■ سموه ما شئتم، اتفاقا امريكيا ايرانيا، اتفاقا سياسيا محليا عراقيا، رفضا مرجعيا دينيا، ربيعا في عز الصيف العراقي، او أي شيء آخر. لا تهمنا المُسميات فالموصوف يبقى دائما اكبر من صفاته، وفي السياسة تتقافز المصطلحات حسب المصالح والظروف والازمان، لكن في الكثير من الحالات يتم التغاضي عن الفاعل الرئيسي في الحدث لاعتبارات شتى.
دعونا نقول وبوضوح تام بأن المبضع الذي استأصل المالكي، كان أول من أمسك به هم ابناء المحافظات الست التي انتفضت، وكانوا بلا غطاء لا عربي ولا اقليمي ولا دولي، ثم ركبت الموجة بعدهم حكومات عربية واقليمية وقوى دولية، حتى ساسة البيت السياسي السُني كانوا اول من أساء اليهم عندما كانوا يُظهرون خلاف ما يُبطنون.
صعد الكثير منهم على المنصات ثم نزلوا مهرولين الى الصحوات.. بكى احدهم لان العديد من ابناء عمومته سقطوا قتلا في جريمة الحويجة، كما قال، وظهر الاخر يُجرّم الحكومة والطاغية ويعلن عدم تشرفه بالبقاء في المنصب، ثم عادا اكثر اصرارا على البقاء في الوزارة، بعد ان كالا المديح له.. شيوخ عشائر ظهروا على المنصات ثم ظهروا في وليمة اقامها السلطان في المنطقة الخضراء، وبعضهم هرول يستقبله في قاعدة الاسد الجوية حينما زار الانبار.. رجال دين سُنة التحقوا بركب الشيطان، وتركوا قيم الرحمن خلف ابواب مكتب رئيس الوزراء.. صحافيون وكتاب ومثقفون سهروا معه ليل رمضان، ومن وحي الشهر قالوا له علنا على التلفاز، انت الحق ومن يمسك عليك كالقابض على جمرة من نار في هذا الزمان.
صحف وقنوات عربية كانت تنقل اخباره اولا باول وتلتقيه بين حين واخر فقط كي تلمُع صورته. الممولون منهم بمال ايراني كانوا مُجبرين على الوقوف معه وتلميع صورته، لانه جسر الحلف الرابط بين طهران ودمشق والضاحية الجنوبية، والمُمولون بالمال العربي هــــم ايضا مجبرون على هذا الفعل لانه الوليد القادم من رحم الامريكـــان وعرشه مصنوع في واشنـــطن. وحدهم ابناء هذه المحافظات كانوا يُسحقون تحت عجلات الهمرات، وتُفجر رؤوسهم بهراوات قوات سوات، ويُهجرون ويُعتقلون ويُبتزون.
كل ذلك حدث على مدى عام من الانتفاضة السلمية وقبله باعوام من الصبر والصمت، وعندما أوغل الطاغية في ظلمه، لم يجد الشرفاء الا البندقية للدفاع عن انفسهم واهلهم سبيلا لايقاف الجريمة التي ترتكب بحقهم، وعندما بدا جيشه يتهاوى ويهربون بالملابس المدنية، وتتساقط اقضية ونواحي الانبار الواحدة تلو الاخرى، وامتدت شرارة الثورة الى باقي المحافظات، عرف الحلفاء بان ما رسموه في هذا البلد بات قاب قوسين او ادنى من الانهيار، وان رقبة العراق التي تمكنوا منها ستفلت من ايديهم الى رجال اذاقوهم مر الهوان في زمن المقاومة بعد الاحتلال. هل التضحية بالدمية افضل، أم ان يُهدم المسرح باكمله؟ هذا هو السؤال الذي واجه الامريكان، وهو السؤال نفسه الذي طرحته ايران على نفسها ولكن بصيغتين.. أيهما أهم وحدة الساسة الشيعة، أم الزعيم الشيعي الاوحد؟ بقاء العراق تحت أبط قاسم سليماني ذراع الولي الفقيه، أم عودته شوكة في خاصرة مشاريع ايران؟ وحتى البيت السياسي الشيعي كانت لديه علامات استفهام كثيرة وتساؤلات مطروحة بين اطرافه، تدور كلها حول ضمانة بقاء منصب رئيس الوزراء بيد الشيعة لا غيرهم.
كانت كل الاطراف تنتظر الفتوى الامريكية، وكان سفيرهم في بغداد يتحرك بين كل الاطراف ضاغطا لخلع المالكي. اما ايران فكانت بانتظار وضوح الموقف الامريكي كي يأتي قرارها متناغما معه، لان عينها على مفاوضات الملف النووي، وعندما وافقت الاردن على انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية على اراضيها وبكل كل تلك التغطية الاعلامية، عرف الجميع ان الولايات المتحدة عازمة على خلع الطاغية، فسياسة المملكة في الامور العربية والاقليمية غالبا ما تكون مؤشرا على ما في جعبة الغرب، ما يريدون وما لا يريدون. عندها تغيرت اللهجة والتصريحات وبدأت الصحف والفضائيات تتحدث عن ثورة يقــــودها ثوار العشائر وفصائل مسلحة اخرى، بــعد ان كانوا قبل يوم يصرون على تسميتهم بداعش.
وعندما بدأت الطائرات الامريكية بدك محيط اربيل في الشمال العراقي، تأكدت جميع الاطراف بأنها رسالة واضحة مفادها إن لم تخلعوه خلعناه نحن بالقوة، فكان قرار قاسم سليماني للجميع بضرورة ضبط النفس وعدم انزال المليشيات في الشارع، لان الصدام بين اطراف البيت السياسي الشيعي سيُضيع السلطة من بين ايديهم، وهذا ما لا تسمح به ايران، فانكفأت بدر والعصائب وخضعتا لقرار المرشد الاعلى، بعد ان كانت مستنفرة للدفاع عن رئيس الوزراء.
قال المجلس الاعلى بانهم الاحق بالسلطة لانهم كانوا مقاتلين قبل الاحتلال ولديهم فيلق بدر، وقال الصدريون نحن أحق بها لان مظلومية الصدر الاول والثاني وبقاء مقتدى في العراق قبل الاحتلال، كلها تجعلهم الاكثر استحقاقا لتولي السلطة، لكن الواقع الذي صنعه المالكي على الارض، ونعني به الجيش التابع له والمؤسسات الشرطية والامنية الخاضعة له، وكذلك المحكمة الاتحادية التي كانت قاب قوسين او ادنى من الحكم له، كلها عوامل ضغطت باتجاه ان يتكرر السيناريو الذي جاء بالمالكي الى السلطة بعد خلع الجعفري. فكما جاء كمرشح تسوية انذاك فلم لا يأتي مرشح تسوية آخر بالصيغة نفسها؟ أي اخلعوا المالكي وليأت شخص آخر من حزبه وبذلك تتقون شرين مستطيرين، هما مليشيات وجيش المالكي اولا، وعدم تصادم المجلسيين والصدريين من اجل السلطة ان ذهبت الى احدهما دون الاخر ثانيا. اذن من أسقط المالكي هم الذين اعتصموا في الساحات مدة عام كامل، ومن حشد جميع العالم ضده هم اولائك الذين اسقطوا سلاح جيشه وقواه التي كان يرهب الناس بها. نعم انه انتصار الدم على السيف، دماء ضحايا الحويجة والانبار والفلوجة وبابل وحزام بغداد ودماء كل العراقيين الذين ذهبوا بالمفخخات والسيارات التي لم يستطع درء خطرها عن العراقيين يوما طوال فترة ولايتيه. واذا كان قد وصفهم يوما بأنهم فقاعة، فقد كان هو اكبر فقاعة سياسية عندما ظهر في خطابه الاخير خائر العزيمة، بينما قبيل ساعات كان يهدد ويتوعد.
٭باحث سياسي عراقي
د. مثنى عبدالله
والله الفقاعة الكبيرة يا دكتور مثنى كانت هي داعش
لأنه لا يعقل أنه بألف مقتل داعشي يهزم 100 ألف مقاتل مالكي
ولحد الآن لم يستوعب العراقيين ما جرى في 10 حزيران 2014
هل كان السنة العرب من اختار أم هي الظروف من أجبرتهم عليه
وهل حكم العراق أصبح شيعيا خالص الولاء لايران
أم هي الأحقاد الطائفية الدفينه القادمة من الخارج من دم النسيج
ولا حول ولا قوة الا بالله
العبرة بالخواتم.
كل هذا غير صحيح ……الوحيد الذي له الحق في سحب الثقة من المالكي هو حزبه فقط ……كما حدث مع رئيسة وزراء بريطانيا تاشر من حزب المحافظين وتوني بلير من العمال …..ولكن حزب الدعوة فشل من سحب الثقة لمصلحة ما …والخلل في الأثنين …في الحزب والمالكي
* هكذا هم الطغاة الجبناء يطوون قلوبهم على الخوف والجبن ويمارسون الاجرام متمترسين بالسلطة وساندين ظهورهم الى الحوائط الاقليمية التي تدعمهم ويسحقون من يعارضهم ويحسبون كا صيحة عليهم بينما هم في الحقيقة ننمر من ورق سيتهاوى امام اول اصرار واطول مواجهة بلا رجعة انه زلزال المستضعفين الذي يدك عرش فرعون وهامان وجنودهما انها كيمياء الدم وحصيلة الام المظلومين تجمعت في يد الله تعالى وقدمت مهر الصبر وبلغت نصاب الدم اللازم للتغيير الا اننا في الحالة العراقية امام تبديل وجوه وليس بالضرورة ادوار فمن خلف المالكي خرجمن نفس المدرسة الحزبية والسؤال الذي اتمنى على الدكتور مثنى ان يجيبني عليه ويكتب فيه من هو العبادي وماذا في جعبته افضل من المالكي قياسا للحقبة التي يتولاها بوصفها اصلاحا لما افسد السلف والى اين تسيرالامور في العراق ارجو ان تكتب لنا دكتورمثنى
دكتور مثنى انت كاتب رائع ولم ارى وطنيين مثلك .يجب ان ﻻ تمر الجرائم البشعة في العراق بحق اهل السنة بدون محاكمة ونرجو منك فضح من هم محسبون على اهل السنة باﻻسم فقط وهم شركاء الطاغية الهالكي.ونحذر اهل السنة من ان ينخدعو مرة اخرى يجب تحرير كل العراق من اﻻحتﻻل الصفوي البغيض .