■ نشرت صحيفة (الديلي ميل) الصادرة في لندن رسالة بعثتها مواطنة اسمها اوبري بيلي. قد تبدو الرسالة للوهلة الأولى ساخرة، لكنها في الحقيقة توضح لغز المعادلة السياسية والعسكرية «المعقدة»، في منطقة الشرق الأوسط. وحقيقة لم أجد أعمق وأوضح من هذا التفسير المقتضب لما يجري في منطقتنا في ظل الربيع العربي الذي تحول من أمل للشعوب إلى كابوس حقيقي، ومصدر رعب كبير يدفع ثمنه غالبية الناس العاديين من كل الأطياف السياسية والطوائف الدينية، خاصة مع الصعود المفاجئ لنجم ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام «داعش».
وقدمت الصحيفة الرسالة بالقول «إذا كانت صورة ما يجري في منطقة الشرق الأوسط لا تزال غير واضحة بالنسبة إليك فلا تذهب إلى أبعد مما قالته اوبري في رسالتها التي تحاول تسليط الأضواء على نظام التحالف القائم حاليا بين الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة ودول شرق أوسطية، وما يسمى بـ «الجماعات الجهادية في المنطقة من أمثال «داعش» وجبهة النصرة وعشرات المجموعات والأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان، خاصة في سوريا.
تبدأ الرسالة بتساؤل «هل صورة ما يجري في الشرق الأوسط غير واضحة إليك؟.. دعني أشرحها:
– نحن (أي الغرب) ندعم الحكومة العراقية في قتالها ضد الدولة الإسلامية.
– نحن لا نحب الدولة الإسلامية
– لكن الدولة الإسلامية تتلقى الدعم من السعودية
– نحن نحب السعودية
– نحن لا نحب الرئيس (السوري بشار) الأسد
– نحن ندعم المجموعات المقــــاتلة ضده ولكــــن ليس تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشارك في القتال ضده.
– نحن لا نحب ايران ولكنها تدعم الحكومة العراقية ضد الدولة الإسلامية
– (النتيجة) ان بعض أصدقائنا يدعمون أعداءنا وان بعض أعدائنا هم أصدقاء لنا
– وبعض أعدائنا يقاتلون بعض أعدائنا الآخرين الذين نريد لهم ان يخسروا، ولكن لا نريد أعداءنا الذين يقاتلون اعداءنا الآخرين ان يفوزوا.
– وإذا هزمت المجموعات التي نريد إلحاق الهزيمة بها، فمن الممكن ان تحل محلها، مجموعات أخرى ودنا لها أقل.
– نحن من بدأ كل هذا بغزونا لبلد (العراق.. كاتبة الرسالة لم تحدد هوية ذاك البلد) لنطرد منه الإرهابيين الذين في الحقيقة لم يكونوا موجودين أصلا فيه، حتى غزونا ذاك البلد لنطردهم منه.
وتختتم اوبري رسالتها كما بدأتها بتساؤل:: هل فهمتم الآن؟»
بدأت بالقول انها رسالة قد تبدو ساخرة ولكن ما قالته أو ما أرادت قوله اوبري ، يصيب قلب الحقيقة.
وكان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر وضوحا من اوبري اذ وضع النقاط على الحروف بعيدا عن الدبلوماسية، في محاضرة له في جامعة هارفارد بولاية مساشوستس.. فقد أقر بايدن بأن الإرهابيين في سوريا بمن فيهم مسلحو القاعدة حصلوا على تمويل ودعم آخر من حلفاء واشنطن في المنطقة، مشيراً إلى ان هؤلاء الحلفاء خاضوا حرباً بالوكالة بين السنة والشيعة. وقال «مشكلتنا الأكبر كانت في حلفائنا بالمنطقة.. الأتراك كانوا أصدقاء رائعين وكذلك السعوديون والإماراتيون وغيرهم. ولكن ماذا فعلوا؟ كان همهم الوحيد هو إسقاط (الرئيس بشار) الأسد وخاضوا حربا بالــوكالة بين السنة والشيعة، وقدمــــوا مئات ملايين الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من السلاح لكل من وافق على القتال ضد الأسد».
وقال بايدن، «لكن الناس الذين حصلوا على المساعدة كانوا مسلحي «جبهة النصرة» و«القاعدة» وعناصر متطرفة قادمة من مناطق أخرى في العالم. أتعتقدون أنني أبالغ؟.. أنظروا بأنفسكم إلى النتيجة».
أما الآن على حدّ زعم نائب الرئيس الأمريكي، فحلفاء واشنطن في المنطقة يعون خطأهم ووافقـــوا على الانضمام إلى التحالف الدولــــي المعــــادي للإرهاب الذي تتزعمه واشنطن. وقال: «كلهم، على غير انتظار، فهموا ما يجري».
وأما الفيلسوف الأمريكي اليهودي نعوم تشومسكي فلا يلقي اللوم كما بايدن على دول المنطقة وانما يعتبر في مقابلة، أن انتشار «الجهادية الراديكالية» هو نتاج طبيعي لسياسة واشنطن في العراق وانعكاساتها على تركيبة المجتمع العراقي الهش بعد سنوات من العقوبات التي فرضتها واشنطن وحليفتها لندن التي دفعت الدبلوماسيين الأمميين، اللذين اشرفا على إدارة هذه السياسة، إلى الاستقالة احتجاجا.
وينقل تشومسكي عن غراهام فوللور الذي أصبح محللا في شؤون الشرق الأوسط، بعد تركه عمله كعميل لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي اي ايه» القول «ان الولايات المتحدة أحد المؤسسين لداعش. صحيح ان واشنطن لم تخطط تشكيل هذا التنظيم ولكن تدخلاتها الهدامة في الشرق الأوسط والحرب على العراق كانت أحد المسببات الإساسية لظهور داعش».
وقال تشومسكي معلقا «هذه مصيبية للولايات المتحدة ولكنها نتيجة طبيعية لغزوها للعراق. ان النتائج البغيضة للعدوان الأمريكي البريطاني، هي إشعال نار الفتنة التي تمزق العراق الآن وتنتشر انتشار النار في الهشيم في مجمل المنطقة مما سيترب عليها عواقب وخيمة».
واضاف ان الولايات المتحدة، ومن قبلها بريطانيا، تؤيد الإسلام الراديكالي وتعارض التوجه القومي العلماني، الذي تعتبرانه أكثر تهديدا لأهدافهما الرامية للسيطرة والهيمنة. فعندما يضرب التوجه القومي يحل محله الإسلام المتطرف. وأكثر من ذلك ان الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة وهي المملكة العربية السعودية، هي الدولة الإسلامية الأكثر تطرفا في العالم، كما انها كانت المصدر الأساسي لتمويل المجموعات الإسلامية الراديكالية، إلى جانب دول خليجية أخرى حليفة لواشنطن.
اكتفي بهذا الكم من المعلومات ولن أعلق.. ولكن اختم بمجموعة من التساؤلات:
– كيف يتسنى لتنظيم بعدد محدود من المقاتلين غير المتمرسين وغير المدربين تدريبا عسكريا حقيقيا، ان يحقق مثل هذه الانتصارات خلال فترة وجيزة جدا؟
– كيف تنهار أمامه جيوش مثل الجيش العراقي المسلح تسليحا جيدا من جهات الارض الأربعة، وقوات البيشمركة الكردية المدربة والمتمرسة في القتال لعشرات السنين بهذه السرعة والسهولة؟.
– إذا كان داعش بهذه القوة والقدرات والإمكانيات، لماذا لم «يتخلص من نظام بشار الأسد في دمشق الذي أنهكته الحرب المتواصلة ضده منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة؟.. لتكون له أرضية انطلاق صلبة ويستعيد أمجاد «عاصمة الخلافة الأموية»؟
– هل يشتم من ذلك مؤامرة تقسيم سوريا ومن بعدها العراق إلى دويلات؟.
– لماذا لم يتجه داعش غربا (إلى لبنان) حيث الصيد أسهل؟.
– هل الزحف نحو الشرق وتحديدا العراق المقصود منه الابتعاد عن إسرائيل، حتى لا يضع نفسه وجه الوجه معها فينفضح أمره؟
– أليس حقيقة ان ما يسمى بـ «داعش» معني فقط بالسيطرة على حقول النفط والثروة تحت مظلة ما يسمى بالخلافة الإسلامية.. ؟
– إذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا متخوفتين حقاً من خطر «داعش» الداهم الذي يهدد أمنهما، كما تزعمان، لماذا لم تهرعا إلى إرسال قواتهما البرية (حتى لا يفهم انني أطالب بذلك، أوضح انني ضد أي تدخل خارجي مهما كان مصدره) لتوقف هذا الخطر، كما فعلتا غير مدعوتين في أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003 ودون قرار دولي حتى في حال العراق؟ ام أنهما غير معنيتين؟
– ألم تر واشنطن ولندن ان هذا الخطر قادم .. أم ان راداراتهما وأقمارهما التجسسية لا تغطي تلك البقعة من الكرة الأرضية عندما يصب ذلك في مصلحتهما.. وأين كانت شبكات تجسسهما؟.
– لماذا سهلت حكومات غربية وخصوصا بريطانيا خروج المتشددين من أراضيها للانضمام إلى الجماعات المتشددة؟.
– لماذا يرسلون فقط طائراتهم وصواريخهم ويعترفون من قبل انها لن توقف زحف «داعش»، أليس لاستخدام هذه المناطق ميادين لتجريب أسلحتهم الفتاكة الجديدة.. فيما معظم الضحايا هم من الأبرياء كما كان الحال في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة؟
– أليس هدف كل ما يجري في المنطقة هو تقسيمها وتفتيتها طائفيا وعرقيا لتظل هذه الطوائف والأعراق منشغلة بنفسها.. متعادية.. متحاربة.. ومتناحرة.. ولتكون سوقا لمصانع أسلحتهم.
– واشنطن ولندن من قبلها تعلمان جيدا ان الوقوف ضد أي جهــــة أيا كانت، يعزز وضع هذه الجهة.. فهل ترمي هذه العمليات الجوية لدفع المزيد في أحضان «داعش»؟
– أليس «داعش» هو البعــــبع الجديد والنسخة الأكثر دموية لصنيعتهم الأولى»القاعدة» التي بدا نجمها يخبو؟
٭ كاتب فلسطيني من اسرة «القدس العربي»
علي الصالح
أحسنت بالتحليل الموسع والمدعم يا أستاذ علي
انها المؤامرات لتقسيم منطقتنا
وانها المؤتمرات ءلالهائنا عن اسرائيل
كل هذا اللف والدوران بالمنطقة على حساب ثرواتنا وديننا وثقافتنا
ولا حول ولا قوة الا بالله
لنكن واقعيين، الولايات المتحدة دائماً تنجح سياستها في العالم العربي فقط، من أيد وساند أمريكا في غزو وإحتلال العراق هي الحكومات العربية من دون إستثناء، لا إيران ولا تركيا ولا مجمل الدول الغربية أيدت ما قامت به بريطانيا والولايات المتحدة، ولا حتى الأمم المتحدة وافقت على الحرب ضد العراق، فقط وأعيد وأقول وحدها الحكومات العربية تتحمل المسؤولية منذ ٢٠٠٣ إلى يومنا هذا. المتابع العربي يمكنه تسمية هذه الحكومات.
اخالفك الرأي بخصوص إيران. …ايران وأسرائيل اكبر منتفعين من غزو وتدمير العراق
سؤالي لك دكتور …لماذا جيشت الجيوش واقيمت التحالفات لتصل الى اكثر من 60 دولة عندما اقتربت الدولة الاسلامية من حدود كردستان ؟؟ولماذا كل هذه الدول العظيمة والتحالف الشيطاني اليوم مدافعا عن كوباني وعن اربيل ؟؟بينما العراق من 10 سنوات يقتل بايدي الصفوين الايرانيين (الذي كنت يوما ما حليفا لهم وزرت ايران وخططت معها) وسنة الصفوين والصحوات التي كان لك دورا بأنشائها والكل ساكت ؟؟ ولماذا اكثر من 250 الف سوري قتل وشرد الملايين ولم يجد من يدافع عنهم ؟؟ضرب الشعب السوري بالكيمياوي ولم نجد من مناصر ؟؟واليوم المسلمون يقتلون في افريقيا الوسطى وبورما ويقطعون ويحرقون احياء ولا نجد لها صدى بالاعلام اصلا ؟؟عموما قرأت مقالا للاستاذ خالد غريب عن موضوع الاكراد والدولة الاسلامية وقد اجاب عن كل هذه التساؤلات..اتمنى منك ومن متابعيك قرأته لعله يجيب عن تساؤلاتك (http://justpaste.it/hhqp) ..تحياتي لك
أسئلة لا تحتاج إلى أجوبة فالأمور واضحة وضوح الشمس . شكرا على هذا المقال الذي يساهم في تنوير قراء القدس العربي ولو بنسبة ضئيلة
الواضح ان داعش صنيعة الغرب الغاشم وهي تذكرة دخول هؤلاء الهمج ( الأمريكان والغرب بشكل عام) لدخول حلبة القتل الجماعي لشعوب المنطقة وتفتيتها ونهب كل ما فيها من خيرات. ان ألد أعداء الحرية في الشرق الأوسط هم اسرائيل التي تستخدم امريكا وبريطانيا وغيرها لتحقيق أهدافها في تحطيم شعوب المنطقة وإحلال الخراب والدمار في كل مكان.
سياسة فرق تسد تقوية كل الطراف بحيث لا يمكن ان يفوز احد الاطراف ويحطم بعضهم بعض وتبقى الستطرة لهم
صدقت عزيزي هذا ماقلناه من اليوم الاول لظهور داعش هي صنيعة استخباراتية مئة بالمئة ساهم في ولادتها حتى نظام دمشق فداعش لامريكا والنظام السوري هي سلة البيض الذهبي بالنسبة لامريكا داعش تشغل صفقات السلاح الامريكي للدول الخائفة من داعش وبالنسبة لنظام دمشق حقق هدفا في تغيير صورة الثورة السورية
في اذهان الغرب الى ثورة قاطعة للرؤوس
…..كل ما يدور في المنطقة من تخريب ودمار منظم تنظيما جيد جدا هو من صناعة أمريكية 100% ….ممكن بعض الدول تتعاون مع أمريكا كالسعودية وغيرها ….ولكن أمريكا تستطيع أن تمنع هذا ….هي الآن تدير كل أزمات العالم التدميرية وشكرا!
بارك الله فيك اخ علي صالح. انت اكدّت المؤكد. هذه الحقائق اصبخ الداني والقاصي يعرفها ولكن طبعا بشكل اقل القارئ الغربي فحبذا لو تترجم هذه المقالات وتنشر في صحف غربيه . خبذا لو اهل الخليج بعون هذه الحقيقه حتى يحاسبون حكوماتهم قصيرة النظر التي دمرت سياستها الملحقه بالامريكان المنطقه. .
يحتاج الجندي الى مبدأ وعقيدة أو قضية يؤمن بها ايمانا قاطعا قبل أن تطلب منه أن يقاتل ويقدم روحه لاحظ مقاتلي حماس وصمودهم أنهم ليسوا جنود في الاصل ومع توفر البمدأ والقتال من أجل قضية ما ماذا فعلوا مع جيش نظامي ومدرب
إن الجندي العربي في الظروف الراهنة يجد نفسه يدافع عن الفساد والعنصرية والأنظمة وهذه قضية لا تستحق منه تقديم روحه من أجلها
وخير مثال الجيش العراقي ففي بداية الحرب مع داعش قامت فرق عسكرية بالفرار وترك أسلحتها كاملة اننا نتحدث عن عشرات الالاف من الجنود لم يستطيعوا الصمود لايام هل السبب نقص الخيرة والعدة والسلاح…لا بالطبع
دائما تتذرعون بالمؤامرة الخارجية لماذا لا تقول سياسة المالكي و شيعة كسرى في ايران و العراق و لبنان و سوريا و اليمن هي من جفعت بشباب غيور على امته و دينه للقيام بتشكيل داعش يحاهد في سبيل الله و بروحه و ماله و تضره لومة لائم
الجهاد فى سبيل الله والغيرة على الاسلام يكونان فى فلسطين وبورما اما البقية فهى فتنة و غباء من يخلق له اعداء يقولون لا الاه الا الله ومايفعله الدواعش وما شاكلهم لا يشبه حتى شريعة الغاب وهو صورة طبق الاصل لعصابات الهقانا التى روعت وشردت الشعب الفلسطينى
أين نحن من كل ما يجري!!! أم أنه ليس لنا محل من الأعراب!!