مشروع قانون بيع الجنسية مؤامرة على مصر والخطبة المكتوبة تسطّح فكر الأئمة

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي» : بالأمس تصالح النظام مع الصديق الأقرب لقلب الديكتاتور المخلوع مبارك رجل الأعمال حسين سالم لكنه ظل مقاطعاً لقوى شعبية عديدة معظمها لعبت دور البطولة في ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني التي يزعم النظام أنه يدافع عن مطالبها التاريخي لكن الحقائق على الأرض تشير إلى عكس ذلك، حيث الكثير من الثوار خلف الزنازين وهو الأمر الذي يعتبره بعض المراقبين دليل إدانة للنظام الذي يكره الثوار في العلن ويعشق رموز دولة مبارك في السر وهو السلوك الذي يقوض من شرعية السلطة الجديدة في البلاد. بالأمس كان العديد من الكتاب بضعون أسلحة أقلامهم حزناً على رحيل فقيد مصر الكبير وعالمها الأشهر الدكتور أحمد زويل الذي فاضت روحه لتخلف وراءها حزناً عرف طريقه نحو الفئات الشعبية كما هو الحال بالنسبة للنخبة، فقد وحدت وفاة العالم، الذي رحل قبل أن يتم حلمه الخاص بنقل مصر من مصاف الدول النامية إلى المتقدمة المصريين على نطاق واسع، ونبذت الخلافات بينهم إلى حين تقديراً لحرمة الراحل وقدره، لكن ذلك لم يردع الكثير من الثعالب الذين هاجموه حياً وميتاً في أن يمضوا لحال سبيلهم رافعين أسلحتهم حتى قبل أن يوارى جسد الفقيد التراب وإلى التفاصيل:

الإخوان بكوا متأخرا

كشف المخرج الإخواني عز الدين دويدار أن كثير من معتقلي الجماعة بسجن جمصة صلوا صلاة الغائب على العالِم الراحل أحمد زويل. وبحسب «المصريون» قال دويدار في تدوينة عبر حسابه الشخصي بـ«فيسبوك»: «المعتقلون في سجن جمصة اللي بيضم معتقلين من دمياط والدقهلية ومسؤوله د. أحمد البيلي ود. أشرف عز الدين .. صلوا صلاة الغائب على أحمد زويل». وأضاف دويدار بعد التشكيك في صحة الخبر من متابعيه : « متأكد . نقلا عن زوجة معتقل هناك .. وتقول الأمر على سبيل الفخر وكأنه أمر إيجابي « حسب تعبيره. وكان «زويل» من القلائل الذين دافعوا عن الرئيس الأسبق مرسي بعد عزله من الحكم، وذلك في حوار شهير مع لميس الحديدي حين رد على استهزائها بـ«مرسي» قائلا إنه : «عالم حقيقي « حسب تعبيره

لكنهم أكلوا لحمه

زويل لم يكن منحازا لأي سلطة. هكذا يؤكد جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون»: لا مبارك ولا مرسي ولا السيسي، كما أن كثيرين ممن ولغوا في عرضه وسمعته بعد إعلان وفاته افتقروا لأبسط معاني الأخلاق والإنسانية، وتورطوا في معركة خاسرة، أخلاقيا وإنسانيا. الإخوان المسلمون حاولوا نسبته إلى «العمالة» لإسرائيل لأنه زارها كعالم أمريكي وادعوا أنه شارك في دعم الجيش الإسرائيلي وتطوير الصواريخ وصناعة القبة الحديدية، وهي أكاذيب قطعا، وفرعوا قصصا تشعر معها أن أحمد زويل كان مؤسسا للجيش الإسرائيلي، رغم أن الإخوان كرموه هو نفسه واحتفلت صحفهم به احتفالا كبيرا يوم استقبله مرسي وكرمه في جلسة ودية شهيرة، ولم يتذكروا وقتها أنه كان «عميلا» !، كذلك يتسامحون الآن مع سفير أردوغان والعلاقات الاقتصادية والعسكرية والأمنية التركية مع إسرائيل باعتبار تقدير مصالح ومفاسد، ولكنهم لا يتسامحون مع أحمد زويل لأنه قدم محاضرة في إسرائيل أو قبل جائزة منهم أرادوا أن يتجملوا بها أمام العالم. ورغم أنه لا يحتاج لأي جائزة من إسرائيل ولا من غيرها بعد الجائزة الأهم والأكبر، نوبل، ولم يفترضوا أن الرجل كان يرى مصلحة هو الآخر لرسالته، وحتى لو خطأته في موقف أو تقدير لمصلحة أو حالة، وهو بشر من البشر، فهذا لا يعني أن تهدر له كل كرامة وتستبيحه بتلك الوحشية. الحقيقة أن بعض ما وجه لأحمد زويل من اتهامات وشتائم استباحت عرضه وسمعته وإنسانيته وطعنت في شرفه وهو ميت، كانت ـ في مرارتها ووحشيتها ـ تقترب من لغة الدواعش واستخدموا منطقهم في استباحة الآخرين وتبرير الاستباحة بسهولة.

عندما خاطب الزعيم الطفل

ونبقى مع رثاء العالم الجليل وهذه المرة على يد عادل السنهوري في «الوطن « : عندما قامت ثورة يوليو/تموز 1952 كان الدكتور أحمد زويل يستعد بعدها بعام واحد فقط لعامه الدراسي الأول في المرحلة الابتدائية فهو من مواليد فبراير/شباط 1947 فى دسوق على ضفاف النيل الخالد. تفتح وعي الطفل على «ثورة بتهز الدنيا وجمال قدامه بينادى عليه».. ثورة فتحت أبواب الأمل أمام أبناء الفقراء والبسطاء للترقي والتقدم في التعليم والعلم في كل مراحل التعليم وليس التعليم الأساسي فقط. هنا أدرك ابن عم حسن زويل، الرجل البسيط الذي يعمل في هيئة إسعاف المدن ويسكن في حي المستعمرة الشعبي، أن الثورة قامت من أجل تحقيق حلمه الصغير الذي ظل يداعب خياله وأن زعيمها جاء خصيصا من أجله لينصف أبناء الفقراء والبسطاء ويجعل من التعليم بكل مراحله حقا وواجبا، وأن حلم الجامعة لم يعد صعب المنال أمامهم. أحس الطفل أحمد زويل حلمه الآن بلا حدود وأن ناصر سوف يساعده على تحقيق الحلم، فأراد أن يشكره ويعبر له عن حبه، فأرسل إليه وهو في رابعة ابتدائي خطابا يدعو له فيه بالتوفيق. وفي العاشرة من عمر العالم أحمد زويل، كان حلمه الأكبر أن يرى الزعيم جمال عبد الناصر، وحتى فى هذا الوقت لم يكن يرى زويل حدودا لأحلامه، فقرر إرسال خطاب لرئيس الجمهورية يدعو فيه له بالتوفيق. لم يتخيل الطالب الصغير أن الزعيم سيرد عليه وبخط يده وبجمل رقيقة حانية تخاطبه بـ «ولدي العزيز أحمد.. تلقيت رسالتك الرقيقة المعبِّرة عن شعورك النبيل فكان لها أجمل الأثر في نفسي، وأدعو الله أن يحفظكم لتكونوا عدة الوطن في مستقبله الزاهر أوصيكم بالمثابرة على تحصيل العلم مسلحين بالأخلاق الكريمة، لتساهموا في بناء مصر».

العلم من المعمل إلى الناس

البكاء على رحيل العالم الكبيرأحمد زويل ينتشر في صحف أمس، وها هو محمد امين في «المصري اليوم» لا يصدق خبر الوفاة من الأساس: لم أبك حتى الآن على رحيل العالم الكبير د. أحمد زويل.. ولم أكتب النعي على صفحتي الشخصية.. مضت ساعات طوال وأنا شارد الذهن فقط.. لا أصدق الخبر.. وأصعب شيء ألا تبكي.. البكاء يريح الناس أحيانا.. «زويل» ليس كآحاد الناس.. هو عالم غيّر العالم، ونقل العلم من المعمل إلى الناس، فأحببنا العلم، وكان يحظى بشعبية طاغية مثل نجوم الفن والكرة، وكنا ننتظره كما ننتظر الحبيب الغائب!
من صدمة المفاجأة تشكك البعض في الخبر أصلا.. تساءل: كيف؟.. ومتى؟.. كنا نتصور أنه قادم هذه المرة وقد تعافى تماما، فإذا هو قد مااات.. للأسف يودعنا ونحن غير مستعدين للوداع..
زمان فاجأنا الدكتور زويل وهو يفوز بجائزة نوبل.. وفاجأنا أيضا وهو يستعد لنوبل أخرى.. وبينهما فاجأنا بمشروع وطني لنهضة مصر.. عرفنا قيمة العلم والعلماء وأحببناه، فلم يكن عبوسا ولا متجهما، وكان ميالا للنكتة ويحب الفن والسينما والمسرح، أعطى لنا صورة أخرى للعالم، لم نكن نعرفها.. اعتبره الشباب مثلهم الأعلى.. وفاجأنا أخيرا أنه اشترى مدفنا خاصا، وتمنى أن يدفن في مصر
تخيلوا أن العلم الحديث، لم ينجح في إنقاذ العالم الكبير من الموت.. لم يتوصل أحد حتى الآن لمعرفة علاج سرطان النخاع الشوكي.. سبحان الله.. كل علماء نوبل لم يتوصلوا إلى هذا الدواء.. إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.. ويبدو أنه قد عرف بدنو الأجل.. وهنا راح يكتب وصيته، واشترى المدفن في صمت، وقرر أن ينام في «حضن الوطن»، كما ينام الطفل فى حضن أمه.

الرئيس يدافع عن الأزهر

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس دعم الدولة الكامل والمتواصل لمؤسسة الأزهر الشريف العريقة، جامعا وجامعة، مشيرا إلى دوره المحوري في التعريف بصحيح الدين الإسلامي، ومواصلة تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام، في مواجهة دعوات الغُلو والتطرف، وذلك من أجل الحفاظ على الصورة الحقيقية للدين الحنيف، ومواصلة مسيرة التنمية. جاءت تصريحات الرئيس كما أشارت «الأهرام» خلال استقباله فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، بأن اللقاء تناول الجهود التي يبذلها الأزهرالشريف لتصحيح صورة الإسلام وتنقيتها مما علق بها من أفكار مغلوطة، فضلا عن التعريف بصحيح الدين. واستعرض فضيلة الإمام الأكبر الجولات الخارجية التي قام بها خلال الفترة الأخيرة إلى عدد من الدول الآسيوية والأوروبية والأفريقية، والتي هدفت في المقام الأول إلى تقديم المبادئ الصحيحة للإسلام وإيضاح حقيقته السمحة ونبذه الإرهاب وجميع أشكال العنف والتطرف.
واستعرض الطيب الجهود الجارية للارتقاء بمستوى شباب الوعاظ بمختلف محافظات الجمهورية، وتحسين مستواهم العلمي والثقافي وزيادة إلمامهم بالقضايا المستجدة، فضلا عن إعطائهم التوجيهات الإرشادية للعمل في مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية والرد على الشبهات، الذي سيتم افتتاحه قريبا ليكون انطلاقة كبرى لمواجهة الفكر المتطرف عبر الإنترنت.

الطيب فاز على جمعة

قال أزهريون إن الأزهر انتصر في الأزمة التي تفجرت أخيرا حول قرار وزير الأوقاف مختار جمعة بتطبيق «الخطبة المكتوبة» في المساجد، الأمر الذي رفضته هيئة كبار العلماء. ووفقا لـ «المصريون» كان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر استدعى قيادات الأزهر والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إلى مكتبه، بعد اجتماعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم. وطالب شيخ الأزهر، وزير الأوقاف وكل القيادات الدينية بالالتزام بالمنهج الأزهري والعمل المشترك من أجل الارتقاء بالخطاب الديني والارتقاء بمستويات الأئمة والوعاظ والمفتين على جميع المستويات. وقال الدكتور أحمد خليفة شرقاوي، المدرس في كلية الشريعة والقانون، إن استدعاء الأزهر للأوقاف والمفتي بشأن تطوير الدعاة والأئمة يعد انتصارا كبيرا للأزهر في رؤيته الواقعية لما يترتب على الخطبة المكتوبة من آثار سلبية. وأضاف خليفة لـ «المصريون»، أن «هذا الاجتماع يعد بادرة فتح وخير على المؤسسات الدينية والدعوية التابعة له، وصونا أيضا للمفتين والرفع من كفاءتهم في واقعهم المعاصر الذي تلاحمت فيه الفتن وأصبحت كقطع الليل المظلم». وقال إنه بعث برسالة للجميع يقول فيها : «يا أساتذة يا علماء ويناشد الجميع، الخطبة المكتوبة تسطح فكر الأئمة وتصيب المستمعين بالملل». وتابع «موقف الإمام الأكبر وإن دل فإنما يدل على الحكمة في عدم الانصياع وراء أمور من شأنها أن تضعف الخطاب الديني وتصيبه بالجمود»، مشيرا إلى «ضرورة الالتفاف وراء الإمام الأكبر حتى نقضي على ازدواجية القرارات الدينية». ورأى الشيخ محمد زكي بدار، أمين عام اللجنة العليا للدعوة، أن «الاجتماع الذي وضع فيه الأزهر تعليماته للأوقاف ودار الإفتاء وقيادات المؤسسات الدينية يعد بما لايدع مجالا للشك انتصارا بالحق وللحق إزاء الخطبة المكتوبة». وأضاف بدار، أن «الأزهر لا يبحث في صراعه إلا عن الأهداف السامية من رفض الخطبة المكتوبة»، موضحا أن «الأزهر هو المرجعية الدينية والدعوية التي تقف وراء تجديد الخطاب الديني الآن». وأشار إلى أن «الخطبة المكتوبة من شأنها إعاقة تجديد الخطاب الديني لذلك التزم الأزهر موقفه الصلب»، مطالبا بـ «التوحد خلف شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء ودار الإفتاء لأن الأزهر هو المرجعية العليا والوحيدة للإسلام والمسلمين في الخارج والداخل».

«روح بيع أمك»

هاجم الكاتب الداعم للنظام وحيد حامد الحكومة والبرلمان بسبب مشروع قانون بيع الجنسية مقابل وديعة دولارية في البنك قائلا: إن ما يحدث مؤامرة متكاملة الأركان على مصر التي نعتز بها.
وبحسب «الشعب» وجه حديثه لصاحب الفكرة: اللي عايز يبيع ميبعش مصر يروح يبيع مراته ولا بنته»، ولم يعلق الكاتب الموالي للانقلاب على قيام «السيسي» بالتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير مقابل حفنة من الدولارات ألقتها له المملكة العربية السعودية، بل اكتفى بالتعليق على مشروع بيع الجنسية الذي سوف يمرره برلمان الانقلاب لا محاله.
واعتادت سلطات الانقلاب إخراج رجالهم على الفضائيات التابعة لهم لانتقاد أوضاع معينه حتى يمتصوا غضب الشارع المصري ويمنعوا أي تحرك له، ويكتفوا بتلك المعارضة الزائفة عبر الفضائيات التي لا تسمح إلا بخروج رجال الانقلاب فقط.
وتابع وحيد حامد قائلا: ما المانع أن تتآمر الحكومة على نفسها؟ هناك حكومات غبية وجاهلة. وهناك نقطة خطيرة جدا أنها يمكن خلال 10 – 15 سنة تتغير تركيبة المجتمع المصري. وأضاف: «أنا لا أبيع وطني بأي حال من الأحوال، وإذا كانت المشكلة هي إدخال دولارات للبلد، فالنائب الذي يجلس أمامك رجل أعمال، وأدعوه لدعوة زملائه من رجال الأعمال لوضع وديعة قيمتها نصف مليون دولار في البنوك المصرية والمشكلة سوف تُحل لكن أنتم أموالكم كلها خارج مصر».
واستدرك: «تريد توطين بعض الناس وتقول إنك تريدهم أن يتعلموا ويعالجوا بدون مقابل .. حين تعطي للمصريين الموجودين في مصر الآن حقوقهم يمكنك حينها أن تعطيها لغير المصريين، لكن هناك مصريين (مش لاقيين ياكلو». وتابع: «اللي عايز يبيع ميبعش مصر .. يروح يبيع مراته ولا بنته .. ويوم ما مجلس الشعب ياخد قرار زي ده يبقى حرقه أحسن» حسب تعبيره.

مصر بكام النهارده

المعارك الصحافية ضد قانون من المقرر التصويت عليه بشأن بيع الجنسية المصرية يحظى بهجوم متزايد ومن بين الرافضين في «الوطن» محمود الكردوسي : لا أشعر براحة إزاء مشروع «تعديل قانون الجنسية»، وأميل إلى أنه مخالف للدستور ويمس الأمن القومي. الهدف يبدو «محسوبا»: جذب رجال أعمال للاستثمار، هذا يعني أن الحكومة مضطرة للسؤال: هل هو «منح».. أم «بيع»؟ هل تدرك الحكومة حجم الخسائر السياسية «المحتملة»؟ هل يدرك صاحب الفكرة (يقال إنه ابن شقيق عاطف صدقي، رئيس الوزراء الراحل) خطورة «تسعير» الجنسية المصرية؟ ويمضي الكاتب في تساؤلاته : أليس واردا أن تتحول إلى «سلعة»؟
هل أصبحت مصر طاردة لرؤوس الأموال الأجنبية إلى حد لم يعد في دفاترها سوى «بيع»، أو «منح» جنسيتها؟ هل هانت مصر على نفسها ومسؤوليها إلى هذا الحد. كانت الجنسية المصرية عزيزة، والحصول عليها معجزة، لكننا بدلا من أن نسحبها من مصريين خانوا «مصريتهم» وحرّضوا وتآمروا.. نبيعها بحفنة دولارات.
ويخشى الكاتب أن يأتي يوم يسأل المصريون أنفسهم: «كيلو مصر بكام النهارده».

حبها ليس حراما

لم يعد عشق العرب لإسرائيل والغرام بها خافيا على أحد، كما لم يعد اللقاء بها والخلوة معها سريا، وما عاد المغرمون بها يخافون من ذيوع سرهم وانتشار خبرهم، إذ باتوا كما يشير مصطفى يوسف اللداوي في «الشعب» يلتقون بالإسرائيليين علنا وفي كل مكانٍ، في المؤتمرات والندوات، وفي الاجتماعات والزيارات، وفي فلسطين المحتلة وفي أوطانهم العربية وخارجها، بعد أن كان اللقاء بهم يتم في الخفاء ووراء الكواليس بعيدا عن الأنظار والعيون، وبجهود ووساطة رؤساء وملوك وقادة ومسؤولين أمنيين وإعلاميين وتجار ورجال أعمال كبار وغيرهم، الذين كانوا يبذلون جهودا مضنية في إقناع المسؤولين العرب بأن اللقاءات ستكون سرية جدا، وبعيدا عن الأضواء، ولن يسمع بها أو يعرف عنها أحدٌ شيئا، وأنها لن تشكل إحراجا لهم، ولن تكون ورقة ضدهم، ولن يستغلها خصومهم.
يتابع الكاتب لم نعد نستغرب وجود اتصالات هاتفية اعتيادية ويومية بين مسؤولين عرب وآخرين إسرائيليين، بين مختلف المستويات والتخصصات، يتم خلالها تبادل الرسائل والتهاني، وتقديم النصح وتبادل المشورة، وإبداء الرغبة في المزيد من التعاون الأمني والمعلوماتي والعمل المشترك، في ظل اقتناع الطرفين بالظروف المشتركة التي تجمعهم، والأخطار المتوقعة التي تتهددهم، والأعداء المفترضين الذين يتربصون بهم ويتآمرون عليهم.
لم يعد الاتصال بالإسرائيليين تخابرا مع عدو وتعاونا معه، أو اتصالا بجهات أجنبية معادية أو صديقة، ولم يعد مرتكبه مجرما ولا خائنا، ولا جاسوسا أو عميلا، ولا شاذا أو مدسوسا، ولا يعتبر عمله عيبا أو نقيصة، وعليه فلا قانون يدينه، ولا محاكم تعاقبه، ولا سلطة تمنعه، ولا مجتمع ينبذه، ولا عرف يجرده ويحرمه.

هل يرفع الرئيس الرايه؟

عبارة لافتة ذكرها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المنتدى الأول لتأهيل الشباب للقيادة، قال فيها: «هناك فساد في المحليات.. طب هنعمل إيه يعني؟». اللافت في هذه العبارة كما يرى محمود خليل في «الوطن» أمران، أولهما أن الرئيس منتبه للفساد الذي يعشش في المحليات، وهو أمر إيجابي، وثانيهما سؤاله: «طب هنعمل إيه؟». وهو سؤال يثير الاستغراب بعض الشيء، وسأقول لك لماذا؟. بداية علينا أن نعترف ونحن بصدد الحديث عن الفساد أننا أمام ظاهرة معقدة متشابكة تلف بخيوطها العديد من المؤسسات، كما أننا أمام ظاهرة متجذرة تنخر بسوسها في بعض مؤسسات الدولة.
تابع الكاتب «من الصعب للغاية على الأذن الشعبية أن تسمع عبارة «طب هنعمل إيه؟!»، نعمل ببساطة اللي نقدر عليه، فقاعدة «كل شيء أو لا شيء» لا تصلح للتعامل مع الواقع الذي نعيشه، الأفضل بالنسبة لنا قاعدة «أي شيء خير من لا شيء». كثيرون عبروا عن سعادتهم وهم يسمعون الرئيس يتحدث عن أن الحرب على الفساد لا تقل هوادة عن الحرب على الإرهاب، لذلك تبدو عبارة «طب هنعمل إيه مع فساد المحليات؟» محيرة!. فمع قناعتى بتعقد وتجذر ظاهرة الفساد في مصر، إلا أن المتوقع أن تكون هناك خطة واضحة المعالم والإجراءات، وخطوات عملية تُفعّل على الأرض من أجل محاربتها الفساد. على السلطة أن تستوعب أن إحساس المواطن بمحاربة السلطة للفساد يعد أحد المحفزات على تحمل الإجراءات القاسية على معيشته، وتحميه من الاستسلام لإحساس أن الحكومة تستأسد عليه بإجراءات لا يحتملها إلا أولو العزم، فى حين تقف مكتوفة الأيدى أمام الفساد والفاسدين. جزء من الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعيشها مصر يرتبط بالفساد، وجانب من حل هذه المشكلة أساسه محاربة الفساد.

أطيب من اردوغان

ومن معارك امس الصحافية تلك التي شنها حلمي قاعود في موقع «إخوان اون لاين»: ذكّرنا بعض نعال البيادة بالفيلم القديم الشهير « أمير الانتقام « الذي أنتج في عام 1951 وكان بطله الممثل المعروف أنور وجدي، وقام بدور (حسن الهلالي) الشاب النبيل الذي دبر له غريمه مكيدة ظالمة، ليقبض عليه ليلة زفافه، ويدخل السجن ويقضي مدة طويلة دون تهمة أو محاكمة . يتعرف في السجن على رجل عجوز طيب القلب، يدله على مكان كنز، وبعد أن يموت العجوز يهرب حسن الهلالي من السجن، ويسعى للعثور على الكنز، ثم يقرر العودة إلى بلده للقصاص ممن ظلموه والزواج من عروسه. ويخوض صراعا ضاريا مع رموز الشر والظلم في المدينة : جعفر البحار ومتولي المرابي وشاهين المملوك وبدران رئيس الشرطة فينتصر عليهم جميعا، وفي الوقت نفسه يكافئ من ساعدوه ووقفوا إلى جانبه.
يستدعي نعال البيادة قصة «أمير الانتقام» بصورة عكسية، تتجلي فيها مواهبهم في الكذب والدجل والتضليل والسفالة والانحطاط والوضاعة . ثم يقارنون جريمة الانقلاب العسكري الدموي الفاشي في مصر بالانقلاب الآثم المماثل في تركيا، ويطلبون من المسلمين (اسمهم الكودي الإخوان) أن يحمدوا ربهم، ويبوسوا أيديهم وجها وظهرا أنهم مصريون، لأن قائد الانقلاب عندنا رجل طيب وليس طيب رجب قردوجان ( هكذا يسخر منه الفاشلون! ) الذي تركهم في وظائفهم، ويقبضون رواتبهم، ويستفيدون من منظومة الخبز وبطاقات التموين، ولم يشردوا كالإبل بعد 30 يونيو/حزيران. ويجب أن يسجدوا لله حمدا وشكرا، لأن قائد الانقلاب لم ينتقم، أو يثأر، أو يحكّم فيهم الميليشيات الانكشارية تسومهم سوء العذاب، وتخلعهم من وظائفهم جملة، وتقتلعهم من مقاعدهم جماعات، وتسوقهم إلى المعتقلات زرافات ووحدانا، ولم تحكم فيهم الشك! وكأن المسلمين قادوا الدبابات والطيارات، ودكوا جموع الناس والمؤسسات وذبحوهم على البسفور والفاتح وفي قلب البرلمان، ثم قلبوا نظام الحكم!

البحث عن بديل ليس خيانة

الدعوة إلى إيجاد شخصية وطنية تستطيع منافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المنتظرة بعد أقل من عامين، خيانة، هكذا اعتبرها البعض خيانه وهو ما يرفضه اشرف البربري في «الشروق» :العكس هو الصحيح تماما. فمن يهاجم فكرة وجود مثل هذه الشخصية القادرة على منافسة رئيس اجتهد فأصاب في أشياء وأخطأ في أشياء أخرى هو الذي يرتكب خطيئة كبرى في حق الوطن ومستقبله.
وقد انطلقت الميليشيات الإعلامية الموالية للنظام الحاكم تنهش الدكتور عصام حجي المستشار العلمي للرئيس السابق عدلي منصور لمجرد أنه تحدث عن مبادرة تستهدف التوافق على برنامج وطنى بديل لسياسات النظام الحاكم التى نرى أنها تقود البلاد من سيء إلى أسوأ.
ويتساءل الكاتب: هل من الطبيعى أن نصل إلى انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2018 دون أن يكون هناك منافس أو بديل للرئيس الذي شهد أول عامين من حكمه ارتفاع الدين الخارجي بأكثر من 38٪ دون حساب حزمة القروض الجديدة التي يسعى للحصول عليها والتي سترفع الدين بنسبة 100٪ تقريبا، وارتفاع الدين المحلي بنسبة قريبة أيضا ووصول معدل التضخم إلى حوالى 14٪ وفقدان الجنيه المصري لأكثر من نصف قيمته؟ وهل من المفيد لمصر ألا تشهد الانتخابات المقبلة منافسة حقيقية للرئيس الذي اجتهد وأطلق العديد من المشروعات العملاقة التي لم يلمس لها الشعب مردودا على حياته باستثناء قطاع الكهرباء الذي حقق بالفعل تحسنا كبيرا؟!. قد يرى البعض، وهذا حقه، أنه «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» وأن البلاد تمر «بمرحلة الشعب غاضب».
ومن المعارك اللافتة تلك التي خاضها امس ضد الحكومة رئيس تحرير «الوفد» التنفيذي وجدي زين الدين : هناك شيء خطأ في حكومة المهندس شريف إسماعيل، هناك حالة عدم انسجام بين أعضاء الحكومة من الوزراء، وتجلى ذلك في أشياء عدة أبرزها على الاطلاق عدم التعاون بين الوزراء والمحافظين، فالوزراء يعملون في وادٍ والمحافظون فى واد آخر، ولا يخفى على أحد الأزمة الدائرة حاليا بين الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية والمهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندرية، بالإضافة إلى الأزمة بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
ليست هذه وحدها الأزمة داخل الحكومة، فهناك أزمة أخرى أشد وطأة بين وزراء المجموعة الاقتصادية جميعهم ومحافظ البنك المركزي ولا يخفى على أحد أيضا أن هناك أزمة أخرى بين الدكتور خالد حنفي وزير التموين ومجلس النواب. وتمثل ذلك في كارثة فساد القمح، والوزير يحشد رجاله لمواجهة النواب، والمجلس يتربص بالوزير!
هذا هو حال الحكومة، حالة تخبط وأزمات متكررة ومتتالية وأقل ما يمكن أن نصفها به هو حالة عدم انسجام وطبعا النتيجة من ذلك على رؤوس العباد الذين يتجرعون الويلات من غلاء فاحش وضيق ذات اليد وإصابتهم بالضيق والضنك الشديد.
طبيعى جدا أن تكون النتيجة لعدم الانسجام هى الأزمات والمواطن هو الوحيد الذى يدفع الفاتورة. فى حين أن هذه الحكومة يجب أن تكون أكثر تماسكا وترابطا وأمامها مهام عظيمة وجليلة، فمصر بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، تنتهج منهجا جديدا يسعى إلى بناء دولة جديدة وحديثة، وكيف يحدث ذلك وهناك أزمات تلاحق الحكومة الواحدة تلو الأخرى!..

دبي تزدهر والقاهرة تنطفئ

حين يصبح المستثمرون المصريون ضمن أهم مشتري العقارات في دبي فإن ذلك ينبغي أن يستوقفنا ليخضع للدراسة والتحليل. ذلك أن دائرة الأراضي والأملاك في الإمارة الخليجية أعلنت قبل أيام عن أن 710 مصريين اشتروا خلال الأشهر الستة الماضية عقارات بما قيمته 1.4 مليار درهم (نحو خمسة مليارات جنيه مصري). وبذلك فإنهم احتلوا المرتبة الثانية بين مشتري العقارات العرب. إذ جاء الأردنيون في المرتبة الأولى.. من جانبه يرى فهمي هويدي في «الشروق» أنه لا عتاب على دبي بطبيعة الحال، وإن كان لنا أن نغبطها ونغار منها. وبذات القدر فإننا لا نستطيع أن نتوجه باللوم أو العتاب لرجال الأعمال المصريين الذين فعلوها، لكن الأوضاع الداخلية المصرية هي التي تستحق أن تدرس لمحاولة الإجابة عن السؤال عن مصر الطاردة للاستثمار وعن فشل دعوات جذب المستثمرين في تحقيق مرادها؟.. وشرط الإجابة الصحيحة أن نكون قادرين على نقد الذات بشجاعة تسمح بتحديد صريح لمواضع القصور والجهات المسئولة عنه. ومن الأهمية بمكان أن يشمل ذلك النقد ليس فقط السياسة الاقتصادية وإنما أيضا مجمل الأوضاع السياسية والأمنية التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. إذ ثمة كلام كثير ينتقد فكرة التعويل على الاقتراض وتقديمه على أولوية الإنتاج، وعلى مسألة المشاريع القومية التي استهلكت ما كان ينبغي أن يضخ لدفع عجلة الإنتاج، فضلا عن دور عدم الاستقرار الأمني في إحجام المستثمرين، إلى جانب الغموض الذي يحيط بآلية إصدار القرار السياسي والاقتصادي…إلخ.

البابا يحارب الفتنة

جاء توقيع البابا تواضروس على بيان موجه لأقباط المهجر بالتوقف عن التظاهر في الخارج متوافقا مع الروح الوطنية، كما يشير حمدي رزق في «المصري اليوم» مؤكدا على عبارته الأثيرة «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، لم يفارق موقعه في قلب الجماعة الوطنية، ولم يتاجر بالقضية، ولم يزايد في المزاد المنصوب في الفسطاط الكبير. وضع نفسه في موقعه الصحيح، يعرف جيدا موضع قدميه، لا يغرز في وحل الطائفية، ويذهب إلى مصلحة الوطن العليا، ويبني على تراث المحبة، ويعوّل على عدالة القضية، ويعلم علم اليقين أن غالبية المسلمين متعاطفون، محبون عادلون مع إخوتهم، إلا المرجفين من السلفيين والتابعين.
البابا تواضروس يُجنب المسيحيين خسارة محبة السواد الأعظم، ويضع المسيحيين في قلب الوطن، مواطنين لا ذميين، مواطنين وليسوا أقلية، ولا يتعاطى إحن ومحن الطائفية، يعلو عليها، ويقف منها موقفا مصريا رافضا لكل ما هو ضد الطبيعة المتسامحة للشعب المصري.
رسالة البابا لأقباط المهجر رسالة من قلب أب محب إلى قلوب أولاده الغاضبين، الغضب يحجب رؤية الحقيقة الماثلة أن هناك مَن يستهدف وحدة الوطن، ويضرب فى أساساته، ويُشَهِّل أوجاع الأقباط خارجيا، يقين البابا أن الحلول لن تأتي من الخارج، وفي الداخل رجال مؤتمَنون على توفير الحلول، يخشى تبضع الخارج للقضية القبطية ضغطا أو ابتزازا، أو تدخل القضية القبطية على خط الأزمة بين الغرب والقاهرة، هؤلاء يرومون ضغطا، ولن يكون الأقباط أبدا ورقة ضغط وبحسب الكاتب فالبابا يتحسب من فتنة وقودها الناس والحجارة، ويخشى على الوطن، ويطفئ النار المشتعلة في صدور الشباب، ويبصر بالأمر، ويتقفى آثار مَن سبقوه بالحكمة

لا يجوز دفنه بين المسلمين

موقف السيد محمد كربلاء إمام وخطيب مسجد سانت اينى دوفاري الذي رفض الصلاة على جسد عادل كرمنيش) الذي اقتحم هو وزميله عبدالمالك بتيجان كنسية القرية وأجبر الأب جاك هاميل راعي الكنسية (85عاما) على الركوع قبل أن يجز المتهم الأول عادل رقبة الكاهن بالسكين في واحدة من أخس جرائم الإرهاب التي ارتكبها تنظيم «الدولة» أدهش الكثيرين لكن مكرم محمد أحمد في «الأهرام» يراه تصرفا طبيعيا :
رفض إمام مسجد القرية الصلاة على جثمان أي من القاتلين، ورفض دفنهما في مقابرالمسلمين في القرية باعتبارهما إرهابيين أساءا إلى صورة الإسلام، وارتكبا جريمة نكراء يصعب معها القيام بأي واجبات دينية حيال جثماني القاتلين.. وأظن أن ما فعله السيد محمد كربلاء إمام مسجد اينى دوفاري يوافق صحيح الإسلام لأن الجريمة التي ارتكبها الاثنان تخرجهما من الملة والدين ليس فقط لبشاعتها، ولكن لأنها تمثل عدوانا فظا على رجل دين مسيحي فى أثناء قيامه بواجباته الكنسية وسط المصلين!، وكما شهد وداع الأب جاك هاميل آلاف الفرنسيين الذين قدموا إلى القرية للمشاركة، شهد الوداع جميع أفراد الجالية المسلمة في القرية وعلى رأسهم إمام المسجد، ومعظم أبناء الجالية اليهودية في مشهد كان له تأثيره البالغ على جموع الفرنسيين.
ويأسف الكاتب لأننا لم نسمع حتى الآن رأيا واضحا في الإجراء الذي اتخذه محمد كربلاء بالامتناع عن الصلاة على جسدي القاتلين ورفضه دفنهما في مقابر المسلمين، ومدى توافق ذلك مع صحيح الإسلام رغم كثرة الفتاوى التي تصدر عن عشرات المسؤولين وغير المسؤولين.
هل يمكن أن نسأل فضيلة مفتي الديار المصرية عن رأيه في موقف صحيح الإسلام من الإجراء الذي اتخذه محمد كربلاء واعتبره موافقا لصحيح الإسلام؟

مشروع قانون بيع الجنسية مؤامرة على مصر والخطبة المكتوبة تسطّح فكر الأئمة

حسام عبد البصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شيخه حمد من الكويت:

    ماذا عن موقف العروبيين تجاه احمد زويل ؟ كون زويل زار اسرائيل فهذا يعني اعتراف ضمني منه بدولة اسرائيل .
    وشكرا لك

إشترك في قائمتنا البريدية