مجالس التمثيل بـ«التعيين» والتزوير بإسم «الولاء» ترهق كاهل «النظام والدولة» في الأردن

عمان ـ «القدس العربي»: يؤشر عضو مجلس النواب الأردني يحيي السعود مجددا على تلك المساحة الشخصانية والانفعالية في اداء أعضاء البرلمان عندما يتقدم ساخرا من زميل له أمام الكاميرات مرددا عبارة «هاتي بوسة يا بنت».
النقاش كان يخص أمين عمان وعمدتها عقل بلتاجي الذي يتهمه السعود بتجاهل دعوات مجلس النواب له للحضور إلى القبة.
السعود طلب من الملك عبد الله الثاني شخصيا التدخل لإجبار العمدة بلتاجي على تلبية طلب اللجان لحضوره متهما الأخير بطبيعة الحال بازدراء مجلس النواب ومتهما رئيس الوزراء عبد الله النسور بانه أضعف من عمدة العاصمة.
البلتاجي وفقا لأربعة نواب على الأقل يمتنع عن الحضور لاجتماعات اللجان الأمر الذي يجعله في مهب سهام النواب في العادة.
وجهة نظر بلتاجي في الموضوع سمعتها منه مباشرة «القدس العربي» فهو يعتبر ان بلدية العاصمة تتبع إداريا وقانونيا رئاسة الوزراء وبالتالي ينبغي مخاطبة البلدية عبر مجلس الوزراء من قبل لجان البرلمان التي يتيح لها الدستور توجيه الأسئلة والاستجوابات فقط بحق المسؤولين والدوائر الحكومية غير المستقلة.
في كل الأحوال تجاهل بلتاجي لتعليقات النواب ضده تثير اشكالا بين الحين والآخر وهو ما حصل في جلسة الثلاثاء الماضي عندما حاول النائب الدكتور حازم قشوع التدخل دفاعا عن العمدة بلتاجي فيما كان زميله السعود يقصف ضد الأخير بكل الاتجاهات.
السعود يرأس لجنة فلسطين في البرلمان وأعلن ان اللجنة استدعت البلتاجي اربع مرات على الأقل لمناقشة الخدمات في المخيمات دون ان يستجيب فيما لا تعرف بلدية العاصمة سببا من أي نوع يجعلها هدفا للاستدعاء من قبل لجنة برلمانية معنية بالقضية الفلسطينية حصرا وضمن نقاش له علاقة بدائرة الشؤون الفلسطينية وليس بلدية العاصمة.
حاول قشوع صد الهجوم عن بلتاجي فتصدى له السعود بعبارة ساخرة مع حركات ايحائية بالوجه واليدين تتحدث عن تبادل القبل الشهير والذي سبق ان أثار عاصفة من الجدل بين قشوع والسفيرة الأمريكية في عمان اليس ويلز.
حوار السعود الساخر مع قشوع كاد ان يتطور إلى مشاجرة.. في التوقيت نفسه كانت الأجواء عاصفة في اجتماع مركزي لمجلس أمانة العاصمة برئاسة البلتاجي نفسه الذي تعرض لهجوم حاد من عضوين في المجلس يعترضان على لجنة مهمة اختار البلتاجي اعضائها.
العضوان بعدما مزقا بعض الأوراق والقياها في وجه البلتاجي تحركا فعلا من مقعديهما واتجها نحو عمدة العاصمة بنية الاعتداء الواضح جسديا عليه مما دفع زملاء الحضور للتدخل والحيلولة دون مشاجرة موازية لكن داخل البرلمان المصغر الذي يمثل بلدية العاصمة.
ورغم ان عمدة العاصمة كان في المشهدين النجم الأبرز الا ان ما حصل في البرلمان والبلدية مساء الثلاثاء الماضي أعاد تسليط الأضواء على الجزء المتعلق بحالة الانفلات في الأداء عند أعضاء المجالس المنتخبة أو التي يفترض انها منتخبة سواء في برلمان العاصمة عمان أو في بلدية المدينة.
المسألة تعيد إنتاج الحديث الذي يتهامس به علية القوم في المؤسسات السيادية والمرجعية عن شخصانية وفردية الأداء التشريعي خصوصا وان مجلس النواب وبتدخل من جهات نافذة أخفق الاسبوع المنصرم في عقد جلستين تحت عنوان الرقابة لمناقشة خطط وسياسات الحكومة الاقتصادية والمالية.
هذا الاخفاق دفع عضو مجلس النواب عدنان العجارمة للإعلان على الميكرفون ان المجلس ينتحر في الوقت الذي وفر منع عقد الجلسة الثانية غطاء لإفلات حكومة الرئيس الدكتور عبد الله النسور من مطب حجب الثقة عن الحكومة.
مثل هذه الاتجاهات غير المنسقة في العمل وإدارة الجلسات تسيء لهيبة مجلس النواب حسب العضو البارز فيه خليل عطية.
ومن المرجح وفقا للنائب محمد الحجوج ان غياب العمل البرامجي والتكتلات الحقيقية المنهجية يعلي من شأن السلوك الفردي وبالتالي تتقلص مستويات التفاؤل العام والجماهيري بمستقبل العمل البرلماني والأداء الديمقراطي.
خارج المجلس يشير عطية وفي عدة مناسبات إلى ان الحكومة وبعض وسائل الإعلام يصران على تشويه سمعة مجلس النواب في الوقت الذي حذر فيه رئيس المجلس عاطف الطراونة من البحث عن الشعبية عبر الاصرار على الانزلاق نحو مشروع لحجب الثقة عن الحكومة.
في كل الاحوال لا يبدو ان الرئيس النسور يحظى بالثقل المطلوب للبقاء في دائرة ثقة النواب وهو أمر يعني بالنتيجة الاطاحة بحكومته بسرعة وبضربة واحدة بمجرد رفع الغطاء الأمني والملكي عنها بسبب عدم وجود أو عدم جاهزية البديل عن الحكومة الحالية.
ويؤسس طغيان الانفعال الفردي سواء في مجلس النواب أو مجلس بلدية العاصمة عمان حيث يطغى»التعيين» عمليا حتى على الجزء المخصص للانتخاب لحالة مستجدة من السؤال حول كلفة العبث بخيارات الناس الانتخابية أو التدخل في الاقتراع والصناديق.
الحقيقة الثابتة حتى الآن يختصرها العديد من وزراء الحكومة وهم يمارسون الحنين المرجعي لنواب المعارضة الإسلامية في الوقت الذي يتذمرون فيه من الاعتداءات اللفظية وأحيانا محاولات الاعتداء الجسدية من قبل عناصر قيل انها انتخبت في الوقت الذي تم فيه تزوير النتائج لصالحها بعدة أشكال قد لا يكون من بينها التزوير المباشر.
الاشكال ينحصر اليوم في ان ممثلي الولاء من غير المسيسين والحزبيين وحتى من غير المثقفين الذين تم اختيارهم والإعلاء من شأنهم لأغراض أمنية محدودة يواصلون التقدم بنماذج عدائية وانفعالية وشخصانية من الأداء تحت واجهات المؤسسات المنتخبة وبصورة تسحب بالتأكيد من رصيد النظام والدولة وتشوه فكرة تداول السياسة العامة خلافا لأنها تعرقل التشريع المنتج والمسؤول وترهب وهذا الأهم، المسؤولين والوزراء بمختلف مواقعهم.

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    من حق نواب أي برلمان ديموقراطي إستدعاء أي مسؤول بالدولة
    ويجب أن تنفذ السلطة التنفيذية هذا الإستدعاء حتى ولو بالقوة
    لكن أن يتم تجاهل طلبات من إنتخبهم الشعب فهو الخطأ!
    فهل ننتظر ربيعا قادما بالأردن أم يصحح هذا الخطأ
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول Jordan first:

    Hhhh smile …your are in Jordan. ….

إشترك في قائمتنا البريدية