بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: يستمر استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق المواقف الهابطة ورفع وتيرة التوتر، وخاصة بين مناصري الأحزاب اللبنانية، حيث كان آخرها بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحرّ»، وكذلك بين صحافيين وسياسيين، ووصل الى التهجم بعنف على سفير دولة عربية.
آخر المعارك الكلامية والمشادات الموترة للأجواء في لبنان عبر فيسبوك، قيام المدعو جان الياس بتحقير «القوات» باستخدامه عبارات تصف «شهداء الحزب وقادته» بأوصاف «نابية ومهينة».
وأدى تصرّف الياس إلى تنديد «قواتي» بـ«وقاحته» التي تخطّت الحدود، علمًا أنّ الردّ جاء أيضا من قبل أشخاص غير منتمين للقوات اللبنانية. فعلى سبيل المثال، نشر الناشط بيار الحشاش على حسابه عبر فيسبوك منشورا قال فيه: «جان الياس انا مش قوات لبنانية كما يعلم الجميع بس انشالله بوعى بكرا الصبح وبيخبروني انو شي ابن شهيد راضع من حليب امو مظبوط قرطك قتلة كسرك، تصبحون على تلاميذ جامعة صاروا زعران علناً».
وتعمل جهات عدة على تهدئة مناصري الطرفين وأبناء الشهداء من التعرض لجان الياس. وفي السياق، قال أحد أبناء الشهداء إنّه «سيأخذ بثأر والده من جان الياس وسيلقنه درساً لن ينساه طوال حياته».
وحصل موقع لبناني يدعى «ليبانون ديبايت» على 4 منشورات قام الياس بحذفها بعد ردود الفعل التي أحدثتها: في المنشور الأوّل قال: «حابب قول يلي فطسوا أيام الحرب من حزب إسرائيل في لبنان يعني القوات اللبنانية قتلاكم وصرماية وئام وهاب سوا». أما في المنشور الثاني فتوجّه لـ«جماعة القوات اللبنانية» بالقول: «انتم ورئيسكم وشهداؤكم ومؤسسكم وصرمايتي سوا».
وفي المنشور الثالث، قال: «حابب قول للبجم لعناصر القوات اللبنانية يلي جنبلاط مسح أرض فيكم والسوري كمان كبكم بالسجن مثل الكلاب وأنا بشركم جعجع راجع على الزنزانة قريباً «. والمنشور الرابع هو عبارة عن صورة مركبة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وأحدهم يقضي حاجته عليه، وعلّق عليها قائلاً: «جعجع يا جعجع نحن مندعس عليك ومنمشي».
وكانت بيروت شهدت استدعاء جديداً في عطلة نهاية الأسبوع، ولكنه طال هذه المرة اعلامياً من بيئة حزب الله هو حسين مرتضى مراسل قناة «العالم» الإيرانية في دمشق، على خلفية تهديدات وجهها للقائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري، وليس ناشطاً من بيئة 14 آذار تطاول على العهد أو على رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.
وجاء الاستدعاء من قبل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بعدما نشر مرتضى تسجيلاً مصوراً أطلق فيه تهديدات مبطّنة للقائم بالأعمال السعودي، واتهمه بعمليات تحريض وتظاهر في لبنان بأوامر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وسبق للإعلامي سالم زهران أن تهجم على الرئيس المكلف سعد الحريري.
وقال مرتضى في التسجيل «جايي البخاري بدو يعمل زلمة هون بلبنان، عمّي يللي بدو يعمل فتنة هون بلبنان منقطع له إجريه».
وبعد الاستدعاء شنّ ناشطون مؤيدون لحزب الله هجومًا على السفير السعودي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأطلقوا عبر «تويتر» وسماً تحت مسمى #اطردوا_البخاري_راس_الفتنة، لكنه قوبل بوسم مضاد تحت مسمى #البخاري_في_بيته_وبين_أهله.
واتهم مناصرو حزب الله شعبة المعلومات بأنها تدخلت لدى السلطات القضائية لإصدار مذكرة توقيف بحق الإعلامي حسين مرتضى، مطالبين بطرد البخاري.
ومما سجّلته «القدس العربي» على مواقع التواصل ما كتبه ناشطون على الشكل الآتي «لبنان مهد المقاومة ولن يتحوّل منصة سعودية بوجه المقاومين»، «اليوم ترفع الصوت مملكة البترودولار وتعلنها حرباً ضد حسين مرتضى وغداً ستختار شخصية أخرى، وستكرّ السبحة السعودية في محاولة لخنق أي صوت يقول عكس ما تريد ويسير في ركب مغاير لنهجها».
ورفض حسين مرتضى الاستدعاء وقال» هون لبنان مش السعودية ومش فرع المعلومات يللي بيستدعينا وبيحقق معنا وما حدا بيقدر يسكّتنا لا فرع المعلومات ولا غيرو ولا يللي بيشدّ على مشدّو…».
في المقابل، شدّد ناشطون في قوى 14 آذار على ضرورة حسم الدولة اللبنانية خياراتها العربية، وكتب المحلل السياسي نوفل ضو عبر «تويتر»: «تطاول ادوات حزب الله وإيران على السعودية ودبلوماسيتها مشكلة سياسية يتحمل مسؤوليتها من يمسك بزمام القرار في لبنان».