ما بين عين العرب وعين داعش… عميت عيون التحالف

حجم الخط
0

 ليست مدينة عين العرب هي المدينة الوحيدة في سوريا التي تتعرض للقصف والحصار والتهجير وربما الابادة فقد سبقتها مدنٌ اكبر منها بعد ان نخرت كل جدارها صواريخ ومدافع وبراميل النظام الاسدي بل ان بعضها تعرض للتدمير الكامل والمحو التام ومساواتها بالارض اي سيأتي يوم تقول فيه الاجيال كانت هنا مدينة ، لكن عين العرب او كما يسمونها الاكراد كوباني حظيت بأهتمام اقليمي ودولي جعل منها قبلةَ للأعين وموضوعاً دسماً للصحافة بل جعل منها البعض أهمية كبرى لتحقيق مآرب سياسية أكثر منها عسكرية وكل هذا وذاك ومقاتلو الدولة الاسلامية لم يوقفوا زحفهم العسكري وعينهم على عين العرب لاجتياحها وكأن مايُحكى في اروقة الساسة والعسكريين من منظومة التحالف التي تحاربهم لايعنيهم بشيء ، بما يعني ذلك ان اعين التحالف قد عميت او أصابها الرمد في رؤيا نتيجة الضربات التي يشنونها ضد هذا التنظيم الذي ربما يكون قد اكتسب مناعة ضد تلك الضربات ولم تعد توجعه بل تدغدغ خاصرته وتفيده أكثر من ان تأثر فيه.
ليس لدى التحالف من استراتيجية واضحة فكلٌ يحكي على شاكلته السياسيون يحكون غير ما يحكي به العسكريون والعكس تمام ، بما يعني هي حربٌ على استحياء تدار من بعيد ونتائجها بسيطة وغير مؤثرة ما لم يكن هناك محورٌ موازياَ على الارض ، الاميريكيون والغرب يريدون أدارة حرب بالنيابة لايكونون في مقدمتها ، ومن وآلاهم من عرب التحالف كطفلٍ يريدون له أن يمتطي الخيل وهو به كساح ، كل هذه الامور لاشك انه لم تغب عن ذهن قادة الدولة الاسلامية التي يظهرون بانهم ليسوا بلقمةٍ سائغة سهلةٌ للبلع ، انهم يستفيدون من تخبط ما يسمى التحالف ويجندون ذلك لصالحهم وما تقدمهم الميداني على الجيش العراقي الذي بُنيَّ على الطائفية إلا دليل واضح ، ان خططهم العسكرية فاقت دهاء وحنكةً الجيش العرقي النظامي الذي مايلبث ان يخلو المنطقة تلو الأخرى تحت مايُسمى الانسحاب التكتيكي ، ان الضربة التي لا تكسرك تقوّيك تلك هي نتيجة ضربات التحالف ضد ما يُسمى بمنظمة داعش.
من الواضح جلياً انه بدون قوة على الارضِ فلن تكون هناك نتائج ملموسة للجم طموح تلك الجماعة ومنظرين التحالف يعلمون ذلك علم اليقين ولكن العين بصيرة واليد قصيرة ، ولربما ينتظر قادة داعش ومن والاهم ذلك اليوم فهل يجعل التحالف هذا اليوم قريباً ام يجعل له امداً بعيد ، الاحداث تتسارع وقوات داعش تسابق الزمن في كسب الكثير من الاراضي لفرض سيطرتها الاستراتيجية للحرب المقبلة.
د . صالح الدباني ـ امريكا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية