مردخاي: كل من يأتي بعد عباس سينتهج سياسة أكثر تشددا والرئيس الفلسطيني يدعو كيري لدعم المبادرة الفرنسية

حجم الخط
0

رام الله – «القدس العربي»: شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على صفحته في الفيسبوك هجوما على الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أعقاب عملية بيت إيل الفدائية التي نفذها شرطي فلسطيني، وأسفرت عن جرح 3 جنود. وكتب نتنياهو يقول إن «الشهيد يتلقى راتبه من السلطة الفلسطينية التي تقف وراء التحريض الذي يحرك الإرهاب ضد إسرائيل.ابو مازن لم يشجب العملية التي نفذها أحد رجاله. في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل «الإرهاب». من المفضل أن يتوقف المجتمع الدولي عن التصرف بنفاق، ويطالب السلطة الفلسطينية بوقف التحريض الذي يؤجج الإرهاب».
وأصيب ثلاثة جنود من لواء جبعاتي في الجيش الإسرائيلي قرب مستوطنة بيت إيل جراء تعرضهم لنيران اطلقها امجد سكري رجل الأمن والمرافق الشخصي للمدعي الفلسطيني العام في رام الله احمد حانون. وأطلق أحد الجنود النار على سكري (34 عاما) من قرية جماعين في منطقة نابلس وقتله.
ويستدل من التحقيق في الحادث ان سيارة فلسطينية وصلت إلى حاجز الشخصيات المهمة بالقرب من رام الله وخرج منها سكري وفتح النار باتجاه الجنود فأصاب ثلاثة احدهم جراحه بالغة. ووصل إلى المكان جندي آخر فأطلق النار على سكري وقتله.
وعثر على صفحة سكري في الفيسبوك منشور كتب فيه «على هذه الأرض ما يستحق الحياة. بس للأسف مش شايف شيء يستحق الحياة ما دام الاحتلال يكتم على أنفاسنا ويقتل إخواننا وأخواتنا». وهذه هي المرة الثالثة خلال الهبة الشعبية الحالية التي يشارك فيها أحد أفراد الجهاز الأمني الفلسطيني في العمليات.
وقالوا في دائرة التنسيق والارتباط الفلسطينية انه حسب المعلومات المتوفرة لديهم فإن إسرائيل لن تسمح بدخول الفلسطينيين إلى رام الله باستثناء من يحمل بطاقة هويتها. وأثار هذا القرار غضبا كبيرا في أوساط عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يصلون يوميا إلى المدينة من مختلف أنحاء الضفة الغربية سواء للعمل او لتلقي خدمات من مكاتب السلطة.
وتأتي هذه المعلومات بعد حدوث حالات اكتظاظ كبيرة على المعابر المحيطة برام الله وسد مفارق الطرق بعد وقوع العملية. وقال سكان من رام الله إن هذه المشاهد ذكرتهم بالواقع الذي ساد أيام الانتفاضة الثانية. واكدوا أن معناها «خنق ومحاصرة مدن الضفة».
ورحبت حماس بالعملية وقال الناطق بلسان الحركة سامي ابو زهري إن «هذا هو الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال والإعدام التي يرتكبها بحق الشبان الفلسطينيين». كما دعمت كتائب شهداء الأقصى العملية. وجاء في بيان نسب اليها أن «هذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه إسرائيل لقاء جرائمها ضد الشعب الفلسطيني»، وأن «الانتفاضة تحتم وحدة كل الفصائل الفلسطينية».
وفي السياق قال منسق عمليات الحكومة في المناطق الفلسطينية الجنرال يوآف مردخاي «إن كل زعيم فلسطيني سيأتي بعد الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس سينتهج سياسة أكثر تشددا إزاء إسرائيل».
وكان مردخاي يتحدث في مؤتمر لسفراء إسرائيل في العالم يعقد في القدس. وقال إنه «منذ إعلان ابو مازن عن نيته الاستقالة تحولت مسألة الوراثة إلى حوار علني في السلطة الفلسطينية. لم يعد الحديث عن هذا الموضوع يجري همسا». واضاف: «كل زعيم سيأتي بعد ابو مازن سيطلب منه ان يكون أكثر فاعلية وأكثر شعبية، الأمر الذي يعني انتهاج سياسة أكثر حزما إزاء إسرائيل». وحسب ما قالته جهات حضرت اللقاء فإن مردخاي لم يذكر اسماء مرشحين محتملين لوراثة عباس.
والقى رئيس الدولة رؤوبين ريفلين خطابا أمام الحضور تطرق خلاله إلى الموضوع الفلسطيني والضغط الدولي المتزايد على إسرائيل. وانتقد بشكل غير مباشر سياسة الحكومة في الموضوع. وقال: «إن قوة الدبلوماسية لم تتراجع في أيامنا ويجب أن لا يفرض علينا غياب الأفق السياسي التشاؤم. السعي إلى تحسين الأوضاع بين الشعبين هو مصلحة إسرائيلية واضحة حتمية إلى جانب الدفاع الفاعل عن أمن سكان إسرائيل».
وتطرق ريفلين إلى المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي وقال إن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ألمح اليها خلال اجتماعه الأخير به قبل عدة أشهر. وقال انه خرج بانطباع بأن فابيوس ينسق خطواته مع دول أخرى. مضيفا: «من المهم ان يجري الحوار بشكل مباشر معنا وليس من فوق رؤوسنا».
الى ذلك تحدث الرئيس الفلسطيني عباس هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وحثه على دعم المبادرة الفرنسية. وحسب بيان نشره ديوان عباس فقد طلب من كيري مطالبة إسرائيل بوقف اتهاماتها للسلطة الفلسطينية وتسليم جثث القتلى التي تحتجزها. وقال كيري لعباس إنه يجب العمل لتهدئة الأوضاع. وأطلعه على لقائه مع نتنياهو في دافوس الأسبوع الماضي.
وتطرق نتنياهو إلى المبادرة الفرنسية وقال إنه سيعمل على إقناع فرنسا بإلغاء التهديد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال فشل المبادرة لعقد مؤتمر دولي للسلام.
وحسب نتنياهو فإنه يتوقع ان يتم إلغاء هذا التهديد. وقال في بداية جلسة الحكومة: «اعتقد بأننا سنرى صحوة في هذا الموضوع، على كل حال نحن سنعمل من أجل حدوث هذه الصحوة وموقفنا واضح نحن مستعدون للتفاوض المباشر بدون شروط مسبقة وبدون إملاءات».

فادي أبو سعدى

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية