بيروت ـ «القدس العربي»: في أول اجتماع يعقده في قصر بعبدا منذ توليه مهام رئاسة الجمهورية، ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء الأعضاء وقادة الاجهزة الأمنية وعدد من المسؤولين القضائيين.
وأكد «أن التنسيق بين القوى العسكرية والأجهزة الأمنية لا سيما لجهة تبادل المعلومات، يضمن نجاح الإجراءات التي تتخذها هذه القوى للمحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد». وقال «ان الاخطار التي تهدد لبنان مصدرها دولة عدوة معلنة هي إسرائيل، وعدو ثانٍ هو الإرهاب الذي لا دين له ولا قواعد، ومسؤوليتنا أن نواجه هذين العدوين للحفاظ على أمن البلاد وسلامة أهلها والمقيمين فيها».
وأكد «على أهمية الاستمرار في التصدي للإرهاب استباقياً وردعياً حتى القضاء عليه وقطع الطريق امام أي محاولة لزعزعة الأمن والأمان في البلاد»، لافتاً إلى» أن الدولة بكافة مؤسساتها وأجهزتها وإداراتها تشترك في وضع استراتيجية كاملة لمواجهة أي حرب أو خلل».
وكان اللافت حضور المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة الذي كان مبعداً عن الاجتماعات التي كان يترأسها رئيس الحكومة السابق تمام سلام. وقد توقف الكثير من المحللين عند أبعاد هذه الخطوة التي تعيد لرئيس هذا الجهاز المسيحي دوره وتؤكد ان منهجية جديدة بدأت تسري في معالجة الملفات الشائكة.
وكان وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون أثار في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة ملف أمن الدولة، والأموال العائدة إليه، بعدما كانت عالقة في وزارة المال بسبب إشكالية بين المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة ونائبه محمد الطفيلي، الذي أحيل فيما بعد إلى التقاعد. وأفيد عن أن حلحلة لهذا الملف هي على الطريق بين الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريري مع وزارة المال.
الى ذلك، التقى الرئيس عون اهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «الدولة» في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وأبلغهم «ان قضية العسكريين لم تغب يوماً عن اهتماماته، لا سيما وانه يتابع هذا الملف الحساس منذ اللحظة الأولى لحصول الخطف، وسيبقى الاهتمام نفسه بهذه القضية إلى حين جلاء مصير العسكريين». واشار إلى «ان معاجلة هذه المسألة تتم بدقة لأنها ليست مع دولة او تنظيم حزبي معروف بل مع عصابات مسلحة إرهابية تختطف وتقتل ولا تلتزم بأي شيء».
ولفت رئيس الجمهورية إلى « أن كل المراجعات التي تمت حتى الآن مباشرة او عبر وسطاء لم تسفر عن نتائج ايجابية، لكن التواصل مستمر مع أكثر من وسيط للوصول إلى نتائج عملية، «وجهادنا في هذا الإطار واجب، ونسأل الله ان يوفقنا للوصول إلى خواتيم سعيدة، وأعزّ ما لدينا هو ان يعودوا إلينا احياء».
وأكد للوفد أنه سيحمل قضية العسكريين المخطوفين في رحلاته إلى الخارج سعياً لأي مساعدة ممكنة، وقال للأهالي «ثقوا بأن الدولة لن ترتاح قبل إغلاق هذا الملف ولن تتردد في تأمين كل المتطلبات الضرورية لذلك، وكذلك كل رعاية لعائلاتهم».
وخلال اللقاء، شرح اللواء ابراهيم لعائلات الاهالي المراحل التي قطعتها عملية التفاوض لافتاً إلى «أن الرئيس عون يتابع هذا الملف منذ لحظة وقوع الاعتداء على العسكريين في 2 آب 2014 وحتى الساعة». وذكر أن التواصل مع الوسطاء مستمر بعيداً عن الاعلام، متمنياً الوصول إلى نتائج إيجابية في هذا الصدد.
ثم تحدث اعضاء الوفد فشرحوا معاناة عائلات العسكريين المخطوفين، ومؤكدين على الثقة برئيس الجمهورية، واضعين ملف ابنائهم امانة بين يديه، وشكروا للرئيس عون اهتمامه الدائم ورعايته المستمرة قائلين: «بعد اليوم سنكون على ثقة أكثر بأن امكانية الكشف عن مصير اولادنا صارت اكبر».
بعد اللقاء تحدث حسين يوسف باسم الوفد فأكد ان» لقاء اهالي العسكريين المخطوفين اليوم مع فخامة الرئيس اعطى لهم من جديد دفعًا قويًا من الامل. فالرئيس عون اثبت فعلاً انه كان ولا يزال «بيّ الكل»، ووضعنا هذه الامانة، اي قضية العسكريين المخطوفين، بين يديه وهو يتحمل مسؤوليتها بضمير وبكل إيجابية».
وقال: «إن العماد عون أسس اللواء الثامن في الجيش، والعسكريين المخطوفين امضوا في الخطف حتى الآن 888 يوماً، ما يذكّرنا بتلة «888» حيث قاتل العماد عون. وهذا الرقم بالذات، الذي صادف مع توقيت زيارتنا للقصر الجمهوري يعني لنا الكثير ولنا امل كبير فيه».
اضاف: «تابعنا مع فخامة الرئيس ملف العسكريين المخطوفين في حضور اللواء عباس ابراهيم الذي شرح لنا اموراً نستطيع التطرق إلى البعض منها والحديث عنها، إضافة إلى امور لا يمكن البوح بها. ولكن الجديد في الموضوع ان الأمور تتجه نحو الايجابية، إلا أنه من ناحيتنا كأهلٍ لا نستطيع أن نتوقع شيئاً لأن سنتين ونصف السنة مرّت على اولادنا في الخطف ولا نسمع إلا الكلام، وننتظر اليوم حصول امر ايجابي ملموس».
وأكد ان «الرئيس عون ابدى تجاوبه واهتمامه بهذه القضية، علماً أنه كان مهتماً بها قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، ولكنه اليوم يشاركنا أكثر من اي وقت مضى مطلبنا الاساسي وهو اعادة العسكريين المخطوفين جميعاً إلى كنف وطنهم واهاليهم ونأمل أن ينتهي هذا الملف على يد فخامته ليكون وساماً يعلّق في القصر الجمهوري».
وقال رداً على سؤال أن «هناك عدداً من المفاوضين يتابعون هذه القضية لكن ليس لنا مصلحة في الكشف عنهم وعن عملهم، مؤكداً من جهة ثانية ان كل كلمة يدلي بها اللواء عباس ابراهيم في ما خص هذه القضية بالنسبة لنا هي صادقة، ونقدّر انه في بعض الاحيان لا يمكنه ان يفيدنا بكل المعلومات الموجودة بحوزته».
ولفت إلى ان اهالي المخطوفين ليس بوسعهم ان يصدقوا اي ايجابية تتم الاشارة اليها في هذا الملف إلا عندما يرون اولادهم في اعينهم، وهم يتزودون دائماً بالامل بالرغم من عدم لمسهم لأي تقدم واضح، على أمل ان لا تأخذ قضيتهم فترة اطول ويتم الكشف عن مصير اولادهم.
في مجال آخر، وعشية سفر الرئيس عون على رأس وفد وزاري موسع إلى الرياض ومنها إلى الدوحة في أول إطلالة خارجية للعهد، يزور رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي بيروت وعلى جدول اعماله لقاء مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد.