تونس – «القدس العربي»: أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالديمقراطية التونسية التي قال إنه «لا مثيل لها»، مشيرا إلى أن الربيع التونسي لم ينتهِ بعد، وتعهد بمساعدة بلاده لتونس من الناحية الاقتصادية والأمنية، فيما طالب عدد من السياسيين ورجال الدين «المسؤول الكبير» (ماكرون) بالاعتذار عن جرائم بلاده ضد التونسيين وإلغاء ديون تونس لدى فرنسا.
وقال ماكرون، في خطاب ألقاه أمام البرلمان التونسي، إن تونس تعيش ديمقراطية لم يسبق لها مثيل، مشيرا إلى أن الربيع التونسي لم ينته و»تونس أمام تحديات تحويله إلى ربيع اقتصادي واجتماعي»، كما عبر عن استعداد فرنسا لمساعدة تونس في هذا المجال، فضلا عن التزامها العمل معها من أجل تحقيق الاستقرار والأمن خاصة على الحدود مع ليبيا، ودعم الجهود الأممية والدولية لإيجاد حل سياسي يضمن وحدة واستقرار ليبيا.
واعتبر أن فرنسا تتحمل جزءا من مسؤولية تهديد الحدود التونسية الليبية، مضيفا «عندما قرّر بعض الأطراف في ليبيا التخلص من الزعيم الليبي كان من الممكن ان تتدخّل فرنسا وبعض الدول الأوروبية وأمريكا، لكننا لم نفعل ما ادى الى تدهور الاوضاع في المنطقة وعمت الفوضى ونحن نتحمل جزءاً من المسؤولية في ذلك».
كما وصف، من جهة أخرى، القرار الذي اتخذه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في ما يتعلق بإلغاء المنشور الذي كان يقضي بعدم السماح للتونسيات بالزواج من غير المسلمين بـ«الشجاع».
من جانب آخر، عبر عدد من الأحزاب ورجال الدين عن رفضهم لزيارة ماكرون وطالبوه بالاعتذار عن جرائم بلاده ضد التونسيين، حيث نظم حزب «التحرير» الإسلامي وقفة احتجاجية أمام البرلمان التونسي للتنديد بزيارة «رئيس فرنسا الاستعمارية» إلى تونس.
ونشر القيادي في الحزب رضا العوني على صفحته في موقع «فيس بوك» صورة لاجتماع بين قائد السبسي وماكرون مرفقة بتعليق «جلسة محاسبة للمسؤول الصغير لسيده المسؤول الكبير، بإشراف المقيم العام سفير فرنسا»، وخاطب في تدوينة أخرى رئيس الحكومة يوسف الشاهد بقوله «قل له أن يرفع يده عن تونس وثرواتها (…) ويعطينا وثيقة الاستقلال غير الموجودة لدى السلطات التونسية، ويعتذر للشعب التونسي وأمام البرلمان على سنوات الاستعمار والاستعباد و الاذلال ويعوض عائلات شهداء البلاد ويعتذر منهم».
وكتب رجل الدين المعروف الشيخ رضا الجوّادي «على رئيس فرنسا الاعتذار عن الجرائم البشعة والمتعددة لبلاده ضد الشعب التونسي، وتعويضه ماديا ومعنويا»، وقال الشيخ عادل العلمي رئيس حزب «تونس الزيتونة»: «نصف مدينة المرسى مشلول. استنزاف لجهد الأمنيين وتعطيل لمصالح المواطنين من أجل عيني المقيم العام (ماكرون)، هذا يعتبر دليلا على الاحتلال المهين».
ودون محمد عمار عضو المكتب السياسي لحزب «التيار الديمقراطي»: «الجميع مسرور لأن غاصب الأرض في تونس! الأحرار أمامهم فرصة لمواجهة المستعمر لاسترجاع الخريطة الجيولوجية لتونس. الأحرار أمامهم فرصة لكي يفرضوا على ماكرون الاعتذار من الشعب على جرائمهم البشعة في جميع المراحل التأريخية التي عاشتها تونس. الأحرار امام فرصة بأن يرفضوا فتات بعض الصدقات والملايين لتحويلها من ديون الى استثمارات ويواجهون المقيم العام بسرقات فرنسا الممنهجة لخيرات تونس. الأحرار أمام فرصة لقول الحقيقة ان فرنسا تناضل من أجل إبقاء مستعمراتها في شمال أفريقيا وجنوب الصحراء كأكبر سوق لمنتجاتها التي لم تعد تنافس عالميا. ادخلوا التأريخ ام الى مزبلة التأريخ!».
وأصدرت الكتلة البرلمانية للجبهة الشعبية (أكبر تكتل معارض) بينا نددت فيه تواصل بـ»إمعان الدولة الفرنسية في سياسة الهيمنة والتدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية وعدم احترام حق شعوبها في تحديد مصيرهم بإرادتهم الحرة»، واعتبرت أن «تحقيق ما عبرت عنه الثورة التونسية من تطلعات شعبية نحو الحرية والكرامة يتطلب تغييرا جذريا في طبيعة وأسس العلاقات الثنائية بين تونس وفرنسا وبناء علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل لسيادة الشعبين وعلى تعاون منصف يراعي مصالح البلدين هو الشرط الضروري لضمان الاستقرار والازدهار والأمن لكافة شعوب المنطقة».
كما طالبت الكتلة الحكومة الفرنسية (إن كانت لديها الإرادة والعزيمة الصادقة لدعم تحقيق التطلعات الديمقراطية والاجتماعية والاقتصادية في تونس) اتخاذ إجراءات عاجلة تتمثل بـ»إلغاء إجمالي ديونها العمومية الثنائية المتخلدة بذمة الدولة التونسية اعترافا من الدولة الفرنسية بدينها التأريخي تجاه تونس وتخفيفا لعبء الدين الخارجي العمومي الذي يعد من أبرز أسباب أزمة المالية العمومية. والترفيع المعتبر في المساعدات المالية للتنمية في تونس، خاصة في مجالات التعليم والبحث العلمي والصحة وحماية البيئة. وإجراءات تهدف إلى ضمان حرية تنقل المواطنات والمواطنين التونسيين بين البلدين».
وكان ماكرون تعهد خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التونسي بتقديم بلاده بدعم مالي إضافي لتونس بقيمة 338 مليون دولار كمحاولة لتعزيز الانتقال الديمقراطي في هذا البلد، معتبرا أن زيارته تشكل «انطلاقة جديدة للعلاقات بين تونس وفرنسا».
حسن سلمان:
يقول خبراء سياسيون أن العالم مفتوح أمام ماكرون. يقصدون بذلك أن ماكرون هو الشخصية السياسية الواحيدة في الغرب التي يمكن لها أن تأثر في العالم سياسيا وتأخذ دور قيادي . ترامب غير محبوب والروأساء الأخرون مثل تريزيا ماي ليس لهم تأثير كبير
مشكلة تونس هي صمعة تونس في أروبا التي شوهها النظام القديم وبوليسه السياسي. ربما يجد السياسين حل وتقارب لكن الرأي العام الفرنسي والشعب الفرنسيين محبي تونس والسياحة صعب كسبهم من جديد
الغرب لا تخيفه بداية التجربة التونسية الديمقراطية التي افرزت نظام علماني بدا في تطبيق خطة اقتصادية جوعت الذئب و لم تبكي الراعي ( اي ضعيت حاجات الشعب و لم تضيع مصالح الغرب ) بينما ساعدت على اجهاض التجربة الدمقراطية في مصر و الجزائر بسبب فوز الاسلاميين .
ماكرون يتفقد اصدقائه الذين تحصلوا على جائزة نوبل المشؤومة والمرفوضة من طرف المسلمين. هاته الجائزة التي تعطى لكل من يحافظ على الولاء للغرب والعلمانية والالحاد ومحاربة القيم والشريعة الاسلامية ويحافظ على كل القوانيين الغربية بل يزيد مثل اعطاء لقب الابناء للام والميراث النصفي مع الرجل وتطليق المراة لزوجها وليس الخلع .وهلم جرا .