غزة ـ «القدس العربي»: التحقت فصائل فلسطينية أمس بالفصائل الموجودة في القاهرة منذ الثلاثاء الماضي، للاشتراك في بحث ملف التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية ودولية. فقد غادرت غزة وفود من حماس والجبهة الديمقراطية، وجبهة النضال الشعبي، والجبهة الشعبية – القيادة العامة، فيما كشفت مواقع إسرائيلية أن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل زار تل أبيب الأربعاء لدفع المفاوضات.
وسيتخلل البحث في هذه المرحلة مع الفصائل الجديدة التي توافدت على القاهرة، تفاصيل العرض المصري والأممي لإبرام اتفاق تهدئة طويل، يتم على مراحل، بعد أن أنجزت قيادة حركة حماس والمسؤولون في جهاز المخابرات المصرية النقاشات مع أربعة فصائل من غزة، حول الأمر ذاته، والتي تعرف باسم «فصائل المقاومة».
وحسب ما علمت «القدس العربي» فإن الفصائل الفلسطينية تتمسك بشرط وجود «ضمانات حقيقية» تلزم إسرائيل بتطبيق بنود الاتفاق في حال جرى إقراره كاملا، وعدم قيامها لاحقا بالتملص من الاتفاق ونكث عهودها على غرار مرات سابقة، إضافة إلى بحثها بعض القضايا الأخرى التي تتعلق بـ «تفاصيل الاتفاق» الخاصة بكيفية إنعاش غزة بصورة سريعة، وشعور السكان بتغييرات جوهرية جراء الاتفاق.
وأكدت مصادر مطلعة أن الفصائل الفلسطينية تتمسك بطلب حصول غزة على «ممر مائي» يربط القطاع بالعالم، يكون تحت إشراف دولي، لضمان تدفق البضائع وحركة المسافرين بسهولة.
وتشير المصادر إلى أن هناك توقعات بالإعلان عن دخول الاتفاق حيز التنفيذ، والبدء بمراحله الأولى، حال استجابت إسرائيل للعروض المقدمة، قبل عيد الأضحى الذي يحل يوم الثلاثاء المقبل. لكن القيادي في حركة حماس طاهر النونو نفى إبرام أي اتفاق حتى اللحظة نتيجة للحراك الواسع الحاصل في القاهرة.
وقال إن ما تم في القاهرة هو لقاءات مع فصائل المقاومة تليها لقاءات مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وإن كل ما يجري هو «نقاش فلسطيني داخلي»، لافتا إلى أن الحديث عن موافقة على «اتفاق هلامي» تحت رحمة إسرائيل «ادعاء غير صحيح وكذب».
وقال مصدر أمني مصري أمس الخميس إن القاهرة تضع اللمسات النهائية لبنود هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة وسط تراجع لحدة التوتر على الحدود مع القطاع الذي يقطنه مليونا نسمة.
وقال المصدر «نضع اللمسات الأخيرة للتوقيع على بنود التهدئة من كل الأطراف ونتوقع أن نعلن عنها الأسبوع المقبل إذا ساعدتنا فتح على ذلك». وتابع المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز «التهدئة مدتها عام يتم خلالها التواصل لتمديدها لمدة أربع سنوات أخرى».
إلى ذلك، قالت وسائلُ إعلام إسرائيلية، أمس الخميس، إن رئيس المخابرات المصريّة، عباس كامل، زار تل أبيب أمس الأول الأربعاء، والتقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، كجزءٍ من المساعي المصرية التي تحاول التوصل إلى تهدئة بين حماس وإسرائيل، بالإضافة إلى عرض بعض تفاصيل مسار المُصالحة الفلسطينية. وحسب القناة الإسرائيلية العاشرة فقد اجتمع كامل مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، وأنه أراد زيارة رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلا أن الأخير اعتذر بسبب انشغاله في جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني، في إشارة إلى أن عبّاس رفض لقاء كامل مُتذرعا بالجلسة.
وذكر الموقع الإلكترونيّ للقناة الإسرائيلية العاشرة، أن كامل ناقش تنفيذ مشاريع إنسانية في غزة، وإمكانية التفاوض على تبادل أسرى مع حماس لكن في مرحلة مُتقدّمة، كما أوضح أن المُصالحة الفلسطينية، التي تسعى إليها الفصائل الفلسطينية باجتماعاتها في القاهرة، يجب أن تتضمن موافقةً إسرائيلية.