مزيج أمريكي ـ سعودي خطر؟

حجم الخط
15

اعتبرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية في افتتاحيتها أمس الأحد أن «مزيج التهوّر السياسيّ» في شخصيتي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وصهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر يجعل منهما مزيجاً خطراً، فالاثنان أصبحا صديقين مقربين، تجمعهما رابطتا الشباب (كوشنر، 36 عاما، وبن سلمان، 32 عاما) والسلطة، وقد انعكست هذه الصداقة بثلاث زيارات من كوشنر للأمير، وتحدثت تقارير عن محادثات ليليّة مطوّلة بين الاثنين في مزرعة وليّ العهد الصحراوية.
شهدت المنطقة العربية بعد ذلك اللقاء الأخير في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أحداثاً شديدة الخطورة بدأت بحملة تطهير كبرى لأمراء ومسؤولين سعوديين أغنياء، وحدث استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التي حملت هجوماً عنيفاً على «حزب الله»، وما تبعها من أنباء عن احتجازه في الرياض، وارتفاع مدّ التنديدات الدولية بذلك والتي أدت إلى خروجه إلى فرنسا، ثم حصار الموانئ اليمنية الذي أنذر بحصول كارثة إنسانية.
يساهم فتح الحليفين السعودي والأمريكي لهذه الجبهات الداخلية والخارجية في تأزيم جبهات أخرى، كما هو الآن حاصل على الصعيد الفلسطيني، مع إبلاغ الإدارة الأمريكية السلطات الفلسطينية بنيتها إغلاق ممثلة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كما شهدنا تصعيد النظام السوري وحليفه الروسي غاراته على غوطة دمشق التي يسيطر عليها «جيش الإسلام»، وهو فصيل محسوب على السعودية، وهو ما يعني إمّا أن الرياض قد تخلّت عن حليفها، أو أن النظام وروسيا يواجهان التصعيد السعودي باستهداف التنظيمات المحسوبة على الرياض.
وفّرت هذه العلاقة الخاصة والسرّية بين كوشنر ومحمد بن سلمان تغطية أمريكية لسياسات مثيرة للجدل، وقد تدخّل ترامب شخصياً للدفاع عما سمي في السعودية بـ»حملة مكافحة الفساد» قائلاً إن الموقوفين «ابتلعوا ثروات البلد على مدى سنوات»، كما أنه سكت تماماً عن التعليق حول ما أشيع عن احتجاز الحريري، وهو ما يعني، بوضوح، أن ترامب موافق على أجندة الثنائي كوشنر ـ بن سلمان، لكن غير الواضح، بعد، إن كان ما يحصل هو بتوجيه من ترامب، أو باقتراح من كوشنر، أم أنّ هذه خطط بن سلمان، وأن كوشنر، ثم ترامب موافقان عليها (ولماذا)؟
تعرّضت خطّتا محاصرة موانئ اليمن و»احتجاز» الحريري لفشل مريع بعد تنديد وتدخّلات مباشرة من دول أوروبية ومن الأمم المتحدة ومن أطراف محلّية، كما أن حملة «مكافحة الفساد» مرشّحة بدورها للفشل، فإذا كان الهدف منها تعزيز اقتصاد السعودية بمصادرة عشرات المليارات من أموال المعتقلين، فإن ما حصل فعلاً هو أن الرسالة المرعبة وصلت لكافة رجال الأعمال السعوديين، والشركات الكبرى المحلّية والأجنبية بأن المملكة لم تعد مكاناً آمناً للرساميل والأعمال الحرّة، فإذا كان كبار الأمراء والمسؤولين هم الوجبة الأولى في الاعتقالات فمن سيكون في الوجبات التالية؟
وإذا أضفنا إلى مسلسل الأخطاء هذه قضية حصار قطر، سنلاحظ أن حلقات الترويع الداخلية ليست إلا نموذجا لما يجب تعميمه خارجياً، وأن انعدام الأمان داخل السعودية (الناتج عن فائض وهم القوّة) مطلوب نقله أيضاً إلى قطر (وغيرها).
وبعد ما حصل مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وما حصل مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (الممنوع من السفر إلى بلاده)، فإن القلق انتقل إلى أقرب حلفاء السعودية، كالبحرين، وإلى جيرانها الجغرافيين، في الكويت وعُمان.

مزيج أمريكي ـ سعودي خطر؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ع.خ.ا.حسن:

    

    بسم الله الرحمن الرحيم. ر رأي القدس اليوم عنوانه (مزيج أمريكي ـ سعودي خطر؟)
    على ذمة ( الابزيرفر) البريطانية فان ابن سلمان وجاريد كوشنر(صهر ترامب ومستشاره) هما اللذان يديران ملف التخبط السعودي الحالي. وان الاجتماعات الليلية المطولة في مزرعة الامير الصحراوية لا تنقطع، وهي التي يتمخض عنها قرارات ابن سلمان المتسرعة والغبية احيانا.فمن اعتقال امراء ومتنفذين آخرين الى استقالة سعد الحريري وهو رهن الاحتجاز -كما يرجح الكثيرون-.يرافق ذلك اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في امريكا وما سبقه من حصار التحالف العربي لليمن.ولا ننسى حصار قطر غير المبرر فهو كذلك من بنات افكار ابن سلمان
    كل هذه الاحداث ينخرط فيها ابن سلمان ويدير دفة الكثير منها، كوشنر ويوافق عليها ترامب ومن ورائه اسرائيل
    ويتحدث الكثيرون من المراقبين والصحفيين عن الدفء بين ابن سلمان وكيان الاغتصاب الاسرائيلي وما صاحب ذلك من زيارات ودية متبادلة بين الجانبين. واخشى شخصيا على امن واستقرار السعودية من هذه التصرفات الهوجاء لمحمد بن سلمان،وخصوصا تجاه اسرائيل. والتي لن تجني السعودية منها الا الفشل والخيبة وربما اقتتال داخلي تحت رعاية الموساد الاسرائيلي و cia الامريكية ضمن خطة الفوضى الخلاقة الامريكية.
    واما الاستنجاد باسرائيل ضد ايران ؛فهو (كالمستجير من الرمضاء بالنار) واسرائيل في الحقيقة اقرب مرات ومرات الى الكل الايراني منها الى الكل السعودي.

  2. يقول الكروي داود:

    مصلحة كوشنر الصهيوني هي بأن تعترف دولة آل سعود (رمز السُنة) بالصهاينة
    ومصلحة ابن سلمان هي بأن تعترف دول أصدقاء بني صهيون به كملك قادم
    أما مصلحتهما للفلسطينيين ستكون بتجنيسهم بالدول التي هم فيها لاجئين!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول سوري:

    بن سلمان – بن كوشنير كوكتيل مولوتوف سيحرق أصابعهما أولا لأن من يلعب بالنار لايامن عواقبها

  4. يقول Dinars:

    وفق كل دورة رئاسية أمريكية ثمة منهج تدمير أمريكي لما يُسمى عالم عربي حيث بدأ بتركيز إسرائيل على أرض فلسطين فكانت النكبة والنكسة ثم توالت تلك الصفات. فكان تنصيب عملاء في مرتبة قائم مقام في خدمة أمريكا كل يوجه شعبه وفق ما تريد أمريكا. واستمرت أمريكا فأزاحت أولئك وضحت بكبيرهم يوم عيد الإضحى. نشرت أمريكا ” ربيعا ” للموت قطف خاصة الأطفال ثم جاهرت أمريكا بالسلب علنا فكانت السعودية بـ 450 تريليونيار ثم جاء الدور على من أثروا تحت ظل أمريكا ليُجبى ما جمعوا إلى أمريكا. والحبل على الغارب ما لم يوجد من يقول لأمريكا لا.

  5. يقول يوسف بن علي:

    …نعم اننا امام مزيج خطير .من مواد قابلة للاشتعال .والانفجار ..وخاصة اذا اضفنا الى هذا الخليط .العنصر الكوري الشمالي .المتمثل بزعيم شاب ايضا يحب ( اللعب بالنار ) كما هو معروف عنه .انا اشبه السعودية بمثل الشخص. الذي اتته الفكرة بعد ان غاب بالسكرة..
    الرياض في وضع لا تحسد عليه ..والامير الشاب .ولي العهد ..جديدا بالسياسة وعهدها .سلم كل اوراقه (وماله )الى التاجر ترامب ..ووكيله الحصري صهره العزيز . وبما ان التجارة شطارة .فعندي القلق ان تخرح المملكة السعودية الشقيقة من (المولد بدون حمص ).كما يقال بالمثل العام.فانا اخشى ان اي . تهور عسكري من جانب الامير محمد بن سلمان .في المنطقة سيؤدي الى الانفجار وتدمير بلادنا فقط. ..وانا الانسان البسيط الضعيف .اذكر ( الكبار ).ان التاجر فاجر .حتى يلتزم بدينه . ابعدنا الله عز وجل عن الاميركيين وتجارتهم .وان يتركوا مالنا وحالنا .

  6. يقول سامح //الأردن:

    *من الآخر ؛-
    (أمريكا ) تسعى وراء أموال السعودية..
    (محمد بن سلمان) يريد تثبيت الكرسي
    وجاهز لدفع الثمن..
    سلام

  7. يقول جمال ابو ايوب الرباط:

    السلام عليكم .تحية للاخوة في القدس العربي .بعد احتجاز الحريري في السعودية واعتقال عدد من الامراء والشخصيات السياسية في السعودية سياتي الدور على كل من يعارض الامير الشاب في الدول الاسلامية والعربية وعندما ياتي المعارضون الى حج بيت الله الحرام سيحتجزون هم ايضا بدورهم كما حدث للشيخ سعد واخرون والله المستعان

  8. يقول احمد:

    الكثير من الاخوة المعلقين يرون ان ما يقوم به الامير الشاب هو تهور ولعب اطفال والحقيقة في رأي غير ذلك تماما, ذلك لان مشكلة السعودية قديمة من زمن الحرب العراقية الايرانية التي خطط لها النظام السعودي القديم . اما محمد بن سليمان فقد ورث هذا المشكل الكبير الذي لا يمكن للسعودية ولا للخليج كله ان يجد له حلا . وامريكا واسرائيل يدركان هذا ويدركان ايضا انهما هم ايضا لا يمكنهم حله غير انهما يستغلان ذلك لمصلحتهما في التطبيع ونهب الاموال.

  9. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

    سياسة السعودية الأخيرة أصبحت تخبط خبط عشواء, لكن خطيرة جدا.

  10. يقول ابن الجاحظ:

    رحماء مع الآخرين……… أشداء بينهم…….

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية