ماذا وراء زيارة قائد القيادة الأمريكية الوسطى إلى جنوب لبنان؟

حجم الخط
0

بيروت- «القدس العربي» : في غمرة الانشغال بالانتخابات النيابية وضراوة المنافسة، مرّت زيارةُ قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي الجنرال جوزف فوتل إلى لبنان من دون ضجيج حيث جال ترافقه السفيرة الأمريكية اليزابيت ريتشارد على كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جـوزف عـون.
واكتفى بيان السفارة الأمريكية بالاشارة إلى أن الجنرال فوتيل جدّد خلال اجتماعاته التزام حكومة الولايات المتحدة الشراكة اللبنانية -الأمريكية ودعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان.في وقت جدّد الرئيس اللبناني التأكيد لفوتيل ان «إسرائيل لا تزال تواصل انتهاكاتها البرية والبحرية، وخصوصاً على طول الحدود الجنوبية»، وان «الاتصالات ستستأنف عبر اللجنة الثلاثية العسكرية في النصف الأول من أيار المقبل لانهاء التعديات الإسرائيلية على الحدود الدولية»، لافتاً إلى أن «لبنان لن يكون بلـداً مـعتدياً لـكنه يرفـض أي اعتـداء على أراضيـه».
إلا أن زيارة قائد القيادة الوسطى إلى الجنوب اللبناني أثارت الانتباه ولاسيما أنها الأولى من نوعها لمسؤول عسكري أمريكي إلى المنطقة بعد زيارة أكثر من حليف لحزب الله من الحشد الشعبي العراقي أو من الحوثيين. وطرحت زيارة فوتيل إلى الجنوب علامات استفهام من قبل مسؤولين في حزب الله وحركة أمل خصوصاً أنها تتزامن مع تقديم مشروع قانون جديد من قبل عضوين في الكونغرس الأمريكي تحت اسم «قانون نزع سلاح حزب الله»، يدعو إلى إصدار تحقيق استخباري مفصَّل عن قدرات الحزب العسـكرية والمالية والطرق التي يستخدمها لاستلام السلاح والأمـوال، إضـافة إلى تقيـيم عمل اليونيـفل في الجـنوب.
ورافق فوتيل في زيارته وفد من السفارة الأمريكية وممثلون عن قيادة الجيش، ومن هناك توجّه مباشرة إلى ثكنة زغيب العسكرية حيث عقد اجتماعاً مع قيادة منطقة الجنوب العسكرية شارك فيه كبار الضباط واستمع إلى شرح مفصَّل حول الوضع في المنطقة الجنوبية المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية على ضوء بدء إسرائيل إقامةَ جدارٍ إسمنتي مقابل العديسة وكفركلا والموقف اللبناني منه بعد تشييدها جداراً مقابل الناقورة.
وفي هذا الإطار ، لفت تصريح لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إعتبر فيه « أنّ الدولة التي يريدون بناءَها يريدون أن لا توجد مقاومة بموازاتها، الدولة إذا اردتها دولة قوية تدافع عن سيادتها وأراضيها هذه الدولة لا تعيش عشرَ دقائق إن لم تكن هناك مقاومة ومعادلة جيش وشعب ومقاومة تحمي هذه الدولة».
وقال في حديث صحافي «لا أتصوّر لبنان من دون خيار وطني مقاوم فهو عودة إلى 17 أيار وربما لا يقبل الإسرائيلي الآن بعد السقوط العربي الشروط نفسها التي كان يطرحها في 17 أيار «، معتبراً « أنّ التركيز هو على المقاومة وعلى سلاحها واختصارها بالسلاح».
وذكرت مصادر جنوبية أن قرار نزع السلاح صدر إبان حرب 2006 ولم يستطيعوا تحقيق هذا الأمر في الحرب وبالقوة العسكرية وبتدمير نصف لبنان، وهم يسعون الآن من خلال قرارات سياسية لنزع هذا السلاح وهذا أمر مطلوب منا جميعاً الصمود في وجهه ومواجهته.

ماذا وراء زيارة قائد القيادة الأمريكية الوسطى إلى جنوب لبنان؟

سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية