إذا تصفح المرء أي موسوعة شعبية، من طراز «ويكيبيديا» على سبيل المثال، باحثاً عن طرائف الفضائح الجنسية لدى كبار ساسة أمريكا؛ فإنّ الحصيلة ستكون وفيرة دسمة، ولعلها سوف تدهش الكثيرين من حيث اتساع نطاقها، وتنوّع ملابساتها. هذا مع العلم أنّ العقود الراهنة ليست، البتة، أكثر احتشاداً بالفضائح من العقود الأولى التأسيسية في التاريخ السياسي الأمريكي بأسره.
خذوا، بادئ ذي بدء، سنوات 1776ـ1899؛ التي شهدت منعطفات فاصلة مثل الثورة الأمريكية، وإعلان الاستقلال، ومؤتمر مسودة الدستور الأولى، وانتخاب جورج واشنطن رئيساً، ونقل العاصمة من فيلادلفيا إلى واشنطن، وإعلان الحرب على بريطانيا، وقرار الرئيس جاكسون بإجلاء الهنود الحمر عن أراضيهم بالقوة، وانتفاضة العبيد بقيادة نات تيرنر، واكتشاف الذهب في كاليفورنيا، وصدور رواية هارييت بيشر ستو «كوخ العم توم»، واندلاع الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، وإعلان تحرير العبيد، واغتيال أبراهام لنكولن، وتدشين نصب تمثال الحرية…
هنا بعض الأسماء، في الفضائح الجنسية خلال تلك العقود، حيث الغالب عليها علاقات غير شرعية مع نساء متزوجات: ألكسندر هاملتون، وزير الخزانة؛ توماس جيفرسون، الرئيس؛ أندرو جاكسون، عضو الكونغرس، ومجلس الشيوخ، ثمّ الرئيس لاحقاً؛ ريتشارد منتور جونسون، عضو مجلس الشــــيوخ، الذي أثار نقمة إضافية في صفوف حزبه الديمقراطي لأنــــه كان على علاقة مع جاريته السوداء؛ جون هنري إيتون، وزير الحرب، الذي تسبب في انتحار زوج السيدة التي كان على علاقة بها؛ جيمس هــــــنري هاموند، عضو مجلس النواب، ثمّ الشيوخ، الذي اتُهم بإقامة علاقة مع جارية عمرها 12 سنة؛ دانييل وبستر، عضو مجلس الشيوخ؛ جيمس بوكانان، عضو مجلس الشيوخ، والرئيس لاحقاً؛ غروفر كليفلاند، الرئيس؛ وليم بركندرج، عضو مجلس النواب…
الأشهر، في العصور الحديثة، هو الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وعلاقته مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي؛ مع فارق قد يكون جوهرياً بعض الشيء: أنّ أواخر القرن العشرين كانت قد أفضت إلى مقدار غير مسبوق من الحريات الجنسية، في الولايات المتحدة تحديداً؛ بحيث ثار نقاش واسع حول مدى ارتباطها بالحريات الشخصية، أو العامة، حتى لدى سيد البيت الأبيض نفسه. ومع ذلك، فإنّ «متلازمة لوينسكي»، إذا جاز القول، كانت قد استقرت في الوجدان الجَمْعي الأمريكي، بالنظر أيضاً إلى انفجار طرائق تبادل المعلومة، وتنويعات إنتاج الخبر؛ فضلاً، بالطبع، عن الشغف الفضولي بالفضيحة، على نحو أقرب إلى الهستيريا.
وشخصياً يحضرني من ذاكرة تلك الأزمنة واحد من أبرز شخوص المسرح، وأعترف انني كنت شديد الإعجاب بأدائه على الخشبة/ منبر الخطابة؛ وأقصد هنري هايد (1924ـ2007)، الذي كان رئيس اللجنة القضائية في الكونغرس، وكبير «المدراء» الجمهوريين الذين أداروا الاتهام ضدّ كلينتون. ثمة ما يشبه هالة ملائكية ظلت ترفرف على وجه هايد، وعلى حركات جسده، ولغة لسانه؛ أمّا صوته فقد كان دائم التهدّج، تكاد العبرات تفيض من عينيه كلما اعتلى المنبر ليشرح هذه أو تلك من حيثيات إدانة كلينتون. وكان لا يكفّ عن الاستعانة بعبارة من الروائي الأمريكي وليم فوكنر تارة، ومن قصائد وليم شكسبير أو ديلان توماس طوراً («أعطونا الحقيقة، وسنمضي لطفاء، في الليل اللطيف»، كان يردّد)؛ ومن نصوص «العهد القديم» حيناً (والوصايا العشر بصفة خاصة)، وخُطَب عظماء أمريكا الأسلاف حيناً آخر.
