ربما كنا بحاجة إلى هزّة بحجم نوبل لنفهم أن الشعر بحاجة إلى موسيقى ليعود إلى الواجهة. فقبل بوب ديلان كنا نعتقد أن الشعر صنعة لغوية صعبة ازدادت تعقيدا مع رياح التغيير التي أحدثها الحداثيون بكل أنواعهم فحوّلوا الشعر إلى ما يشبه الحزورات في أفضل الأحوال.
البرج العاجي الذي عاش فيه الكتاب وأرباب الأدب والشعر جعله بوب ديلان قريبا من الناس، حتى أنه أحيى حفله على مسرح تشيلسي في مدينة لاس فيغاس بدون الإشارة للجائزة.
اهتز العالم كله من أجل ديلان، بما في ذلك العالم العربي، ولم يهتز هو، ظل ديلان الذي لم تغيّره لا الجوائز ولا الشهرة ولا الأرقام التي كان يحققها بمبيعاته. شخصيا تساءلت عند سماعي الخبر هل ديلان بحاجة لجائزة أخرى تضاف لقوائم جوائزه؟
هل هو في حاجة لمزيد من الشهرة إضافة إلى حجم شعبيته عبر العالم؟ ثم ـ ولا أدري إن كان سيوافقني البعض ـ أدركت أن الشعر هو الذي كان بحاجة لديلان. نوبل نفسها كانت بحاجة لديلان لتخرج من نفق الاتهامات السياسية، وتأخذ مكانة على قمم الجوائز التي كرّمت الفنون الإنسانية بدون تمييز.
نعم ديلان أمريكي ويغني ويعزف الرّوك الأمريكي، ويرتدي الجينز الأمريكي، والثياب الأمريكية البسيطة، مثل القمصان التي لا تحتاج إلى ربطة عنق، والقبعات المزينة أحيانا بالريش وأحذية رعاة البقر المروسة، عتاده المألوف قيثارة وهارمونيكا وروحه الشابة التي تترجمها أغنيته «فور إيفر يونغ». لا شيء يوحي بأن الرجل عاش متنكرا لجذوره من أجل الحصول على الجائزة. لقد عاش شريفا مثل أي خارج عن القانون عصي على الترويض والتدجين. ولا شيء في حياته غير عشقه المجنون للموسيقى والشعر والغناء وملاقاة محبيه بصوته وعزفه وبساطته. أحيانا نستغرب لماذا يصفق له الجمهور حين ينطق بأول كلمة من أغنية ما؟ والحقيقة أن الرّجل قضى عمره وهو يزرع شتائل الحب في قلوب محبيه مثل مزارع مثابر، منكب على أرضه ومنغمس في عمله ببطء بدون الالتفات إلى من حوله.
ثابر الرجل على مدى شبابه، وأصرّ على أداء لونه المفضل بوفاء يحسب له وليس ضده. فحين كانت تصب الأموال والمبالغ الضخمة في حسابات مغنين في عمر أبنائه وأحفاده لأنهم فضلوا سلك دروب مختلفة تبهر الفئات الشابة، بقي هو على سكّة الشعر الرّاقي، والكلمة التي تطير كالفراشة الربيعية اليانعة وتحط على قلوب لا تزال الأزهار متفتحة فيها. ويبدو لي أن النّاقمين على ديلان لأنه نال نوبل، ناقمون لأسباب هامشية لم تلامس الأدب في جوهره.
فإن كان الرجل يهوديا أو روسيا في أصوله، فقد عاش حياته كأمريكي بسيط ولن يأبه لتلك الأصوات التي تعلق بسخافة على شماعة بالية أسباب نجاحه، فحسب من عاش قريبا منه، وحسب رصد الإعلام الأمريكي لردة فعله فإن الجائزة نفسها لا تعني له، فقد تشبّع بالفن والشعر والموسيقى وعاش متخما بكل ما يحب، فهل يمكن لنوبل أن تضيف له شيئا؟ عند هذه النقطة سندرك أن مكافآتنا ملغومة وأننا لا نعرف أن نكافئ بدون أن تكون خلفية سياسية أو طافية لأي جائزة نقدمها، أو أننا نقدمها مع حسابات تقوم على مصالح شخصية داخل تلك الهيئات، والدليل أن كل جوائزنا يطالها الطعن وكل الحائزين منا جوائز عالمية يطالهم الطعن أيضا ولعل نجيب محفوظ وأمين معلوف والطاهر بن جلون وأورهان باموق نماذج تزخر حياتهم بأعداء ولدوا من رحم الكراهية والبغض خارج إطار الأدب الأنيق. ثم هل قرأ السّاخطون ما قاله ديلان؟ أو ما كتبه؟
نسمع الأغاني أحيانا ونحن نحلق مع الموسيقى، نسافر مع جملة واحدة تتكرر وننسى أن الأغنية حلم كما عرّفها ديلان. ربما لم يتعثر أيٌّ من هؤلاء بحكمة ديلان حين قال: «الأغنية حلم نحاول تحقيقه. مدن نحاول الدخول إليها لاكتشافها. يمكننا أن نكتب في مقصورة قطار، على متن قارب، أو حتى ونحن نمتطي حصانا، وحدها الحركة تجعلنا نكتب، لهذا يصادف أن نلتقي كتابا بمواهب فذة في الشعر أو في الموسيقى لكنهم عاجزون عن التأليف، ما ينقصهم هو الحركة بالتأكيد». وهو من النّوع الذي وصفه قائلا: «بعضهم يحسون بالمطر والبعض الآخر يطالهم البلل». بهذه الحكمة عاش الكلمة بكل جوارحه، فأي خسارة لحقت بنا إن ربح هذا الرجل «نوبل للآداب»؟
ألسنا من اخترع المقولة الرّائجة: «الكلاب تنبح، القافلة تسير» ذلك أننا لم نهتم يوما بخطورة الكلمة وأهميتها، وإن انتبهنا فإن إعدامها في المهد كان ولا يزال الحل الأمثل لإخماد ما قد تثيره من عواصف. اليوم ونحن نعيش عملية كبيرة «لتمييع المثقف» وتقديم « مثقف بديل» غير فعّال في الغالب، ويهدم بقلمه ما بناه فطاحلة الأدب والسجال الثقافي أمثال طه حسين ومن عاصره يمكننا أن نتأكد أننا أبعد ما يمكن عن سور الجوائز العريقة كجائزة نوبل. وهذا موضوع آخر يحتاج إلى مناقشة جادة وإلى سجال نخرج منه بنتائج تعيد للمثقف دوره وتعيد للأدب على الخصوص دوره الفعّال في صنع العقل لا هدمه، وتهيئة تربة خصبة لحضارة ابتعدنا عنها لأننا غيّبنا دور الكلمة وتصرّفنا تصرّف البدائي الذي يحمي نفسه بسلاحه سواء واجه عدوا أو صديقا.
وأعتقد أنه ليست صدفة أن تنال صحافية جائزة نوبل للآداب، كما حدث في السنة الماضية حين فازت سفيتلانا أليكييفيتش بالجائزة، وليست صدفة أيضا أن يموت داريو فو الكاتب والمسرحي الإيطالي الحاصل على نوبل عام 97 يوم أعلنت الجائزة لبوب ديلان… إنّه التغيّر الذي يحدث في العالم ولا نريد أن نشعر به، هناك نهاية لكل شيء، وهناك بدايات لا نريد أن نراها.. هناك تجدد، وهو نفسه التجدد الذي يحدث في العلوم كلها ولكنه قليل ما يلامس الأدب، وإن لامسه قامت الدنيا وما قعدت. اليوم نحضر معارض تشكيلية مشتركة مع شعراء، نحضر أمسيات شعرية مشتركة مع عازفين ومطربين، نعشق تقاطع اللوحات الملونة مع كوريغرافيا أبطالها يرقصون على مسرح، نتذوق التزاوج بين الفنون بدون أي ارتباك، فلكن واقعيين إذن ونتقبل
جائزة تمثل هذا التزاوج في شخص قلبَ كيان الأمم بحصوله على جائزة المليون دولار وهو غير آبه بها.
في العمق الشعر والموسيقى والفن وكل ما يبهج الإنسان من إبداع راقٍ هو الذي انتصر اليوم. وعسى ذلك يصالحنا مع أنفسنا ونراجع أوساطنا الفنية الفضائحية المثخنة « بالهشّك بشّك» والكلام المائع الذي لا يرقى حتى إلى مستوى الكلام العادي للناس العاديين في مجتمعاتنا المسكينة.
هنيئا للشعر انتصاره…
هنيئا لنوبل بديلان..
شاعرة وإعلامية من البحرين
بروين حبيب
ياسيدتي الدكتورة : ولولبسنا البدلة الأفرنجي والكرفتة والمشواغ والروغان وسافرنا إلى باريس ولندن ومونت كارلو…نحن بدو.والبدوي لا يفرح إلا بالجائزة حتى لولم يفعل شيئاً سوى حضورعرس ابن خالته.لأنّ حصوله على الجائزة مرتبط باللاشعورأنها من غنائم الغزوالقبلي لأجداده النُجبُ.
أما الغرب فالجائزة مرتبطة بنجاح المؤسسة التي وقفت داعمة للفائز.لهذا نكره المؤسسات لأنها تقف بالضد من فردية البدوي النهاب الوهاب.
*للأسف نحن نعيش فعلا في عصر ( الهشك
بشك ) والسح الدح امبو وحبة فوق وحبة تحت ودي ودي.. والباقي أعظم !!!؟
* أحيانا جائزة(نوبل ) تكون غير عادلة
وتذهب لغير مستحقيها ربما مجاملة
مثلما حصل مع جائزة (أوباما)
وربما نتيجة ضغوط اللوبي الصهيوني
مثلما حصل مع جائزة مجرم الحرب بيريز.
سلام
حصول بـــــــــــوب ديلان علي جـــــائزة نوبل للاداب قفزة حضارية أخري نحو الرقي الثقافي ومدي دور الغناء في تطوير الشعوب و
إيقاضها من غفلتها وتبصيرها بما يجري حولها من مشاكل وأزمــــات فهو الحل للحروب وموجات الكراهية ودمج العالم في لحمة واحدة وهو الترياق الذي نبغي علي السياسيين إستعماله لحل مشاكل الدول .
طبعا الشعر أيضا حل أخر للشعوب فاذا أمتزجت الموسيقي والشعر والفن يأتي دور الرقص أيضا وهكذا تسمو الروح الانسانية وترتقي الي السماء …. هذا الذي قلته سابقا هو ما يدندن عليه من يدعون ان للفن غاية حميدة ؟؟؟
تـــــــري في ميوان الحق والباطــــــــــل اين يوضع مثل هطا الكلام ؟؟؟
نعم انه الوهم يباع بأسماء رنانـــة ويسوق له صباح مساء تري لماذا يصبح الفنان والممثل الرعبيد والممثلة التي تنام مع الرجال باسم الفن شخصيات مرموقة وتكرم بهكذا جوائز ؟؟؟؟
أميرة الثقافة العربية بامتياز
أشكرك على التميز و الإختلاف برأيك و أنك دوما تصرين على الإبتعاد عن السرب
نعم كنا بحاجة لهذه الهزة.
حصول بـــــــــــوب ديلان علي جـــــائزة نوبل للاداب قفزة حضارية أخري نحو الرقي الثقافي ومدي دور الغناء في تطوير الشعوب و
إيقاضها من غفلتها وتبصيرها بما يجري حولها من مشاكل وأزمــــات فهو الحل للحروب وموجات الكراهية ودمج العالم في لحمة واحدة وهو الترياق الذي نبغي علي السياسيين إستعماله لحل مشاكل الدول
طبعا الشعر أيضا حل أخر للشعوب فاذا أمتزجت الموسيقي والشعر والفن يأتي دور الرقص أيضا وهكذا تسمو الروح الانسانية وترتقي الي السماء …. هذا الذي قلته سابقا هو ما يدندن عليه من يدعون ان للفن غاية حميدة ؟؟؟
تـــــــري في ميزان الحق والباطــــــــــل اين يوضع مثل هذا الكلام ؟؟؟
نعم انه الوهم يباع بأسماء رنانـــة ويسوق له صباح مساء تري لماذا يصبح الفنان والممثل الرعبيد والممثلة التي تنام مع الرجال باسم الفن شخصيات مرموقة وتكرم بهكذا جوائز ؟؟؟؟
الاخت غادة الشاوويش نتمنى ان تكون بخير افتقدناها مرة كتبت و قالت مقالات وكتابات الاخت بروين حبيب فيها الوان وهذا صحيح.
حصول بـــــــــــوب ديلان علي جـــــائزة نوبل للاداب قفزة حضارية أخري نحو الرقي الثقافي ومدي دور الغناء في تطوير الشعوب و
إيقاضها من غفلتها وتبصيرها بما يجري حولها من مشاكل وأزمــــات فهو الحل للحروب وموجات الكراهية ودمج العالم في لحمة واحدة وهو الترياق الذي نبغي علي السياسيين إستعماله لحل مشاكل الدول .
طبعا الشعر أيضا حل أخر للشعوب فاذا أمتزجت الموسيقي والشعر والفن يأتي دور الرقص أيضا وهكذا تسمو الروح الانسانية وترتقي الي السماء …. هذا الذي قلته سابقا هو ما يدندن عليه من يدعون ان للفن غاية حميدة ؟؟؟
تـــــــري في ميزان الحق والباطــــــــــل اين يوضع مثل هذا الكلام ؟؟؟
نعم انه الوهم يباع بأسماء رنانـــة ويسوق له صباح مساء تري لماذا يصبح الفنان السكير والممثل الرعبيد والممثلة التي تنام مع الرجال باسم الفن شخصيات مرموقة وتكرم بهكذا جوائز ؟؟؟؟
إلى : ( الوردة العابقة بفكرة الحبّ : نضرة ؛ وذابلة ؛ ومصونة الألوان ) : هكذا كتبت الشاعرة بروين في ديوانها : الفراشة ؛ وإليها أهدي كلماتها بمناسبة..عيد ميلادها السعيد…فيوم 19 أكتوبرهوعيد ميلاد ( فراشة ) القدس العربيّ الدكتورة بروين حبيب..وسمّيتها الفراشة نسبة لعنوان ديوانها الشعري ؛ ومنه تقول :
( في ملكوت الشوق
أدركت
أخيراً ،
أنّ جسداً واحداً لا يسع الأرض كلها ).
زادك الله بركة العمروالعافية ياصديقة الكلّ ؛ ومعذرة لتأخرالتهنئة ؛ لأنني أجد عيد ميلادك ليس يوماً بل كشهرالعسل ؛ خيرمن ألف ليلة ويوم.