حلب – دمشق – «القدس العربي»: يتم التحضير للاجتماع بين أطياف المعارضة السورية الذي سيعقد في العاصمة السعودية الرياض اليوم بعد تأجيل الاجتماع يوماً واحداً بسبب تأخر وصول وفد منصة موسكو.
وقالت مصدر مسؤول لـ»القدس العربي» إن التأخير سببه مشاكل لوجستية منعت وصول الوفد في الوقت المحدد، لحضور الاجتماع الذي ترعاه المملكة العربية السعودية، حيث عزا المستشار الإعلامي لهيئة المفاوضات العليا مضر حماد الأسعد في تصريح خاص لـ»القدس العربي» تأجل الاجتماع بسبب انتظار باقي اعضاء منصة موسكو.
وأضاف المتحدث: ما يجري حالياً عبارة عن مشاورات وتنسيق بين المنصات، وترتيب وفد موحد لمباحثات جنيف القادم، مشيراً إلى ان الاجتماع الموسع في الرياض سيكون في العاشر من الشهر المقبل، فما لا زالت آلية الدعوات لم تتضح بعد، وهل سينحصر ضمن الهيئة العليا والمنصات او توجيه دعوات لبعض الشخصيات المدنية والعسكرية المؤثرة في الملف السوري، مؤكداً ان الكثير من اعضاء مؤتمر الرياض متمسكون بعدم قبول الاسد في المرحلة الانتقالية رغم الضغوط الدولية على أعضاء وفد المفاوضات المتمسك بمبادئ الثورة السورية، وكذلك بقرارات مؤتمر جنيف والقرار 2254 الذي ينص صراحة على تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بدون الأسد.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد رمضان: «إن اجتماع الرياض بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعة القاهرة بدأت أمس الأحد، وسينضم ممثلون عن مجموعة موسكو للاجتماع يوم الاثنين، حيث وصلوا إلى الرياض في وقت متأخر الأحد».
وأشار رمضان في لقائه مع «القدس العربي» إلى أن هدف اجتماع الرياض هو التوصل إلى تفاهم حول البرنامج السياسي للمفاوضات، وفِي المقدمة مصير بشار الأسد، وموقف الهيئــة العليا الذي يدعمه الائتلاف الوطني يتمثل في رفض أي دور لبشار في السلطة الانتقالية، و»أن يكون رحيله مع زمرته بداية الانتقال السياسي».
وأضاف، أن الاجتماع سيناقش أيضاً التفاهم بشأن الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية، وفِي حال تم ذلك سيكون هناك وفد واحد لقوى الثورة والمعارضة، من خلال ضم ممثلين عن منصتي القاهرة وموسكو إلى الوفد المفاوض برئاسة الدكتور نصر الحريري.
وكانت مصادر مطلعة قد قالت لـ»القدس العربي» في وقت سابق إنه من المحتمل تأجيل الاجتماعات بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية، ومنصتي القاهرة وموسكو في العاصمة السعودية الرياض، إلى يوم الاثنين، في محاولة من الأطراف المجتمعة الثلاثة إلى الخروج بوفد موحّد يتولى مهمة مفاوضة النظام السوري في مفاوضات جنيف المقبلة.
ويرى عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض ، محمد يحيى مكتبي: ان النقاشات بين الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي القاهرة وموسكو إذا تمت بصراحة تامة ووضوح وتم تغليب للمصلحة الوطنية السورية على المصالح الضيقة، والاستنارة بموقف الشعب السوري وما يتطلع إلى تحقيقه من حرية و كرامة وعدالة وديمقراطية بعيداً عن الاستبداد والدكتاتورية، فعندها يمكن للاجتماع أن يحقق ما عُقد لأجله.
وردًا على سؤال «القدس العربي» حول امكانية خضوع الهيئة العليا للمفاوضات للضغوط والتخلي عن رحيل الأسد، أكد مكتبي أن محاولات تعويم الأسد ومنظومته الإجرامية ليست بالجديدة ورأس الحربة في هذه الجهود روسيا وإيران ولو قدمت أي مؤسسة من مؤسسات الثورة والمعارضة السياسية هذا التنازل لحلت القضية السورية منذ زمن بعيد، لكن غالبية قوى الثورة والمعارضة والشعب السوري لا يمكن أن يقبلوا ببقاء مجرم حرب بشار الأسد، وهذا ما نصت عليه وثيقة مؤتمر الرياض الأول واتفق عليه جميع المشاركين. وأشار مكتبي إلى أن منصتي القاهرة وموسكو كانتا موجودتين في مؤتمر الرياض الأول وضمن الهيئة العليا للمفاوضات كمستقلين، لافتا إلى أن عودتهما للهيئة العليا للمفاوضات ليست بعيدة، حيث أن اجتماع الغد والاجتماع الموسع الذي سيعقد في بداية شهر تشرين أول المقبل في الرياض سيحدد الأمر، ويعتقد مكتبي ان تخلي منصة موسكو عن بقاء الأسد خلال المرحلة الانتقالية وارد جداً ، متسائلاً في الوقت ذاته «كيف يمكن لجهة سورية وطنية أن تقبل وجود بشار الأسد المجرم، وهي تريد إقامة دولة العدل والحرية والديمقراطية والتسامح والعيش المشترك واحترام الآخر».
عبد الرزاق النبهان وهبة محمد
هذا الاجتماع هو اجتماع الاذعان بقبول الكيماوي بشار والدخول مفاوضات بدون شروط مسبقة بضغوط سعودية لتقاسم السلطة مع قاتل الشعب السوري، وهذه خيانة للثورة السورية التي قامت للتخلص من النظام العميل الطائفي المجرم، وضم منصتي القاهرة وموسكو العميلتين للنظام هو لهذا الغرض، هؤلاء لا يمثلون الشعب السوري ولا المعارضة ولا الثورة.