لكنّ الخصال تلك لم تكن هي وحدها التي شدّتني إليه، بل حقيقة أنّ المستر هايد كان أيضاً الدكتور جيكل، نقيض ذلك كلّه، تماماً كما في رواية ر. ل. ستيفنسون الشهيرة، حيث ينشطر الكائن الواحد إلى كائنين متناقضين: الأوّل نهاريّ أرستقراطي خيّر هو الدكتور جيكل، والثاني ليليّ صعلوك شرير هو المستر هايد. ذلك لأنّ حامل لافتة الأخلاق القويمة هذا، كان رجل فضائح مالية وسياسية وقانونية وجنسية بامتياز؛ وسبق للكونغرس أن أوصى بتغريمه بمبلغ 850 ألف دولار عقاباً له ولعدد من زملائه على إهمالهم الشديد في متابعة مسؤوليات إحدى اللجان، الأمر الذي كلّف دافع الضرائب الأمريكي خسارة مقدارها 68 مليون دولار!
وفي عام 1983 نظر الكونغرس في أمر توجيه تقريع إلى عضو الكونغرس الجمهوري دانييل كرين، بسبب ثبوت علاقته الجنسية بوصيفة في الكونغرس عمرها 17 سنة.، لكنّ هايد هبّ للدفاع عن زميله وابن حزبه، رافضاً فكرة التقريع، ورافضاً أيضاً فكرة التوبيخ، مذكّراً الجميع بأن الشفقة والعدالة ليستا متناقضتين أبداً، وأنّ التراث اليهودي ـ المسيحي يقول: أمقتوا الخطيئة، وأحبّوا الخاطئ! أمّا هو، نفسه، فقد افتُضحت علاقته بامرأة متزوجة، فأقرّ بالفضيحة، لكنه اعتبر أنها من طيش الشباب (رغم أنه، خلال تلك العلاقة، كان قد تجاوز الأربعين!).
وهكذا، ليست مبالغة أنّ يكون المرشح الجمهوري دونالد ترامب قد فقد 3ـ5٪ من ناخبيه المتحمسين، بعد انكشاف سلسلة فضائحه الجنسية؛ على نقيض هيلاري كلينتون، التي لن تخسر كثيراً، كما يلوح، جراء إعادة فتح التحقيق حول رسائلها الإلكترونية. فالأمن القومي شيء، و«متلازمة لوينسكي» شيء آخر!
صبحي حديدي
المقال مكتوب بلغة إعلامية مهنية محترفة ( لوذعية ) المداخل والمخارج ؛ وفيه تعرية للنظام الأمريكي من دون غزل ولا مداعبات ولا تغنج…
لانه نظام شفاف ووضاح وديمقراطي
الفساد الاخلاقي الحقيقي هو في النظام العربي
هنا حبث يحدث ماتشيب له الاجنة !
لكي اصبح انا السيد الرئيس,
تناسيت فعلة زوجي الخسيس.
لكي اسكن البيت الابيض,
وبمهامي السياسية أنهض,
تجاهلت وعلى نفسي تحاملت,
عن هفوته تغاضيت وبالصبر تحليت.
هل تظنون حقا انني نسيت ثوب مونيكا الازرق
الذي وَثَّقَت به خيانة زوجي الاخرق؟
هل تظنون نسيت اقوال الحمقاء
حين أفشت عنه امورا مخجلة لا تطاق؟
هل تعتقدون انني نسيت الجرصة العالمية
والسخرية مني في الاروقة الدولية ؟
كلا والف كلا
ولكن لكي اصل الى القمة
لا بد لي من ابتلاع النقمة
فالوصول الى الرئاسة ,
يتطلب العفو والكياسة,
قريبا جدا ساحقق حلمي القديم,
وساكون سيدة القصر العظيم
فوراء كل نجاح اليم
خيانة من زوج لئيم !
حياك الله أخت سلوى وصح لسانك وحيا الله الجميع
إلتهت هيلاري عن بيل فإلتهى بيل بمونيكا لوينسكي!
حين تلتهي الزوجة عن زوجها فلا تلومن إلا نفسها
ولا حول ولا قوة الا بالله
متلازمة مونيكا لوينسكي .. مستشرية في قصور الملوك والرؤوساء والمسؤولين العرب ..
على الأقل في أمريكا أو الغرب عموماً هناك من يراقب ويحاسب ويُقاضي الحاكم على أخطائه ، والحاكم بدوره يقر ويعترف بالخطأ ، أما في بلادنا العربية والمسلمة التى تزعم أنها بلدان يحمكها الدين والأخلاق فحدث ولا حرج …
يُعتبر ” الكذب ” و ” التصريح الكاذب ” في القوانين الغربية من أكبر الجرائم . وهذا هو الخطأ الذي ارتكبه بيل كلينتون في فضيحة مونيكا لوينسكي ..
وفي الحديث النبوي الشريف ((أيكون المؤمن جبانا؟ قال نعم ! قيل له: أيكون المؤمن بخيلا ؟ قال نعم ! قيل له: أيكون المؤمن كذابا ! قال لا ..)) رواه مالك.