الناصرة ـ «القدس العربي»: انضم رئيس حزب ياش عتيد «يوجد مستقبل» يئير لبيد لجوقة التصريحات المتطرفة في إسرائيل، مؤكدا رفض تقسيم القدس المحتلة حتى لو كان الثمن عدم إحراز اتفاق مع الفلسطينيين. لبيد الذي يسعى لتحسين مواقعه الانتخابية في ظل استطلاعات رأي تدلل على تراجع شعبيته، صعد أمس انتقاده لسلوك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال عدوان الجرف الصامد في غزة، وبعدها. وقال خلال مشاركته في برنامج «سبت الثقافة»، إن «نتنياهو لم يكن شجاعا لا خلال الحرب ولا في المجال السياسي ولم يبذل جهدا سياسيا بعد الحرب واعتبرها محاولة لعدم عمل أي شيء متسائلا : وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يتواجد في السلطة؟. وتابع القول «ما يهم نتنياهو هو البقاء في السلطة».
وتطرق لبيد إلى برنامج حزبه وقال إنه لن يقسم القدس، ولن يهم ما سيحدث زاعما أنه يمكن التوصل إلى اتفاق ايضا بدون تقسيم القدس». وأضاف: «الدول لا تفاوض على عواصمها، وإذا سبب ذلك انهيار الاتفاق فلا بأس». في تعقيبه حول رفضه الجلوس في حكومة واحدة مع المتدينين، قال لبيد إنه بعد تمرير قانون تقاسم الأعباء وتجنيد طلاب المدارس الدينية لا توجد لديه مشكلة في الجلوس مع المتدينين في حكومة واحدة.
ولم يتأخر تعقيب الحزب الحاكم (الليكود) وهو الآخر تتنبأ له استطلاعات الرأي بنتائج مقلقة، فقال إن نتنياهو أدار الجرف الصامد بإصرار وبقوة وبمسؤولية ووعي أيضا. منوها أن مواطني إسرائيل يعرفون أن هذه هي الحقائق وأن التحديات الأمنية الضخمة التي تواجهها تحتم قيادة مجربة، مسؤولة ومصرة. وتابع الليكود في بيانه على حليف الأمس وزير المالية المقال لبيد «ما دون ذلك هو تصريحات هراء يطلقها سياسي فاشل، محبط وخائف، كان قد دعم هو ايضا، سياسة رئيس الحكومة خلال العملية»
وفي سياق التراشق والمزاودات المرافقة للمنافسات الحزبية دعا عضو الكنيست المتطرف داني دانون، الذي ينافس على رئاسة حزب الليكود، قادة الأحزاب إلى الإعلان مسبقا عما إذا كانوا سيدعمون انتخاب نتنياهو لرئاسة الحكومة. وتابع القول «اطالب كحلون وليبرمان ودرعي الذين يأتي غالبية المصوتين لهم من المعسكر القومي باظهار الشجاعة وإعلان ما اذا كانوا سيدعمون انتخاب رئيس حكومة من اليمين او اليسار. أنا متأكد من أن كل مصوت من المعسكر القومي سيشعر بالخداع إذا اتضح له بأنهم أخذوا صوته من اليمين وحولوه إلى اليسار».
ويتماشى تصريح دانون هذا مع الحملة التي يقودها نتنياهو لتحديد المعركة بين معسكر اليمين برئاسته، ومعسكر اليسار برئاسة هرتسوغ وليفني. ويتخوف نتنياهو وغيره من تأييد كحلون وليبرمان لتتويج هرتسوغ رئيسا للحكومة. وقال مسؤول رفيع في الليكود، خلال دعاية للحزب أن «كل صوت لليبرمان وكحلون هو صوت لهرتسوغ وميرتس».
استطلاع للرأي
رغم الاشتباه بتورط عدد من قادة حزب «يسرائيل بيتنا» بالفساد السلطوي، إلا أن الحزب يحافظ حاليا على استقرار قوته حسب ما يستدل من استطلاع للرأي اجراه موقع «واللا» الاخباري. ويستدل من الاستطلاع ان «يسرائيل بيتنا» سيتراجع بمقعدين ويحصل على عشرة مقاعد هذه المرة بخلاف تقديرات بتحطمه.
ويظهر أن قوة الليكود سترتفع إلى 24 مقعدا، مقارنة بقوته الحالية والاستطلاعات السابقة، أما حزب العمل – الحركة المشتركة فيحصل على 23 مقعدا. وتتراجع قوة البيت اليهودي من 17 مقعدا، في استطلاع سابق، إلى 15. وتنخفض قوة «يوجد مستقبل» إلى تسعة مقاعد، ما يعني استمرار انخفاض قوته بشكل كبير مقارنة بقوته الحالية (19 مقعدا). ويمنح الاستطلاع الكتلة العربية عشرة مقاعد، حتى إذا خاضت الانتخابات في قائمة واحدة. وحسب الاستطلاع سيواجه نتنياهو وهرتسوغ مصاعب في تشكيل الحكومة المقبلة بسبب الفارق الطفيف بين قوة المعسكرين (اليمين 52 واليسار ـ الوسط 58).
نسبة الحسم
وناقشت محكمة العدل العليا في إسرائيل التماسا ضد قانون رفع نسبة الحسم في الانتخابات إلى 3.25%. وقدم الالتماس مواطنان من شلومي هما الياهو غوتمان والياهو دافيد. وطلبت جمعية حقوق المواطن ومركز عدالة الانضمام إلى هذا الالتماس. ويدعي الملتمسون ان رفع نسبة الحسم يمس بحق الترشيح والانتخاب، وحق المساواة. كما يدعون ان رفع نسبة الحسم سيؤدي إلى اقصاء جماهير محددة من الكنيست، خاصة الجمهور العربي، وسيمس بقدرة الاحزاب الجديدة على الوصول إلى الكنيست. ولكن الدولة ترفض هذا الادعاء.
وديع عواودة