«لوس أنجليس تايمز»: نهاية مثيرة لمسعود بارزاني ومسيرته السياسية

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي» : كان من المفترض أن يعبد الاستفتاء في كردستان الطريق أمام تحقيق حلم طالما انتظروه وهو الاستقلال، لكنه أدى لإرجاع الحلم وربما مدة طويلة. وكما يقول نبيه بولس في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأمريكية كان الاستفتاء مقامرة مضى بها الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، البالغ من العمر 71 عاماً وأنهت مسيرته السياسية التي بدأها مقاتلاً في وحدات المقاتلين الكردية المعروفة بالبيشمركة. وأعلن يوم الأحد بعدما اتضح أنه خسر الرهان استقالته من منصبه رئيساً للإقليم الذي تولاه منذ 12 عاماً مخلفاً وراءه أكراداً من دون قيادة واضحة وبرلماناً للإقليم متناحراً. وأعلن رفضه الاستمرار في منصبه بخطاب متلفز وجهه للبرلمان. وطالب بعدم تعديل قانون الرئاسة أو تمديده، خاصة أن فترة حكمه تنتهي في الأول من تشرين الثاني /نوفمبر. وأكد بارزاني أنه سيظل مقاتلاً في البيشمركة ويدافع عن إنجازات الأمة. وبدا الخطاب قاتماً مقارنة مع الحماس الذي أبداه قبل أسابيع واللهجة المتحدية في أثناء الاستفتاء الذي عارضته دول المنطقة كلها والولايات المتحدة.
فقد كانت النتيجة 92.7% لمصلحة الانفصال عن كردستان فرصة لتعزيز المصالح الكردية إلا أن الحكومة العراقية حرفت قواتها التي تقاتل تنظيم الدولة لمواجهة القرار وأعادت السيطرة على مدينة كركوك النفطية التي ظلت تحت سيطرة البيشمركة منذ عام 2014. واستطاعت بغداد السيطرة على المدينة ومناطق أخرى «متنازع عليها» بعد قيام الفصيل المنافس لبارزاني، الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يتزعمه جلال طالباني، قبل وفاته منذ أسابيع بعقد صفقة مع إيران والحكومة العراقية جرى فيها سحب مقاتلي البيشمركة من كركوك. وأكد بارزاني أن الصفقة لم تكن سوى «طعنة في الظهر» أضعفت المنطقة كلها. وخسر نصف موارده النفطية فيما سيطرت الحكومة على المعابر الحدودية بين كل من إيران وتركيا.
ويقول محللون إن تداعيات الاستفتاء كانت بمثابة تشويه لميراث بارزاني. ونقلت الصحيفة عن كمال شوماني، الباحث غير المقيم في معهد التحرير قوله: «كنا نتمتع بالكثير من السلطات السيادية مثل السيطرة على الحدود والمطارات وكنا ندير دبلوماسيتنا مع المجتمع الدولي. وكنا دولة داخل دولة» و «خسرنا كل شيء بسبب سوء تقدير بارزاني وطموحاته الشخصية، واستقالته هي شيء إيجابي للمنطقة». ولا يعرف إن كان قرار بارزاني بمثابة إسدال الستارة عليه، وهو القومي الكردي الذي حمل السلاح منذ سن السادسة عشرة وتولى القيادة بعد وفاة والده الملا مصطفى بارزاني عام 1979. ولا تزال عائلته تلعب دوراً مهماً في الحياة السياسية الكردية فابن أخيه نيجرفان بارزاني يترأس حكومة الإقليم أما ابنه مسرور فيدير الجهاز الأمني. ويرى زيد علي مؤلف كتاب «المعركة على العراق» أن تعليق البرلمان خلق مشكلة للنواب «يقول بارزاني إنه لا يريد الرئاسة أبداً ولا بد من إنشاء ترتيبات دستورية جديدة في أيام قليلة وهو عمل كبير». وربما أدت الترتيبات لبقائه فترة قصيرة انتقالية وربما قادت لمزيد من الانقسام بين الأكراد بناء على خطوط الصدع بينها. وربما يوقف الطرفان العمل مع بعضهما بعضاً.
وفي تعليق لمارغريت كوكر في «نيويورك تايمز» عن الرجل الذي قاد الحملة لاستقلال كردستان مدة عقد من الزمان أعلن تنحيه. في واحد من التداعيات الأخيرة للاستفتاء الشهر الماضي. وعلقت إن بارزاني لم يعتذر عن الاستفتاء الذي عارضته الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وقالت إن بارزاني اتهم منافسيه الأكراد بالخيانة والموقف الأمريكي غير المسؤول. وأكد أن تنحيه عن السلطة لا يعني خروجه من السياسة بل مواصلة العمل من أجل بناء الدولة الكردية المستقلة. وعلقت الصحيفة على أن لهجة بارزاني القتالية جاءت بعد أسابيع من الهزائم المهينة واستعادة بغداد السيطرة على كركوك ومناطق أخرى. وأضعفت النكسات موقف الأكراد في المحادثات مع بغداد في الأمور المتعلقة بالمعابر والنفط. وقالت إن العسكريين الأمريكيين لعبوا دوراً في التوسط بين الأكراد والعراقيين لوقف عمليات السيطرة على المعابر الحدودية. وترى أن اتفاقيات جديدة بين الحكومة في بغداد والأكراد تجردهم من السلطة على الحدود والنفط يعتبر التراجع الأكبر في حظوظ الأكراد منذ تسعينيات القرن الماضي.

«واشنطن بوست»: يجب على ترامب فعل شيء إزاء التطهير العرقي ضد الروهينجا

خصصت صحيفة «واشنطن بوست» واحدة من افتتاحيتها لمأساة المسلمين الروهينجا في بورما، ودعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأن «يقول شيئاً ويفعل شيئاً حول الهجمة على الروهينجا». وقالت إن أكبر وأشرس حملة تطهير عرقي يشهدها العالم تستمر بلا هوادة في بورما. فمنذ 25 آب / أغسطس طرد الجيش البورمي أكثر من 600 ألف من أبناء مجتمع الروهينجا على طول الحدود بين بورما وبنغلاديش، وقام بطريقة منظمة بحرق بيوتهم وقتل من حاول المقاومة منهم. ويقول خبراء الأمم المتحدة إنهم يتوقعون في الأسابيع المقبلة اجتياز معظم سكان إقليم راكين من المسلمين الروهينجا البالغ عددهم نصف مليون نسمة الحدود إلى بنغلاديش. ودفع الجيش معظم المسلمين الروهينجا إلى مخيمات منعت منظمات الإغاثة والصحافيين من الوصول إليها. وتعلق الصحيفة :»لقد تم ارتكاب هذه الجريمة ضد أقلية مكروهة، فالروهينجا هم مسلمون تعتبرهم الغالبية البوذية دخلاء برغم أنهم عاشوا في البلاد لأجيال طويلة. ولم يأت أحد في بورما التي تعرف بميانمار للدفاع عن الضحية ولا حتى الحائزة جائزة نوبل للسلام أنغ سان سوتشي التي تسيطر على الحكومة المدنية إن لم يكن الجنرالات».
وهذا الأسبوع قال المسؤول البارز في الأمم المتحدة يانغ لي إن الزعيمة التي تحترم في بورما هي الوحيدة المؤهلة لوقف «العداء والكراهية» ضد الروهينجا: «لو أرادت التوصل مع الشعب وطلبت منه أن يظهر نوعاً من الإنسانية» إلا أن سوتشي ظلت صامتة. وبعد أسابيع من الصمت بدأت الولايات المتحدة بالتحرك ضد الجريمة المذهلة. وفي 18 تشرين الأول /أكتوبر قال وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن «العالم لن يقف ساكتاً ويتفرج على المذابح». وقال إن القيادة العسكرية ستحاسب على ما فعلت. وبعد أيام قامت وزارة الخارجية بسحب القرار الذي سمح للقيادة العسكرية البورمية بالسفر إلى الولايات المتحدة. وقالت إن الوحدات العسكرية المتورطة في المجازر لن تحصل على دعم عسكري أمريكي. وطالبت الحكومة البورمية بتسهيل وعودة طوعية آمنة لمن فروا من بيوتهم. كما دعت «لمعالجة جذور التمييز ضد الروهينجا».
وتعتقد «واشنطن بوست» أن هذا ليس كافياً لأن وزارة الخارجية لم تشر حتى الآن لمصطلح «التطهير العرقي» لوصف عمليات التهجير. وبعد اتصال تيلرسون يوم الخميس مع قائد الجيش البورمي أشار البيان الصادر عن الخارجية إلى «ما قيل إنها مذابح». وفي الحقيقة وصف السناتور بنجامين أل كاردين العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية أن ما يحدث في الحقيقة هو «إبادة» ويجب أن يكون رد الحكومة الأمريكية مناسباً عليها. وتقول الصحيفة إن بورما كانت «مزرعة تجارب خاصة» للرئيس باراك أوباما حيث منح النظام الكثير من انتباهه ورفع العقوبات عنها بعد تنظيم انتخابات ديمقراطية. وتعلق الصحيفة أن نقاد الرئيس وقراره المتعجل قبل مغادرته السلطة كانوا محقين الآن. وتشير هنا إلى أن الرئيس دونالد ترامب يجد متعة في إلغاء أي شيء متعلق بسياسات باراك أوباما وإرثه السياسي. وسيكون محقاً لو ألغى ما فعله أوباما مع بورما. ويجب استهداف قادة الجيش البورمي البارزين وتجميد حساباتهم وكذا وقف التعامل مع الجيش والمؤسسات التابعة له. ومن المنتظر أن يتحدث ترامب عن الهجوم الواقع ضد الروهينجا مع أنها من أكثر الأزمات وأخطرها المتعلقة بحقوق الإنسان التي تحدث في رئاسته. وتوفر له زيارته المقبلة لآسيا وحضوره قمة دول آسيان التي تضم بورما فرصة للحديث وأنه لن يتجاهل جريمة ضد الإنسانية.

«تايمز»: «الرباعي» يغمر «تويتر» بأفلام دعائية معادية لقطر ولا يُعرف كيف دفع للشركة كي تبثها

وجد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أنفسهم أمام سيل من الأفلام الترويجية التي تطالب بمقاطعة دولة قطر. وبرغم اعتراف شركتي تويتر وفيسبوك بوجود هذه الأشرطة الدعائية المعادية إلا أنها رفضت التعليق على حسابات فردية. ويتهم الكثيرون دول التحالف المعادي لقطر بأن لها يداً في الحملة الجديدة. وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد فرضت حصاراً على قطر منذ حزيران /يونيو بتهمة التعامل مع إيران ودعم الإسلام السياسي. ولم تنجح الجهود الأمريكية بدفع الأطراف لحل خلافاتهما.
وذكر محرر الشؤون الإعلامية في صحيفة «تايمز» ماثيو مور أنه لا يعرف من يقوم بتمويل الحملة الدعائية التي تقف وراءها على ما يبدو جماعات ناشطة سرّية. ويضيف مور إن مقاطع الفيديو التي تتهم قطر بتمويل الإرهاب وإساءة معاملة العمال الأجانب قد اعترضت الضخ الإخباري لآلاف من مستخدمي موقع تويتر في بريطانيا.
وقال إن جماعتين تقومان بالترويج للدعاية المعادية وهما «قطر اكسبوزد» والثانية «بويكوت قطر» ( قاطعوا قطر) وليس لأي منهما موقع على الإنترنت وأُنشئت حساباتهما على التويتر بسرعة لا تفصل بينهما سوى دقائق. وتقول الصحيفة إن الحملة الترويجية المعادية لا علاقة لها بموقع «قطر اكسبوزد دوت أورغ»، الذي أنشأه نقابيون في عام 2015 للكشف عن الظروف التي يتعرض لها العمال الأجانب في قطر. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن هذه الحملات تحظى بدعم في الغالب من جماعات ذات صلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .
وفي واحد من الأفلام الترويجية «لِمَ تدعم أغنى دولة في العالم الإرهاب؟» تحدث معلق بالإنكليزية على خلفية صور عن هجمات إرهابية. وقدم صوراً عن ممتلكات قطر في بريطانيا حيث طالب بمقاطعة «شارد» و «هارودز» وسباق خيول والخطوط الجوية القطرية. وفي فيديو آخر ضم مقابلة مع مهندس بريطاني زعم أنه كشف عن تجاوزات في المباني القطرية المعدة لمونديال 2022 وانتهاكات لحقوق العاملين الأجانب في ذلك البلد. وانتهى الفيلم القصير باتهامات المهندس لقطر بتمويل هجمات لندن بريدج هذه السنة. وقال بن نيمو من المجلس الاطلنطي: «تبدو هذه وكأنها حسابات فتحت لأغراض دعائية والهجوم على بلد معين والتخفي وراء حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي. ولا توجد معلومات حول الحسابات ذاتها لمعرفة من يقف وراءها. ولكن بالنظر إلى الأزمة الدبلوماسية فمن المنطقي افتراض أن يكون أعداء قطر وراءها». ولا يعرف كيف دفع لشركة تويتر كي تبث هذه الأفلام. وتعهدت الشركة الأسبوع الماضي بالتخلص من الحسابات الممولة خاصة بعدما اشتكى السياسيون من فشلها في معالجة الجهود الروسية للتضليل الإعلامي. ويعتقد أن الحملة الأخيرة مرتبطة بالاستراتيجي السابق في البيت الأبيض ستيفن بانون الذي عزله دونالد ترامب من منصبه. ويقال إنه وقع عقداً مع مؤسسة إماراتية للعمل على بث أشرطة معادية لقطر.

«لوس أنجليس تايمز»: نهاية مثيرة لمسعود بارزاني ومسيرته السياسية

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية