الجزائر «القدس العربي»: عادت متاعب رجل الأعمال إسعد ربراب مع الحكومة الجزائرية إلى الواجهة، بما يعطي الانطباع أن السلطات قررت تقليم أظافر رجل الأعمال الأغنى في الجزائر، في وقت يفضّل فيه ربراب عدم الذهاب إلى المواجهة، مؤجلاً الصدام إلى حين، وهو تأجيل لن يدوم طويلاً، في ظل ما تتعرض له شركاته في الجزائر.
قال موقع «كل شيء عن الجزائر»:«إن إدارة ميناء سكيكدة شرق العاصمة، رفضت السماح لشركة ربراب بإدخال تجهيزات، رغم أنها كانت تقوم بذلك منذ بضعة أشهر بشكل عادي، بعد أن نقلت الشركة وارداتها من معدات وتجهيزات إلى هذا الميناء، بسبب الصعوبات والعراقيل التي كانت تتعرض لها في ميناء بجاية، وبسبب رفض إدارة هذا الميناء السماح لشركة «سيفيتال» التي يملكها رجل الأعمال إسعد ربراب، بإدخال معدات وتجهيزات عن طريق الميناء ببجاية، فيما كانت أصابع الاتهام توجه إلى مدير الميناء، الأمر الذي جعل الشركة تقرر تغيير الميناء.
وكانت شركة «سيفيتال» قد قررت استيراد معدات مصنع لوحدة سحق البذور الزيتية، وتتكون الشحنة من (16) حاوية آتية من بلجيكا، التي وصلت إلى ميناء سكيكدة بتاريخ 2 يوليو/ تموز الماضي، وتمت جمركتها بعد حوالي أسبوع، وقامت الشركة بتخزينها في مكان خاص تحسبًا لنقلها إلى بجاية التي يوجد بها مصنع «سيفيتال». وفوجئت الشركة بإقدام إدارة ميناء سكيكدة بمساعدة من الجمارك وأجهزة الأمن بحجز الحاويات في المستودع وإعادتها إلى الميناء، وذلك في 17 يوليو/ تموز، وبرر مدير ميناء سكيكدة في قراره في مراسلة وجهها إلى المدير العام لمجمع «سيفيتال» بأن إدارة الميناء لم تتلق موافقة السلطات المختصة على استيراد المعدات الصناعية، وطلب منه اتخاذ الإجراءات الضرورية لإعادة هذه الحاويات من حيث أتت في أقرب وقت.
وأضاف الموقع أن مدير ميناء عنابة قد وجه مراسلة بتاريخ 19 يوليو/ تموز إلى مختلف الوحدات بالميناء يطلب منهم اتخاذ جميع التدابير لمنع إدخال أية حاويات تحتوي على التجهيزات والمعدات الخاصة بمصنع «سيفيتال» لسحق البذور، وتضمنت المراسلة أنه «في حالة العثور على هذه المعدات والتجهيزات على متن البواخر، فإنه يمنع إنزال الحاويات إلى الميناء».
جدير بالذكر أن العلاقة بين السلطات ورجل الأعمال إسعد ربراب ليست على ما يرام منذ سنوات، ويبدو أنها زادت سوءًا في الفترة الأخيرة، إذ كان رجل الأعمال قد دخل في سجال مع وزير الصناعة الأسبق عبد السلام بوشوارب الذي اتهمه بإدخال معدات وتجهيزات قديمة لمصنع الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية، في حين أنه اقتنى تجهيزات جديدة لمصنعه في فرنسا، وبعد تلاسن دام عدة أيام غادر ربراب الجزائر، معلنًا من الخارج أنه لن يعود إليها وأن لديه معلومات تقول إن السلطات تنوي اعتقاله، قبل أن يتدخل قائد أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح، الذي طلب منه العودة، وقدم له ضمانات بأن أحدًا لن يتعرض له، لكن استثماراته وتجارته بقيت تتعرض إلى مضايقات؛ فبعد أن كان المنتج الوحيد تقريبًا للسكر، ظهر له منافسون، وبعد أن كان يسير محطات الاستراحة على الطريق السريع الذي يربط شرق البلاد بغربها، سحبت منه هذه المحطات ومنحت إلى غيره، كما منع من إتمام صفقة شراء مجمع «الخبر» الإعلامي، بعد أن طعنت وزارة الإعلام في الصفقة أمام القضاء الإداري ونجحت في إفشالها، قبل أن تبدأ أزمة استيراد المعدات والتجهيزات الخاصة بمصانع الزيت التابعة لمجمع «سيفيتال».
ورغم أن الكثير من المراقبين يبررون ما يتعرض له رجل الأعمال إسعد ربراب بوجود نية لديه للترشح للانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يكون قد أغضب الممسكين بالسلطة، إلا أن المقربين من ربراب أكدوا مرارًا وتكرارًا أن الرجل ليس لديه أي طموح سياسي، وأنه مجرد مقاول يريد المساهمة في بناء وطنه.