ليال كروية أوروبية مجنونة!

حجم الخط
0

كانت الأيام القليلة الماضية ربما من أمتع ليال كرة القدم خلال الموسم الجاري، فكانت هناك المفاجآت والاثارة والأرقام القياسية خلال مباريات المسابقتين الأوروبيتين.
لا بد أن نبدأ عند اخفاق برشلونة وفقدانه لقبه، ومحاولة فهم هذا الانهيار المفاجئ، لاننا قبل أسبوعين كنا نقارنه بأفضل الفرق في تاريخ اللعبة، بل كان يسير بثبات نحو تحطيم الارقام القياسية بعدد المباريات المتتالية بدون خسارة، والتي توقفت عن 39 مباراة، بعد خمس مباريات جنونية قادته الى الخسارة ثلاث مرات أمام الغريم ريال مدريد في الكلاسيكو، والمغمور ريال سوسيداد، الذي أصبح عقدة للنادي الكتالوني، وأمام أتلتيكو، وتعادل في واحدة مع فياريال، وقلب تأخره أمام أتلتيكو الى فوز بعد استغلاله النقص العددي. ماذا حصل بالضبط؟ لا أحد يدري. ربما الارهاق كون سلسلة الخيبات جاءت مباشرة عقب عودة نجومه من المشاركة مع منتخبات بلادهم، فكان الثلاثي الاميركي الجنوبي ميسي- سواريز- نيمار، مثل ظلالهم، فميسي أخفق في المباريات الخمس ليس فقط في التسجيل، بل في صنع أي هدف. أم كانت الضغوطات المتعلقة بالفساد المالي تسيطر على عقول ميسي ونيمار وماسكيرانو؟ الشيء الغريب الذي لاحظته عقب نهاية المباراة ضد أتلتيكو، أن لاعبي النادي المدريدي كانوا يتصببون عرقاً ودماً وأجسادهم ملأى بالكدمات والضربات وكأنهم كانوا يقاتلون في معركة، لكن في المقابل، خرج ميسي وبيكيه ونيمار، وكأنهم لم يلمسوا الكرة بدون حتى ان تتسخ فانلاتهم!
وطبعاً لا بد من الاشادة بهاتريك رونالدو (سجل 93 هدفاً في 116 مباراة بدوري الابطال) الذي أنقذ الريال من الاقصاء، رغم انني على قناعة ان الريال تأهل بمستو ضعيف، واستغل رعب ورهبة منافسه الالماني، حتى عندما فاز في الكلاسيكو لم يكن في روعته، ولهذا أشدد على الاشادة بأهداف رونالدو لانها أنقذت لاعبين أثرياء ورئيس ناد مضطرب ومدرب يتحسس طريقه.
اما الليلة الأكثر اثارة فكانت في «أنفيلد»، حيث أعاد ليفربول الحياة الى موسمه، وأعاد التذكير بليال أوروبية رائعة مليئة بالاثارة والغرابة، على غرار نهائي دوري الابطال في 2005 عندما قلب تأخره من الخسارة 0/3 امام ميلان الى فوز بركلات الترجيح، بل فوزه على دورتموند جاء بنكهة خاصة من مدربه الرائع يورغن كلوب، وبعدما تأخر الفريق أكثر من مرة، حتى انه كان بحاجة الى التسجيل 3 مرات في آخر نصف ساعة، وفعلها. لكن بالنسبة لي فان ليفربول حسم تأهله من الذهاب عندما نجح في الخروج متعادلا 1/1.
أتمنى المزيد من الليالي المثيرة في نصف نهائي المسابقتين، خصوصاً اننا على أعتاب مسابقات كروية ملتهبة خلال الصيف.

خلدو الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية