لغة «العربيزي» على «العربية»… عودة المدارس إلى برامج الصباح… والحسناء جيزيل مع ابن الوحش

مع عودة المدارس، تتنافس برامج الصباح على أغلب الفضائيات العربية، بتقديم النصائح والمواعظ للأهل في كيفية مواجهة هذا اليوم العصيب.
المشكلة أنه حتى في هذه الفقرة هناك نخبوية في الاستهداف، فدوما هناك اختصاصية تربية يستضيفها البرنامج، وهذه الاختصاصية التي لم تغفل تفصيلا من تفاصيل اكسسوارات الزينة إلا وارتدته أمام الكاميرا، وتتأكد أنها ستهز رأسها بابتسامة واثقة حين يتم تقديمها للمشاهدين، وتبدأ حديثها دوما بكلمة «الحقيقة إنو…»!! وهي عبارة ثابتة بمثابة لازمة لكل ضيف في أغلب الحوارات العربية.
الاختصاصية تتحدث عن طلاب مدارس خاصة، أو مدارس النخب المرتاحة وهي مدارس لها حافلاتها المكيفة ونظام تغذية مدرسي خاضع لنظام مطاعم خمس نجوم، وهي تتحدث بثقة عن سندويشة الصباح الملفوفة بكيس ذي ميزات حين أسمعها أعتقد أنها تتحدث عن أكياس غذاء رواد الفضاء في ناسا.
وتتحدث عن نظام النوم لأطفال، أقلية عندهم القدرة على توفير حديقة خاصة في غرفة الطفل نفسه، وتتحدث عن حوار مهذب مع الطفل لإقناعه بالمنطق بضرورة النوم وفوائده الصحية للجسم، وتفاعل هذا النوم ليلا مع الحليب صباحا على أن يكون الحليب 8 % دسم!! مع تجنب الصوت العالي في الصباح لكي لا «يتكركب» صباح الطفل في يومه الدراسي الأول.
حسنا سيدتي، ولا يهونوا الفضائيات التي أتعبت نفسها وأتعبتنا بهذه المواعظ الموسمية..
واقع الحال لدى غالبية المشاهدين مختلف تماما، مثل اختلاف المدراس التي تصفونها عن المدارس التي يعرفها غالبية الناس واسمها مدارس حكومية في عالم عربي.
موضوع السندويشة الملفوفة جيدا، يمكن تجاوزه أمام سلاح «الزيت والزعتر» الفتاك لكل لفة مفترضة، كما أن التغذية المدرسية وإن توفرت في المدارس الحكومية فهي ليست حتى بتصنيف نصف نجمة وعليه التوجه بالنصائح للشيف غير مجدية، فالشيف هنا بأحسن الأحوال هو صاحب مطعم فلافل أو متعهد تجاري ملتزم بمناقصة لا تتوافق ومعاييركم.
وعليه، فإنني أرى (وأنا من المحظوظين والحمدلله) أن تلك الفقرة الفضائة المكررة موسميا إما أن تحذف او تستبدل بما يتناسب وواقع عنوانه (مدارس يا مدارس..يا ما أكلنا ملبس خالص)!

الدلع التلفزيوني

ما أوردناه أعلاه، يقودنا إلى ظاهرة «الدلع التلفزيوني»، وهو الموضوع الذي فجرته الفنانة الجادة صاحبة الالتزام الحنبلي بالفن الجاد والحضور الأكثر جدية لا فض فوها، الكويتية حليمة بولند.
حيث عبرت عن استيائها الشديد من الإتهامات الدائمة لها بأنها تتصنع الدلع، خلال استضافتها في برنامج «تو الليل» على قناة «وطن» الفضائية.. وقد استضافتها كإعلامية.. وهي مهنة صارت تطلق على أي كائن حي (من الجنسين) يظهر تباعا وتكرارا على أي شاشة تلفزيون، مما يجعل دجاجة «مكعبات ماجي» إعلامية أيضا.
بولند أكدت أنها لا تتصنع الدلع، مما يعني – حسب كلامها – أن دلعها Built in و جزء من «السوفت وير» الذاتي لشخصيتها العبقرية، ومما يعني أيضا أن الإنسان يمكن أن يولد «دلوعا» منذ يومه الأول في الحياة!!
لكن بولند.. التي أتحفتنا بمقابلة خالدة أنصح بتسجيلها وتوزيعها وحفظها في مكتبات البيوت لكي تستفيد منها أجيال قادمة، أكدت انها لا تعتمد على دلعها بالمطلق: «.. لأن الدلع عمره ما يصنع نجومية كاسحة مثل اللي أنا وصلت لها»، كما تقول الله يسلمها في الحوار الغني بالمعلومات والفائدة!!
شوفي يا حليمة..الحق مو عليكي..الحق على هيك إعلام عربي مناسب تماما لواقع عربي دلوع مثله.

لغة التجميل الفضائية

ولأن الدلع سيد الموقف، وعنوان المرحلة، فقد لفتت انتباهي خبيرة التجميل التي استضافتها «العربية» في «صباح الخير يا عرب»، لتتحدث ميسا عساف بـ «العربيزي» عن قضية «تزبيط و تنسيء فستان العرس، بناء على بدجت سبيسفك، اعتمادا على كلتشرز محددة فما بصير تلبس فنكي دريس وانا بعمل كل الأسستمنت لأنو إتز لايف تايم شي، أما المجوهرات فإحنا ونس حكينالها شو الكولور وممكن تروح هي عالسلفر بطلع كتير بيوتفول، لازم نختار الديزاين اللي بيعمل فت إلنا.. وات ايفر لازم نشوف براندز وأكتشيولي لازم نعمل دايت سريع والشعر بنعمل اكستنشين..إي تي سي»!
أي والله هذا بالنص نقلا عن قناة اسمها «العربية» في برنامج اسمه «صباح الخير يا عرب» سامعين يا عرب يا بتوع اللغة!!
ما علينا، المهم يا عيوش يا بنت حارتنا، انتبهي للديزاين ولا تعملي عرسك بدون ما تشوفي «الفت البيرفكت». وسامحينا .

في ماذا أخطأت مذيعة «بي.بي.سي»

وبمتابعة متأخرة واعتمادا على ميزة التسجيل على الأجهزة الحديثة، تابعت بدافع الفضول مقابلة السيدة الأنيقة جيزيل خوري في برنامجها الحواري «المشهد» مع العلامة المفكر السياسي المحلل وريث بلاغة أبيه ريبال الأسد.. والذي تحدث في ساعة تلفزيونية كاملة عن مزايا أبيه الديمقراطية، وكيف أن الدكتور رفعت الأسد كان منذ الأزل ديمقراطيا ومطالبا بالإصلاح الديمقراطي حتى أن سبب خروجه من سوريا ثوراته الديمقراطية والتي ربما خلفت بعض الضحايا بعشرات الآلاف هنا أو هناك.
ريبال، كان يتحدث بقناعة تامة وحالة إنكار مطلقة للواقع المخالف لما يدعيه، حتى أن الجميلة المهذبة جيزيل خوري قاطعته باستغراب ودهشة جعلتني وأنا المندهش أزداد دهشة لرده عليها أولا، ولهذا الصبر العجيب الذي تحلت به مقدمة الـ «بي بي سي»، التي ربما نسيت أنها لا تجري المقابلة على فضائية لبنانية داخلية.
فعلا، اللي بيعيش ياما بيشوف.

كاتب أردني يقيم في بروكسل

مالك العثامنة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ،،ابو سالمUSA:

    تحية إليك يا سيد عثامنة،راءع،وخاصة في برنامج التجميل،حيث ضحكت فيه من كل قلبي،ربما لحسن حظي انه لا يوجد عندي وقت غي أمريكا لمتابعة الفضائيات العربية،أحب القراءة اكثر،صحيح أني اقراء القدس العربي يوميا وأحب هذا الموقع الصحفي المميز وأحب معظم كتابه وصحافييه ،وشكرا لكم جميعا

  2. يقول علاء الاردن:

    رائع واحسنت بوصف واقعنا الرديء

  3. يقول محمود غريب مخيم الوحدات الاردن:

    تسلم ايديك والله ابدعت

  4. يقول احمد + قطر:

    لا فض فوك

  5. يقول أبو الفيصل:

    إلى متى هذا التهور اللغوي، في المشرق والمغرب ؟؟؟ والله لم نعد نفهم كلام البعض ؟ هل من منقذ لهذا الوضع اللغوي المتردي ؟

إشترك في قائمتنا البريدية