ها هو السيناريو نفسه يتكرر مرة اخرى على ايدي الزعامات السياسية العراقية. هل تذكرون الوجوه الكالحة التي كانت تظهر على الفضائيات، في اعوام ما قبل الغزو، تصرخ بالكذب والنفاق لتصنع مبررا للغزاة واللصوص الدوليين كي يقصفوا العراق؟
هل يمكن ان ينسى احد بياناتهم وتصريحاتهم واكاذيبهم التي كانت تسبق كل مناقشة لموضوع الحصار في الامم المتحدة، كي يصنعوا مبررا للفاعلين الدوليين في تمديده، لقتل المزيد من الاطفال والشيوخ؟ نعم هو المشهد نفسه نراه اليوم من الممثلين انفسهم، وعلى الرغم من ان الدور قد اختلف لكن الهدف هو نفسه.
كان هدف بيع الوطن هو الوصول الى السلطة والاستحواذ على مقدرات العراق، وعندما وصلوا اليها اصبح الهدف هو بيع الوطن في سبيل استمرارهم في السلطة، لذلك وقف اسامة النجيفي ونوري المالكي وابراهيم الجعفري قبل ايام، مناشدين المجتمع الدولي كي يهب لانقاذ عروشهم، التي زعزعت اركانها الاحداث الاخيرة في الموصل وبقية المحافظات، وقبلها توسل القائد العام الهارب من ساحة القتال بالامريكان كي ينقذوا عرشه، وتلاها طلب النجدة من ايران وروسيا، لكن عليكم ان تقارنوا بين تناقضات مراحل سلطتهم، كي تروا حجم الكذب الذي يمارسونه. كان انسحاب القوات الامريكية من الاراضي العراقية قد سُمّي يوم السيادة، وتم تتويج القائد العام وشاح البطولة والنصر لانه صنع اتفاقية الانسحاب، لكن توسلاته بعودتهم اليوم ترفع الغطاء عن صناعة الكذب.
كان كل متحدث باسم هذه الجهة السياسية او تلك ينتفض رافضا الحديث عن تدخلات إيران بالشأن العراقي، لكن ها هم يطلبون التدخل الايراني الصريح بالشأن العراقي. قالوا ان العراق سيد نفسه والحاكم بأمره ولا يتلقى الامر الا من عقله، وتبين ان عقولهم لا تملك اي مقومات الصحة العقلية.
قالوا ان الجيش هو جيش العراقيين، وهو خط احمر يجب ان لا يتجرأ احد على المساس به وبقدراته، لكن صباح نينوى كشف عن حجم مهزلة الجيش الذي يقهرنا ولا يحمينا. لكن هل سيعلم بسطاء القوم حجم الجريمة، ويتخلص من آفة أمية الوعي السياسي كل من اصابت عقله لوثة الطائفية؟ قال محدثي بعد ان أقسم أغلظ الايمان، لو ان المالكي اخذ العراق واهله الى تهلكة اكثر ضراوة مما هو فيها، فهو راض ان يأكل حتى التراب من اجل ان يبقى المالكي في السلطة، فقط لانه شيعي مثله، بينما قال محدثي الاخر ان النجيفي والمطلك هما رمزا اهل السنة اللذين لا يأتيهما الباطل من بين ايديهم ولا خلفهم. اذن نحن امام حاضنة شعبية لكل هؤلاء السياسيين الذين صادروا العراق وطنا وشعبا، بل ان هنالك انقيادا اعمى لسياسات تدمر حاضرنا ومستقبلنا، لاننا تركنا الوطن وباتت الطائفية قدس اقداسنا. هل يُعقل ان يأخذ المالكي كل هذه الاصوات في الانتخابات الاخيرة، ان لم تكن هنالك حاضنة شعبية للطائفية التي زرعوها؟ نعم قد يكون التزوير اضاف اليه نسبة لا بأس بها من الاصوات، لكن لا يمكن القول انها كلها جاءت بالتزوير. دعونا من تلك الاقوال التي يرددها البعض بأن العراق جمجمة العرب، وان تاريخه يعود الى سبعة الاف سنة، وان العراقي صاحب نخوة وغيرة ولا ينام على ضيم. نعم هو كذلك، كل هذه المواصفات هي في الظروف الصحيحة والصحية حقيقة حية، لكنها تصبح مجرد اقوال في الظروف البائسة. كيف نطلب من عامة الناس ان يرتفعوا بوعيهم الى مستوى وعي النخبة في ظل كل هذا الجو السياسي الذليل، والفتاوى الدينية الطائفية الحمراء، ورقص وجهاء القوم بالسيوف والبنادق للقائد الهارب من جبهات قتال مجاميع مسلحة وليست جيوشا تقليدية؟ اذن أين الجمجمة والغيرة والتاريخ والحضارة التي نتغنى بها امام هذا المزاد العلني لبيع العراق؟ اننا امام حالة شاذة لا يمكن بأي حال من الاحوال الحديث عن انها باتت واقعا على الارض، لان الشواذ من الحالات تبقى مستهجنة ومرفوضة من الاغلبية الساحقة.
متى كان المجتمع الدولي او هذه الدولة وتلك احرص على مصيرنا ومستقبلنا من انفسنا؟ لقد ساهم الجميع بما وصلنا اليه من حالة كارثية بحجة ضرورة تمتعنا بالديمقراطية وتخلصنا من الدكتاتورية، وها نحن اليوم على مشارف التقسيم والشرذمة والتطاحن، لذلك يجب ان تكون المراهنة على من خرج مطالبا بالحقوق بصورة حضارية سلمية لمدة عام كامل، لا على ساسة اللحظة والصدفة المصنعين في مطابخ المخابرات الامريكية والبريطانية والايرانية. عام كامل من المطالبات التي لم تجد اذانا صاغية ولا عقولا واعية ولا حتى وصفا صحيحا يليق بكراماتهم، وعندما دفعتهم السلطة الباغية الى الدفاع المسلح عن شرفهم وعن وجود العراق المادي والمعنوي في الضمائر، بات الساسة يتاجرون بقضيتهم في سوق الارهاب كي يكسبوا دعم هذا الطرف الدولي وغيره.
نعم قلناها سابقا بان ما بعد انتفاضة الانبار لا يشبه بأي حال من الاحوال ما قبلها، ونكرر القول اليوم بأن ما بعد هروب القائد العام للقوات المسلحة من الموصل، لا يمكن ان يكون شبيها لما قبله. لقد تغيرت الظروف والوقائع على الارض جميعها، وظهرت معادلات سياسية جديدة لا يمكن القفز من فوقها وتجاهلها، لانها ارادة الناس المحرومين والمظلومين والمهمشين، كما انها ارادة النخبة الوطنية الواعية. هي وقائع تختلف كثيرا وتتقاطع تماما مع ما يفكر به الساسة الطائفيون العنصريون، الذين بدأوا يروجون ان العراق بات على ارض الواقع ثلاث دول، تمثل السنة والشيعة والاكراد. ان هؤلاء المروجين لهذه الاكاذيب يهدفون من جهة الى الطعن بثوار العشائر والفصائل المسلحة، وإلقاء تهمة التقسيم على حراكهم، ومن جهة اخرى يريدون استغلال الظرف الحالي وانكماش قوة السلطة الغاشمة، كي يقفزوا الى حل التقسيم أملا في الحصول على المناصب، وان تأخذ كل طائفة حقها حسبما يقولون. كما تلتقي مع هذه الارادة ارادة شريرة اخرى تدغدغ مشاعر وغرائز الناس وتشيع بينهم ان المراقد الدينية في خطر، كي يحرفوا نظرهم عن حقائق هروب السلطة وفسادها وسرقاتها، ويجيشوا الطوائف والمذاهب والاديان والقوميات ضد بعضها بعضا، بينما يعلم الجميع ان هذه المراقد في اماكنها منذ مئات السنين، ولم يسمع احد يوما ما انها محاطة بحمايات وقوات عسكرية وامنية.
اذن القواعد الصحيحة كانت موجودة في عقول الناس منذ مئات السنين، لكن الذي تغيير هو ان الساسة ادخلوا هذا المراقد الدينية في اجنداتهم السياسية، وباتت احدى ادوات التحريض والكسب السياسي، الى الحد الذي باتت فيه وسيلة من وسائل التدخل الاقليمي في الشأن العراقي. انه مزاد علني آخر دخلت فيه حتى المراقد الدينية سلعة لكسب الدعم السياسي، كي يبقى الطغاة في سدة السلطة تحت حماية حراب امريكا وايران.
٭ باحث سياسي عراقي
د. مثنى عبدالله
مقالة عالية رفيعة اللغة نزيهة الدافع حارة العاطفة شديدة الباس في تعرية الظلم والظالمين سلم قلمك وسلم فكرك وسلم اكاديميو العراق لعراقهم يا دكتور مثنى الذي وان احترق فان شاء الله يكون كالعود الذي زاده الاحراق طيبا شعرت بصدقك الكبير يا سيد مثنى وكل كلمة مهما كانت مقنعة عاقلة لا تنتشر ان لم تقف خلفها عاطفة صادقة وقلب خافق كصوت البندقية الرشاش غضبا على عروس الرافدين مقالة صوفية الحب للعراق متجردة من الانا الصحفي باكية حزنا من القلب على وطن جريح بايدي ابناء خلعوا جنسيتهم وارتدوا اقنعة الطائفية المخيفة جميل هذا القلم الذي استللته يشبه صلاة ليل تصدح بالترتيل الخاشع العالي في صمت الليل البهيم الى الامام دك مثنى ولا تحرمنا انت تؤثر فينا تقنعنا ونهتف لك نحن المستضعفين ووزارتنا بكل بؤسها وباسها
وزارة المستضعفين ، عاصفة الثار ، ام ذر الغفارية ، جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التي تطلق على نفسها اسم حزب ( الله )
شكرا لك دكتور مثنى عبدالله على المقال الجميل/ شو نتوقع من جيش صنعه الامريكان والسيد المالكي يخرج لنا ويقول لنا انه جيش عقائدي (ان لم تستح فافعل ما شئت) راحت ايام الجيش العراقي العظيم الذي قهر الفرس ودك اسرائيل بالصواريخ دون شعارات ومزايدات (طبعن نقصد ملالي طهران) وقاوم 40 دوله في ام المعارك، نتمنى عوده الجيش العراقي لسابق عهده واتمنى ان يتم حل هالجيش ونتمنى زوال الحكومه الطائفيه.وشكرا للقدس العربي
الحل يا دكتور مثنى برجوع الجيش الوطني العراقي السابق
يوجد آلاف الضباط المدربين وذوي الخبرة لأخذ زمام الأمور
حكم عسكري شريف لسنتين ينظف العراق من أوساخ الطائفيه والطائفيون
ويؤسس لديمقراطية وطنية ويكنس الخونة والعملاء والفاسدين لمزبلة ايران
العراق يعيش به أعراق مختلفة يجب أن يجمعها العدل والمساواة والاخاء
ولا حول ولا قوة الا بالله
شكرا على هذا المقال الرائع ، هذا كلام في غاية الاهمية .
شكرا جزيلا – سيداتي وسادتي – على كلماتكم الرائعة وأطرائكم الجميل على ما نكتب . نحن أصحاب قضية لذلك نكتب بكل جوارحنا وبأسم شعبنا , وأنتم أفاضل لانكم تتعاطفون مع أخوانكم وأهلكم العراقيين . شكرا لغادة وحميد والكروي وأبو قيس وكل من يقرأ لنا . بارك الله بكم وحماكم وأهلكم من كل سوء
سيدي العزيز علقت سلبيا على مقالات سابقة لك (لا من وجه البغض ) بل على توازن الرأي انا أعلم ان هناك عدد لايستهان به من الطائفيين على كل الجوانب ولكن ان تقول ان (وتشيع بينهم ان المراقد الدينية في خطر) فهذا الامر حصل في سورية ونبش قبر احد الصحابة. قد تأخذك العزة بالأثم فتقول ان من فعل هذا لا يمثل اهل الموصل او الانبار ولكن من يحتضن هؤلاء ساقولها بملؤ الفم : اهل الموصل والانبار فاذا كانت هناك حرب طائفية في الافق فلن تكون بجهود فلول بسيطة من داعش بل من مكون اساسي يتيح برنامج الذبح المؤكد لابرياء ولدوا للتو. ا.
اما عن الاقصاء فقد تم اقصاء اكثرية البلد من الشيعة خلال ممالك وجمهوريات مختلفة لحد ان وصلنا ان يقول راعي غنم من عانة او تكريت لانضباط عسكري في نقطة تفتيش عجل يابه ليؤدى له السلام العسكري
* د مثنى عبد الله ، هذا أقل ما يجب أن نفعله …
أتابع كتاباتك و مقالاتك باهتمام بالغ لرصد واقع هذا الجزء الغالي في مشرق الوطن العربي أي العراق متلمسين الصدق والإخلاص …
* الدفاع عن كل جزء من الوطن العربي و بلاد المسلمين واجب بل فرضُ عينٍ على كل عربي و مسلم … دمت لنصرة الحق حفظك الله … تحياتي والسلام عليكم
و رحمة الله و بركاته …
نيرون وحريق روما ……
دكتور مثنى ,جمعتنا صفحات صحيفه القدس العربي الخالده على حب العراق عرين العروبه الشامخ …..
لو كان لكتاب التاريخ يد لكان مدها ليمحى بها صفحات من الوحشية والقسوة سطرها فيه العديد من الطغاة والظالمين، فلا يشرف التاريخ إطلاقا بانضمام أشخاص استعملوا نفوذهم كحكام وأباطرة للدول في تعذيب شعوبهم وإذاقتهم ويلات الظلم والقهر.
وبالنظر إلى صفحات التاريخ نجد بعضها يقطر دماً وتتصاعد منه أهات وأنين، ومن هذه الصفحات المؤلمة تطل علينا شخصية نيرون الإمبراطور الروماني الذي لم يدخر جهداً في تعذيب أبناء شعبه وقتل القريب منه والبعيد، وماذا ننتظر من شخص قتل أمه ومعلمه؟
صعد نيرون إلي عرش روما وهو في الخامسة عشر من عمره، وبدأ منذ هذه اللحظة سلسلة من الأحداث المتتابعة فلم يصعد نيرون إلى العرش لأنه يستحقه أو لأنه ابن للإمبراطور السابق، بل لقد قامت والدته بدس السم لكلوديوس لكي يعتلي أبنها العرش. شخصيه نيرون الضعيفه كانت سبباً أخر في زيادة ظلم نيرون، خاصة عندما وجد أن كثير من الشعب قد تخلى عنه، وجاء التاريخ ليدون واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت فيه وهي حريق روما الشهير عام 64م، حيث عمل على زيادة تعذيب الشعب وجاءت أبشع صور طغيانه لتضيف جريمة جديدة لتلك التي فعلها في حياته حيث قام بإشعال النار في روما وجلس متفرجاً، متغنياً بأشعار هوميروس ومستعيداً لأحداث طروادة، وانتشرت النيران في أرجاء روما واستمرت مندلعة لأكثر من أسبوع حاصدة معها أرواح البشر من رجال ونساء وأطفال، كم زاد في جوره وطغيانه لشعبه ولم يترك أي وسيلة لتعذيبهم إلا وفعلها.
هذا هو التاريخ يتجدد ويعيد نفسه في مكانٍ أخر وعلى يد نيرون جديد….. تحياتي لشخصكم الكريم دكتور مثنى ولكل الأحرا ر في أمتنا العربيه ….
– العائد إلى يافا
-لا جىء فلسطيني
شكرا جزيلا للاخوة الاعزاء السادة :
عربي مسلم , غاندي حنا ناصر لكلماتهم الرائعة وتضامنهم مع أهلهم في العراق الذين أن فعلوا حسنة لامتهم يوما ما فأنهم فعلوها دون منة بل هو الواجب .
تيحياتي موصولة الى الاخ أبو رغيف الذي أخذته العزة بأثم الطائفية وراح يتهم طرف محدد بالقتل والذبح ويستهزء بلهجة راعي الغنم . أرجوك أن تقرأ مانكتب بروح وطنية وستجدنا نكتب بلسانك , أما أن نظرت الى ما نكتب بعين الطائفية فلن تجد مبتغاك لدينا وهذا شرف لنا .
تحياتي لجميع القراء الذين نعجبهم أو لا نعجبهم
الانتفاضة الشعبية العراقية لثوار العراق بقيادة مجلسهم العسكري العام هي صورة رائعة وتمثيل صادق للنخبة الواعية التي ترفض الاحتلال ومنتجاته الوضيعة،اما محاولات تشويه صورتها وتضخيم دور تنظيم داعش المعروفة ادواره في الزمان والمكان المطلوب ادائها لمصلحة الممولين من حكام طهران وبغداد ودمشق للتأثير على مسيرة الثوار بأتجاه بغداد الحبيبة لتحريرها من براثن الأحتلال ووكلائه فهم الخنجر الذي سيطعن الثوار عندما يصدر الأمر اليهم في الوقت المناسب ولكن ثوار العراق ليسوا كغيرهم فهم على بينة تامة من أمرهم ويستطيعون التعامل معهم وايقاف شرورهم في بعض الاماكن التي يصلون اليها وبعددهم المحدود والذي يضخم من قبل الاعلام المعادي فلو نظرنا الى ذلك الاعلام فهو بدأ ب400 مقاتل ثم ارتفع 1800- 2000 ومع تقدم الثوار وسيطرتهم على المزيد من المواقع اوصلوا العدد الى 7000 واعطائهم صفة القيادة وباقي الثوار ملتحقين بهم ….الا ترون ان من يستغلهم هم من الطغاة. لإستدرار التعاطف الدولي معهم أي انهم ورقة الأنقاذ في المراحل الصعبة عليهم قبل السقوط والحساب .ان داعش ابنة القاعدة ومعروف متبنيها هي النسخة الايرانية الفارسية المصدرة الى العراق لتشويه وجه الانتفاضة البهي وللتجييش الطائفي البغيض لحكام المزبلة الخضراء وحكام قم وطهران الصفوييين الحاقدين على العراق العظيم بكل اطيافه. …عاش العراق حرا ابيا ووطن لكل العراقيين والعراقيين فقط والخزي والعار لكل طائفي بغيض وضيع يساهم بذبح اهله وبلده.