ماذا سيعطي نتنياهو لبوتين مقابل الجولان؟

حجم الخط
22

مهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقائه أول أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجلسة في الهواء الطلق لحكومته في هضبة الجولان السورية المحتلة أعلن فيها أن على الأسرة الدولية أن تعترف أخيرا أن الجولان سيبقى ”تحت السيادة الاسرائيلية إلى الأبد».
ما دفع نتنياهو لذلك التصريح، كما تظهر أقواله، هو أن «الأسرة الدولية» إياها تتحضّر لإنجاز تسوية سياسية في سوريا، وأن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا نشر مسودة للتسوية تتضمن عودة الجولان إلى سوريا، بينما الأمر، بالنسبة لنتنياهو هو أن «قصة الجولان انتهت»وأنه لم تعد توجد «مطالب كهذه»وأن سوريا هي «مجموعة من الأقليات المضطهدة».
يحمل إعلان نتنياهو الآنف ثلاث نقاط خطيرة، أولى هذه النقاط: هي أن الصفقة التي يعمل المجتمع الدولي على إنجازها في سوريا، حسب الفهم الإسرائيلي، هي تقاسم لسوريا وليست تسوية سياسية أبدا، وبالتالي فهذه هي اللحظة المناسبة لاقتطاع حصّة من الجسد السوريّ المنتهك تحت مباضع جرّاحي الكرملين وواشنطن، وبقية الضباع الصغار التي تقف اسرائيل على رأسهم.
النقطة الثانية: هي طبعا حكاية أن «قصة الجولان انتهت»وأنه سيبقى «تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد»، وهي مسألة يمكن قراءتها على أن روسيا وأمريكا تتداولان فعلا مسائل تغيير خرائط المنطقة، وهو ما قد يفسّر الخطوات الفعلية التي يتخذها حزب «الاتحاد الديمقراطي»لتأسيس دولة كردية مقتطعة من الجغرافيا السورية، ويفسر أيضا ارتفاع آمال تل أبيب في إمكان إضفاء شرعيّة على احتلالها للجولان.
النقطة الثالثة: هي الذريعة التي يبرر فيها نتنياهو انتهاء المطالبة بالجولان بأن سوريا «مجموعة من الأقليات المضطهدة»وهو تبرير مذهل في ديماغوجيته من بلد يعتبر نفسه موطنا لإحدى أقلّيات العالم الدينية (اليهود)، يمارس احتلالا استيطانيا على شعب آخر حوّله من أكثرية إلى أقلّية، وقسّمه، ليزيد طغيانه عليه، إلى أقلّيات.
اتجاه نتنياهو للتفاوض مع بوتين يجعل الأخير بمثابة وليّ أمر الشأن السوريّ، ويذكّر، بشكل مزعج، بوعد بلفور، الذي كانت بلاده تحتلّ فلسطين وأصدرت فرمانها الشهير بجعلها وطنا لليهود، فأعطى من لا يملك أرضاً لمن لا حقّ له فيها.
يكشف الخبر الذي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»الاسرائيلية عن حصول إطلاق نار روسيّ على طائرات اسرائيلية فوق سوريا، للمرة الأولى، رغم وجود التنسيق الأمني الشديد بينهما، أن هناك مماحكات تجري بين الطرفين، وأن زيارة نتنياهو تدخل في إطار شد الحبال بين الطرفين كما لو كانت البهارات المشهّية قبل افتراس الضحية.
السؤال الأول الذي يطرأ على البال خلال عرض العضلات بين البلطجيين الكبيرين هو ما الذي سيعرضه نتنياهو على قيصر روسيا لينتزع منه صكّ الجولان (على افتراض أن هذا الأمر الذي لا نتخيل حصوله ممكنا)؟
الجواب البديهيّ هو مساهمة إسرائيل في دعم مرشّح موسكو في الانتخابات الرئاسية السورية التي تطبخ نتائجها منذ الآن مقابل موافقة ذلك المرشح على التنازل عن الجولان، فهل يرسو المزاد، مجدداً، على الرئيس ابن الرئيس نفسه الذي في فترة حكمه استطاعت اسرائيل احتلال الجولان؟
روسيا (وأمريكا)، باختصار، تلعبان بكل الأوراق الموجودة على الطاولة، بما فيها طموحات الأكراد في وطن قوميّ لهم (وهو حقّ مشروع لكل الأمم) وأطماع إسرائيل لتحقيق أهدافهما الاستراتيجية والآنية لكن تقديم شرعيّة لاحتلال فاضح أو اختراع دولة جديدة في المنطقة أمران يصعب، حتى على دولتين عظميين، تمريرهما بالقوانين الدولية المعمول بها، ولا يفعل فرضهما كأمر واقع غير تأجيج الصراعات الجارية وإعطاء حطب جديد للنار التي تتآكل المنطقة.

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح // الاردن:

    * الخلاصة : ( امريكا / اسرائيل / ايران / روسيا )
    ضباع مفترسة وتعمل على ( تفتيت ) الوطن العربي
    ونهب خيراته .. وشكرا
    سلام

  2. يقول aj england:

    إنا لله وإنا إليه راجعون

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    حين يقع الجمل تكثر السكاكين – أما العرب فينتظرون الفتات كالعادة – الجهاد يا أمة الجهاد
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول نمر ياسين حريري ــ فرنسا .:

    سيجيرون له النفوذ الصهيوني في العالم الغربي كما فعلوا مع الانكليز بعد وعد بلفور

  5. يقول الدكتور أحمد نظام الدين:

    نتنيياهو سيدعم وجود أكبر لقواعد روسية مقابل الجولان … أنتبهوا أيها السوريين …

  6. يقول Hassan:

    بنسائها روسيا تغزو العالم. الزواج من الروسيات، وهن اللاتي يعطين الحب حقه، هو من أجل انتشار اللغة أولا لتسهل السيطرة من بعد على بلدان يتقلد فيها الأبناء مناصب هامة. وهي تشبه الطريقة التي انتهجها جنكيزخان لنشر أكبر عدد ممكن من جيناته ليستمر من بعده التوسع الجغرافي. أما عن السؤال عنوان المقال فالأجدر ماذا أعطى بشار من الأرض السورية لبوتين لتأمين استمرار وجود بشار في الحكم. أما عن اليهود الصهاينة الذين يستولون على الجولان فبإيعاز منهم يقدم صاحب البراميل لبوتين ما يريد. وما اجتماع النتن ياهو بالصهاينة في الجولا إلا إثبات وتأكيد على طول عمر احتلال جراء تفكك سوريا.

    1. يقول غادة الشاويش المنفى:

      *موضوع الجولان مرتبط ايضا بتفاهمات ايرانية اسراءيلية يقودها الروس والاميريكيون الايرانيون يريدون الاحتفاظ بسياسة امتلاك اوراق خارج حدودهم غير باهظة الثمن على الداخل الايراني وعلى حزب الله في لبنان والتفاهمات ان انجزت فلن تكون طهران وتركيا وروسيا والعربية السعودية بعيدين عنها الايرانيون سعوا بشدة ويسعون الى امتلاك ورقة جديدة بديلة عن الجنوب اللبناني هي ورقة الجولان وهي سياسة ايرانية ثابتة لم تتغير منذ الثمانينات (الحوثيون حزب الله الاحزاب البحرينية وفي مرحلة ما اوراق الداخل الفلسطيني (ايام ما قبل الثورة السورية المجيدة )والحشد الشعبي في العراق كما انها تحاول ايجاد قوى سياسية داعمة لمشروع الهيمنة في المغرب ومصر من بقايا القوميين واليسار ) هناك خطوط حمر اسراءيلية في الساحة السورية وهو عدم وجود مقاتلين لحزب الله والحرس الثوري لخلق جبهة بديلة تشبه الجنوب هذا خط احمر استراتيجي اسراءيلي وكذلك عدم السماح ببقاء اسلاميين من طراز النصرة وفصاءل الاخوان المسلمين وغيرها من الفصاءل الاسلامية التي تتمتع بعداء جذري ضد الصهاينة وحتى الاردن وطهران وروسيا وامريكا كلهم يتفقون على ضرب هؤلاء رغم تناقض مصالحهم والخط الثاني عدم تمرير اسلحة كاسرة للتوازن (مضادات ارض جو لحزب الله وهذا الامر تعارضه اسراءيل وتعارضه دول الخليج لانه يقضي على اهم ميزة عند هذه الدول على التجهيز الغسكري لطهران وميليشياتها وهو سلاح الجو هذا ناهيك عن الخراءط الجديدة التي اشار اليها المقال الجنوب السوري تعمل فيه كل الاقطاب الاقليمية بشدة وسيكون اما ساحة حرب جديدة واما الورقة الحاسمة في انجاز تفاهمات واغتيال القنطار لم يكن تصفية عابرة او ثارية وكذلك جهاد مغنية وضباط الحرس بل كان رسم خطوط حمراء استراتيجية تمثلت في تفاهمات على حرية سلاح الجو الاسراءيلي في الحفاظ على الخطوط الحمر في الساحة السورية مقابل عدم حصول اي تصادم خاطيء قد يفشل الخطط الروسية ويضر كذلك بحلفاء روسيا

  7. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.رأي القدس اليوم عنوانه(ماذا سيعطي نتنياهو لبوتين مقابل الجولان؟) والجواب على هذا التساؤل هو ان نتنياهو سيعطى بوتين (من طرف اللسان حلاوة)ويصر بجلافة وعناد على اسرائيلية الجولان وسيطلع بوتين على صك بيع الاسد الاب للجولان مقابل تأبيده وذريته على عرش سوريا تحت النفوذ والرعاية الاسرائيلية . والتآمر الدولي على العرب والمسلمين بقيادة امريكا وروسيا يرفع (آمال تل أبيب في إمكان إضفاء شرعيّة على احتلالها للجولان.)وذلك من ضمن خريطة (ارضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل)

  8. يقول UK:

    ماذا سيعطي نتنياهو لبوتين مقابل الجولان؟ ,,, اتنين جيران و بيحبو بعض,, كل لما يحب يقابلها يرمي شباكها بطوبة و لما تفتح يقولها حبيتي انزلي نتقابل ,,, و مرة ما لاقي طوبة فراح شيكل من جيبة و رماة علي الشباك ,, نزلت تستناة ,,, ساعة واتنين و تلاتة و لساة ما وصل ,, و اخيرا وصل ,,, قالتو فينك حبيبي ,, قالها كنت بددور علي الشيكل حبيبتي

  9. يقول منى*الجزائر*.:

    الصورة قاتمة جدا….
    لا أفق لحد الساعة…
    مصالح اللاعبين الأساسيين في سوريا متضاربة…
    سوريا يحكمها أسوء رئيس عرفه التاريخ المعاصر….فاشل على جمييييع الأصعدة…لا وطنية… لا ضمير …لا أخلاق ….لا ذكاء ….
    شعب سوريا بين مهاجر ومحاصر وشهيد…
    المعارضة الحقيقية تشكوا التمويل الذي يصنع الفارق…
    داعش أتت على الأخضر واليابس….
    الأمم المتحدة كاعااادة …خارج مجال التغطية..يرجى اعادة المحاولة بعد حين “من الدهر”…..
    العرب …ماذا تقول عنهم او لهم!!؟؟!!
    ايران ..تتمدد..تتمدد….
    اسرائيل …في حلم تتمنى ولو أنها لا تستيقظ لشددة حلاوته…
    ونحن..الشعور الطاغي علينا…القههههههرر
    *ياالله مالهم ومالنا غيرك ياالله*

  10. يقول الخيال:

    لا اعتقد ان روسيا ستوافق على تقسيم سوريا ولا على اعطاء الجولان لاسرائيل. نتنياهو يريد انتهاز الفرصة لنهب شئ لا اكثر ولا اقل. اما بالنسبه للاكراد فالمساله معقده جدا واستغلال الوضع الحالي لكسب الارض لا يعني قيام دولة كرديه كما ان الاكراد منقسمون بينهم و الفساد و الاختلافات الإيديولوجية و العقليه القبليه لن تسمح بتوحدهم بدون اقتتال داخلي دموي يحرق كل ما كسبوه.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية