لا مجال للإنكار: «الإسلام الجهادي» بات لاعباً فاعلاً في صراعات المنطقة من العراق وسوريا شمالاً إلى اليمن جنوباً. هو يتمثّل بتنظيمات ناشطة، مقاتلة حيناً ومتقاتلة حيناً آخر.
في بلاد الشام: بايعت «جبهة النصرة» تنظيم «القاعدة» بشخص أيمن الظواهري، فيما تمرّد تنظيم «الدولة الإسلامية – داعش» عليه وبايع «الخليفة» أبا بكر البغدادي.
في بلاد الرافدين، لا فعالية ملحوظة لـِ»القاعدة»، ذلك أن لـِ»داعش» الحضور والصعود والفعل المدوّي. في اليمن، لا وجود لـِ»داعش»، في حين ما زال لـِ»القاعدة» اليد العليا، ولاسيما في محافظة حضرموت الجنوبية.
الولايات المتحدة تقاتل «داعش» في سوريا ظاهراً وتهادنه في العراق حيناً، وتحمل عليه حيناً آخر. أما تنظيم «القاعدة» فتهادنه، وقيل إنها تناصره، في سوريـا من خلال مباركتها تنظيم «جيش الفتح» المعقـود لواء قيادتـه لجبهة «النصرة» التابعة لـِ»القاعدة».
في اليمن، كانت الولايات المتحدة تقاتل «القاعدة» في محافظات الجنوب بطائرات بلا طيار إلى أن تفجّرت الحرب قبل نحو شهرين مع سيطرة «انصار الله» والجيش اليمني على صنعاء وتمددهم إلى سائر المحافظات، فكان أن أخلى الجيش الامريكي قواعده في جنوب البلاد، ما أدى إلى سيطرة «القاعدة» على المكلاّ، عاصمة حضرموت، وأجزاء أخرى من المحافظة المترامية الأطراف.
من الواضح أن الولايات المتحدة تفضّل تنظيم «القاعدة» وتفرعاته على «داعش»، ذلك أن التنظيم البالغ التشدد والسريع التمدد بات يشكّل، بدمويته وطموحاته، تهديداً لمصالحها ومخططاتها في المنطقة عموماً والعراق خصوصاً. فهو بسيطرته على مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى، وتمدده في محافظتي الأنبار وصلاح الدين، واقترابه من محافظة بغداد، ومحاولته التوّجه شرقاً للسيطرة على أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أحرج واشنطن أمام حليفتيها، حكومة بغداد الاتحادية وحكومة أربيل شبه الانفصالية.
حَرَجُ واشنطن مردّه إلى تخوفها من أن يعطل «داعش» مخططها الرامي، على ما يبدو، إلى تنفيذ مخطط «سايكس بيكو» جديد داخل القديم على نحوٍ يؤدي إلى اقامة اقليم او دويلة سنيّة تضمّ محافظات العراق الغربية وبعضاً من محافظات سوريا الشرقية، المحاذية لها، ذات الغالبية السنيّة داخل الدولة الاتحادية العراقية، ذلك أن أهل السنّة على جانبي الحدود العراقية – السورية يرفضون دولةً يسيطر عليها «داعش»، كما يرفضها اهل الشيعة والقوى الوطنية العابرة للطوائف في مجمل بلاد الرافدين.
واشنطن كانت هادنت «داعش» وتغاضت عن انشطته القتالية في غرب العراق وشرق سوريا كونها تلائم مخططها الرامي إلى اجتراح اقليم او دويلة على جانبي الحدود العراقية – السورية تشكّل جغرافياً وبالتالي سياسياً وامنياً اسفيناً يفصل سوريا عن العراق ويُضعف صلات كِلا القطرين بإيران.
ازداد حرج واشنطن وشعورها بالخطر الذي يشكّله «داعش» على مخططها بعد أن حاول التنظيم التمدد غرباً لاجتياح عين العرب (كوباني) في شمال سوريا، على نحوٍ هدد مخطط الولايات المتحدة (وتركيا) بشأن مستقبل المناطق ذات الغالبية الكردية في العراق وتركيا وسوريا.
تركيا هادنت «داعش»، بادئ الامر، كالولايات المتحدة بل فتحت له حدودها مع سوريا ليتدفق منها إليه الرجال والعتاد. ليس ادل على ذلك من قيام السلطات التركية بتوقيف اربعة مدعين عامين بتهمة اعتراض شاحنات وتفتيشها في محافظتي هاتاي واضنة قرب الحدود مع سوريا مطلعَ عام 2014، بعد الاشتباه بتهريبها السلاح والذخائر إلى المقاتلين الإسلاميين في سوريا. لماذا توقيف المدعين العامين ومحاكمتهم؟ قيل لأنهم بتدخلهم حاولوا إطاحة الحكومة وتعطيل عملها!
إذ تبدّى تباين ملحوظ في طريقة تعامل كلٍّ من واشنطن وانقره مع «داعش»، فقد اتسع مع انفجار الحرب في اليمن قبل نحو 50 يوماً. ذلك أن تركيا والسعودية قامتا بتجسير الفجوة القائمة بينهما نتيجةَ دعم الرياض للمشير عبد الفتاح السيسي وحلفائه في ازاحة الرئيس محمد مرسي وحكم الاخوان المسلمين، إذ سارعت انقرة إلى تأييد السعودية في «عاصفة الحزم» ضد من اعتبرتهم حلفاء ايران في اليمن. وقابلت الرياض «جميل» انقرة بدعوة القاهرة إلى تخفيف حملتها على «الاخوان». كل ذلك من اجل التلاقي مع انقرة في حملتها المتجددة لإضعاف حكومة دمشق واقصاء الرئيس بشار الاسد.
