لماذا ليستر على قمة البريميرليغ؟

حجم الخط
0

لو كانت الفانلات الزرق التي يرتديها ليستر، الذي يتزعم الدوري الانكليزي بجدارة ودهشة، عليها شعار تشلسي اللندني، لكانت الأمور تسير كما هي متوقع، فمن المفترض ان يكون ليستر في المركز الثالث عشر وتشلسي على القمة، لكن ما سر التألق غير العادي لفريق كان في القاع ويبتعد بفارق 7 نقاط عن مراكز الأمان قبل عام كامل؟
باختصار شديد فان ليستر يملك في الوقت الحالي مجموعة من اللاعبين في عز عطائها، وفي السن المفترض لتألقها، وكل في مركزه، فعندما عانى ليستر الموسم الماضي، لم يذكر أحد انه افتقد حارسه المتألق كاسبر ابن الاسطورة بيتر شمايكل، الذي ابتعد أربعة أشهر للاصابة، ونجا ليستر من الهبوط بعودته من الاصابة، لكن المهم أيضاً أن الفريق من القلائل في كل أوروبا يلعب بطريقة 4-4-2، التي من المفترض انه عفى عليها الزمن واندثرت، باعتماد جل الفرق خطط 4-3-3 او 4-2-3-1 او 4-1-4-1، ومع ذلك فان ليستر يطبق أسلوب الهجمات المرتدة الضاغطة، فدفاعه المخضرم هوث (31 عاماً) ومورغان (32 عاماً) يتمتعان بالخبرة والصلابة، وظهيراه فوكس وسيمبسون لا يتقدمان أبداً، ليكون خطاً رباعياً صلباً، ويقف أمامهما لاعبا ارتكاز من أصحاب الطاقة والجهد العالي (كانتي ودرينكووتر) بالاضافة الى أولبرايتون الذي يقوم بدور الجناح ولاعب الارتكاز في كل مباراة، ليترك المهمات الهجومية لأصحاب السرعة والمهارة والتقنيات العالية الثلاثي محرز وفاردي وأوكازاكي.
وكي نفهم أسلوب لعب ليستر فانه لا يحب الاستحواذ، حيث تبلغ نسبة استحواذه للمباريات 41٪ ، لانه يعتمد على السرعة في الهجمات المرتدة وعلى الكرات الطويلة التي تحتاج الى سرعة فاردي ومحرز واوكازاكي، حيث تبلغ نسبة تمريراته القصيرة 21٪ فقط، وهي ثاني أقل الفرق العشرين في البريميرليغ، وتبلغ نسبة كراته العالية 70 كرة في كل مباراة، هي الرابع الاعلى، ومع ذلك فان أسلوبه فعال الى درجة ان المدرب كلاوديو رانييري، لم يعد يرهق بالتفكير في تشكيلته المناسبة، فهو لم يجر أي تغيير في مبارياته الخمس الاخيرة.
هل بامكان ليستر احراز اللقب؟ الجواب قبل شهر كان صعباً جداً، واليوم لما لا؟ فهو الوحيد بين المنافسين الخمسة على اللقب الذي لا يعاني ضغوطا من مسابقات أخرى، بعد خروجه من الكأسين المحليين، في حين يلعب أرسنال في دوري الابطال وكأس انكلترا، والسيتي في دوري الابطال وكأس انكلترا وأيضاً نهائي كأس المحترفين، وتوتنهام ومان يونايتد لديهم الدوري الاوروبي وكأس انكلترا. فالتاريخ يفتح بابه ويداه للثعالب بكل ترحيب.

خلدون الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية