الناصرة – «القدس العربي» من : يستعد قادة الأحزاب العربية داخل أراضي 48 لإطلاق حملة دعائية لتشجيع فلسطينيي الداخل على ممارسة حقهم بالتصويت والمساهمة في إســـقاط حـــكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو.
وقال رئيس القائمة العربية المشتركة المحامي أيمن عودة (سكرتير الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة) أن ممثلي الأحزاب عقدوا أول لقاء لهم لبلورة العلاقات بينهم والتوافق على استراتيجية عمل قبل وبعد الانتخابات للكنيست في آذار/ مارس المقبل علاوة على اختيار اسم لها، مشيرا إلى اقتراحه بتسميتها «القائمة الديموقراطية المشتركة». وتابع القول «لكن هذا قرار جماعي يتم بالتشاور، ويفترض ان تقرر الأطراف خلال الأيام القليلة المقبلة اسم القائمة وشعارها.
وردا على سؤال «القدس العربي» أوضح عودة أن الحملة ستركز على تشجيع الجمهور على التصويت بهدف زيادة التمثيل العربي في الكنيست الإسرائيلي وتحقيق تغيير في الكتل البرلمانية.
وأعلن حزب «يسرائيل بيتنا « انه سيطالب بشطب القائمة العربية الموحدة ومنعها من خوض الانتخابات. وجاء في بيان للحزب ان «التحالف يثبت للجميع عدم وجود فارق بين حنين وحنين أي النائب الشيوعي اليهودي دوف حنين وبين القيادية في التجمع الوطني الديموقراطي حنين زعبي. ليبرمان الذي يعاني من تدهور كبير في شعبية حزبه بعد الكشف عن تورط كثير من قادته في فضائح فساد برر مبادرته بالقول إن من يرشح نفسه في قائمة مشتركة مع التجمع، التي لا هدف لها إلا دعم التنظيمات الإرهابية والتعاون مع أعداء إسرائيل، لا يستحق العضوية في كنيست إسرائيل».
وعقبت القائمة المشتركة على بيان «يسرائيل بيتنا»، بالقول إنه من الواضح ان الالتماس يشكل خـــطــوة شعبوية للعنصري الفاسد ليبرمان، لأنه تقنيا يمكن تقديم طلب كهذا بعد 28 كانون الــثاني/ يناير فقط، لكن الخوف يعكسه تصريح ليبــرمان أمام التصاعد المتوقع في الأصوات المؤيدة للقائمة المشتركة مقابل تحطم حزبه في الاستطلاعات.
وتابع بيانها «سنقدم ردنا على العنصرية واليمين في يوم الانتخابات عندما ستحقق القائمة أكثر من 15 مقعدا في الكنيست».
وقال ممثلو الأحزاب ان تشكيل القائمة يعتبر خطوة تاريخية وان تأثيرها يمكن ان يكون حاسما على الحلبة السياسية في إسرائيل. وقال النائب مسعود غنايم المرشح في القائمة المشتركة لـ «القدس العربي» ان دعم الجمهور العربي وكل الجمهور هذه القائمة فإن من شأنه ان يرفع هذه القائمة لكي تكون الثالثة في الكنيست». وقال النائب دوف حنين «ان هذه القائمة لا تتوجه إلى الجمهور العربي فقط، وإنما إلى كل الجمهور في إسرائيل. وتابع «هذه قائمة تمد يدها إلى كل القوى الديموقراطية في إسرائيل، إلى كل القوى التي تدعم السلام العادل والكامل وتعارض العنصرية».
رسالة جماعية
وقال النائب الطيبي ان هذه القائمة «تشكل رسالة جماعية من الأقلية العربية إلى كل العنصريين. وتابع «المضحك ان من بادر إلى رفع نسبة الحسم (ليبرمان) لمنع التمثيل العربي، يقترب بنفسه من نسبة الحسم». وقال النائب جمال زحالقة «ان من رفع نسبة الحسم سيحصل على 15 نائبا عربيا، داعيا كل أنصار الديمقراطية كي يدعموا القائمة الموحدة لأنها الأكثر ديمقراطية بين القوائم المنافسة في انتخابات الكنيست العشرين».
وتتفق صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مع تقييمات وتوقعات النواب العرب حول الدور المستقبلي لقائمتهم المشتركة. واعتبرت في افتتاحيتها الرئيسية ان اتفاق الأحزاب العربية بعرض قائمة موحدة فرصة مهمة للجمهور العربي وللديمقراطية الإسرائيلية. وقالت ان هذه القائمة من شأنها أن تؤدي إلى رفع التعبير السياسي للمواطنين العرب في إسرائيل، بشكل كبير، ومنحهم وزنا مناسبا في قرارات الدولة. كذلك إشارات لأهميتها من ناحية أن ذلك يحدث أيضا لمواجهة التحريض العنصري والقومي من قبل السياسيين اليمينيين. وأحدث مثال على التحريض السلطوي ضد العرب يتمثل في شريط الفيديو الذي نشره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، الذي هاجم فيه مرشح حزب العمل، زهير بهلول، لأنه قدم إفادة إيجابية بحق عائلة من اشتبه بالضلوع في مساعدة حزب الله، وتحفظه من أعمال المشتبه فيه.
وقف التجاهل
وقالت «هآرتس» إنه يجب على المواطنين العرب، الذين يعانون من الإقصاء والتمييز في المؤسسات والمعايير، الفهم بأن الطريقة الناجعة لمحاربة هذه الاتجاهات، والسيطرة على المكان الذي يستحقونه في المجتمع الإسرائيلي، يكمن في التصويت للأحزاب التي تمثلهم. وبرأيه فإن القائمة العربية التي ستفوز بعدد كبير من المقاعد، سترسخ العرب كهيئة سياسية لا يمكن مواصلة تجاهلها. وسيكون بمقدور قوة كهذه ليس فقط وقف التشريعات العنصرية والتمييز، وإنما، أيضا، جعل العرب لاعبين مهيمنين في اللعبة السياسية والمشاركة في تحديد السياسة في إسرائيل، كما يليق بنسبتهم في عدد السكان.
وتشيرالصحيفة التي تعمل هي الأخرى على دمج فلسطينيي الداخل في إطار اللعبة الإسرائيلية أيضا إلى ان القائمة العربية الموحدة تضم، ايضا، ممثلين يعارضون الصهيونية ولكن مواقف كهذه هي جزء لا يتجزأ من الواقع الإسرائيلي، وأصحابها هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي، تماما كما ان المتدينين الذين لا يتماثلون مع الفكرة الصهيونية هم جزء من المجتمع ولهم دورهم في إدارة الدولة.
ساعة طوارئ
وأوضحت ان رفع نسبة تصويت العرب سيخدم المعارضة للائتلاف الحاكم ولذلك دعت الصحيفة القائمة المشتركة الإعلان بأنها تستحق الشراكة في الحكومة، ودعوة العرب إلى زيادة مشاركتهم في الانتخابات بنسبة كبيرة، معتبرة ان هذه ساعة طوارئ وبمقدور المواطنين العرب المساهمة بطرح البديل الحقيقي لسلطة اليمين.
وعلى خلفية إدراك أهمية أصوات العرب بادر حزب «العمل- الحركة» إلى شطب كلمة صهيوني من اسم القائمة كي تتقرب منهم.
ودعا نشطاء عرب في حزب «العمل» ومن بينهم الوزير سابقا، غالب مجادلة، الذي خسر في المنافسة أمام الصحافي زهير بهلول، رئيس الحزب إلى إلغاء كلمة «صهيوني» .
يشار إلى ان حزب العمل أخذ هذه المشكلة في الاعتبار لكنه فهم انه إذا تراجع عن التسمية فإنه سيتهم من قبل المنافسين بالتخلي عن الصهيونية لا سيما ان اليمين شرع بالمزاودة عليه بقوة وصوت عال. وقال «المعسكر الصهيوني» معقبا «على تحذيرات مجادلة بمقاطعة الانتخابات لحزب العمل ان أعضاء الحزب اختاروا بشكل ديمقراطي وشفاف زهير بهلول كممثل للمجتمع العربي في قائمة الكنيست، نحن نعارض المقاطعة ونــأمل ان يتصرف هكذا أعضاء ومؤيدي الحزب».
إلى ذلك يتضح ان الجنرال عاموس يدلين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية مرشح الحزب لمنصب وزير الأمن لن يترشح في قائمة المعسكر الصهيوني، وسيتم تعيينه لهذا المنصب في حال فاز المعسكر برئاسة الحكومة، دون ان يكون عضوا في الكنيست.
وديع عواودة