يتابع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سلسلة جولات خارجية، بدأها من مصر ويستأنفها اليوم في بريطانيا ثم فرنسا فالولايات المتحدة، وهذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها المملكة منذ تنصيبه خلفاً لابن عمه محمد بن نايف في انقلاب قصر أبيض شهد تجريد بعض كبار الأمراء من مناصبهم واحتجاز بعضهم في معتقل فندق كارلتون الشهير.
وإذا لم يكن مستغرباً أن يعامل بن سلمان كرئيس دولة في مصر، فيرافقه الطيران الحربي عند دخوله الأجواء المصرية ويستقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عند سلم الطائرة، فإن المستغرب أن يجد ولي العهد السعودي معاملة رفيعة مشابهة في ديمقراطية عريقة مثل بريطانيا، وتكون على جدول أعماله زيارة قصر وندسور والعشاء على مائدة الملكة. العجب يزول سريعاً مع ذلك إذا اتضح السبب الأبرز وراء هذا الاحتفاء، ومقدار ما سيتمخض عن الزيارة من عقود دسمة أبرزها مشتريات الأسلحة، وذلك بالرغم من استطلاعات الرأي الراهنة التي تشير إلى أن ثلثي البريطانيين يعارضون تزويد السعودية بالسلاح.
كذلك ليس من المستغرب أن يكون دعاة إبرام هذه العقود هم وحدهم الذين يهللون لزيارة بن سلمان، كما يفعل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حين يربط بين الزيارة و«عشرات آلاف الوظائف البريطانية التي تعتمد على الصادرات إلى السعودية». وهنا لا يفوت الوزير العتيد أن يذكّر باجتماع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل مع الملك عبد العزيز بن سعود في واحة الفيوم المصرية قبل 73 سنة، وكيف شرب كوباً من ماء زمزم فاعتبره ألذ ما احتسى في حياته! ولقد تناسى جونسون أن تشرشل كان من دعاة استخدام الأسلحة الكيميائية ضد «البدو العرب»، من باب اختبار أحدث منجزات التاج البريطاني في ميدان العلوم العسكرية.
لكن بن سلمان يصل إلى بريطانيا في موعد جرى تأجيله على خلفية العداء الشديد للزيارة، الذي تجلى في معظم تقارير منظمات حقوق الإنسان حول الانتهاكات الفظيعة التي تمارسها السعودية في اليمن بقيادة بن سلمان شخصياً، من موقعه كولي للعهد ووزير للدفاع والمهندس الأول لمشروع التدخل العسكري السعودي في ذلك البلد. صحيح أن المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلن أنها سوف تثير مع بن سلمان «مخاوف بريطانيا إزاء الوضع الإنساني في اليمن»، ولكنها من جانب آخر سوف «تسلم بالخطوات التي اتخذتها السعودية في الآونة الأخيرة للتعامل مع الأزمة»، وهذا لا يعني مباركة الانتهاكات فقط، بل التواطؤ فيها من خلال توقيع المزيد من عقود السلاح التي تجاوزت 6.2 مليار جنيه إسترليني خلال العام 2016 وحده.
وهكذا فإن جوقة التهليل لزيارة بن سلمان إلى بريطانيا تتألف أولاً من أنصار سوق الأسهم وتجار العقود الفلكية، الذين لا تفوتهم تغطية أطماعهم عن طريق إطناب «روح الإصلاح» لدى هذا المتعاقد الباذخ، وامتداح ما يفعله في بلده لتوطيد «الإسلام المعتدل» وتحرير النساء ودور السينما، والتعاون الوثيق مع الاستخبارات الغربية في مكافحة «الإرهاب». والأرجح أن هذه الجوقة سوف تجد مثيلات مطابقة لها في فرنسا والولايات المتحدة، واينما حل صاحب المليارات وارتحل، فالتجارة لا جنسية لها ولا رادع ولا خلق.
رأي القدس
إلي متى سنظل نحن العرب في غيوبتنا ومتى نخرج من برجنا العاجي ومثالياته ونتغلب على عجزنا عن فهم كيف يسير العالم ؟
ما يهم تيريزا ماي هو رفاهية المواطن البريطاني وإنخفاض معدلات البطالة و ميل الميزان التجاري لصالح بلدها.
أما كيف ترتفع الصادرات وما يفعل المشترون بالسلاح من قتل وتشريد وتدمير فلا يعنيها في شيء، وحتى إذا كان يعنيها، فإذا لم تصدر هي السلاح لمجرمي السعودية و الإمارات و- سوريا ومصر رسمياً، لحصل هؤلاء عليه من خلال السوق السوداء عبر وسطاء لا يصعب الوصول اليهم. ولو تم منع ذلك فلن يعجز المجرمون عن الحصول علي سلاح لقتل شعوبهم من دول أخرى مثل الصين أو روسيا.
