إسطنبول ـ «القدس العربي»: اعتبر مستشار رئيس الوزراء التركي أن ما وصفه بالهجمة الأوروبية على تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان ساعدت في حسم نتيجة التصويت بـ»نعم» في الاستفتاء المقبل، محذراً من أنه في حال استمرار الخلافات مع أوروبا فإن إلغاء اتفاق اللاجئين «وارد بقوة في الوقت القريب».
وقال مستشار يلدريم «فاروق عمر قورقماز» في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «نتيجة الاستفتاء محسومة، الشعب سوف يصوت بنعم في الاستفتاء المقبل ـ المقرر إجراءه في السادس عشر من الشهر المقبل- نشكر أوروبا على هذا الدعم الذي قدمته لنا».
وتصاعدت أزمة حادة خلال الأسابيع الأخيرة بين تركيا وعدد من الدول الأوروبية على خلفية منع الأخيرة عقد اجتماعات وزيارات لمسؤولين أتراك كبار بهدف الترويج للاستفتاء المقبل في تركيا حول إجراء تعديلات دستورية واسعة تشمل تحويل نظام الحكم في البلاد إلى «رئاسي».
وحول إمكانية تصاعد الأزمة ولجوء أنقرة إلى إلغاء اتفاق اللاجئين مع أوروبا، قال قورقماز: «هذا الأمر وارد بقوة وعلى المدى القصير، إذا استمر التشنج الأوروبي يمكن أن تتصاعد الأزمة ونلجأ قريباً إلى إلغاء الاتفاق».
والثلاثاء، هدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه في حال لم يلغ الاتحاد الأوروبي تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، فإن أنقرة ستتخذ خطوات (لم يحددها) بشأن اتفاقية الهجرة المبرمة بين الجانبين، واعتبر أن الاتحاد الأوروبي يقوم بـ«إلهاء تركيا»، وأن صبر بلاده «ليس إلى ما لا نهاية».
من جهة أخرى، كشف قورقماز عن وجود «تفاهمات» ضمنية وليس «اتفاقيات» بين تركيا من جهة وأمريكا وروسيا من جهة أخرى، حول مدينة منبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية في شمالي سوريا وتهدد أنقرة بتنفيذ عملية عسكرية لطرد هذه الوحدات منها، وهو ما ترفضه موسكو وواشنطن، معتبراً أن هذه التفاهمات ستؤدي بالتدريج إلى تحقيق أهداف تركيا بطرد «المنظمات الإرهابية» من المدينة.
واعتبر أن عدم حصول «مواجهات» بين القوات التركية ونظيرتها الأمريكية والروسية في محيط منبج «دليل على وجود هذه التفاهمات». يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد، الاثنين، أن الجيش التركي سيطر على عدد من القرى في محيط منبج وأن العملية سوف تستمر.
وشدد قوقماز على أن تركيا لا تفرض قراراتها على المعارضة السورية وأن الأخيرة تفعل ما ترى فيه مصلحة لها وللشعب السوري، وذلك رداً على الاتهامات التي وجهها النظام السوري لتركيا بالإخلال بالتزاماتها تجاه محادثات السلام بعد مقاطعة المعارضة السورية الجولة الثالثة من الاجتماعات في أستانة ـ عدلت عن مقاطعتها جزئياً في وقت لاحق.
في سياق آخر، اعتبر قورقماز أن أدلجة الثورة السورية ومحاولة تأطيرها في فكر إسلامي معين أدى إلى تأخير تحقيق «أهدافها النبيلة» التي انطلقت من أجلها، وقال: «الثورة السورية بدأت كحراك شعبي انبثق عن الحق لكن أدلجة الثورة أدخلها في مصاعب كبيرة وأخر تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها».
وطلب بضرورة أن تأخذ المؤسسات والهيئات الإسلامية العاملة في سوريا هذا الأمر في عين الاعتبار وأن «تتصالح مع الشعب»، محذراً من أن استمرار هذا الأمر يخيب ظن الشعب السوري ويمكن أن يجعله يضطر إلى العودة لـ«حضن الأسد».
إسماعيل جمال