ماذا لو ثقب المسلمون طبقة الأوزون؟

حجم الخط
10

الدول الصناعية المتقدمة، وخصوصا أمريكا وروسيا وأوروبا، أنتم تهددون سلامة البشرية، لا تقولوا إن التطرف الإسلامي هو الخطر الأكبر! أنتم تخربون الحياة على الكرة الأرضية، أنتم تلوثون كوكبنا، أنتم تثقبون طبقة الأوزون وليس المسلمون، لا المعتدلون منهم ولا المتطرفون.
لا، لن نمر بصمت على خطر يتهدد كوكبنا الأزرق الجميل، فهو ليس لكم لوحدكم لتتصرفوا به بهذه الوحشية، نحن شركاء ولنا حقوق فيه، هذا الإرهاب البيئي الذي يفوق إرهاب داعش وأخواتها ملايين المرات!
أنتم أيها الأغنياء الصناعيون تتخلصون من زبالتكم في بلاد الفقراء، تصدرون لهم الموت، فتجف وتفنى زراعتهم وتتلوث مياههم وتنفق مواشيهم وأسماكهم، ويتشوه أطفالهم ويموتون جوعا!
تصوروا لو أن المسلمين هم الذين خربوا طبقة الأوزون! وأنهم هم الذين أحدثوا فيها هذا الثقب الكبير! كيف كنتم ستخاطبونهم وكيف ستنظرون إليهم!
تصوروا لو أن المسلمين سبب ذوبان الجليد في القطبين وهم المهددون للدب القطبي بالانقراض، وهم سبب ارتفاع مستوى مياه المحيطات التي ستغمر جزرا ودولا وولايات!
ما هي الألفاظ التي كنتم ستنتقونها لتوبيخ بل وتحقير المسلمين بها لتحويلهم إلى غيلان! أي أفلام كنتم ستبدعون عن هؤلاء «الهمج»! بلا شك ستبحثون عن كلمات أكثر وحشية من «الإرهاب الإسلامي» و»التطرف الإسلامي» بمليون مرة! كيف كنتم ستعلنون الحرب على مدمري البيئة والحضارة والكوكب الجميل، وكيف كانت الأساطيل ستدك صناعات المسلمين ومدنهم وقطاراتهم وسفنهم ومحطات توليد الطاقة وآبار النفط! وكيف كان سيقتل الملايين منهم ومن أطفالهم من دون أن يرمش جفن لأحد، لأنهم هم الذين بدأوا بظلمهم للبشرية ويستحقون الموت الذي نسجوه لغيرهم!
كيف كانت ستبدو التحليلات ونشرات الأخبار في وسائل الإعلام الغربية والصهيونية والتابعة لها من العرب: «الصناعات الإسلامية المعادية للبيئة لا تعبأ بحياة البشر على الأرض، علماء كيميائيون من المسلمين يطمعون بالجنة والحور العين!» وسوف تنتشر فيديوهات لشيوخ إسلاميين تحث على ضرورة الجهاد لتوسيع ثقب الأوزون، وسيدعي أحدهم أن نبي الإسلام هو أول من ثقب الأوزون عندما أسري به إلى السماء! ومجلس الأمن سينعقد تحت شعار» إنقاذ البشرية قبل فوات الأوان»!
سيطالب العالم المرجعيات الإسلامية من الأزهر وغيره بإدانة الأنشطة الإسلامية التخريبية للطبقات العليا من الفضاء، وسيوصف المسلمون بالجشع وتكديس المليارات على حساب سلامة البشرية! وسيوصف الإسلام بعدو البشر والشجر والمخلوقات كافة! وسيصدر مجلس الأمن قرارا بوقف كل الصناعات الإسلامية، حتى مصانع الأغذية فورا وإلا فالحرب العالمية.
رغم كوني فلسطينيا والمناخ يجب أن يكون آخر اهتمامي، ولدى شعبي ما يكفيه من الهموم والكوارث التي يسببها الاحتلال للبشر والحجر والنبات والبيئة، وهذا ما يجب أن يشغلني، أولا وأخيرا، إلا أن العهر والحديث عن الإرهاب الإسلامي اتسع حتى أصبح ظاهرة عالمية تتنامى يوميا بوحشية، وواضح أن هناك من يخطط ويدفع بهذا الاتجاه لأنه يقطف ثمار شجرة التحريض المحرمة، ومنهم مستبدون من العرب الذين يصرون على تحريض الأمم ضد شعوبهم باسم محاربة الإرهاب، لمواصلة ركوبها! ولهذا رأيت أن أصرخ في وجوهكم، أنتم تمارسون إرهابا سيقضي على آلاف الأنواع من الأحياء البحرية ومن الطيور، أنتم تسببتم بجفاف أنهار وانقراض غابات ومخلوقات كثيرة، وبجشعكم تسببتم بمجاعات وأمراض أفنت ملايين البشر قبل أوانهم، أنتم الإرهاب الأعظم! أنتم المجرمون الحقيقيون.
في مؤتمر المناخ الدولي في باريس التقطتم الصور مع بعضكم البعض، وتصافحتم وتعاهدتم على محاربة الإرهاب، وتحولت قضية المناخ لأمر ثانوي، وأنتم أم وأب وأجداد الإرهاب! أنتم تقتلون يوميا وفي كل ساعة ودقيقة أبرياء من المسلمين، وخصوصا في سوريا والعراق!
طبعا لو كان المسلمون سبب تخريب الأوزون لرأينا العجب العجاب في إعلامكم الحقير: الهمج والبربر ثقبوا لنا أوزوننا الذي يحمينا! إنهم يشبهون الماعز التي أكلت جذور الأشجار، ولم تبق لها ما تأكله في الأعوام التالية، إنهم يبصقون في الأتموسفيرا التي تنفسوا منها، يدمرون أمنا الأرض! كنتم عملتم سسلسة بشرية من الأطفال على امتداد الكرة الأرضية احتجاجا تحت شعار «مواجهة الهمجية»، وأقمتم حلفا دوليا لمواجهة الإرهاب الأوزوني الإسلامي!
وكان طلع لنا مثقفون من أبناء جلدتنا ليفتوا بأن أساس التلوث البيئي موجود في كتب المسلمين وعقيدتهم وتراثهم التخريبي، وسيدعون لمحاربة الظلام والظلاميين وأنصار (أبو كلور فلورين الكربوني) و( وعبد الرحمن النيتروجيني) وأبو (عبد الله الإشعاعي)! وسوف يكشف الموساد لأول مرة عن زعيمة تنظيم مسلمة وتدعى (أم الميثان).
المهم أن من يهاجمون استغلال الدين لمآرب سياسية، هم أكثر من يستخدمون الدين وبالذات الإسلامي لمآربهم!
ألم يستفد اليمين الفاشي في فرنسا من التحريض الديني ضد المسلمين للوصول إلى مآرب سياسية! وها هو المرشح الأمريكي الجمهوري (ترامب) يقفز على الموجة ويعلن أنه سيكون ضد دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، علما أن في أمريكا تحدث حوالي سبعين عملية إطلاق نار في اليوم الواحد، ولكن لا يشتهر منها إلا من اسمه (إسلاموي)! أليس هذا استغلالا دنيئا للدين في الطريق إلى السلطة! وها هي هيلاري كلينتون ترد عليه كي لا تخسر أي صوت بالتحريض على قطاع غزة، وتدعي أنه حاضنة للدواعش، وتتجاهل حصارا إجراميا للقطاع منذ سنين!
وها هي حكومة الاحتلال الصهيوني تكاد تقيم احتفالات في الساحات العامة احتفاء بحلول عصر العداء المتجدد للمسلمين، هكذا تملك تغطية (إسلاموية) لارتكاب المزيد من الجرائم ودوس الحقوق! ها هو العالم كله يصطف لمحاربة ما يسمونه «الإرهاب الإسلامي» وكل منهم يحلم بغنيمته من بلاد وخيرات المسلمين.

سهيل كيوان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ،،ابو سالمUSA:

    تحية واحترام الى كاتبنا العزيز سهيل كيوان،لقد ابدعت،انه من احدى اهم المقالات الساخرة والحقيقية اللتي قراتها في هذا العام،ان ابداعك بالخيال والتعبير كما دائماً كان ينبع من عبقرية مفكر مبدع،كم حزنت وكم ضحكت في نفس الوقت،وكما يقول المثل العربي،شر البلية ما يضحك،
    دمت لنا كاتبا ومفكرا ومنيرا

  2. يقول george hariss - USA:

    ياسيدنا معك كل الحق مع بعض الملاحظات؛ العرب يعيشون في ماضٍ سحيق من التجهيل وليس الجهل … يعيشون الأفقار وليس الفقر … يعيشون الأستعباد من قبل حكوماتهم… خدعة وبدعة … بالروح بالدم

  3. يقول جوجو:

    هناك أقلية من اليمين المتطرف في أوروبا هم ضد المسلمين علانية. وفي الأزمات الأخيرة خاصة بعد هضربة وترهات دونالد ترامب (وكلمة ترامب الآنجليزية تعني المتسكع وصفيحة دعم الحزاء – الجزمة – بل والمومس أيضا). بعد ترهات ترامب تمت إدانته من غالبية الأمريكيين بل طالبت مجموعة كبيرة من البريطانيين بمنعه من دخول اللملكة المتحدة بتوقيعات حوالي نصف مليون شخص سترفع للبرلمان.

  4. يقول سامي احمد الموصلي:

    لن اعلق كثيرا ولكن يكفي قراءة ما يلي
    د/ محمد عمارة
    كان الرئيس الأمريكي الأسبق “بوش” أول من أعلن الحرب على “الإرهاب “عقب حادث 11 سبتمبر عام 2001م، وذلك دون تحديد لماهية هذا الإرهاب !
    ======================
    ((لقد أعلنها “حملة صليبية مقدسة”))، وتم الغزو الأمريكي لأفغانستان ثم العراق، وخلال هذه الأحداث كشفت الشهادات الأمريكية عن أن المراد بالإرهاب هو الإسلام، الإسلام الرافض للحداثة الغربية والعلمانية الغربية والقيم الغربية على وجه الخصوص.
    لقد كتب المفكر الاستراتيجي الأمريكي “فوكو ياما” – في العدد السنوي “للنيوز ويك” (ديسمبر 2001 م – فبراير 2002م)، يقول: “إن الصراع الحالي ليس ببساطة ضد الإرهاب، ولكنه ضد العقيدة الإسلامية الأصولية، التي تقف ضد الحداثة الغربية وضد الدولة العلمانية، وهذه الأيديولوجية الأصولية تمثل خطرا أكثر أساسية من الخطر الشيوعي، والمطلوب هو حرب داخل الإسلام، حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي “دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله”!.
    ولقد فسر الرئيس الأمريكي الأسبق “نيكسون” في كتابه “الفرصة السانحة” مراد الأمريكان من “الأصولية الإسلامية”، فقال: “إنهم هم الذين يريدون بعث الحضارة الإسلامية، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وجعل الإسلام دينا ودولة، وهم وإن نظروا للماضي فإنهم يتخذون منه هداية للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنهم ثوار”!.
    وعلى درب هذه الشهادات، قالت “مارجريت تاتشر” -رئيسة الوزراء البريطانية الأسبق- : “إن تحدي الإرهاب الإسلامي إنما يشمل حتى الذين أدانوا أحداث 11 سبتمبر وابن لادن وطالبان، يشمل كل الذين يرفضون القيم الغربية، وتتعارض مصالحهم مع الغرب”!.
    وكتب المستشرق الصهيوني “برنارد لويس” في “النيوز ويك” (عدد 14 يناير 2004) يقول: “إن إرهاب اليوم هو جزء من كفاح طويل بين الإسلام والغرب، فالنظام الأخلاقي الذي يستند إليه الإسلام مختلف عما هو في المسيحية واليهودية الغربية، وهذه الحرب هي حرب بين الأديان”.
    وكتب السيناتور الأمريكي “جوزيف ليبرمان” – المرشح نائبا للرئيس في انتخابات عام 2000م – بقول: “إنه لا حل مع الدول العربية والإسلامية إلا أن تفرض عليهم أمريكا القيم والنظم والسياسات التي تراها ضرورية، فالشعارات التي أعلنتها أمريكا عند استقلالها لا تنتهي عند الحدود الأمريكية، بل تتعداها إلى الدول الأخرى”!.
    ولأن هذه هي حقيقة الحرب الأمريكية على “الإرهاب” – التي هي بشهادة هؤلاء الشهود من أهلها “حرب على الإسلام”، كتب الصحفي الصهيوني الأمريكي “توماس فريدمان” – من “بيشاور” إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان – في “نيويورك تايمز” يقول “إن الحرب الحقيقية في المنطقة الإسلامية هي في المدارس، ولذلك يجب أن نفرغ من حملتنا العسكرية بسرعة، ونعود مسلحين بالكتب المدرسية الحديثة، لإقامة تربة جديدة، وجيل جديد، يقبل سياساتنا كما يحب شطائرنا، وإلى أن يحدث هذا لن نجد أصدقاء لنا هناك”!.
    وبعد أن نجحت أمريكا – بالاعتمادات المالية والضغوط الدبلوماسية – في تغيير وتقليص المناهج الدراسية الإسلامية – في مدارس باكستان وكثير من البلاد العربية – نشرت “الهيرالدتريبيون” الدولية مقالا للكاتب الأمريكي “ستانلي أ. فايس” يحدد فيه الخيارات أمام العالم الإسلامي: خيار العلمانية الأتاتوركية – الذي تريده أمريكا – بدلا من خيار الأصولية الإسلامية، فقال: “إن حقيقة الحرب على الإرهاب تكمن في: هل ستقوم الدول الإسلامية باتباع النموذج الاجتماعي السياسي لتركيا، كدولة حديثة علمانية؟ أو نموذج الأصولية الإسلامية؟”!.
    تلك هي حقيقة الحرب على الإرهاب، التي أعلنتها أمريكا، والتي جرى تعميمها على النطاق العالمي، والتي وجهت نيرانها – الحربية والفكرية والإعلامية – إلى قوى التحرر الوطني، الساعية إلى تحقيق الاستقلال الحضاري للشرق الإسلامي عن التبعية للنموذج الحضاري الغربي، والتي أكدت الشهادات الغربية الموثقة أنها حرب على الإسلام!.
    إنها شهادات وحقائق جديرة بأن يتعلم منها الجهلاء.. وأن توقظ الغافلين البلهاء

  5. يقول Samaher:

    ماذا لو ثقب المسلمون طبقة الاوزون …لو مع سبق التشديد عليها لكانت (يا ليت ) ..لا عجبا الكاتب سهيل ..بالرغم من ان الدول الكبرى هي التي اشعلت الحروب في اكثر من بقعة في العالم هي ذاتها التي لوثت البيئة برميها القنابل المحرمة دوليا مثل القنابل الفسفورية والقنابل التكتيكية المشبعة باليورانيوم كما حصل من قبل الولايات المتحدة اثناء غزوها العراق عام 2003 وما بعده . وكما تعمل روسيا اليوم في سوريه اذ انها تجرب كل اسلحتها الحديثة ضد الشعب السوري بدعوى مواجهة الارهاب , وقد تستخدم الاسلحة النووية التكتيكية اذا تفاقمت الاوضاع الثنائية بينها وبين تركيا بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية من قبل الطائرات التركية وفي فلسطين وفي شتى ارجاء الدول العربيه الاسلاميه في الشرق الاوسط….ستوجه اصابع الاتهام كلها على هذه البقعه من الارض التي لا تتوقف السنة اللهيب عن حث الدخان فيها على الصعود لطبقة الغلاف الجوي واختراق الاوزون والحث على ثقبه …كلمة لو ستزول وستقتل الشك باليقين وسيشهد المتكالبون ضدهم بانهم وحدهم المسلمون من ثقب طبقة الاوزون …وحينها هيهات هيهات ان تجد من ينصفهم …
    حقا في هذا العالم الوحشي المتكالب بتنا نحتاج فقط لعدالة السماء كي تنصفنا ..

  6. يقول ابن الجاحظ:

    و ربما كانوا سيجبروننا بقرارات من مجلس الامن الدولى على تغيير عاداتنا الغذائية بعلة كثرة “غاز الميتان” اللذى نطلقه فى الهواء و المتسبب فى الاحتباس الحرارى .

  7. يقول شادي ..الاردن:

    شكرا للاستاذ سهيل كيوان

  8. يقول خليل ابورزق:

    مقال رائع و تعليقات رائعة

  9. يقول طه مصطفى:

    من افضل ما قرأت ومن زاوية جديدة ومنطق رائع!

  10. يقول مصرى:

    ثقب الاوزون واتغيرات المناخيه اكذوبه كبرى اطلقنها البعض لمصالح خاصه بل ان التغيرات المناخيه هى بفعل فافعل معروف حيث تستخدم الاقمار الصناعيه فى التاثير على كميه الحراره التى تصل لللارض عن طريق طبقات الجو العليا فى الغلاف الجوى والدليل ان التغيرات المناخيه لم تحدث الامنذ غزو الفضاء فى ااخر الحمسينيات وشكرا- خبير فى كيمياء البلازما التحليليه

إشترك في قائمتنا البريدية