ما أجمل أسابيع الأولمبياد… فعلاً متعة حقيقية لعشاق الرياضة، حتى أن كثيرين يعتبرون هذا الحدث الكبير هو أفضل الأحداث الرياضية على الاطلاق، بل أفضل من نهائيات كأس العالم الكروية… ربما، لان ببساطة الاثارة لا تنتهي من أول كل يوم حتى نهايته.
ربما لا نعرف الكثير من الأسماء ولا الوجوه ولا الأبطال المتنافسين في «ريو 2016» على عكس نجوم كرة القدم، لكن نميل بسهولة لتشجيع هذا وذاك، وربما الذي نشجعه هو أعلام الدول، فقبل بداية أي منافسة في أي رياضة كانت، نستطلع أشكال الاعلام وألوانها فنختار أولاً العلم العربي كي نشجع هذا الرياضي ونحمسه للفوز في المسابقة، وان لم يوجد أي علم عربي، مثلما الحال في الكثير من الألعاب، فتمسح عينانا الاعلام بسرعة البرق لتختار علم دولة مسلمة لنشجع رياضييها، وان شككنا في الامر ولم نجد علماً لدولة مسلمة من بين المتسابقين فسنختار علم دولة صديقة، او محبة للعرب والمسلمين، لنغوص في الاستمتاع في المسابقة ان كانت رفع أثقال او سباحة او رماية او ملاكمة، ساعة بعد ساعة، لكن أتمنى من القارئ ألا يقع في فخ وقعت فيه منذ سنوات في احدى الدورات الاولمبية عندما احترت في اختيار أعلام الدول كي أؤيد رياضييها، فعندما اخترت علم دولة قطر في مسابقة رفع الاثقال وجدت ان الرياضي هو بلغاري الاصل، وعندما أيضاً اخترت العلم ذاته في سباق 1500 متر وجدت المتسابق لا يتحدث العربية لانه كيني، ففضلت البحث عن الأسماء العربية للمتسابقين بدل الأعلام، كي أضمن تشجيع عربي، لكنني عندما فعلت واخترت اسماً عربياً في سباق 800 متر وجدته يمثل فرنسا!!!
بدأت أول أمس منافسات ألعاب القوى الاكثر اثارة وشهرة، لكن الألعاب الاخرى تركت اثراً كبيراً في الايام الماضية فالسباح الاميركي مايكل فيلبس عزز رقمه القياسي في مجموع عدد الميداليات بحصوله على الميدالية الـ26 في تاريخ مشاركاته الاولمبية، منها 22 ذهبية، ولو كان دولة لاحتل المركز الـ39 من بين نحو 150 دولة في حصدها الميداليات في تاريخ مشاركاتها في كل الدورات الأولمبية، الى هذا الحد وصل انجاز أنجح رياضي في تاريخ الأولمبياد. والمثير أن الدورة الحالية في ريو شهدت العديد من تحطيم الأرقام القياسية، خصوصاً في السباحة، عن طريق البريطاني بيتي والامريكية ليديكي، رغم اننا لم ندخل بعد في منافسات ألعاب المضمار الأكثر اثارة، ليبرز السؤال: الى متى ستبقى الأرقام تتهاوى.
عربياً، وحتى اللحظة، أصبح نصيب رياضيينا 5 ميداليات، بينها ذهبية واحدة و4 برونزيات، والمؤسف ان ذهبية الرامي الكويتي فهيد الديحاني سجلت باسم اللجنة الأولمبية الدولية، ولم يرفع علم الكويت، كون اللجنة الاولمبية الكويتية موقوفة ولم يسمح لها بالمشاركة.
بعد الذهبية والبرونزيات الأربع، ارتفع مجموع ما حصل عليه العرب في تاريخ مشاركاتهم في الأولمبياد الى 24 ذهبية و24 فضية و51 برونزية، وهو عادة أقل مما تحصل عليه الولايات المتحدة أو الصين في دورة واحدة، لكن نتمنى ان تزيد غلة 22 دولة عربية تحوي 250 مليون مواطن في «ريو 2016»، على الاقل لتزيد أكثر من مثلاً المغمورة كازاخستان التي تأوي 16 مليون مواطن فقط، وفي غلتها حتى اليوم ذهبيتان وفضيتان و3 برونزيات… لكن الواقع يقول اننا ما زلنا نحبو في عالم الرياضة، وجيناتنا وهرموناتنا بحاجة الى صقل وتوجيه!
خلدون الشيخ