الناصرة ـ «القدس العربي»: حاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال جولته الأوروبية التي شملت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تحاشي التداول في القضية الفلسطينية، ومواصلة التركيز على إيران واستخدامها فزاعة لاحتياجات دعائية خارجية وداخلية، وفق تحليلات إسرائيلية أيضا.
وبخلاف ما نشر حتى الآن محليا وفي العالم، تزعم مصادر سياسية إسرائيلية، مرافقة لنتنياهو في جولته الأوروبية، أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، اتفقوا معه على واجب العمل من أجل إخراج القوات الإيرانية من سوريا، موضحة أن زعماء الدول الثلاث وافقوا على مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفحص «الأرشيف النووي الإيراني» الذي نهبه الموساد من إيران.
ونقلت إذاعة الجيش عن هذه المصادر قولها إن نتنياهو ادعى أنه حتى لو لم تنسحب أوروبا من الاتفاق فإنه سينهار بسبب العقوبات الاقتصادية التي ستفرضها الولايات المتحدة.
يشار الى أن نتنياهو قال قبل ذلك في حديثه مع صحافيين، إنه ينهي جولة من ثلاثة أيام كانت بهدف «تفكيك الوجود الإيراني في سوريا وإن الهدف المركزي هو تحقيق إجماع دولي على ذلك». وفي ظل تحذيرات من العواقب قال نتنياهو ردا على سؤال بشأن نتائج انهيار الاتفاق النووي، إن ذلك قد نوقش خلال المحادثات، وإن «الهدف هو إلغاء إيران برنامجها النووي لأغراض عسكرية». وحسبه «لا يوجد أي سبب كي يكون لدى إيران مشروع نووي عسكري». وأضاف مهددا بالتلميح الصريح «في حال حاولت إيران العمل باتجاه القنبلة النووية، فإن إسرائيل ستعمل على ألا تكون إيران قادرة على حيازة أسلحة نووية». موضحا أنه تحدث مع الزعماء الأوروبيين عن الأوضاع في قطاع غزة، وقال إنه طرح أولا مطلب استعادة الجنديين والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
أما بشأن المطالبة بتخفيف الحصار عن قطاع غزة فقد اتهم نتنياهو الفلسطينيين أنفسهم بقوله إنه يجب وضع ذلك أمام حركة حماس ومحمود عباس الذي يخنق قطاع غزة. وأكد أن القادة الأوروبيين، ميركل وماكرون وماي، طرحوا أمامه قضية الضفة الغربية والهدم في المناطق «ج»، فأجاب أنه لا يعتقد أنهم يعقدون الآمال على محمود عباس، وأن الحديث كان عن مشاريع عينية.
وفي ظل الحديث عن محاولات أعضاء في الكونغرس الأمريكي الدفع باتجاه اعتراف من جانب واحد في الجولان السوري المحتل، قال نتنياهو إنه دأب على القول في لقاءاته إنه «يجب الاعتراف بأن الجولان سيبقى جزءا لا يتجزأ من إسرائيل، والاعتراف بالسيادة العملية عليه، واعتراف العالم».
وردا على سؤال صحيفة «هآرتس» بشأن تصعيد معارضة ضم الجولان السوري المحتل، مثلما حصل في القدس المحتلة، اكتفى نتنياهو بالقول إنه بشأن القدس فإنه ستكون هناك سفارات أخرى ستنتقل إليها و»ستكون هناك مراحل من المعارضة، ولكن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح».
وقبل ذلك التقى في تل أبيب مسؤولون عسكريّون روس وإسرائيليون لبحث «الأوضاع في سوريا» . وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن الوفد التقى وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان. كما بحثت اللقاءات ما سمّتها صحيفة « هآرتس» «التهديدات الإرهابيّة في الشّرق الأوسط»، وضمن سلسلة مباحثات ماراثونيّة تجريها إسرائيل وروسيا أفضت الى تفاهمات بخصوص الانسحاب الإيراني من الجنوب السّوري وعودة الجيش السّوري إلى خطّ وقف إطلاق النار مع الجولان المحتلّ عام 1967.
وتأتي هذه المباحثات بعدما نفى مسؤولون إسرائيليّون، السّبت الماضي، ما تناقلته وسائل الإعلام الرّوسيّة عن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، بأنه قد تم التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل حول انسحاب القوات الإيرانية وحزب الله من جنوب سوريا. كما كانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد قالت في مطلع الأسبوع الحالي إنه لا توجد أي تفاهمات بين تل أبيب وموسكو حيال الانسحاب الإيراني من جنوب سوريا على طول خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل. ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن التوجه والنهج الروسيّين في هذا الموضوع أكثر إيجابية مما كان عليه في الماضي، ولكن «حتى الآن لم تتلق إسرائيل أي شيءٍ مكتوبا».
وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن «النهج الروسي فيما يتعلق بإبعاد القوات الايرانية أكثر إيجابية مما كان عليه في الماضي»، مبينا أن ذلك كان واضحا في المحادثات التي أجراها وزير الأمن أفيغدور ليبرمان في موسكو. وأكد أن الاتجاه الروسي كان إيجابيا، ولكن «حتى الآن لم نسمع سوى أفكار من الروس ولم نتلق أي شيء مكتوبا». ووفقا للمصدر الإسرائيلي، الذي خلص للقول:» «التفاصيل ببالغ الأهمية، لكن الأهم يبقى التطبيق على الأرض».
وكان السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، قد قال قبل أيام في مؤتمر صحافي «بقدر ما أستطيع أن أرى، تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، لا أعرف ما إذا كان يتم تنفيذه بالفعل، لكنني أفهم أن الأطراف توصلت إلى اتفاق مقبول لدى الجميع».
وكان نتنياهو أجرى قبل أسبوع محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، شدد خلالها على أن «إيران يجب ان تترك كل سوريا، وأن تستمر إسرائيل بالحفاظ على حرية التحرك الكاملة ضد حزب الله والحشد العسكري الإيراني هناك».
على مستوى العلاقات مع بريطانيا قال نتنياهو وفق بيان صادر عن مكتبه في ختام جولته الأوروبية، إن علاقات إسرائيل وبريطانيا ممتازة. وتابع « نتعاون مع بريطانيا بشكل رائع في مجالات الاستخبارات والأمن والتكنولوجيا والتجارة، وفي مجالات كثيرة أخرى. العلاقات بيننا تتعزز باستمرار».
مساكين هي الدول الأوروبية التي تسمي نفسها قوية وغنية وعضوة في مجلس الأمن، مساكين لا يقوون على مقاومة عصابات صهيونية إرهابية هم من صنعها!