لماذا استسهل ترامب إشعال برميل البارود في القدس؟

حجم الخط
63

في حزيران / يونيو الماضي أرجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ قرار الكونغرس حول نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وكان في هذا يحذو حذو جميع رؤساء الولايات المتحدة الذين أعقبوا سنّ ذلك القرار في سنة 1995، مستندين إلى فقرة فيه تمنح الرئيس حقّ الإرجاء لمدة ستة أشهر. لكن السيد ترامب عكس الآية بالأمس حين اتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وأبلغه العزم على نقل السفارة بالفعل، وكذلك فعل في اتصال مماثل مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
بذلك يكون الرئيس الأمريكي قد أوفى فعلياً بوعد انتخابي قطعه على نفسه خلال الحملة الانتخابية، رغم أنه لم يكن مضطراً إلى هذا لأنّ قرار الكونغرس ذاته يمنحه حق الإرجاء. وقد سبق لجميع رؤساء أمريكا الذين تعاقبوا بعد إصدار القرار أن تهربوا من تنفيذه، بالنظر إلى ما ينطوي عليه من عواقب وخيمة سوف تنعكس على مستقبل سيرورة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، الجامدة أو شبه المشلولة أصلاً، وما قد ينجم عنه من وأد في المهد لمشروع التسوية الذي بات يُعرف باسم «صفقة القرن» ويشرف على هندسته جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه حول الشرق الأوسط.
رؤساء أمريكا السابقون بيل كلنتون، وجورج بوش الابن، وباراك أوباما لم يكونوا أقل من الرئيس الحالي تعاطفاً مع إسرائيل، ولكنهم انحنوا أمام ما تلقوه من مستشاريهم ومساعديهم من نصح متعقل حول خطورة الإقدام على هذه الخطوة. وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن ترامب يقلّب الأمر على جميع وجوهه، وقد يحذو حذو سابقيه، أو يكتفي بتسمية القدس عاصمة لإسرائيل دون نقل السفارة فعلياً. فما الذي تغير خلال الأشهر الستة المنصرمة، وشجع الرئيس الأمريكي على تغيير موقفه واتخاذ خيار التصعيد الأخطر؟
لعل عنصر الإجابة الأول يكمن في حقيقة أن تنفيذ قرار نقل السفارة إلى القدس إنما يستكمل سلسلة الإجراءات التي دشنتها هذه الإدارة على سبيل الانحياز الأعمى لمصالح إسرائيل، ابتداء من تعيين دافيد فريدمان سفيراً للولايات المتحدة في تل أبيب وهو المعروف بعدائه الشديد لحلّ الدولتين، وانتهاء بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن استناداً إلى حجج واهية تخص قانون الكونغرس حول شروط استمرار فتح المكتب.
العنصر الثاني يتمثل في اتكاء السيد ترامب على وضع عربي رسمي بائس ومهلهل، لم يعد يترك للولايات المتحدة أو إسرائيل أي حرج في تجاوز المحرمات الكبرى في قضايا العرب. ويكفي النظر إلى رد الفعل السعودي الفاتر إزاء مسألة بالغة الحساسية مثل تغيير صفة القدس المحتلة، بالتوازي مع ما يتردد من تقارير عن تسخين علاقات المملكة مع إسرائيل، وعن تبني الرياض مشروع أبو ديس كعاصمة للدولة الفلسطينية بدل القدس، وذهاب كتّاب سعوديين أبعد من أي وقت مضى في مغازلة إسرائيل واتهام القضية الفلسطينية بكل شرور الأمة العربية.
ويبقى أن تجارب انتفاضات الفلسطينيين في سنوات 1990 و1996 و2000 و2017 قد تكفلت بتحويل ملف القدس إلى خط أحمر وبرميل بارود، ولولا هوان الأنظمة العربية لما أمكن للرئيس الأمريكي أن يجد كل هذه السهولة في إشعال الفتيل.

 

لماذا استسهل ترامب إشعال برميل البارود في القدس؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    ستفقد أمريكا الكثير بهذه الخطوة المتهورة
    فالشعوب ستثور على حكامها لتقلب لهم ظهر المِجن
    القدس ستكون بداية لحرب عالمية جديدة لو تغير حكام العرب !
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول د حمود الفاخري/واشنطن:

      هههه الكروي الشعوب ستثور نكة حلوة لا امل الا في اموامر خارجية او دفع الدولارات متفائل بخصوص الحرب العالمية هدا ما يريده الماسوني ترامب المبدأ التاني المقرار عند الماسونية حرب دمار يجب ان بفناء ٧٥٪‏ من البشرية

    2. يقول الكروي داود:

      حياك الله عزيزي الدكتور حمود وحيا الله الجميع
      قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا : يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس .
      – مسند ابن حنبل والصحيحين –
      لازال الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم يا دكتور
      والدليل هو بثوارت الربيع العربي ضد الطغاة المتخاذلين عن نصرة الدين !
      فمهما قويت الثورات المضادة والمؤامرات للقضاء على هذا الربيع, تبقى جذوته مشتعلة تحت الرماد
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول محمد محمد سالم (موريتانيا ):

    عن أي وضع عربي تتحدثون ؟! القوم مشغولون بتثبيت الكراس ، والعدو الذى يهددهم هو : شعوبهم! و الحليف الذى يمكن أن يساعد فى التغطية على الجرائم هو :الكيان المغتصب فى فلسطين ، فلذلك لا يخشى ترمب ونتنياهو ردة فعلهم . فالنظام العربى يتحمل عن الكيان الصهيوني تبعات الاحتلال من خلال سلطة أبو مازن. والرد المناسب على هذا القرار : حل السلطة الفلسطينية ، وترك المغتصبين يواجهون يوميات الاحتلال! صدقوني ستكون كارثة على هذا الكيان!

  3. يقول عربي حر:

    لولا معرفة ترامب بمواقف العرب الحقيقية لما كان ليقوم بمثل هذا العمل. الوحيدون الذين سيتحركون هم فلسطينيو القدس والداخل الفلسطيني (48) وما عدا ذلك سيكون كلام بكلام، فلا الامة العربية ولا الاسلامية يهمهم الامر

  4. يقول شفاء - كندا:

    وما يدريك …… ؟ رب ضارة نافعة !
    فالأمة العربية والإسلامية تغط في سبات عميق وتحتاج لهكذا زلزال لتستيقظ وتتحرك.
    وحسبنا الله ونعم الوكيل !

    1. يقول رجا فرنجية - كندا:

      انني من رأيك. نعم اننا نغط في سبات عميق ونحتاج الى زلزال بهذا الحجم اكي نستيقظ وكفانا نوماً!

  5. يقول Dinars:

    ترامب من دون شك لا يعرف فلسطين ولا القدس إنما هو مُحَرك من قبل اللوبي اليهودي المتحكم في سياسة أمريكا. فليحرر ترامب نفسه أولا من أولئك الذين أتوا به بمساعدة روسيا ليسهل توجيهه وفق ما يريداللوبي.

  6. يقول Adnan:

    “لولا هوان الأنظمة العربية لما أمكن للرئيس الأمريكي أن يجد كل هذه السهولة في إشعال الفتيل.”نعم … هذا هو الصحيح ،
    ولا أعتقد أن ترامب اتخذ قراره دون التنسيق مع ولاه الأمر في السعوديه الضوء الأخضر منهم . ما هو معنى استدعاء عباس والطلب منه القبول بابو ديس عاصمه بدلا عن القدس والذي عرض ذلك لا يعرف أي شئ عن أبو ديس أو القدس لأنه مركز أفكاره على أمور أخرى أهم بالنسبه له من فلسطين والقدس وكل العرب .

  7. يقول محمود:

    فعلاً رب ضاره نافعه حسب تعليق شفاء من كندا
    الفلسطينين بجميع فئاتهم سوف يتوحدوا ضد هذا القرار الخطير الذي اتخذه ترامب ليتجاوز ازمه التدخل الروسي في انتخابه رئيسا. المنطقة بحاجه الى زلزال يوازي التراجع والتفريط العربي بالقدس حتى يتأكد ترامب والاعراب ان القدس خط أحمر و انها قضيه مقدسه والتفريط بالقدس هو تفريط بالدِّين والشرف والعياذ بالله.

  8. يقول مازن/امريكا:

    القدس محتلة كما باقي الأراضي الفلسطينية كاملة ، والعدو الصهيوني يتصرف بمكانة القدس واراضيها كما يشاء منذ احتلالها حتى
    هذه الساعة ، الحفريات تحت القدس كانت ولا زالت ، والبناء على ارض القدس لم يتوقف ، واحاطتها بمستعمرات يسكنها المشعوذون
    القتلة لا زالت قائمة ، العدو الصهيوني هو الحاكم والمتحكم في القدس ، ولن يرتدع عن افعاله ، بل سيزداد صلابة وإصرار
    أمريكا كانت ولم تزل العدو الأول للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ، وهي من اعطى كل الأضوية الخضراء للعدو المسخ
    ليتصرف هكذا ، بل هم الأمريكيين الحامي والراعي لهذا السرطان على ارض فلسطين
    الزعماء العرب او الأصح اقزام أمريكا وعبيدها ، لن يفعلوا شيء اكثر من الشجب والتذمر ، والشعوب العربية مشغولة في لقمة العيش
    وضنكة الحياة ، ولن يهم الشاة سلخها بعد ذبحها ، اما الفلسطينيون ! وهم اهل البيت ، سيوقفون التنسيق الأمني مؤقتاً مع العدو
    والرحلات المكوكية الى واشنطن لن تنقطع لئلا تنقطع المساعدات ، وسيطالبون الشعوب العربية بمزيد من المظاهرات والشجب
    الشعب الفلسطيني سيبقى على حاله 90% منهم ينتظر الحلول والمطر في وقت الجفاف كما انتظروا سابقاً ، و 10% تحمل السلاح
    يطاردهم القريب والبعيد والداني والقاصي يطالبوهم بتحييد السلاح عن المعركة .
    القدس لا تحميها الادعية بل الاعمال ، وسفارة لأمريكا بجانب المسجد الأقصى لن تحرك قيد انملة في ضمير وشرف الامة العربية
    بالأرواح والدماء والاجساد ، هذا ما يبقي طابع القدس وقدسيتها لدى كل عربي حر ولد من رحم هذه الامة
    ستبقى القدس عربية للابد وسيذهب الفاتحين والمستعمرين الى جحيم أعمالهم ، لأنه من القدس بدأت الأمور ، وعلى ارض القدس
    ستكون النهاية لهؤلاء جميعاً

  9. يقول الكروي داود:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) الإسراء
    وهي ديار القدس فقد دخلها جيش بختنصر وقتل الرجال وسبى ، وهدم الديار، وأحرق المدينة وهيكل سليمان بالنار، وأسر كل بني إسرائيل .
    أما وعد الآخرة فقريب جداً بإذن الله (الآخرة هنا تعني المرة الثانية)
    وورد بالصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلاَّ الغرقد فإنه من شجر اليهود))
    قال الدكتور القرضاوي: (فالمعنى أن كل شيء سيكون في صالح المسلمين، وضد أعدائهم اليهود، وأن النصر آت لا ريب فيه، وأن أسطورة (القوة التي لا تقهر) التي يشيعها اليهود لن تستمر، وأن الذين اغتصبوا فلسطين بقوة السلاح، وسلاح القوة سيخذلهم الله الذي يملي للظالمين، ثم يأخذهم أخذاً أليماً شديداً، ولن تغني عنهم ترسانتهم النووية التي يدلون بها، كما لم تغن حصون أسلافهم من بني النضير عنهم شيئاً حين جاءهم بأس الله)
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول الن الوليد. المانيا.:

      المعلق من النرويج(الكروي)، ربما سرد نصوص فيها حلول جاهزة، هي جزء من المشكل …
      .
      فل نكمل النوم، فحسب نصك، يمكننا انتظار القيامة …
      .
      او ربما نضع النصوص جانبا، و نشغل العقل لنرى بوضوح ماذا يجري، عوض النظر بنظارات قديمة بقرون …
      .
      ماذا تختار، النوم و انتظار القيامة، او وضع النظارة القديمة جانبا؟
      .
      ترامب يقرر … و انت تكتب احاديث … حلل و ناقش!!!

    2. يقول الكروي داود:

      حياك الله عزيزي ابن الوليد وحيا الله الجميع
      هذه النصوص تشد من عزم الأمة يا أخي وقد شرحت معنى الآخرة بالآية أي المرة الثانية وليس يوم الآخرة
      وما أدراك أن المرة الثانية قد أزف وقتها الآن ؟
      وما أدراك بأن الربيع العربي كان بدايتها التي حاول العالم بأسره في القضاء عليه ؟
      قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  10. يقول جمعاوي جمعة:

    أين قاسم سليماني قائد فيلق القدس، يبدو أنه يريد السيطرة على كل مدينة عربية ماعدا القدس وأين حزب الله؟

1 2 3 6

إشترك في قائمتنا البريدية