا قيمة لحكومة ولا جدوى من بلد إذا كان موكب سياسي يتقدَّم على سيارة إسعاف قد يكون مَن فيها بين الحياة والموت بمسافة ثوانٍ معدودة… وأمس فيديو ذُل حيث يتقدَّم عسكريٌ حاملًا كيسا لسيدة ويفتح لها باب أحد المحلات في وسط بيروت…».
وسألت المحطــــة «مَن أعطــــى الإذن لمرافقٍ ليُقفِل الطريق على الناس وعلى سيارة إسعاف بالتحديد، لكي يمر وزير أو أكثر أو أقل؟ هل يتحمَّل هـــذا المسؤول أن يمـــوت مَن يكون في سيارة الإســـعاف لأنه تأخـــر لثوانٍ على تصريف أعماله؟ متى ينتهي التمادي في إذلال العسكريين بأن يكونوا مرافقي الست فيحملوا لها كيسا او أن يرافقوها إلى صالون التجميل أو إلى النادي الرياضي… هؤلاء لم تلدهم أمهاتهن ليكونوا مرافقين للست، لو كانوا يريدون هذه المهنة لَما انتسبوا الى السلك وخضعوا لدورات وتخصصوا ليحملوا كيس الست… قد لا تنفع المناشدة هنا لأن مَن سنناشدهم لديهم مرافقون لزوجاتهم ولأبنائهم، فهل سيتم وضع حدٍّ لهذا العار؟».