تونس – «القدس العربي»: قلل خبير أمني تونسي من أهمية إعلان تنظيم «أنصار الشريعة» في ليبيا حل نفسه، مشيراً إلى أنه سيظهر لاحقاً بأسماء جديدة على غرار ما فعلته تنظيمات متطرفة أخرى في المنطقة، محذراً من تسلل بعض العناصر التابعة للتنظيم إلى تونس عبر شبكات التهريب الناشطة بين البلدين.
وكان التنظيم المرتبط بـ«القاعدة»، أعلن قبل أيام عن حل نفسه رسمياً، لكنه دعا التنظيمات المتطرفة في ليبيا إلى تشكيل «جبهة موحدة»، في خطوة مفاجئة جاءت إثر غارة نفذتها طائرات مصرية على مواقع في مدينة «درنة» حيث يوجد عناصر للتنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة. وقال مختار بن نصر (رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل) إن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا يتلقى منذ مدة ضربات كثيرة وهو مرفوض منذ تنظيمات أخرى عدة، فـ»هناك عدم قبول له في عدد من المجموعات التي أرادت استخدامه أو العمل بطريقة عمله نفسها وبالتالي هو محاصر، مع العلم أنه كان يساند تنظيم أنصار الشريعة التونسي الذي انتقل إلى ليبيا عام 2013 مع قياداته وكان متمركزاً في «درنة» لكنه اليوم تصنيفه كتنظيم إرهابي دولي وأمام الضربات المتوالية بات يعلم أن لا مستقبل أمامه، وخاصة في ظل وجود اتفاقيات دولية لمراقبة تمويل هذه العناصر الإرهابية ونشاطها».
وأضاف، في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «ولذلك رأى هذا التنظيم أنه من الأفضل له أن يعلن حل نفسه ويواصل العمل بشكل سري وتحت مسميات أخرى لكي يفلت من المضايقات ومن تجفيف منابعه المالية والفكرية، فربما يستطيع بهذا الأسلوب الإفلات من الملاحقة الدولية، وهو ما فعلته تنظيمات متطرفة أخرى في المنطقة».
وحول مصير القيادات المتطرفة التابعة لهذا التنظيم والتي تحمل جنسيات متعددة (ليبية وتونسية وغيرها)، قال بن نصر «مصير هذه العناصر مرتبط بمصير التنظيم ففي حال ضاق عليهم الخناق في ليبيا سيتحولون إلى أماكن أخرى، الوجهة التونسية والمصرية والجزائرية تشهد مراقبة كبيرة، وأعتقد أن الوجهة المفترضة هي جنوب الصحراء وخاصة مالي والنيجر لأنها تبدو أكثر أمناً.
لكنه اعتبر أن تسلل بعض عناصر التنظيم وخاصة من التونسيين إلى تونس تبقى واردة «نظراً لانتشار ظاهرة التهريب في تونس فنحن نعلم أن التهريب مرتبط بشكل كبير بالإرهاب، وفي السنوات السابقة تم إلقاء القبض على العديد من الأفراد المتسللين من ليبيا، والكثير منهم لديهم أسلحة وبعضهم مرتبط بتنظيمات متطرفة، ولذلك يقظة الجيش والأمن والمواطن مطلوبة في هذه المرحلة».
وما زال مصير زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» في تونس سيف الله بن حسين الملقب بـ»أبو عياض»، والذي لجأ منذ 2013 إلى ليبيا، مجهولاً، في ظل الإعلان لمرات عدة عن مقتله وقيام التنظيم لاحقاً بتفنيد هذا الأمر.
وعلق بن نصر على ذلك بقوله «هناك غموض كبير حول مصير أبو عياض وتساؤلات هل مازال موجودًا أم لا، علما أنه تم الإعلان عن مقتله أكثر من مرة، وأعتقد أنه بعد الإعلان عن حل التنظيم في ليبيا، ربما يلجأ مع بقية العناصر للبحث عن ملجأ آمن في مكان آخر داخل ليبيا أو خارجها».
يُذكر أن السلطات التونسية قامت في 2013 بتصنيف تنظيم «أنصار الشريعة» كمنظمة إرهابية محظورة إثر اتهامه بالقيام باغتيال سياسيين بارزين كشكري بلعيد ومحمد البراهمي، فضلاً عن قيامه بعمليات إرهابية ضد عناصر الأمن.
حسن سلمان