أما عن الجلبة التي تثار في هذه الدول عن الحقوق والحريات، فبريطانيا شريك الولايات المتحدة في إنتهاك حقوق العراقي والأفغاني واستباحة أرضه وموارده، أي انها أكبر منتهك لحقوق الإنسان فكيف نتوقع منها نصرة حقوق المصري واليمني والسعودي، خاصة عندما يكون الدعم على حساب مصلحتها؟ هذه الجلبة موجهة لحقوق وحريات مواطنيها أساساً، وللإستهلاك المحلي بالدرجة الأولى. ومثلها مثل مساحيق ومستحضرات التجميل ليس إلا، وليست لدعم حق اليمني أو السوري أو السعودي في الحرية و الكرامة، أو على الأقل اذا لم يتعارض حصول هؤلاء على حقوقهم مع رفاهية البريطاني والأمريكي والفرنسي….
حقائق بسيطه ملخصها اطعم الفم تستحي العين. إستوعبها بن زايد والسيسي وبن سلمان، ومن قبلهم إسرائيل، فنجحت مخططاتهم على خستها ودنائتها، فمتى نعيها نحن؟
وإذا لم يكن مستغرباً أن يعامل بن سلمان كرئيس دولة في مصر، فيرافقه الطيران الحربي عند دخوله الأجواء المصرية ويستقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عند سلم الطائرة، فإن المستغرب أن يجد ولي العهد السعودي معاملة رفيعة مشابهة في ديمقراطية عريقة مثل بريطانيا.
الحمد لله أن ولي العهد السعودي وجد معاملة رفيعة مشابهة في ديمقراطية عريقة مثل بريطانيا.، كما جاء في تقريركم. فلا يخرج علينا أحد ويقول إن مصر استثاء هي التي احتفت بولي العهد. ودعونا نكون واقعيين، فالأمير محمد هو الحاكم الفعلي للسعودية، أم أن لكم رأيا آخر؟
لا غرابة ولا عجب من تصرف الاحمق في مجالات الترف!!!
الا يكفي صفقات الاسلحة الملياردية من بلاد العم سام مقابل رقصة العار الذي هز ترامب خصره مقابل نيلها؟!!
وبما ان الامير وولي العهد يلقب بالامير الشفوق,فسوف يوزع ما بقي من ثروة ومن هيبة المملكة الى اولياء نعمة الاجداد وتسجيل كل شبه الجزيرة العربية باسم الملوك الميامين واضفاء اسم الاجداد عليها لتصبح المملكة العربية السعودية الاسم الجديد لها!!!
السيسي يمد السجادة الحمراء لاقل من هذا المبلغ بكثير !! والحكومة البريطانية ترضى ان تجند كل مواطنيها لاستقبالك يا ولد سلمان من اجل افراغ جيوبك من محتواها المالي مقابل اسلحة قديمة وغير قابلة للاستعمال ؟!
كنت اود كوني فلسطيني ان تخصص يا ولي العهد اطال الله عمرك زيارة الى قطاع غزة قبل اعترافك وتطبيع العلاقات الحميمة مع دولة الكيان , لترى كيف يعيش المستضعفين والفقراء وكيف يلتحفون السماء ويفترشون الارض , ويتداوون برعشة النزاع قبل الرحيل , ويشهقون متضرعين لرأفة , لشفقة , لشربة ماءٍ للقمة خبزٍ لعلكم ترون وتسمعون والسلام
إن ولي العهد السعودي الجديد (م.ب.س) كما يلقب في وسائل الإعلام الغربية M.B.S متحمس لاقتحام عالم السياسة بتهور وهروب إلى الأمام بشكل لم يسبق له مثيل في السعودية، فقد قام بحملة داخلية ضد ما أسماه بالفساد ضد الأمراء والعائلة الحاكمة التي كانت إلى حد الآن بمنأى عن كل مسألة أو محاسبة، و قام باعتقال العديد من رموز العائلة الحاكمة في فندق، بمن فيهم الملياردير الشهير الوليد ابن طلال وأبناء الملك الفهد…الخ من أجل الضغط والخروج بتسوية لاسترجاع الأموال المنهوبة أو البعض منها لميزانية الدولة….وهذا شيء جميل …لكن ما يحاسب عليه الأمير بن سلمان هو أن يبدأ بحملة ضد نفسه وعائلته الصغيرة …حتى تكون لحملته مصداقية.
