مستشار ترامب لشؤون السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية وليد فارس لـ «القدس العربي»: تدخلات طهران في المنطقة مرفوضة وأفق المواجهة مفتوح

حجم الخط
1

عادة ما يأخذ الرئيس الأمريكي الجديد فترة سماح لمئة يوم من أجل تكوين إداراته ودراسة ملفاته والبدء باتخاذ قرارات كبرى. لم يحتج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتلك الفترة. منذ اليوم الأول بدأ باتخاذ قرارات وأوامر تنفيذية تترجم الوعود التي قطعها لناخبيه في حملته الانتخابية، ويبدو أنه ماض بعزم وحزم كبيرين في هذا الاتجاه.
مستشار الرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط إبان حملته الانتخابية الدكتور وليد فارس، الأمريكي من أصل لبناني، عرض الخطوط العريضة لسياسة ترامب الخارجية، ولا سيما في الملفات الساخنة، من إيران وملفها النووي وتدخلها في شؤون المنطقة وعلاقة الرئيس الجديد بالحلفاء العرب، مروراً بسوريا والدور الأمريكي المختلف فيها، وصولاً إلى علاقات ترامب بروسيا.
وهنا نص الحوار:

○ نستطيع أن نفهم الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي حول المهاجرين في سياق إجراءات حماية أمريكا من الإرهاب، ولكن لماذا تلك الدول الـ 7 تحديداً؟
• كان هناك وعد انتخابي من قبل المرشح دونالد ترامب لقاعدته الشعبية التي انتخبته رئيساً بأن يعمل كل ما في وسعه من أجل وضع حد للاختراقات الإرهابية المتطرّفة التي قامت بعمليات إرهابية في أمريكا وأوروبا. هذا وعد سياسي وليس ردّة فعل اعتباطية. ومن بين الخطط التي وضعها ترامب لمنع اختراق الإرهابيين أو المتطرفين لنظام الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية، هو منع دخول مواطني سبع دول ليس لها علاقة أمنية وقانونية مباشرة مع أمريكا تسمح بالحصول على معلومات عن القادمين من تلك الدول. هذا هو المبدأ، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بأي طائفية أو عملية عزل لأي مجموعة دينية. الرئيس ترامب ليست عنده أي خلفية عقائدية يستند إليها. بعد انتخابه رئيساً التزم بشيء واحد هو الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، وهو يتواصل مع زعماء أهم الدول العربية والإسلامية، حيث استقبل الرئيس المصري، وتواصل مع خادم الحرمين الشريفين وقادة الإمارات العربية المتحدة. تسمية هذه الدول السبع، والتي سبق للرئيس السابق باراك أوباما أن سمّاها، يعود إلى سببين رئيسيين: إما أن فيها حروب تجعل السلطات المركزية فيها غائبة وغير فاعلة، كليبيا واليمن وسوريا، وإما سلطات هذه الدول على خصومة مع السلطات الأمريكية كالنظامين الإيراني والسوداني. الطواقم التي يعمل معها الرئيس تضع خطة الآن حتى تتمكن من فتح أبواب الهجرة والزيارة من هذه الدول السبع مع قدرة على ضبط المعلومات. هذا أمر تقوم به الدول العربية والإسلامية أولاً، فهذه الإجراءات طبيعية لتحسين الأمن.
○ نرى سياسة أمريكية جديدة حيال إيران. تم توجيه تحذير لها في شأن التجربة الصاروخية، ووعد ترامب بإجراء مراجعة للاتفاق النووي، وهناك موقف رافض للتدخل الإيراني في شوؤن المنطقة… إلى أي مدى يمكن أن تذهب الإدارة الأمريكية في مواجهتها؟
• نعم، نحن نرى الآن سياسة أمريكية جديدة حيال إيران والشرق الأوسط والعالم العربي بشكل عام. هذه السياسة كانت واضحة في خطابات الرئيس ترامب إبان حملته الانتخابية وبعدها، وهي واضحة أيضاً تجاه إيران، وتهدف إلى وضع حد للتوسّع الإيراني العسكري والأمني في المنطقة، ولتهديدها شركاء الولايات المتحدة، سواء أكانوا في الخليج أم في العالم العربي أم في المنطقة بشكل عام. سياسة ترامب تعتبر أن الاتفاق النووي، بالإطار الذي تم التوافق عليه، وفي ما يتعلق بعدم تنفيذ بعض بنوده، لا يوافق مصلحة الأمن القومي الأمريكي. الموقف الأمريكي الجديد للرئيس ترامب تجاه إيران هو أولاً لإعلام هذه القيادة الإيرانية بأن واشنطن غير راضية عن أدائها، وأنها ستقف إلى جانب حلفائها وشركائها، وأن واشنطن ترى في هذه التدخلات الميدانية العسكرية والاستخباراتية لإيران في المنطقة بشكل عام، وفي العراق وسوريا بشكل خاص، أعمالاً مرفوضة.
التجربة الصاروخية الإيرانية بالنسبة للإدارة الجديدة هي اختراق لخطوط حمراء. هذه الخطوط هي أن تستعمل إيران هذا الوقت الضائع لتجهّز نفسها بأسلحة هجومية، بما فيها هذه الصواريخ المتوسطة وعابرة القارات، التي بإمكانها أن تحمل أسلحة نووية أو كيميائية أو بيولوجية. بالنسبة لإدارة ترامب، هذه الصواريخ بإمكانها أن تهدد حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من الخليج والأردن مروراً بإسرائيل وتركيا وصولاً إلى الدول الأوروبية والقواعد الأمريكية في المنطقة والأساطيل الموجودة. كما أن إطلاق بعض هذه الصواريخ من اليمن باتجاه الحجاز ومكة لا يهدد فقط المملكة العربية السعودية وإنما مواقع مهمة جداً للعالم الإسلامي، فضلاً عن أن إطلاق صواريخ باتجاه القطع البحرية الأمريكية منذ بضعة أسابيع، والأعمال التي يقوم بها الحوثيون في اليمن ضد التحالف العربي بقيادة السعودية، أدى إلى تشكيل قراءة سلبية جداً تجاه القيادة الإيرانية.
○ هذا يعني أن أمريكا تغيّر سياستها الاستراتيجية بشكل كليّ؟
• المواقف التي سمعناها من الجنرال مايكل فلين مستشار الرئيس للأمن القومي ومن الرئيس ترامب عبر «تويتر»، تعلن أنها ترفض التدخل الإيراني في شؤون المنطقة. أما إلى أي مدى ستذهب الإدارة الأمريكية في المواجهة؟ الجواب هو كما يقال بالإنكليزية: The sky is the limit، أي ما معناه أن الآفاق مفتوحة. فأي تدخل إيراني خارج الحدود الإيرانية، ولا سيما تجاه الشركاء والحلفاء، يُعطي واشنطن مجالاً لترتيب الرد المناسب في الوقت المناسب. المهم أن المسألة ليست تصعيداً عسكرياً وأمنياً، بل هي تغيير في الاتجاه السياسي الاستراتيجي العام لإدارة الرئيس ترامب. والأكثرية في الكونغرس هي ربما أكثر تشدداً حيال النظام الإيراني. مهمة الولايات المتحدة الأمريكية مواجهة الانفلاش الإيراني وقواه العسكرية والاستخباراتية في المنطقة، هذه التصريحات هي البداية لإعلام القيادة الإيرانية والحلفاء في المنطقة والشعب الأمريكي بأن الإدارة الأمريكية لن تقبل بأن يستمر الإرهاب التكفيري في المنطقة، ولن تقبل بأن تكون هناك اعتداءات أو سياسات عدوانية من قبل النظام الإيراني تجاه المنطقة.
○ كيف يمكن توقع الردّ الإيراني؟
• المعروف عن القيادة الإيرانية بأنها متأنية وذكية، وتستعمل الوقت كحليف، وهي ممكن أن ترد عبر عدة وسائل. الوسيلة الأولى، تتمثل بأن لدى إيران القدرة، وبمساعدة الدول الحليفة لها وعبر «اللوبي» الذي تتمتع به داخل الولايات المتحدة والأموال التي تنفقها، على مقاومة سياسة ترامب الجديدة تجاهها، ووصفها بأنها خطيرة وسلبية، وهي فعلت ذلك سابقاً مع إدارة بوش. أما الوسيلة الثانية، فهي تحريك «اللوبيات الإيرانية» في الغرب المرتبطة بالمصالح الاقتصادية للكتل المالية التي تستفيد من الاتفاق النووي الإيراني، لذلك نرى أن القوة المالية التي تغذي الحملات الإعلامية ضد سياسة ترامب قد يكون جزء منها بدعم إيراني مباشر. ويتمثل خط الدفاع الثالث بتحريك إيران لحلفائها في المنطقة لمواجهة المصالح الأمريكية عبر الإعلام و «البروباغندا»، بمعنى أن تُسخّر إيران الدول التي تسيطر عليها كالعراق وسوريا ولبنان واليمن للبدء بحملة وفتح جبهات ثانوية واتهام أمريكا بأنها تشن حرباً على العالم الإسلامي. ويمكن لإيران أن تفجّر أزمات داخل الدول الحليفة لأمريكا مثل البحرين والسعودية بدعم من حلفائها في لبنان. وإذا اختارت المبارزة فسوف تختار نقاط الضعف الأمريكية التي تتمثل بالتواجد الأمريكي في الخليج والعالم العربي، وهذا أسلوب اعتمدته في السابق. أعتقد أن القيادة الإيرانية الآن هي في طور تقييم طبيعة الإدارة الأمريكية الجديدة وهي متأنية جداً.
إيران ستعتمد على تحالفها وصداقتها مع روسيا عبر دفعها للضغط على الإدارة الأمريكية، لكن أعتقد أن هذه المعادلة ستبوء بالفشل، لأن القيادة الروسية تأمل من خلال علاقتها مع إدارة ترامب أن تلغي العقوبات المفروضة عليها وعلى الاقتصاد الروسي وأن تحل مشاكلها مع أوروبا، وقد يتأتى حل روسي ـ أمريكي للحرب السورية من خلال هذه العلاقة، والوقوف إلى جانب إيران في هذه النقطة قد يكون ثمنه تردّي العلاقات مع الإدارة الجديدة، وهذا يخضع لتقييم الإدارة الروسية.
○ سياسة أوباما استندت بمجملها إلى مبدأ أنه يمكن احتواء إرهاب الدولة، ولم يتوانَ وزير خارجيته جون كيري عن القول أن الميليشيات الشيعية لا تشكل خطراً على الأمريكيين والمصالح الأمريكية… هل يمكن أن نرى عودة إلى التصادم الأمريكي ـ الإيراني؟ وأين يمكن أن يكون مسرحه؟
• سياسة الرئيس أوباما كانت تستند إلى مبدأ أنه يمكن احتواء إرهاب الدولة، أي إرهاب النظام الإيراني، وكيري كان يقول أن هذه الميليشيات التابعة لإيران لا تشكل خطراً مباشراً على الأمريكيين والمصالح الأمريكية، وكانا يعتبران أن المنفعة التي ستجنيها إيران من الاتفاق النووي هي بمثابة ضمانة لحماية أمريكا من إيران. وجهة النظر هذه مرفوضة عند الرئيس ترامب وإدارته، فهو يعتبر أن إيران هي المستفيدة من هذا الاتفاق، لأنه يتيح لها التحكّم بزمام الأمور من ناحية التصعيد أو التهدئة، ويوفر لها حوالي 150 مليار دولار (نقداً) تستعملها إيران لتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية والاستخباراتية. وبالتالي الإدارة الجديدة لا ترى أن الاتفاق النووي يحمي المصالح الأمريكية بل إنه يحمي النظام الإيراني ويعززه على حساب الشركاء والأمن القومي الأمريكي. هذا لا يعني أن الصدام مع إيران حتمي، لأن إدارة الرئيس ترامب تريد إنهاء الصراعات والأزمات بالوسائل السياسية. الكرة الآن في ملعب القيادة الإيرانية، فإذا قبلت بالعودة إلى «حدودها» وتطبيق الاتفاق النووي، يمكن أن نتكلم عن حوار دولي جديد. أما إذا قررالنظام الإيراني أن يكون عدوانياً تجاه أمريكا، فهو يعرف أن مرحلة العمل غير الملجوم قد انتهت مع وصول ترامب الذي يريد تأمين الممرات المائية الدولية، سواء أكانت في هرمز أم في باب المندب أم في السويس أم في أي مكان آخر من العالم، وتأمين حدود حلفاء أمريكا في المنطقة.
○ الموقف من إيران يُريح الحلفاء العرب التقليديين، لكنها تغلغلت في دول المنطقة. هل بإمكان أي استراتيجية جديدة أن تُضعف النفوذ الإيراني بعدما ساهمت سياسة أوباما في تعزيزه وتقويض أمن دول المنطقة؟
• الرئيس ترامب رجل أعمال وليس رجل حرب، وما يهمه أن تسود مرحلة من الاستقرار في المنطقة، التي تعاني منذ سنوات طويلة من حالة اللاستقرار التي تصاعدت مع وصول «الربيع العربي». سياسته تعتمد الحسم والحزم مع السلبيات، والدعم والتحالف مع الشركاء الذين يلتزمون مبدأ الاستقرار، وهذا الموقف يُريح الحلفاء العرب التقليديين وغيرهم. المسألة ليست عملية تقليم لأظافر إيران، بل مساعدة الدول العربية، التي اخترقتها إيران، على أن تمسك بأمنها وأن تواجه الإرهاب.
○ هل يمكن لواشنطن أن تعيد الاعتبار لدورها في الملف السوري بعدما أصبحت روسيا هي المتحكمة باللعبة، واستمالت الأتراك نتيجة سياستها الداعمة لهم؟ 
• بعد تراجع إدارة أوباما في سوريا إلى حد أن وجودها بات محصوراً في بعض المناطق من شرق سوريا، وبعد التواجد الروسي الواسع والفعال لدعم نظام بشار الأسد، ستتغير الخطة الأمريكية لكن من المبكر الحديث عنها. ترامب مصمم على دعم كل مَن يواجه «داعش» من القوى السورية الموجودة على الأرض، وخاصة في المناطق الشمالية الشرقية حيث الأكراد وبعض القبائل العربية السنية والمسيحيين. سوف يستمر في دعم هذه المناطق من دون الدخول في حيثيات التصورات المستقبلية فهذا أمر متروك للسوريين. بإمكان ترامب أن يضغط لإيجاد معادلة بين الأتــراك والأكـــراد، ومن ثم تعزيز قدرات القوى السنية.
السؤال المهم هو مَن سيتسلم مناطق داعش؟ الأولوية هنا أن تتسلم القوى المعتدلة هذه المناطق، القوى التي هي حقيقة معتدلة وليست التي تدّعي الاعتدال ولكنها في السر مرتبطة بالقاعدة وداعش. وبعد ذلك نعود إلى الحوار السياسي سواء في جنيف أو أي عاصمة أخرى بالتشاور مع الحلفاء والشركاء في المنطقة. الهدف الثاني من هذه السياسة الجديدة هو أن تكون هناك مناطق آمنة للاجئين السوريين داخل سوريا تمتص أزمة اللاجئين في الدول التي يقيمون فيها.
○ إدارة أوباما سلمت عملياً الملف السوري للروس، ما هي استراتيجية ترامب في مستقبل سوريا؟
• بالنسبة إلى سوريا، أنا لا أعتقد أن إدارة الرئيس ترامب سوف تقول لروسيا تفضلي واهتمي بالموضوع السوري وأنا سأكتفي ببعض الضربات ضد «داعش». أمريكا تريد أن توسّع نطاق تحالفاتها على الأرض مع المجموعات التي تعتبرها مجموعات غير متطرفة. لن تعمل مع متطرفين لكونهم ضد «داعش»، ولن تعمل مع متطرفين لكونهم ضد الأسد، سوف تعمل مع المعتدلين، وبعد أن تتوسّع رقعة سيطرتهم تصبح متوازنة مع الحجم الروسي. بمعنى أن روسيا تحمي نظام الأسد ومناطق نفوذه، وأمريكا تحمي مناطق المعتدلين، وبعد ذلك تذهب كل الأطراف إلى التفاوض ويكون هناك حل سياسي. المسألة في سوريا طويلة بالنسبة للحل النهائي، ولكنها قد تكون قريبة في ما يتعلق بإنهاء «داعش».
○ هل يمكن أن تشرح أكثر مفهوم المناطق الآمنة التي دعا ترامب لإنشائها في سوريا؟ أهي ضمن الحدود مع دول الجوار… تركيا، الأردن، لبنان، أم في منطقة محددة؟
• لا يمكن التكهن بالمناطق الآمنة التي ستُنشأ لحماية اللاجئين، ولكن هناك مناطق مؤهلة لهذا الموضوع، وهي المناطق الحرّة في شمال شرق سوريا، ومساحتها (الجزيرة والحسكة) أكبر من مساحة لبنان، وأيضاً المناطق الحدودية مع الأردن. أما المناطق المحاذية للحدود التركية فتحتاج إلى اتفاق بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذه المنطقة منطقة نفوذ روسية. أما بالنسبة للمناطق المحاذية للأردن فتحتاج إلى تنسيق بين الغرب وأمريكا ويمكن أن يكون هناك دور لدول الخليج والأردن ومصر في تمويل وحماية وتنظيم هذه المناطق.
○ ما هي المسوغات التي تنطلق منها الإدارة الأمريكية لإدراج جماعة الإخوان على لائحة الإرهاب كما تشير بعض التوقعات؟
• مشروع إدراج تنظيم «الإخوان المسلمين» على لائحة الإرهاب الأمريكية كان مطروحاً من قبل ترشّح الرئيس ترامب. هذا الطرح بدأ في مجلس النواب وأخذ أصوات الأكثرية. وأطلق في مجلس الشيوخ من قبل السناتور تيد كروز وهو الآن قائم في الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون و«البيت الأبيض» رئيسه جمهوري، إذاً هناك وحدة حال بين الكونغرس والإدارة. والرئيس سيوقعه كقانون.
المؤيدون لـ «الإخوان» بإمكانهم اللجوء إلى القضاء، ولكن ليس عندهم القدرة على المعارضة في الكونغرس. الأسباب الموجبة تتعلق بتقارير حصلت عليها هيئات الكونغرس منذ سنوات تفيد بانغماس «الإخوان» في دعم الإرهاب. وهناك تقارير وردت من دول مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، وهناك تقرير بريطاني عن دور للإخوان في نشر الفكر المتطرّف.
○ هــل تتــخـــوّف من ردة فعل إسلامية شعبية؟ وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على العلاقة مع تركيا؟
• أعتقد أن ردة فعل الشارع الإسلامي ستكون محدودة، والبرهان أن أكبر مسيرة في تاريخ الإنسانية، والتي ضمت 33 مليون مصري، كانت ضد «الإخوان»، كما أن الأكثرية في ليبيا وتونس هي ضد الإخوان. تركيا لها مصالحها كدولة قبل مصالحها الإقليمية مع تنظيمات سياسية. والقيادة التركية تهمها الأمور التي تهدد الأمن القومي والحرب السورية والاقتصاد التركي والعلاقات التركية ـ الروسية. في أيام إدارة أوباما، حاولت التنظيمات القريبة من «الإخوان»، في الداخل الأمريكي، تمثيل الأكثرية للطوائف العربية ـ الإسلامية، لكن الآن ومع إدارة ترامب الأمور تغيّرت، وأصبح هناك تياران، الأول يؤيد الإخوان والآخر يعارضهم، وقد انحاز إلى جانب إدارة ترامب وأصبحت لديه القدرة على إسماع صوته أكثر.
○ إلى أي مدى فعلياً يمكن توصيف أن ترامب هو حليف لروسيا بوتين؟ كيف ترى العلاقة المستقبلية بين الرجلين والبلدين وهل ستكون على حساب الحليف الأوروبي؟
• الرئيس ترامب لن يكون شريكاً للرئيس بوتين في تقاسم العالم، ولن نرى «يالطا» جديدة كما يتخيّلون، وكما يزعمون بأنه سيتخلى عن حلفائه مقابل أن يكون صديقاً لبوتين. رؤيته أن يمثل أمريكا ومصالحها القومية ومصالح حلفاءه وشركاءه، سواء أكانوا في «الناتو» أم في العالمين العربي والإسلامي أو في أي مكان من العالم، هذه نسميها «خيمة ترامب» وهو يمثل كل من هو تحت ظلال هذه الخيمة، خلال محادثاته مع بوتين.
الكلام مع بوتين سوف يكون حول الملفات التي يمكن التعاون فيها، وعلى رأسها ملف مكافحة الإرهاب. هو لن يتسرّع في رفع العقوبات إلا إذا كان هناك سبب معيّن أو ثمن معيّن. القيادة الروسية تعرف ذلك، وتعرف أنه ستكون هناك زيادة في التعاون في الملفات التعاونية، ومحاولة حل معضلات الملفات الخلافية الموروثة منذ سنوات سابقة، فإدارة إوباما لم تكن حازمة في موضوع العلاقة مع روسيا.

مستشار ترامب لشؤون السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية وليد فارس لـ «القدس العربي»: تدخلات طهران في المنطقة مرفوضة وأفق المواجهة مفتوح

حاورته: رلى موفق

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فاديا:

    مقالة كتير مهمة وتوضح بالفعل سياسة الادارة الاميركية الجديدة بعيدا عن تحليلات المحللين السياسيين الذين يتفلسفوا عبر القنةات التلفزيونيه

إشترك في قائمتنا البريدية