الناصرة – «القدس العربي»: بعدما حرّض وزير «الأمن» الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان» على نواب القائمة المشتركة واصفًا إياهم بـ «المخربين» وأن مكانهم السجن، جدد أمس هجومه عليهم وقال إنهم» طابور خامس» يجب وضعهم خارج القانون.
ورد رئيس المشتركة النائب أيمن عودة على ذلك بالقول إن هذا التوجه الفاشي، الداعي إلى العنف ويحمل في صميمه العنصرية والفاشية، تحريض على القتل. ونوه لخطورة تصريحات ليبرمان وأكد أنها تستبطن دعوة مباشرة إلى استعمال العنف. وقال إن هذه الحكومة بمثلث أضلاعها (نتنياهو- بينت- ليبرمان) هي الأكثر يمينية والأكثر تحريضًا ضد المواطنين العرب وقيادتهم على الإطلاق. وتابع « ليبرمان الغارق في الفساد يُحرض بكل فاشية وعنصرية بشكل مستمر، لكن هذه التحريضات الفاشية لن تُثنينا عن مواقفنا، سنستمر في الوقوف ضد هذه الحكومة وسياستها التحريضية والفاشية، التي ترتكب مجازر بحق أبناء شعبنا وتُحرض علينا وتريد إخراجنا خارج الحلبة السياسية».
كما أكدت رئيسة حزب ميرتس المعارض تمار زاندبيرغ ان هذا تصريح خطير ويدعو إلى العنف ويمكن أن ينتهي بالضرب أو القتل. وقالت إنه لا يمكن قبول أن يُحرض وزير بهذه الطريقة ويختبئ وراء الحصانة البرلمانية التي لديه. كما انضم لها زميلها في الحزب موسي راز فقال إن وزير الأمن يبيح دم النواب العرب.
وأضاف في بيانه «يبدو أن هناك قانونا جديدا في إسرائيل: كل عربي تصدر عنه شتيمة فهو مخرب وينبغي إرساله للسجن. عندما يصرح أهم وزير في الحكومة علانية أن النواب العرب إرهابيون هو في الواقع يرسل رسالة حول ما المطلوب أن يتم فعله معهم. الحديث يدور عن استباحة دم القادة العرب، والمسؤولية تقع على عاتق ليبرمان».
وقال رئيس حزب « المعسكر الصهيوني» المعارض آفي غاباي إن ليبرمان يحرض منهجيًا ضد العرب وهو عبارة عن عشرين عامًا من الفساد والتحريض. وقال عودة « جيد أن آفي غاباي وتمار زاندبيرغ أصدرا بيانين ضد تغريدة «نعيق» ليبرمان. وتابع «صحيح أن تصريحات آفي غاباي تحديدًا سيئة للغاية بكل النواحي ولكن كل موقف اليوم ضد اليمين وسياسته هو مهم»».
يشار الى أن ليبرمان عمم بيانًا قبل يومين اعتبر فيه النائب عودة وشركاءه، بأنهم يتجولون بحرية وهذا فشل للأجهزة الأمنية، وأنهم مخربون وموقعهم السجن وليس الكنيست.
وجاء تحريض وزير الأمن بعد سلسلة تحريضات لوزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، آخرها أول من أمس، بأن أيمن عودة هو عدوّ من الداخل، العدوّ الأكبر، ويتعامل مع أعداء إسرائيل من الخارج.
وتأتي تصريحات وزيريْ الأمن والأمن الخارجي على خلفية المذبحة التي نفذها جيش الاحتلال ضد أهالي غزة، والنشاطات التي تخوضها القائمة المشتركة وكل هيئات فلسطينيي الداخل الوحدوية والحزبية.
وفي سياق متصل دعا الاتحاد الأوروبي الى تحقيق سريع في الاعتداء على جعفر فرح مدير جمعية مدنية (مركز مساواة)من حيفا داخل أراضي 48 وكسر ساقه خلال مظاهرة قبل أيام لنصرة غزة والاحتجاج على مذبحة إسرائيلية فيها.
وجاء الموقف الأوروبي بعد مذكرة بعث بها رئيس الدائرة الدولية في القائمة المشتركة الدكتور يوسف جبارين لسفير الاتحاد الأوروبي في تل أبيب، وفيها قال إن هناك تعليمات عليا من المؤسسة الحاكمة باستخدام قوة مفرطة ضد المتظاهرين العرب في حيفا وغيرها. وقال سفير الاتحاد الأوروبي في رسالة جوابية شفوية لجبارين إنه يتابع الموضوع بقلق، وإن جعفر فرح شريك مخضرم في الدفاع عن حقوق الإنسان في البلاد.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان أمس صدر في بروكسل إن المدافعين عن حقوق الإنسان يشكلون جزءاً لا يتجزأ من سياسة الاتحاد الأوروبي المتعلقة بحقوق الإنسان. ويمثل المدافعون عن حقوق الإنسان حلفاء طبيعيين لا غنى عنهم في تعزيز حقوق الإنسان في بلدانهم. ونوه الاتحاد الأوروبي أنه قبل أسبوعين، قررت السلطات الإسرائيلية إلغاء تأشيرة العمل لعمر شاكر، مدير فرع إسرائيل وفلسطين في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وان الاتحاد الأوروبي يتوقع من السلطات الإسرائيلية إلغاء قرارها، وإلا ستنضم إسرائيل إلى قائمة قصيرة جداً من الدول التي منعت دخول أو طردت موظفي «هيومن رايتس ووتش».
كذلك قال إنه بالإضافة إلى ذلك، سيكون من المهم أيضاً، بدعم من الحكومة الإسرائيلية، إجراء تحقيق سريع في الظروف المحيطة بالأحداث التي جرت الأسبوع الماضي في حيفا التي يبدو أنها أسفرت عن إصابة جعفر فرح، مدير المنظمة غير الحكومية «مساواة» المعنية بالدفاع عن حقوق المواطنين العرب في إسرائيل. وخلص البيان للقول إن الاتحاد الأوروبي يواصل الوقوف من أجل بيئة مفتوحة ومواتية للمجتمع المدني، داخل أوروبا، وفي إسرائيل، وفي الأرض الفلسطينية المحتلة وفي جميع أنحاء العالم.
وسارع أردان للتعقيب على موقف الاتحاد الأوروبي بالقول إن إسرائيل «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط « ليست بحاجة لدعوات تحذير أخلاقية من جهة منحازة كالاتحاد الأوروبي. وتابع مزاعمه «حملة الملاحقة المثقلة بالنفاق ضد إسرائيل ومحاولة تسويد صفحتها سيفشل حتما واقترح على الاتحاد الأوروبي عدم التدخل في شؤوننا الداخلية».
وقدم جعفر فرح أمس شهادة أمام وحدة التحقيق مع رجال الشرطة في وزارة القضاء حول ملابسات ضربه وولديه مجد وبيسان خلال اعتقالهما والتحقيق معهما بعد مظاهرة تعرضه لعنف غير مسبوق من الشرطة الإسرائيلية. ويمكث جعفر فرح في بيته بعد كسر ساقه خلال المظاهرة المذكورة فيما أصيب سبعة آخرون من المتظاهرين نتيجة اعتداءات الشرطة الإسرائيلية عليهم في حيفا قبل أيام.
وبينما دعت جهات إسرائيلية أيضا للتحقيق في الاعتداء البوليسي على المتظاهرين العرب بقسوة، يصمم مفتشها العام روني الشيخ على نفي ذلك قبل أن يبدأ أي تحقيق، فسارع للقول إن جعفر فرح أصيب خلال مشاركته العنيفة في المظاهرة . وجاءت أقوال الشيخ رغم أشرطة فيديو صحافية وثقت جعفر فرح وهو معتقل وفي طريقه للتحقيق سالما ويسير على قدميه ليخرج من غرفة التحقيق لاحقا وقد كسرت ساقه. وسخر رسام الكاريكاتير في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس من رسمة يظهر فيها مفتش الشرطة الإسرائيلية ومن خلفه جعفر فرح وهو يقول «لقد أصيب فرح نتيجة زلة قدمه لدوسه على قشرة موز».