كما بدأ بتفكيك ما يسمى بشرطة الأخلاق، والحديث بجرأة عن حرية المرأة السعودية وحقها في القيادة…، والحديث عن “الإسلام المعتدل”، وكل هذا يحسب له لا عليه، خصوصا و أن السعودية، الحليف الأمريكي، كانت هي المتهم رقم واحد في نشر الفكر المتطرف في العالمين العربي والإسلامي، ومن رحم فكرها الوهابي خرجت تنظيمات إرهابية من قبيل “القاعدة”، “الدولة الإسلامية”…”جبهة النصرة”…الخ. هذه الإصلاحات الداخلية لا يمكن إلا التصفيق لها بحرارة…ويبقى أمامه الشيء الكثير لتحقيقه خصوصا في مجال الحريات السياسية والاقتصادية…
أما فيما يخص سياسة بن سلمان الخارجية فقد كانت كارثية بكل المقاييس، بل كانت سياسة ترقى لجرائم حرب غير مسبوقة في المنطقة، فقد قام ولي العهد الجديد، وزير الدفاع، بحملة عسكرية ضد اليمن أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين، نساء وأطفال ومواطنين عزل، وتدمير البنية التحتية لأفقر بلد في الوطن العربي، وحصار وتجويع الشعب اليمني بدعوى محاربة الحوثيين، بحكم صلتهم بإيران ومشروعها في المنطقة…منذ 3 سنوات تقريبا و “اليمن السعيد” يتعرض لقصف يومي بأعتى أنواع الأسلحة البريطانية والأمريكية، ضد شعب لا يعرف حتى الدفاع عن نفسه بما يكفي، فانتشر الجوع والمرض والموت في كل أرجاء اليمن، والعالم المتحضر يتفرج على المذابح ضد الشعب اليمني…
إذا كانت هناك حكومة شرعية وأخرى غير شرعية، فليس التدخل العسكري السعودي هو من يحدد من هو الشرعي ومن هو غير الشرعي، وقد فشلت جميع المساعي الأممية تماما كما فشلت الحملة العسكرية السعودية، وبدأت الخلايا النائمة لتنظيمي “القاعدة” و “الدولة الإسلامية” في ضرب أهداف حيوية في منطقة سيطرة عبد ربه منصور هادي، كما بدأ الاقتتال الداخلي بين أنصار استقلال الجنوب، المدعومة إماراتيا، وحكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة سعوديا، ولا زالت العاصمة صنعاء تحت قبضة الحوثيين ومناطق أخرى…ولا زال الدعم الايراني أقوى للحوثي، خصوصا بعد أن فشل مجلس الأمن في إدانة إيران ودعمها للحوثي، بسبب الفيتو الروسي…
إن الحملة العسكرية السعودية لم تحقق أي من أهدافها، بل كل ما حققته هو كشف المستور وفضح أكاذيب الغرب، الذي يدعي الإنسانية ويدعم الحكومة السعودية في قتل الشعب اليمني الفقير.
@اثير : لا تفقد اعصابك نحن نحتاجك للراى و الرأى الآخر …..ما هى نتيجة حكم العراق ؟ تحيا تونس تحيا الجمهورية
الى المتحفي خلف لقب شبحي اكل الدهر عليه وشرب و اتخم !!
.
ليس اسوء من الحكم في العراق الا الحكم في مصر و تونس، هم جميعاً يتنافسون في السوء و يخدمون اسيادهم في الداخل و الخارج !!
.
اما أسلوب المراهقين هذا و توزيع التهم يميناً ويساراً و اتهام الآخرين بما ليس فيهم فلا يليق البتة بشخص كهل بلغ من العمر عتيا كما يدعي !
.
نسأل الله الشفاء و الهداية للجميع.
.
بالمناسبة ، الحياة والممات للمخلوقات الحية فقط و التي تنتهي حياتها بالموت حتماً ، أما المعنويات مثل الدول و أنظمة حكمها فهي كيانات موجودة و ليست حية ، فكفى متاجرة بالاوطان و الأنظمة و ضحك على ذقون السذج !
و لا يجهلنّ أحد علينا ، فنجهل فوق جهل الجاهلينا.
.
بالمناسبة ، هل من تعليق على أصل الموضوع يخدم و يفيد ؟!
الى الدكتور اثير مع فاىق احترامي وتقديري لك الومك في الرد على بعض المعلقين لاني ارى ذلك من باب تضيع الوقت
كيف ترد و تعطي الفرصة لمن يرى في العصور الوسطى تخلف
اما عندنا فقد كانت تفوقا وازدهار الاربيون سموها العصور الوسطى المظلمة لكن نحن كمسلمين هذا العصر كان اسلافنا يتعاملون بالدينار الذهبي وكانت لدينا علوم وتطور وازدهار وكانت الممالك الاسلامية تصل الى غانا في ادغال افريقيا ووووووو
الأخ الفاضل الصوفي من الجزائر العملاقة.
.
اتقبل لومك بصدر رحب ، و اقدر احترامك و محبتك.
.
البعض يحاول جر الموضوع ليصبح شخصياً للأسف ، و لا بد من تحجيم مثل هؤلاء و وضعهم في المكان الذي يستحقون.
.
أيضاً اود الإشارة إلى اعجابي البالغ بالمصطلح الذي نحته جنابكم في تعليق سابق و هو الإخوان فوبيا حين أشرتم أن أحد المهووسين بنسبة كل مصيبة و نقيصة في العالم إلى الإخوان المسلمين على طريقة الغيطي الذي أعلن مرة و بكل الجدية المتخيلة ، أن الإخوان المسلمين هم سبب سقوط الاندلس !!
.
شكراً لنصيحتكم و لعتابكم الجميل و لتعليقاتكم المهمة و الهادفة و التي تكون دوماً في صلب الموضوع.
.
بالغ احترامي.