بيروت – «القدس العربي» : في وقت اختار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ذكرى 14 آذار لاقامة احتفاله وإعلان مرشحيه للانتخابات النيابية، فإن العلاقة التحالفية بين حزب القوات وتيار المستقبل لم تشهد أي تطور بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من المملكة العربية السعودية. ولم تتوصل اللقاءات الثنائية بين الأمينة العامة للقوات شانتال سركيس ومسؤول الانتخابات في «المستقبل» خالد شهاب الى فكفكة العقد والترشيحات في عدد من الدوائر وخصوصاً في البقاع الغربي حيث يتمسك «المستقبل» بترشيح هنري شديد عن المقعد الماروني فيما ترشّح القوات المحامي ايلي لحود.
وذهب الرئيس الحريري الى وصف العلاقة المستجدة مع القوات اللبنانية الطرف المسيحي الابرز في 14 آذار بأنها «تحتاج الى منجّم مغربي». وبإستثناء التحالف الثلاثي في الشوف وعاليه بين القوات والمستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، فإنه من شأن التباعد بين المستقبل والقوات في الدوائر الاخرى أن ينعكس سلباً على الحاصل الانتخابي للقوات الذي تحتاج اليه لتحقيق الاختراق في اللوائح وهو ما دفعها الى الانفتاح على حزب الكتائب والتحالف معه في دائرتين رئيسيتين هما الاشرفية مع النائب نديم الجميّل وفي زحلة مع النائب ايلي ماروني ولاسيما أن قواعد القوات والكتائب تتداخلان في هاتين الدائرتين.وقد ينجح هذا التحالف الكتائبي القواتي في الاشرفية وزحلة في تأمين الحاصل لكل من الجميّل وماروني وكذلك لمرشحي القوات المهندس عماد واكيم في الاشرفية والقاضي جورج عقيص في زحلة.
أما في الدوائر الاخرى ولاسيما في دائرة بشري زغرتا الكورة والبترون فيتجه تيار المستقبل للتحالف مع التيار الوطني الحر وتجيير كتلة أصواته التفضيلية في البترون للوزير جبران باسيل وفي زغرتا لنجل النائب سليمان فرنجية.
وفي دائرة الأشرفية والرميل والصيفي والمدوّر فيتجه «المستقبل» لتجيير اصواته التفضيلية للائحة التيار الوطني ايضاً وربما في زحلة كذلك بعدما رشح عن فشل التفاهم بين السيدة ميريام سكاف والسيد نادر الحريري خلافاً لما كان عليه الحال في انتخابات العام 2009 حيث صبّت تلك الاصوات لصالح لوائح 14 آذار والقوات.
ومع اقتراب مهلة إعلان اللوائح بعد إعلان المرشحين سيكون امام القوات والمستقبل حسم الامور وإنهاء المناورات وإلا ستكون القوات في حلّ من التحالف مع المستقبل في الدوائر المتنازع عليها وتتجه الى التفاهم الانتخابي مع خصوم «المستقبل» ما سيعيد رسم التوازنات السياسية التي يبقى فيها الثنائي الشيعي الفريق الاقوى والاكثر تماسكاً.
وتعترض القوات على تمسك تيار المستقبل بتسمية مرشحين مسيحيين في أكثر من دائرة وتقليص حجم كتلتها المرتقبة فيما هي لا تسمّي مرشحين سنّة.
وهذه المشكلة لم تلقَ حلاً منذ انتخابات العام 2009 حيث كانت القوات تحسد التيار الوطني الحر على تحالفه مه الثنائي الشيعي الذي يترك له حرية تسمية ممثليه وعدم التدخل في تسمية مرشحين مسيحيين.
أما «المستقبل» فيتمسك في المقابل بأنه تيار عابر للطوائف ويرفض حصره في اطار الطائفة السنية فحسب. ولذلك فهو سمّى عن احد المقاعد المارونية في دائرة الشوف عاليه الوزير غطاس خوري، وعن مقعد الروم الاورثوذكس في طرابلس نعمة محفوض وعن المقعد الماروني في الدائرة ذاتها جورج بكاسيني، وسمّى عن المقعد الماروني في عكار النائب الحالي هادي حبيش، وعن المقعد الاورثوذكسي في نفس الدائرة جان موسى، كذلك فعل في بيروت الثانية بتسمية النائب الحالي باسم الشاب عن المقعد الانجيلي والمرشح نزيه نجم عن المقعد الاورثوذكسي.
سعد الياس