هكذا يتضح أن انقرة والرياض جمعتهما اخيراً وحدة الهدف. فقد افاد مسؤولون اتراك (لوكالات «رويترز» والصحافة الفرنسية و»اسوشيتدبرس») أن الاستياء التركي – السعودي المشترك من التردد الامريكي قرّب انقرة والرياض في تحالف استراتيجي اتاح تحقيق المكاسب الاخيرة للمقاتلين الإسلاميين في شمال سوريا. وتُظهر الإستراتيجية التركية – السعودية الاخيرة أن انقرة والرياض تعتبران أن الاسد يهدد المنطقة اكثر من جماعات «الإسلام الجهادي» كتنظيم «القاعدة» وامثاله.
تبدو ادارة اوباما قلقة من تداعيات التحالف التركي – السعودي وآثاره المحتملة على المحادثات الناشطة لإقرار «الاتفاق النووي النهائي» بين مجموعة دول 5+1 وايران قبـل آخر حزيران/يونيو المقبل، لكنها لا تناهضه. بالعكس، هي تغض النظر عنه وتحاول الالتفاف عليه بالعودة إلى خطتها القديمة – الجديدة بدعم قوى «المعارضة السورية المعتدلة».. كيف؟
بالعودة إلى تدريب وتسليح قوات في الاردن وتركيا قد يزيد عديدها في نهاية المطاف عن 15 الف رجل لمواجهة «داعش»، والمثابرة عبر وسيط خليجي في الضغط على جبهة «النصرة» من أجل فك ارتباطها، ولو ظاهراً، بـ»القاعدة» كي تصبح مقبولة من الجمهور السوري غير السلفي. ذلك يؤدي، في ظنها، إلى تعظيم قوى «المعارضة المعتدلة» ضد النظام السوري و»داعش» على السواء. غير أن منتقدي الرئيس اوباما في واشنطن كما في انقرة والرياض يعتقدون أن خطته أضعف كثيراً من أن تغيّر مسار الاحداث.
المفارقة أن هذا رأي قادة الجيش السوري والمقاومة اللبنانية ايضاً، ولا سيما بعد المكاسب الوازنة التي احرزوها اخيراً في معارك مرتفعات القلمون وطرف سهل الغاب المؤدي إلى جسر الشغور.
٭ كاتب لبناني
د. عصام نعمان
جبهة النصرة على رأس المنظمات الارهابية بالقائمة الأمريكية
لكنها عربيا ليست كذلك ولهذا لم تحارب منهم
المدهش أن حزب الله لا يعتبر ارهابيا – فقط جناحه العسكري
ولا حول ولا قوة الا بالله
* بعيدا عن سياسة ( أمريكا ) الإنتهازية ؟؟؟
* التفاهم ( السعودي // التركي // القطري ) وحد عمل المعارضة السورية
وأتوقع اذا استمر هذا الزخم لن يصمد الأسد وسوف يقع خلال عام من الآن
و ( الله أعلم ) .
* شكرا
المسألة بسيطة جدا. امريكا تهاجم دولة البغدادي لذر الرماد في العيون، فهي على اقل تقدير، استخدمت الغول _ الدولة_ لتبرير تدخلها في المطقة، و العمل بخبث شديد ﻹجهاض الثورة السوري التي كانت و ما زالت عصية على اﻻحتواء كما حصل في الثورة التونسية و المصرية ، فإن مات الغول صعب عليها المناورة و الخداع. فإذن لا بد من انعاشه، ﻷنها تعرف انها غير محبوبة من شعوب المنطقة و الناس عاطفيا تقف بجانب من يعادى أمريكا دون التأمل ف كقيقة هذا العداء. فعلت ذلك من قبل مع ايران و ظهرت حقيقة ايران انها كانت عميلة لامريكا، وبدا ذلك جليا في مساعدة ايران ﻷمريكا في حربها في افغانستان و بعد ذلك في العراق و اخيرا و ليس آخرا تساعد امريكا في القضاء على الث رة السورية. فالزعماء في عالمنا اﻹسلامي يكملون ادوارا لخدمة مصالح امريكا،
°°° القادعة ضُعفت إلى حدّ بعيد ،خاصة بعد اغتيال بن لادن ، والمهم أنها لا تهدد حاليا بشكل خطير ، مصالح أمريكا .
.
°°° بينما داعش تمثل فرصة ذهبية لأمريكا بأن تتدخل كما تحلم في المنطقة . ثم إنها مناسبة لإضعاف كل انظمة المنطقة وخاصة إيران . كلما ضعفت الأنظمة كلما كان ذلك في مصلحة الصهاينة .
.
*** توركيا هي كذلك ابراكماتية مثل أمريكا . توركيا ما يهمها أكثر هو أن لا توفر داعش ” منصة ” انطلاق للحركات الإنفصالية الكردية .داعش بمثابة حامية حدود توركيا الجنوبية (……). بشار يحمي حدود إسرائيل . وداعش تحمي حدود توركيا .
.
°°° نظام بشار يغازل سرّا فكرة إنظمام جيشه العلوي إلى داعش ،إن أغلقت كل أبواب الإستمرار في الحكم أمامه . وتلك هي الفرصة لينتهي كما انتهى ( وانتحر! ) كم من ركائز نظامه ..