عمان ـ «القدس العربي»: لا يصل الإسلاميون في الأردن ولا خصومهم إلى نتائج محددة لا من تلك التي حددتها السلطات المخاصمة لجماعة الإخوان المسلمين ولا من تلك التي قامت بترسيمها القيادة الحالية والمستهدفة لجماعة الإخوان بقيادة الشيخ همام سعيد.
هدف السلطة المعلن من خلال اللعب بورقة «الشرعية والترخيص» تمثل من البداية في اخضاع تنظيم الإخوان وإعادة إنتاج شكله وهويته ونفوذه وتقليم اظافره لصالح الانشقاق المرخص حيث تم خطف اسم الجماعة ومنح المنشق عنها الشيخ عبد المجيد الذنيبات رخصة لتأسيس جمعية بالاسم نفسه. لاحقا بدأ مسلسل الترخيص والشرعية القانونية .. النتيجة حتى الوقت الراهن لا تغير الكثير في المعطيات، فالتنظيم البديل والذي يملك أسراره وتفاصيله الشيخ الذنيبات لم يعلن عن زيادة ولو عضو واحد ضمن كادره رغم الضجيج الإعلامي والدعم والاسناد الخلفي من الأجهزة الرسمية.
حتى اللحظة لم يتجرأ التنظيم البديل على عقد نشاط جماهيري واحد في أي من المحافظات والأطراف وحركته تبدو نخبوية فقط ومقتصرة على نحو ثلاثين شخصا يجتمعون في منازلهم ما بين العاصمة عمان ومدينة اربد شمالي البلاد.
وفقا للقيادي الإخواني الشيخ مراد العضايلة سقط سهوا من داعمي الانشقاق أو الانقلاب المرخص ما يؤشر على ان الكيان البديل بلا جاذبية من حيث المبدأ وعلى ان حظوظه بالدعم الرسمي الخلفي تساهم في توحيد وتصليب الجبهة الداخلية للجماعة الام.
ما لا يريد العضايلة قوله هو انه حتى التيار المتعاطف أو المخاصم لمجموعة الشيخ همام سعيد المسيطرة مرحليا على قيادة الجماعة لا يستطيع مساندة كيان الذنبيات البديل بسبب الدعم الرسمي والأمني.
هذا الواقع أبقى الشيخ سعيد ومجموعته النافذة في الجماعة الام في مستوى الصلابة واجتذاذ التعاطف.. بالتالي اكتشفت غرفة القرار ان اطلاق تنظيم بديل ومنحه الشرعية القانوني خطة لا تكفي لان بقاء هذا التنظيم أصلا بسبب صغر حجمه ونفوذه وندرة تأثيره الشعبي على قيد الحياة يتطلب جهدا حكوميا كبيرا ومفارقات تحصل يوميا، الأمر الذي يعني استحالة نهوض التنظيم البديل بمستوى التأثير الشعبي.
لاحقا نجحت خبرات الإخوان المسلمين المتراكمة في احتواء كل مظاهر التحرش الرسمية المستندة إلى تحريضات الشيخ الذنيبات. فبعد حظر الافطار المركزي للجماعة الام في العاصمة اقيمت أكثر من 15 حفلة افطار في شهر رمضان في مختلف محافظات المملكة وبعد منع جماعة الإخوان الأصلية من اقامة صلاتها الموسمية صبيحة عيد الفطر اقيمت الصلاة نفسها في الأزقة والحواري والساحات الصغيرة.
وبدلا من عزل الشيخ همام سعيد استقبل الرجل بالخيول في محافظة الكرك خلال شهر رمضان وهي نفسها المحافظة التي ينتمي إليها الشيخ ذنيبات بمعنى ان مجموعة الشيخ سعيد أظهرت قدرة على الضرب في معقل الشيخ الذنيبات. حتى في مدينة اربد شمالي البلاد اقيمت افطارات ونشاطات غير حاشدة رغم ان بعضا من نخبة اربد تحديدا شركاء للذنيبات في الانشقاق المرخص.
بهذا المعنى لا تتحرك اطلاقا بوصلة تكتيكات الانشقاق المرخص وداعميه في مساحة المكاسب الاستراتيجية والعميقة لان التكتيكات المضادة للشيخ همام سعيد ومجموعته تنجح في الاحتواء أولا وفي جذب تعاطف الرأي العام المحايد ثانيا وفي الصمود ثالثا.
يقود ذلك وفقا لغالبية المراقبين إلى حالة شبه عدمية في الجناح الذي يكرس وقته لإعادة إنتاج الوضع داخل جماعة الإخوان الأصلية كما يقود إلى تعزيز الانقسامات فقط في الصف الإخواني مع الاخفاق الشديد في زراعة المؤسسة الإخوانية البديلة التي لا تفلح بدورها في استقطاب الجمهور.
الاستخلاص النهائي هنا يشير إلى ان جماعة الإخوان المسلمين الأصلية وبعدما رفع رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور شعار وقف تدليلها أمام «القدس العربي» مباشرة تنجح في الاحتواء ومضايقة ومحاصرة الكيان البديل والرد على الخطوات الاستفزازية سواء عندما يتعلق الأمر بقرارات الحاكم الإداري بمنع النشاطات العامة مثل اغلاق الساحات وحظر الاحتفالات أو عندما يتعلق الامر بتقوية وتوسيع نفوذ جمعية الشيخ ذنيبات البديلة.
بالمقابل لا تبدو جماعة الإخوان الأصلية في موقع المبادرة لأنها تطيل الجلوس يوميا في موقع المناورة عبر الانشغال في تكتيكات الاحتواء اليومي للأحداث مما يعني تلقائيا ان المعركة ضد جماعة الإخوان الأصلية تشغلها وتضايقها بأحداث يومية صغيرة دون ان تسمح لها بقيادة الحراك الشعبي نحو مطالب الاصلاح كما كان يحصل في الماضي.
ومعنى الكلام ان إشغال جماعة الإخوان بانشقاق الشيخ الذنيبات يعني صرف نظرها عن طموحاتها في المشاركة وتحقيق ما تسميه بالإصلاح السياسي على قاعدة المشاركة والغلبة وليس المحاصصة وهي نفسها القاعدة التي ابتكرها وعمل لإنجازها رمز الجماعة البارز الموجود الآن في السجن الشيخ زكي بني ارشيد.
ومعناه أيضا ان الإخوان المسلمين يغادرون مكان المبادرة وهم منشغلون بالمناورة مما يمنع بالنتيجة تحقيق مكاسب استراتيجية أساسية من بينها وأهمها العودة لقيادة الحراك المطالب بإصلاحات سياسية عميقة والاخفاق في المقابل في اخضاع التنظيم البديل الموازي بقيادة الذنيبات واخراجه من الساحة.
في المحصلة النتيجة واضحة المعالم، فبرنامج السلطة التصعيدي لإعادة إنتاج واضعاف الجماعة الام يخفق في الجذر الاجتماعي والعملي.
وبرنامج الجماعة الأصلية في العودة لموقع الصدارة في المناورة السياسية الداخلية متعطل بدليل الانشغال في الأحداث اليومية.
هي إذا معركة فيها مكاسب لطرف ومخاسر للطرفين وبالمدلول الاستراتيجي لم يحسم الأمر بعد والتعادل السلبي ما زال سيد الموقف في المواجهات المتصلة بين الدولة العميقة في الأردن وجماعة الإخوان المسلمين وهي مواجهة يعرف الجميع انها تتغذى بين الحين والآخر على تطورات ومعطيات الوضع الاقليمي.
بسام البدارين
اذكر حكومتنا الي مش مقصرة فينا بان المواطنين هم من يصرفوا على الدولة وان المواطنين هم البقرة الحلوب هذا اولا اما ثانيا ارجو ان تقرءوا الدستو الاردني الذي يقول ان نظام الحكم في الاردن هو نظام نيابي ملكي اي ان النيابي قبل الملكي مع رجائي ان تبحثوا في قواميس وكتب العلوم السياسية ما معنى كلمة نيابي. ام تريدون ان تصنعوا احزاب في دوائركم الامنية لهؤلاء المواطنين الذين يصرفوا على الحكومة والدولة عبر الضرائب المباشرة وغير المباشرة التي تنهكوا بها مواطنيكم لتعلموا ان حالكم ليس كحال دول الخليج التي هي دول ريعية وتصرف على مواطنيها وليس العكس. معنى ذلك يا حكومة النسور الشعب يعطيك مرتبك وانت تبادلة بجلدة بالضرائب وتعامل هذا الشعب كأنه قاصر من خلال ان تحدد خارطة الاحزاب السياسية في الاردن وهل الاخوان يمكن ان يكونوا حزبا اردنيا ام لا وأن كان فليكن مهجننا من قبل اجهزتكم الامنية . انا لست اخونجيا لكن اقول اللهم ابقي الاخوان شوكة في حلقكوا وحلق السيسي.
جمعية الذنيبات لن تتخطى هذا الاسم ، ولن تستطيع جذب أي نسبة من القاعدة الشعبية التي رأت في انشقاق الذنيبات مؤامرة حكومية بالدرجة الأولى ..
وفي المقابل .. على الجماعة الأم ، الجماعة الأصيلة و الأصلية أن تكون أكثر ذكاء وتقدم قيادات أكثر قبولآ في الشارع الأردني لا سيما في موقع المراقب العام ، مع شديد الاحترام للشيخ همام سعيد ..