بيروت ـ «القدس العربي»: في تطور أمني مفاجىء خرق هدوء ثاني ايام عيد الاضحى المبارك ، إشتعلت جبهة بريتال المحاذية للحدود اللبنانية السورية بين مقاتلي حزب الله ومسلحي «جبهة النصرة» و»داعش».
وإختلفت المعلومات حول سبب اشتعال هذه الجبهة بين قائل إن مسلحي «النصرة» و«داعش» الذين يحاولون فتح منافذ جديدة بعد اقفال الجيش اللبناني معابر عرسال إغتنموا عطلة العيد وباغتوا مواقع حزب الله المتقدمة في جرود بريتال بهجوم من عدة محاور إنطلاقاً من جرود عرسال مروراً بعسال الورد، وسيطروا على أحد المواقع العسكرية للحزب وهو تلة عين الساعة التي شهدت معركة ضارية بين الطرفين، وقائل إن حزب الله قام بخطوة استباقية أو استدراجية على مواقع المسلحين الذين يتهيأون لتوسيع محاور المواجهة انطلاقاً من منطقة القلمون عشية اقتراب فصل الشتاء الذي سيجعل المسلحين بين حصارين عسكري وطبيعي.
وتباينت المعطيات الميدانية حول نتائج هذا الهجوم، ولاسيما بعد عرض شريط فيديو لمقاتلي الدولة الاسلامية يظهر سيطرتهم على موقع لحزب الله وفي داخله قتيلان للحزب وسيارة رباعية الدفع مصابة بقذيفة صاروخية .
ويظهر الشريط ايضاً أن الهاتف المحمول لأحد قتلى حزب الله يرنّ بعد انتهاء المعركة فيتناوله أحد عناصر «داعش» ويجيب على المتصل «معك الدولة الاسلامية ومن تطلبه سأطلق الرصاص عليه» وأطلق الرصاص.
وفي المقابل، عرض حزب الله شريط فيديو يبيّن استعادته الموقع ووجود عدد من القتلى والاعتدة والذخائر في أرض المعركة، كذلك انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لسيارات رباعية للحزب تقلّ عناصر لحزب الله من القرى والبلدات الشيعية في طريقهم لصد الهجوم وتعزيز المواقع المتقدمة.
وتحدثت أنباء عن تمكن مسلحي «النصرة» و«داعش» من السيطرة على تلة عين الساعة لمدة 30 دقيقة قبل ان يتمكن مقاتلو الحزب من صدهم وطردهم منها بعدما سقط له فيها عدد من القتلى عرف منهم حمزة عاقصة من بلدة شعت، ماهر زعيتر من بلدة إيعات، محمد رباح من بلدة اللبوة، محمد القلموني من بلدة اللبوة، أحمد صالح من بلدة بريتال، فؤاد مرتضى من بعلبك، نزار طراف وعمار عساف.
فيما أفادت الاوساط القريبة من الحزب ان المسلحين تكبدوا عشرات الخسائر البشرية بين قتلى وجرحى وأن قيادياً بارزاً في جبهة النصرة هو محمد خالد حمزة صهيب قتل في المعركة ونقلت جثته الى مستشفى الرحمة في عرسال . كما تحدثت وسائل إعلامية عن أسر عدد من المهاجمين او احتفاظ الحزب بعدد من جثث المهاجمين.
وذكرت مصادر قريبة من حزب الله ، إنه إمتص الهجوم الذي كان مباغتاً مفقداً إياه عامل المفاجأة، وإستطاع إستدراج المسلحين المهاجمين نحو حفرة نصبها لهم، حيث قام مقاتلون من حزب الله خلال المعارك بتجهيز تشريكة عبوات ناسفة في الموقع الذي يسعى المسلحون للسيطرة عليه، وعند إنتهائهم تم إبلاغ مجموعات التصدي بذلك، حيث عمدت هذه إلى التراجع خلف الموقع فاتحين الباب لتقدم المسلحين.
بعد وقت قليل دخل مقاتلو «النصرة» الموقع المشار إليه، وفوراً، فجّر عناصر حزب الله تشريكة العبوات بمن حضر ودخل من مسلحين ما ادى لسقوط نحو 25 قتيلاً بينهم فضلاً عن عددٍ من الجرحى.وهذا ما دفع المسلحين إلى التراجع تحت صدمة الكمين وتحت وابل من القذائف التي بدأت تنهمر في المكان ما دفعهم للانسحاب والتراجع.
تزامناً، أعلنت جبهة «النصرة» في تغريدة على «تويتر» على حساب مراسل القلمون أنها تصدت لهجوم قام به «حزب الله» في جرود نحلة «مما ادى الى قتل وجرح العشرات من عناصر الحزب».
وفي غضون ذلك، استمرت تحركات اهالي العسكريين وقطعهم الطرقات الرئيسية وعلى رأسها ضهر البيدر التي تصل البقاع مع بيروت، ولوّحت عائلة العسكري بيار جعجع بقطع طريق المطار وطريق المرفأ بعد تلقيها اتصالاً من جبهة النصرة يحذّرها من أن حياة ابنها بيار في خطر إن لم تتحرّك، كذلك تلقت عائلة الجندي علي البزال اتصالاً مباشراً منه طمأنها الى وضعه مع رفاقه طالباً الاستمرار في قطع الطرق وعدم التعرض للنازحين السوريين ، محذراً من أن التعرض للنازحين سيضعه ورفاقه في خطر.
سعد الياس