لماذا يكره الأوروبيون العرب؟

حجم الخط
60

تحلل دراسة حديثة يقوم بها مركز تحليل وسائل التواصل الاجتماعي لمركز الأبحاث البريطاني «ديموس» ما يحصل على مستوى العالم الافتراضي بعد الأحداث الكبيرة التي تحصل في العالم، وما الذي يدفع البشر إلى التعليق وإرسال الصور وشرائط الفيديو وصرخات النجدة أو الآراء التي تندد وتلوم أو تدعم وتساعد.
في تحليله لانفجار العالم الرقميّ بالحركة بعد هجمات بروكسل لاحظ المركز صدور 10 ملايين تغريدة على موقع «تويتر» خلال أيام قليلة يمكن تلخيص مضامينها بالحزن، الأسى، الوحدة والعزاء. كما انتبه محللو المركز إلى وجود نسبة من التعليقات الرديئة التي تصوّب على الإسلام، وليس على الإرهابيين، باعتباره السبب الحقيقي الذي يجب أن يوجه إليه اللوم، وتركزّت هذه التعليقات تحت وسم «هاشتاغ» #StopIslam.
وبرأي المركز فإن هجمات بروكسل وباريس خلقت موجات من التعاطف أكثر مما حصل مع هجمات دمويّة أخرى حصدت ضحايا أكثر في أماكن أخرى من العالم كما في تركيا والعراق وسوريا. يتساءل المركز عن أسباب ضعف التعاطف مع ضحايا الإرهاب في أماكن أخرى من العالم وإن كان الأمر يتعلّق بضيق أفق وسائل الإعلام الغربية أم بعدم الاهتمام، أم أن الأمر أكبر ويتعلّق بعنصريّة ممنهجة أو غير مباشرة، رغم أن محصّلة هذه المواقف غير المتعاطفة تصبّ في صالح الإرهابيين أنفسهم.
في محاولته إيجاد أجوبة على هذه الأسئلة يعزوها إلى تعاطف الناس مع ما يخصّهم، بدءاً من العائلة والبلدة والمدينة وانتهاء بالأمّة والشعوب المجاورة، لا يستطيع المركز، في رأينا، فهم ما يجري فعلاً في المنطقة العربية، التي عانت خلال القرون الماضية من نزاعات لا تنتهي مع الغرب، ومن تدخّلاته العنيفة المستمرة في بلداننا، تقسيماً وتشكيلاً واحتلالاً واستتباعا اقتصادياً وسياسياً، ودعماً للمشروع الاستيطاني العنصري الإسرائيلي، وأنظمة الاستبداد والفساد والبطش.
ما يزيد ميزان المرارات ثقلا، فوق كل ذلك، أن السيطرة الغربية على الاقتصاد والسياسة ووسائل القوة الناعمة كالإعلام والسينما والدراما تمارس كلها ضغطاً لا يحتمل، مهمته أن يؤمن الضحايا بأنهم المجرمون، وأنهم المسؤولون عن الشرور التي تحلّ بهم، وأن أي محاولة للخروج من هذه الحلقة المستحيلة لإيجاد مكان لهم تحت شمس الحرية والكرامة والعدالة، تتلوّن بالإرهاب، حتى لو كانت دفاعاً عن بقائهم أو أرضهم أو عائلاتهم وأطفالهم.
لا تنفكّ أشكال القوة المتجبرة تكرّر بأن العرب والمسلمين «يكرهون حضارتنا»، وأن أفعالهم نابعة من ثقافتهم نفسها، وبالتالي فلا عزاء لهم لا في دنيا ولا في آخرة، وما عليهم سوى البقاء ضعافا وضحايا ومقتولين، وأن يتحملوا وزر كل ما يقع فوقهم ويجري عليهم ويحصل لهم.
في صورة معبّرة نشرتها «القدس العربي» على صفحتها الأولى أمس يقوم أطفال عرب محجوزون على الحدود المقدونية برفع يافطات من الورق المقوّى يستنكرون فيها الهجمات الإرهابية في بروكسل ويطالبون، في الوقت نفسه، الغرب الذي قرّر نسيانهم هناك، بالتعاطف معهم.
تقدّم هذه الصورة اللاجئ في أكثر أشكاله هشاشة (طفل) يتعاطف مع ضحايا القارة التي تمنع عليه حدودها، فيعزّي اللاجئ المهدوم بيته أصحاب البيوت المترفة، ويشفق الفقير على الغنيّ، ويتعاطف المسكين مع القويّ.
في المقابل يطالب مثقف عربي على وسيلة تواصل اجتماعي بخروج مظاهرة كبرى في بلاد المسلمين استنكارا لتفجيرات الانتحاريين باسم الإسلام، وهو مثال على التفكير الثقافويّ السقيم.
تخيّلوا شعوباً أغلبيّة سكّانها تحت القصف والتهجير والاستبداد والإفقار، وتجابه أي محاولة فيها للتعبير عن مظلوميتها بالاعتقال أو القتل، فيطالب أحدهم أهلها بتنظيم مسيرة للتعاطف مع باريس (كما فعل زعماؤهم الذين هرعوا للتعزية زرافات ووحدانا) وهم الذين لا يجدون مكاناً يؤويهم أو غذاء يقيتهم أو أحداً يتعاطف معهم.
نتساءل نحن بدورنا سؤالاً بسيطاً جامعاً ومانعاً: ماذا لو، مرّة واحدة فقط، قامت الدنيا ولم تقعد لأجل مجزرة إسرائيلية ضد الفلسطينيين؟
أما كان الاحتلال والظلم والقمع العنصري سيتضعضع؟
الجواب موجود في السؤال نفسه.

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعيد:

    لماذا نلوم الغرب على كرهه لنا كعرب و كمسلمين و نحن أكتر نفاقا و كرها لبعضنا البعض و نحن نكيد لبعضنا و ندس الدسائس لجيراننا. متى تحاملت فرنسا على اسبانيا لبتر كطالانيا أو الباسك عنها و متى قامت بلجيكا بدعم انفصال بافاريا عن ألمانيا. اليوم يجب النظر الى حالنا كعرب انظروا جميعا ما تفعله الجزائر للمغرب و مالي و ما تفعله مصر بليبيا و فلسطين (غزة) و ما تفعله النظام السوري بالسوريين و العراقي بالعراقيين. فقط ارضنا العربية هي النفجرة و هي التي تدور عليها الحروب. العيب فينا فلا نلوم الغير.

  2. يقول رؤوف بدران - فلسطين:

    ما همنا ان كان الغرب يكرهنا …ان كرههم لنا لا يعني ان قلوبهم مفعمة بحب غيرنا… من يعيش بالكراهية يموت بها ..واذا كان الصهيوني مغتاظاً لوجودنا فليمت بغيظه .
    مجمل القضية يكمن في فهمنا لمعنى المحبة ” المحبة لبعضنا” وليس تنافسنا لبغض بعضنا بعض .
    ان المصطفى حثنا على المحبة , وبروتوكولات حكماء صهيون دفعت الغرب على الكراهية , هذه اوجه الخلاف بين حضارتنا الاسلامية العربية وظلاميتهم الصهيونية الماسونية .
    يأسفني سماع الخبر الذي يقول ان بعضاً من الدول العربية تحاول جاهدة اقامة علاقات دبلوماسية مع هذا الكيان الغاصب… وآسفاه.

  3. يقول عبد الكريم محمود:

    هناك شئ اسمه ” الغربو فوبيا ” نمارسه نحن هو الذي يتسبب في مايسمونه ” اسلاموفوبيا ” في الغرب . فالسؤال هو : هل يمكن وجود فوبيا من اي نوع ، اي كراهية شعب او ثقافة اخري، في اي مجتمع إذا كان نظامه السياسي مفتوحا ويسمح لكل الاراء والاتجاهات ان تعبر عن نفسها بحريه؟ الاجابه هي لا .. لو كنا نعقل ولدينا القدرة عل يرؤية عيوبنا. الحقيقة هي ان مجتمعاتنا حولتها الانظمة الاستبدادية الي حاضة للفوبيات من كل نوع .. انظروا حولكم لتروا العربي يقتل العربي والمسلم يقتل المسلم . هذا هي قمة الفوبيا. لاتوجد كراهية للاسلام والمسلمين في الغرب ..تمر موجات من حين لاخر عندما تقع احداث معينه معظمها من صنعنا نحن، ولكنها لاتلبث ان تختفي.

  4. يقول بشير:

    الأوربيون كما كل شعوب الأرض لايكرهون أحد في الغالب (باستثناء العنصريين من جميع الأطراف ) ولكن هناك ثمة نمطية فكرية مفادها بأن التخلف والكسل يتصاعد كلما اتجهت جنوبا ولا أحد يحب الكسل والتخلف والجهل . أعتقد بأن على العرب وغيرهم من الشعوب المجاورة والجنوبية العمل على الارتقاء بمستواهم العلمي والاقتصادي والاسهام بنشاط في بناء الحضارة الانسانية والانتقال من مكان المفعول به لمكان الفاعل في الأحداث . آنذاك سيحترمك الأوربي وغير الأوربي والمحبة أو عدمها ليس لها محل من الاعراب مايهم أن يكون الاحترام هو المعيار . من الضعف والعبث استجداء محبة الآخر إنما العمل باتجاه الاستقلال الاقتصادي والخدماتي كاف لأن تنال تقدير الآخرين بمحبة أو عدمها فالأمر سيان

  5. يقول Tahaa:

    سؤال مهم ووجيه لماذا الغربين يكرهون العرب ؟ الاسباب ان الصهاينة من جند الارهابين في جميع الدول العربية لتدمير الدول العربية وقتل شعوبها باسم الاسلام وقد اعترف احد مسؤولين الكيان الصهيوني بانهم من كون داعش وهم من يعالج ارهابين النصرة في مستشفياتها وارسالهم الى الغرب لقتل شعوبها حتى ينشروا الكراهية ضد العرب والاسلام حتى يتم طردهم من الغرب والطفل الذي عمره خمس سنوات يتسال لماذا هولا الارهابين يذهبون الى الغرب ولا يذهبون الى فلسطين لتحريرها التي هي على مرمى حجر من اماكن تواجد الارهابين بدلآ من الغرب الذي يبعد الاف الاميال اليس الا لتشويه سمعة العرب والاسلام ونشر الكراهية بين الغربين ضد العرب والاسلام كذلك جميع اعلام الغرب بايدي الصهاينة وله دور كبير بغسل عقول المواطنين الغربين العاديين اما السياسين فهم يعلمون ان اسرائيل من تقف وراء هذا الارهاب في الدول العربية والغرب ولاكنهم لا يتجرؤن بقول الحقيقة لشعوبهم خوفآ ان يخسروا مراكزهم ومناصبهم ويمشون بما يقوله الاعلام المتصهين .

  6. يقول جزائرية:

    أنا أرى العكس لأن العرب في فرنسا مثلا تجاوزوا كل الحدود ومع هذا لم يرد الفرنسيون علينا لحد الأن وحتى في الأيام الصعبة واعتداء أولادنا عليهم بتفجيرات أو غيرها تجدهم في حزن لكنهم لا يجرأون على شتمنا أو الكلام حتى على الذي جرى!!لو حدث العكس كنا هجمنا على بيوتهم وقطعناهم حتت مثل ما يحصل في الدول العربية!!أنا أعيش في فرنسا ووالله لا أحتمل العرب وهناك الكثير من العرب من يكره السكن في الأحياء العربية!!!قولوا لي لماذا؟

  7. يقول سامي الحاج- السويد:

    تحية طيبة
    كما يقول المثل العراقي: وهاذي هم ينرادلها روحة للقاضي؟

  8. يقول قطز عمان:

    لماذا يكره الأوروبيون العرب؟
    لأننا أمة حية لا نقبل الظلم كالطائر العنقاء عندما يحترق ويصبح رمادا يخرج من تحت الرماد أكثر جمالا و قوة وشعاعا ..
    وجهة نظر ..

  9. يقول عاطف - فلسطين 1948:

    كثير من المعلقين يجلدون العرب. اخواني المواطن العربي هو ضحية الجلاد الحاكم الذي دعمه الغرب.

  10. يقول Faz:

    بينما بابا الفاتيكان يقبل ارجل المهاجرين،بعظهم من العرب، المسلمين يقتلو بعضهم البعض لأنهم مختلفين على من كان له الخلافة ابو بكر او علي
    مشكله المسلمين و خاصه العرب انهم لا يستطيعو حل ومشاكلهم و انهم غير قادرين على التعايش مع بعظهم فكيف لهم بالتعايش مع الأوربيين
    اي مشكله في الدول العربيه يقولون ان السبب اما الغرب ام اسرائيل
    هل الغرب اجبر الاسد ان يقتل شعبه. لا
    هل السيسي و جماعته غربيين. لا
    هل ايران التي تسبب مشاكل في الدول العربيه أوروبية. لا
    يوجد أمثال كثيره
    المشكله موجوده فينا نحن ليس في الغرب

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية