غزة ـ «القدس العربي»: أكد مسؤول رفيع في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لـ «القدس العربي»، أن الفصائل الفلسطينية التي وضعت مبادرة خاصة لفتح معبر رفح، ستسلمها قريبا إلى قياديين من المستوى الأول في حركتي فتح وحماس، لبحثها والرد عليها، قبل عرضها على المسؤولين المصريين.
وقال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لـ «القدس العربي»، إن الفصائل الفلسطينية التي وضعت المبادرة الخاصة بإعادة تشغيل معبر رفح الفاصل عن مصر، لم تطرحها حتى اللحظة على الحركتين. وأكد أنهم بصدد عقد لقاءات ثنائية مع فتح وحماس، من أجل عرض المبادرة قريبا. وأشار إلى أن ذلك ربما لا يكون في اجتماع الفصائل المقرر كل يوم أحد من كل أسبوع، خاصة وأن الفصائل التي وضعت المبادرة تريد تسليمها إلى قياديين من المستوى الأول من فتح وحماس.
وأوضح أن هناك نية للفصائل التي وضعت المبادرة لتسليمها إلى مسؤول فتح في غزة الدكتور زكريا الأغا، وإلى مسؤول حماس إسماعيل هنية، أو قياديين كبار من التنظيمين.
وأشار إلى أن عرض المبادرة هذه تأخر، خاصة في ظل الأزمة التي يعيشها سكان قطاع غزة مع استمرار إغلاق هذا المعبر الوحيد والمخصص لسفر المحاصرين في القطاع.
وعن توقيت عرض هذه المبادرة على الجانب المصري، قال مزهر إن ذلك سيتم بعد أن تعرض هذه المبادرة على الطرفين الفلسطينيين المعنيين بالأمر وكذلك على الحكومة، كونه من غير المعقول أن تعرض على مصر، قبل أخذ موافقة الفصائل عليها. وقال «عندما تقرها الفصائل، حينها سنتوجه لعرضها على الجانب المصري». وعبر عن أمله في قبول المبادرة فلسطينيا ومصريا، من أجل ضمان تشغيل المعبر.
وكانت حركة حماس قد نفت اتهامات وجهها اليها الدكتور فيصل أبو شهلا، أحد قادة حركة فتح في غزة، بأنها رفضت مبادرة الفصائل بشأن معبر رفح. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري «إن تصريحات أبو شهلا بأن حماس رفضت مبادرة الفصائل بشأن معبر رفح لا أساس لها من الصحة». وأوضح أن حركة حماس «لم تطلع حتى اللحظة على مبادرة الفصائل، حتى يزعم أبو شهلا أنها رفضتها»، مشيراً إلى انتظارها اجتماع الفصائل المقبل لمناقشة هذا الموضوع.
وكان أبو شهلا قد قال إن حماس رفضت مبادرة القوى والفصائل الفلسطينية لفتح المعبر واتهمها بعدم التجاوب مع المقترحات.
وكان خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، قد قال إن الفصائل والقوى الفلسطينية أجمعت على ضرورة وضع حد لأزمة المعبر، من خلال تقديم مبادرة يتم التوافق عليها على قاعدة «عدم إقصاء أحد»، تتم مناقشتها مع أطراف الأزمة.
وخلال الأيام الماضية جرى تداول أفكار قيل إن الفصائل تعدها لتكون ضمن خطة كاملة تقدم لكل من فتح وحماس، من أجل بحثها وإبداء الرأي حولها، وتعتمد هذه الأفكار على إيجاد حلول لتشغيل معبر رفح.
وتشمل المبادرة خمسة بنود، ومن بين هذه البنود حسب معلومات حصلت عليها «القدس العربي» من مصادر مسؤولة، أولا اعتماد الموظفين العاملين في المعبر الذين عينتهم حماس رسميا في الوظيفة العمومية، ورفدهم بموظفين سابقين، ليكونوا فيما بينهم «طاقم عمل مهنيا متكاملا».
وتشمل أيضا تسليم إدارة المعبر لشخصية وطنية مستقلة يجمع عليها الطرفان، على أن يكون ذلك بالتنسيق والتوافق مع حكومة التوافق. ثالثا تسليم مسؤولية أمن المعبر لقوات الحرس الرئاسي.
وفي إطار جهود الفصائل لحل الأزمة، عقد يوم الأحد الماضي اجتماع مع وزراء حكومة التوافق الموجودين في قطاع غزة، حيث أطلعوا على بنود خطة التحرك.
ورفضت الفصائل التي وضعت المبادرة أن تولى عملية إدارة المعبر لأي جهة أجنبية، بعد ما سرب في وسائل إعلام عرض الأمر على لجنة الصليب الأحمر.
ويدير معبر رفح حاليا موظفون عينتهم حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة، وتريد مصر قبل فتح المعبر أن تعاد السيطرة عليه للسلطة الفلسطينية، وترفض حماس في المقابل إقصاء موظفيها الذين عملوا طوال السنوات الماضية، وتدعو لإدارة المعبر بـ»الشراكة وليس الإقصاء».
وفي مهرجان ذكرى انطلاقة حماس الذي نظمته الحركة الأسبوع الماضي، قال الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس وهو يرد على مطالبات تسليم المعبر إن حماس «لن تسلم معبر رفح للمهربين، لكنه في الوقت ذاته قال إنهم مستعدون للتعامل مع أي جهة وطنية بشأن تشغيله.
ومعبر رفح مغلق منذ أن تمت عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ولا يعاد فتحه إلا لأيام قليلة لا تكفي حاجة السكان. وأعيد قبل أسبوعين فتحه لمدة يومين فقط بعد إغلاق دام أكثر من مئة يوم، تمكن من السفر خلالهما نحو 1500 شخص من أصل 25 ألفا من مرضى وطلاب من المغادرة.
وأول من أمس نظم مرضى وطواقم طبية اعتصاما أمام المعبر، وناشدوا مصر بسرعة حل أزمتهم التي تهدد حياتهم. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن هناك أربعة آلاف مريض بحاجة للسفر لتلقي العلاج في الخارج.
أشرف الهور
في طرف ثالث غائب عن المبادرة وهو نتنياهو لأنه وبكل أسف بعض أطراف المبادرة لا تستطيع ابداً تجاوزه – أي نتنياهو – وعدم نيل رضاه عن أي إجراء يرمي إلى تخفيف معناة أهل غزة. لهذا لست لا اتوقع نجاح هذه المبادرة وغزه مهما طال الحصار واشتد فهي ثابتة بعون الله وإرادة شعبها الحر الكريم.